الجزائر لـ«إطلاق جبهة إعلامية» في سياق توتر حاد مع باريس

قررت منع تلقي المدارس الخاصة الدعم المالي من فرنسا

وزير الاتصال (وسط) وعلى يمينه وزير الخارجية ومدير الإعلام بالرئاسة على يساره (وزارة الاتصال)
وزير الاتصال (وسط) وعلى يمينه وزير الخارجية ومدير الإعلام بالرئاسة على يساره (وزارة الاتصال)
TT
20

الجزائر لـ«إطلاق جبهة إعلامية» في سياق توتر حاد مع باريس

وزير الاتصال (وسط) وعلى يمينه وزير الخارجية ومدير الإعلام بالرئاسة على يساره (وزارة الاتصال)
وزير الاتصال (وسط) وعلى يمينه وزير الخارجية ومدير الإعلام بالرئاسة على يساره (وزارة الاتصال)

بينما طالب وزير الاتصال الجزائري، محمد مزيان، وسائل الإعلام بـ«التحرك دفاعاً عن صورة الجزائر»، في إشارة إلى تفاقم التوترات مع باريس، قررت الحكومة منع مساعدات تصل إلى المدارس الخاصة من فرنسا، في إطار مساعدات تتم ضمن التبادل في مجالات الثقافة والتعليم والفنون.

واجتمع مساء الخميس وزير الاتصال مع مسؤولي وسائل الإعلام العمومية والخاصة على مأدبة إفطار رمضاني في العاصمة الجزائر. وكان برفقته وزير الخارجية أحمد عطاف، ومستشار الرئيس المكلف الإعلام كمال سيدي السعيد.

الكاتب بوعلام صنصال (متداولة)
الكاتب بوعلام صنصال (متداولة)

وقال مزيان في خطاب قصير إن «هناك ضرورة لإطلاق جبهة إعلامية وطنية تسخّر لها جميع الوسائل والبرامج للدفاع عن صورة الجزائر». وفُهم من كلامه أنه يقصد الرد بشكل منظم على «حملات إعلامية فرنسية ضد الجزائر»، تخص المهاجرين النظاميين وغير النظاميين، وأيضاً على ضغوط سياسية للإفراج عن الكاتب الجزائري - الفرنسي بوعلام صنصال الذي التمست النيابة، الخميس، سجنه لمدة 10 سنوات مع التنفيذ، زيادة على قضايا أخرى تغذي التوترات بين البلدين منذ 8 أشهر.

وفي تصريحات سابقة يوم الأربعاء، قال مزيان في مقابلة مع الإذاعة العمومية إن وسائل الإعلام الدولية «تحولت إلى أدوات دعاية تخدم أجندات معينة»، من دون أن يوضح المقصود بهذه الكلمات، ودعا إلى «تأسيس جبهة وطنية إعلامية للدفاع عن صورة الجزائر والقضايا العادلة»، مشيراً إلى أن الجزائر «تعرضت في السنوات الأخيرة لخطط مغرضة»، ومؤكداً أن وسائل الإعلام الوطنية وقفت بحزم ضد هذه الخطط، وساهمت في الدفاع عن الوطن ووحدته ومصالحه.

البرلمانية الفرنسية سارة خنافو (حسابها الخاص بالإعلام الاجتماعي)
البرلمانية الفرنسية سارة خنافو (حسابها الخاص بالإعلام الاجتماعي)

وأكد مزيان ضرورة «تسخير كافة الإمكانات» لإنشاء «الجبهة الإعلامية» التي يطمح إليها، موضحاً أن الهدف هو «تحقيق التأثير الإقليمي والقاري في نصرة الحقيقة، والدفاع عن القضايا العادلة، رغم التحديات التي تواجه الجزائر من وسائل إعلام دولية معادية، لها إمكانات ضخمة ومدعومة من منظومة دولية، تحركها المصالح والتحالفات».

وفي هذا السياق، أفادت مصادر صحافية جزائرية بأن الحكومة قررت منع المساعدات الفرنسية التي تُقدم للمدارس الخاصة في الجزائر، وذلك «رداً على دعوات من بعض الأطراف المتطرفة في فرنسا لقطع الدعم الفرنسي الموجّه للجزائر»، والذي يُستخدم لتمويل برامج ثقافية وتعليمية، بالإضافة إلى التكوين المهني.

ويقدر عدد المدارس الخاصة في الجزائر بنحو 600 مدرسة، يلجأ إليها العديد من العائلات التي تفضل تدريس المناهج الفرنسية لأبنائها، تحضيراً لإكمال دراستهم في فرنسا. ولا توجد إحصاءات دقيقة حول حجم الأموال التي تُخصص من قبل فرنسا لتشجيع تدريس اللغة الفرنسية في المدارس الخاصة الجزائرية.

من لقاء سابق بين الرئيسين الفرنسي والجزائري (الرئاسة الفرنسية)
من لقاء سابق بين الرئيسين الفرنسي والجزائري (الرئاسة الفرنسية)

وفي سبتمبر (أيلول) 2023، أعلنت الحكومة الجزائرية حظر التعامل بالمقرر التعليمي الفرنسي في المدارس الخاصة، عادّةً الأمر «سيادياً». ويُعد هذا القرار جزءاً من خطة تُنفذ تدريجياً منذ عام 2020، وتهدف إلى تعزيز اللغة الإنجليزية بديلاً للغة الفرنسية.

وفي أكتوبر (تشرين الأول) 2024، رفعت سفارة الجزائر لدى فرنسا دعوى قضائية ضد البرلمانية الأوروبية من حزب «الاسترداد» اليميني الفرنسي، سارة خنافو، إثر ادعائها بأن حكومة بلادها «تقدم مساعدات سنوية للجزائر في إطار مشروعات للتنمية بقيمة 800 مليون يورو»، داعية إلى «قطعها ووقف تبذير المال العام».

وبينما رأت الحكومة الجزائرية أن المعلومات التي سوقتها خنافو «كاذبة»، قدر القضاء أنها «غير دقيقة»، وحسب ذلك حفظ الشكوى.

وأثارت تصريحات خنافو جدلاً في فرنسا، وخصوصاً أن الأزمة الحالية مع الجزائر كانت قد اندلعت منذ شهرين، بسبب غضب الجزائر من انحياز باريس للرباط في قضية الصحراء.

ودحضت «قناة تي إف 1» أرقام البرلمانية شديدة الخصومة للجزائر، بنشرها تقريراً لـ«منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية» يعود إلى أبريل (نيسان) 2024، تؤكد فيه أن المبلغ المقدر بـ800 مليون يورو يخص 5 أعوام (من 2017 إلى 2021)، وليس سنوياً كما زعمت خنافو.



السلطات الأمنية في غرب ليبيا تعلن تفكيك «تنظيم إرهابي»

قوات أمن في العاصمة الليبية طرابلس (أرشيفية - وزارة الداخلية بحكومة الوحدة)
قوات أمن في العاصمة الليبية طرابلس (أرشيفية - وزارة الداخلية بحكومة الوحدة)
TT
20

السلطات الأمنية في غرب ليبيا تعلن تفكيك «تنظيم إرهابي»

قوات أمن في العاصمة الليبية طرابلس (أرشيفية - وزارة الداخلية بحكومة الوحدة)
قوات أمن في العاصمة الليبية طرابلس (أرشيفية - وزارة الداخلية بحكومة الوحدة)

قال جهاز الأمن الداخلي بغرب ليبيا إنه شنّ عملية استباقية نوعية، وتمكن من تفكيك «تنظيم إرهابي محظور» كان يخطط لتنفيذ سلسلة من «العمليات التخريبية»؛ عبر تواصله الخارجي للحصول على دعم لوجيستي.

أفراد أمن بجهاز المباحث الجنائية يمشطون «ميدان الشهداء» بوسط طرابلس (وزارة الداخلية)
أفراد أمن بجهاز المباحث الجنائية يمشطون «ميدان الشهداء» بوسط طرابلس (وزارة الداخلية)

وجاء ذلك وسط ردود فعل متباينة حيال «حقيقة هذا التنظيم». وأضاف جهاز الأمن الداخلي، في تصريح صحافي، الأحد، مدعوماً بفيديو لما سمّاها «اعترافات المتهمين»، أن التنظيم «اتخذ لنفسه اسماً رمزياً زائفاً؛ سعى من خلاله إلى تضليل الآخرين وتجنيدهم». وقال إن التنظيم «اعتمد استخدام أساليب دعائية ملغومة عبر منشورات تحريضية مشبعة بالفكر المتطرف، بهدف التحشيد واستقطاب عناصر جديدة ضمن صفوفه، تمهيداً لاستهداف مواقع عسكرية وأمنية حيوية تابعة للدولة».

وأوضح جهاز الأمن أن إجراءات الاستدلال «كشفت عن أن هذا التنظيم قد شرع في التفكير والتدبير والتحضير المسبق؛ وثبت تواصله مع أشخاص خارج البلاد بهدف الحصول على دعم لوجيستي في إعداد العبوات الناسفة، والمواد الداخلة في صناعتها وطرق تحضيرها».

كما تحدث الجهاز الأمني أن هذا التنظيم الذي لم يُسمع به من قبل في ليبيا «سعى للحصول على طائرات مسيّرة (درون)؛ بهدف استخدامها في تنفيذ عمليات استطلاع للمواقع المستهدفة (...) وقد تبين قيام التنظيم بتجهيز موقع سري ليكون بمثابة قاعدة لتصنيع الأسلحة والمواد المتفجرة».

وبشيء من التشكيك، تساءل الناشط السياسي حسام القماطي عن هذا التنظيم وحقيقته، وقال إن بيان جهاز الأمن الداخلي «لم يوضح أي تفاصيل عمن قام بحظر هذا التنظيم المستحدث والصغير، مما يثير الشكوك حول مدى صدق قانونية التصنيف».

بدوره، قدم الجهاز الأمني جانباً من «اعترافات» اثنين من الموقوفين، وقال إن يقظة أفراده «أحبطت المخطط الإرهابي قبل الشروع في تنفيذه؛ وتمت إحالة الجناة إلى الجهات القضائية المختصة، وفقاً للأطر القانونية النافذة».

وأكد الجهاز الأمني عزمه على المضي قدماً في تنفيذ «الاستراتيجيات الأمنية الشاملة والهادفة إلى اجتثاث جذور الإرهاب وتطهير البلاد من براثن هذه الآفة الخطيرة، وتفكيك أي تنظيمات تسعى إلى تهديد أمن الدولة واستقرارها».

وقال أحد المتهمين، وهو من مواليد 1998، إنه في عام 2022 أنشأ صفحة على «تلغرام» لحركة «المقاومة الجهادية نصر» لدعم سرايا «اليرموك»، في حين قال موقوف آخر من مواليد 1995 إنه تعرف على بعض الأشخاص الذين عرضوا عليه الانضمام إلى الحركة «نصر»، ثم توافقوا على العمل على ضم أكبر عدد من الشباب إلى الحركة.

وقال أحد الموقوفين إنه اشترى طابعة وبدأ في طباعة المنشورات وتوزيعها في المساجد، واتفق مع شخص آخر على شراء بطارية لطائرة مسيّرة كان يملكها بهدف مراقبة المواقع العسكرية في المنطقة الغربية.

النائب العام الليبي المستشار الصديق الصور (مكتب النائب العام)
النائب العام الليبي المستشار الصديق الصور (مكتب النائب العام)

وفي شأن ذي صلة، قالت وزارة الداخلية بغرب ليبيا إن جهاز المباحث الجنائية استعرض ما سمّاه «أبرز إنجازاته» خلال الربع الأول من عام 2025 التي أسفرت عن تحقيق نجاحات ملموسة في مواجهة التهديدات الرقمية وحماية المجتمع من المخاطر الإلكترونية، وتعزيز الأمن السيبراني ومكافحة الجرائم الإلكترونية.

وقالت وزارة الداخلية إن إدارة الجهاز تمكنت من ضبط «العديد من جرائم الاحتيال الرقمي عبر تتبع الشبكات الإجرامية التي تستهدف المستخدمين عبر منصات التواصل الاجتماعي والخدمات الإلكترونية، مما أسهم في الحد من الخسائر المالية وحماية البيانات الشخصية»، مضيفة أن السلطات الأمنية تصدت «لعمليات الاختراق الإلكتروني واتخذت إجراءات استباقية لتعزيز حماية الأنظمة والبيانات الشخصية، من خلال رفع مستوى الوعي الأمني لدى الأفراد والمؤسسات».

وفي إطار جهودها لمكافحة جرائم الابتزاز الإلكتروني ونشر الشائعات المغرضة، قالت وزارة الداخلية إن إدارة جهاز المباحث الجنائية «عملت على رصد الأنشطة المشبوهة وتقديم الدعم القانوني والتقني للضحايا، بما يضمن بيئة إلكترونية أكثر أماناً كما عززت تعاونها مع الجهات المحلية والدولية لتبادل المعلومات والخبرات، إضافة إلى تطوير آليات وتقنيات حديثة للتصدي للجرائم الإلكترونية بدعم من الجهاز».

وتعهدت وزارة الداخلية التابعة لحكومة «الوحدة» بـ«الاستمرار في تكثيف الجهود لضمان بيئة رقمية آمنة»، مشددة على «أهمية تعاون المجتمع من خلال الإبلاغ الفوري عن أي شبهات أو محاولات استغلال إلكتروني عبر القنوات الرسمية».