اهتمام «سوشيالي» واسع في مصر بحيوان «الوشق»

عقب تدوينات عن مهاجمته جنوداً إسرائيليين على الحدود

الحدود المصرية - الإسرائيلية (رويترز)
الحدود المصرية - الإسرائيلية (رويترز)
TT
20

اهتمام «سوشيالي» واسع في مصر بحيوان «الوشق»

الحدود المصرية - الإسرائيلية (رويترز)
الحدود المصرية - الإسرائيلية (رويترز)

تصدر حيوان «الوشق المصري» منصة «إكس» بمصر، السبت، بعد وقت قصير من تداول تدوينات عن «مهاجمته جنوداً إسرائيليين» في منطقة جبل حريف الحدودية، ما أسفر عن إصابتهم بجروح متفاوتة.

وحسب تقارير وسائل إعلام إسرائيلية، الجمعة، فإن القوات عثرت على «الوشق المصري» الذي قام بمهاجمة الجنود، فيما لاقت هذه التقارير تفاعلاً «سوشيالياً» واسعاً عبر وسم «#الوشق_المصري».

وبينما تناول بعض المغردين بشكل ساخر هذه التقارير، وأكدوا أنه «لم يهاجم الجنود المصريين».

تحدث آخرون عن «عدم ظهور الحيوان بسهولة في أي تجمعات بشرية».

كما سردتْ بعض التدوينات تفاصيل حياة الحيوان. وذكر البعض تاريخ «الوشق المصري» عند قدماء المصريين باعتباره رمزاً لـ«العدالة».

وفسَّر المتخصص في الإعلام الرقمي بجامعة حلوان، الدكتور محمد فتحي، صدارة وسم «#الوشق_المصري» على «السوشيال ميديا» بـ«إدراج الحادث ضمن الأخبار والتقارير التي تستهدف القوات الإسرائيلية، في ظل الانتهاكات التي تحدث في قطاع غزة تجاه المدنيين الفلسطينيين».

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «اعتبار الفعل الذي قام به (الوشق) عملاً بطولياً، دفع بعض المتابعين لمعاملته (معاملة الأبطال)، والبحث عن تاريخه ومعرفة الكثير من المعلومات عنه وتداولها، وهو الأمر الذي يُمكن تفهمه في ظل ترقب الأخبار الواردة من المنطقة الحدودية باستمرار وأي حدث يقع فيها».

وكان «الوشق المصري»، أو القط البري، رمزاً للقوة والذكاء في مصر القديمة، حسب كبير الأثريين بوزارة السياحة والآثار المصرية، الدكتور مجدي شاكر، الذي قال لـ«الشرق الأوسط» إنه «صُوِّر في المعابد وهو يقطع رأس الفوضى، تعبيراً عن انتصار النظام على الفوضى، مما منحه مكانة خاصة لدى المصري القديم».

وأضاف أنه ارتبط بالمعبود «آتوم رع»، مما جعل القط يُنسب إليه اعتقاداً أن «له سبع أرواح»، المستمد من فكرة امتلاك «رع» سبع أرواح و14 قريناً، مشيراً إلى اختيار «الوشق» بدلاً من الأسد لتجسيد «آتوم رع» بسبب رؤيته الليلية الفائقة، لافتاً إلى أنه في الأساطير الفرعونية اتخذ «رع» هيئة القط البري ليرى عدوه المختفي في الظلام وينتصر عليه، مما جعله رمزاً للحماية والنظام.

الأستاذ بمركز «البحوث الزراعية»، الدكتور خالد عياد، قال لـ«الشرق الأوسط» إن «الوشق المصري لم يعد موجوداً بكثرة لأسباب عدة لها علاقة بالتغيرات المناخية واختلاف نمط الحياة البيئية»، لافتاً إلى أن «الأعداد الموجودة منه في الصحراء المصرية محدودية للغاية اليوم مع تمركزه في جنوب أفريقيا».

وأضاف أن التغيرات المناخية وطبيعة الحياة الصحراوية التي يعيشها في جماعة، بالإضافة إلى الفرائس التي تشكل تغذيته الرئيسية، أمور تغيرت طبيعتها بشكل شبه كامل، ولم تعد موجودة في سيناء، مؤكداً أن «الأعداد الموجودة منه تعد محدودة للغاية وظهوره في المنطقة الحدودية يعد أمراً مفاجئاً».

جانب من الحدود المصرية - الإسرائيلية (رويترز)
جانب من الحدود المصرية - الإسرائيلية (رويترز)

أما أستاذ الدراسات البيئية بجامعة عين شمس، الدكتور عبد المسيح سمعان، فأوضح لـ«الشرق الأوسط» أن «التغيرات المناخية وتباين درجات الحرارة وغيرها من العوامل المناخية لعبت دوراً أساسياً في تغير موطن بعض الحيوانات وانتقالها من أماكن عاشت فيها بالماضي لأماكن أخرى»، لافتاً إلى أن ظهور «الوشق المصري» بالمنطقة الحدودية ومهاجمته للأفراد أمرٌ غير مألوف من الناحية العلمية.

عودة إلى خالد عياد الذي أوضح أن طبيعة «الوشق المصري» غير هجومية على الإنسان «ما لم تكن هناك محفزات بالنسبة له أو شعوره بالتهديد، خصوصاً وأنه لا يقوم بافتراس الإنسان»، لافتاً إلى أنه «يفرض حالة من العزلة على نفسه ويعيش في جماعات، وعندما يستشعر الخطر قد تتحول الجماعة للهجوم على الإنسان».

وأوضح أنه يتسم بخفة الحركة والقدرة على المناورة والهروب والنشاط الليلي، وهي سمات تجعل من الصعب صيده في وقت يتغذى فيه على القوارض والأرانب البرية.

وهنا أشار مجدي شاكر إلى أن السمات التي اتصف بها «الوشق المصري» جعلته في الحضارة القديمة رمزاً للحماية والقوة الإلهية، واعتباره «يمثل قدرة النور على هزيمة الظلام والفوضى».


مقالات ذات صلة

رئيس الأركان الإسرائيلي: مستعدون لتوجيه ضربة قاصمة لـ«حماس»

شؤون إقليمية رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير (إ.ب.أ)

رئيس الأركان الإسرائيلي: مستعدون لتوجيه ضربة قاصمة لـ«حماس»

أفادت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، اليوم (الخميس)، بأن رئيس أركان الجيش، إيال زامير، قال إن قواته على استعداد لتوجيه «ضربة قاصمة» لحركة «حماس».

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي فلسطينية تحمل ابنها الذي قُتل في غارة جوية للجيش الإسرائيلي خلال جنازته في المستشفى الإندونيسي في بيت لاهيا شمال قطاع غزة (أ.ب)

مقتل 5 وإصابة آخرين في قصفين إسرائيليين على شمال وجنوب غزة

أفاد تلفزيون «الأقصى»، (الخميس)، بمقتل 5 وإصابة آخرين في قصفَين إسرائيليَّين على بيت لاهيا بشمال قطاع غزة، وعلى منطقة المواصي في غرب مدينة رفح بجنوب القطاع.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي فلسطينيون يتلقون تبرعات غذائية بمركز توزيع في خان يونس بقطاع غزة (أ.ب)

غزة: «وورلد سنترال كيتشن» تحذر من تفاقم أزمة الغذاء  

حذَّر مؤسِّس منظمة «وورلد سنترال كيتشن» الإغاثية خوسيه أندريس، اليوم (الخميس)، من تفاقم أزمة الغذاء في قطاع غزة، داعياً إسرائيل إلى فتح ممرات إنسانية على الفور.

«الشرق الأوسط» (غزة)
العالم العربي مقاتل حوثي يمسك ببندقية آلية مثبتة على سيارة خلال احتجاجات ضد القصف الأميركي في صنعاء (إ.ب.أ)

الحوثيون يعلنون قصف حاملة طائرات أميركية وأهداف في إسرائيل

قال متحدث عسكري باسم الحوثيين، اليوم الأربعاء، إن الجماعة اليمنية استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «كارل فينسون» في بحر العرب، وقصفت أيضاً أهدافاً في إسرائيل.

«الشرق الأوسط» (عدن)
العالم الطالب الفلسطيني محسن مهداوي (متداولة)

قاضٍ يُفرج عن ناشط طلابي فلسطيني اعتُقل أثناء مقابلة للحصول على الجنسية الأميركية

أفرج قاض عن فلسطيني قاد احتجاجات ضد حرب غزة عندما كان طالباً في جامعة كولومبيا، واعتقله مسؤولو الهجرة خلال مقابلة لإتمام إجراءات حصوله على الجنسية الأميركية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

عاصفة ترابية تربك المصريين وتعكّر الأجواء

لقطة من فيديو يرصد العاصفة الترابية في أسيوط جنوب مصر (صفحة هيئة الأرصاد الجوية بمصر)
لقطة من فيديو يرصد العاصفة الترابية في أسيوط جنوب مصر (صفحة هيئة الأرصاد الجوية بمصر)
TT
20

عاصفة ترابية تربك المصريين وتعكّر الأجواء

لقطة من فيديو يرصد العاصفة الترابية في أسيوط جنوب مصر (صفحة هيئة الأرصاد الجوية بمصر)
لقطة من فيديو يرصد العاصفة الترابية في أسيوط جنوب مصر (صفحة هيئة الأرصاد الجوية بمصر)

مثل عدد كبير من المصريين، اضطر أحمد مصطفى، (37 عاماً) أن يعتذر، عن عدم الذهاب لعمله محاسباً في شركة إلكترونيات بالتجمع الخامس، (شرق القاهرة)، الأربعاء، تخوفاً من التحذيرات الحكومية التي انطلقت قبل يومين من العاصفة الترابية التي ستتعرض لها مصر.

أحمد الذي يعيش في مدينة 15 مايو (جنوب القاهرة)، وهو متزوج ولديه طفلة في الصف الثالث الابتدائي قال لـ«الشرق الأوسط»: «أنا وزوجتي نعمل، وحين قررت وزارة التربية والتعليم منح المدارس إجازة يوم الأربعاء، بسبب العاصفة الترابية المتوقعة، لم يعد أمامنا سوى المكوث مع ابنتنا في البيت، خصوصاً أن زوجتي تعمل في مركز طبي بوسط القاهرة، بعيداً جداً عن محل سكننا».

وأصدرت وزارة التربية والتعليم المصرية قراراً بعدّ يوم الأربعاء إجازة يشمل المعلمين والعاملين بالمدارس والطلاب، تحسُّباً لسوء الأحوال الجوية.

وحذرت هيئة الأرصاد الجوية بمصر من منخفض جوي خماسيني تتعرض له البلاد، الأربعاء، وأكدت في بيان على صفحتها بـ«فيسبوك» أن المنخفض أثار عاصفة ترابية على مناطق متفرقة من الصحراء الغربية، وفق أحدث الصور المتخذة بواسطة الأقمار الاصطناعية، وسجلت سرعات الرياح فى سيوة 78 كم/ساعة، وانخفض معها مستوى الرؤية الأفقية، وناشدت الهيئة المواطنين لتوخي الحيطة والحذر.

وزارة التنمية المحلية بمصر تتابع آثار العاصفة الترابية (وزارة التنمية المحلية)
وزارة التنمية المحلية بمصر تتابع آثار العاصفة الترابية (وزارة التنمية المحلية)

وتصدرت «العاصفة الترابية» قوائم «الترند» على «غوغل» و«إكس»، الأربعاء، في مصر، ونشر العديد من المستخدمين صوراً لعاصفة ترابية يرتفع فيها الغبار لأمتار، معلقين بأن الصور من واحة سيوة (غرب مصر)، فيما شكك البعض في هذه الصور وعدّوها قديمة أو تعود لمناطق ودول أخرى.

وارتبكت أحوال المصريين وخططهم للعمل والدراسة بشكل كبير، وفق ما توضح نيفين محمد (48 عاماً) التي تعمل في مجال الدعاية والإعلان وتعيش في الجيزة، وقالت لـ«الشرق الأوسط» إنها كانت تستعد مع أبنائها لامتحانات الشهر، اليوم، في مدرستهم لكن إعلان الإجازة جعلهم يغيرون خططهم، كما أنها اضطرت للبقاء في المنزل مع الأبناء الذين يدرسون في المرحلتين الابتدائية والإعدادية، بدلاً من الخروج لتصوير مشاهد العاصفة للاستفادة بها في عملها بمجال الدعاية. مضيفة: «لم نشاهدها حتى مساء الأربعاء».

وأشارت تقارير هيئة الأرصاد إلى انخفاض شدة الرياح والرمال المثارة على القاهرة الكبرى وشمال البلاد، مع تحرك المنخفض الجوي إلى شمال البلاد وسيناء، مع استمرار آثار الأتربة والرمال المثارة شمال الصعيد، وحرصت صفحة الهيئة على نشر عدة فيديوهات لمتابعي الصفحة من محافظات مختلفة تظهر فيها آثار العاصفة.

في حين لم يشعر سكان القاهرة بآثار العاصفة، وتراوحت التعليقات بين المخاوف من تأثير العاصفة، والسخرية من الأخبار المنتشرة حولها لعدم ظهورها في الكثير من المدن، خصوصاً العاصمة القاهرة.

خريطة توضح تأثير المنخفض الجوي الخماسيني على مصر (الهيئة العامة المصرية للأرصاد الجوية)
خريطة توضح تأثير المنخفض الجوي الخماسيني على مصر (الهيئة العامة المصرية للأرصاد الجوية)

وتساءل رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس على صفحته بـ«إكس»: «هي فين العاصفة الترابية دي؟»، ليرد عليه أحد متابعيه بفيديو يتضمن مشاهد لعاصفة ترابية، معلقاً عليه: «في أسيوط».

وتساءل مستخدم آخر مستنكراً أن يكون هناك تأثير للعاصفة سوى على بعض المحافظات الساحلية، وكتب: «هل تعتقد أن هذا الجو يستحق تعطيل الدراسة؟». لترد عليه إحدى المتابعات، مؤكدة أن الأمر يستحق لأن هناك مرضى حساسية ولأن هناك أطفالاً يستقلون الباصات لمسافات طويلة ولا يمكن الاطمئنان عليهم في هذه الأجواء والرؤية الضبابية.

واستعاد مستخدمون لـ«السوشيال ميديا» العاصفة الترابية التي تعرضت لها مصر في مطلع شهر مايو (أيار) عام 1997، التي انعدمت فيها الرؤية تقريباً في القاهرة والمحافظات، وبحسب تقارير مختلفة وصلت سرعة الرياح خلال تلك العاصفة إلى 112 كيلومتراً في الساعة، وتشتهر مصر بطقس متقلب خلال هذه الفترة من العام ما يعرف بـ«رياح الخماسين».

وأكدت وزارة التنمية المحلية المصرية تعرض عدد من المحافظات إلى نشاط للرياح محملة بالأتربة بدرجات متفاوتة وسقوط أمطار خفيفة إلى متوسطة وتم التعامل معها من الوحدات المحلية، وتسببت شدة الرياح في سقوط 19 عامود إنارة في محافظة مطروح (شمال غربي مصر)، كما أغلقت بعض المحافظات طرقاً رئيسية، فيما رفعت وزارات درجة الاستعداد لمواجهة الطقس السيئ، وأهابت وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة بالمواطنين الابتعاد عن المهمات الكهربائية وأعمدة الإنارة حرصاً على سلامتهم.