تشديد مصري - كويتي على ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار في غزة

السيسي ومشعل الأحمد حذرا من استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على القطاع

السيسي خلال استقبال النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والداخلية بالكويت في القاهرة مطلع الشهر الحالي (الرئاسة المصرية)
السيسي خلال استقبال النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والداخلية بالكويت في القاهرة مطلع الشهر الحالي (الرئاسة المصرية)
TT
20

تشديد مصري - كويتي على ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار في غزة

السيسي خلال استقبال النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والداخلية بالكويت في القاهرة مطلع الشهر الحالي (الرئاسة المصرية)
السيسي خلال استقبال النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والداخلية بالكويت في القاهرة مطلع الشهر الحالي (الرئاسة المصرية)

شددت مصر والكويت على «ضرورة اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته للدفع باتجاه الوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة». وأدان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وأمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، استئناف إسرائيل أعمالها العدائية على القطاع.

جاءت التأكيدات المصرية - الكويتية خلال اتصال هاتفي بين السيسي ومشعل الأحمد، الثلاثاء. ووفق إفادة لمتحدث الرئاسة المصرية، محمد الشناوي، فإن الرئيس المصري، «أكد عمق وقوة ومتانة العلاقات التاريخية بين شعبي مصر والكويت الشقيقين، مشيداً بالتقدم والازدهار الذي تشهده الكويت في عهد الشيخ مشعل».

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (رويترز)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (رويترز)

فيما تحدث أمير الكويت عن «اعتزازه بالعلاقات الوثيقة التي تجمع البلدين، وحرصه على تعزيزها في كافة المجالات بما يحقق تطلعات الشعبين الشقيقين».

وأضاف المتحدث باسم الرئاسة المصرية أن الاتصال الهاتفي تناول الأوضاع الإقليمية، و«شهد التأكيد على توافق الرؤى بين مصر والكويت تجاه الأوضاع الراهنة في المنطقة، وإدانتهما واستنكارهما لاستئناف إسرائيل أعمالها العدائية على قطاع غزة، ما أسفر عن سقوط مئات الضحايا بين شهداء ومصابين من المدنيين، ومن بينهم أطفال ونساء، وذلك في انتهاك صارخ للقانون الدولي، ولاتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه، وفي إطار المساعي المبيتة لجعل قطاع غزة غير قابل للحياة لدفع الفلسطينيين من أهالي القطاع للهجرة».

وحذر الرئيس المصري وأمير الكويت، «من استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة، وما سيترتب عليها من تداعيات إنسانية، وتدهور للوضع وتوسع للصراع الإقليمي، وتقويض لفرص السلام والاستقرار في المنطقة».

أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد (كونا)
أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد (كونا)

وشددا على ضرورة «اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته للدفع تجاه الوقف الفوري لإطلاق النار، وتنفيذ حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، بما يعد الضمان الوحيد للتوصل للسلام الدائم بالشرق الأوسط».

وكانت مصر قد أدانت، بأشد العبارات، الغارات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت قطاع غزة، فجر الثلاثاء، وعدته «انتهاكاً صارخاً لاتفاق وقف إطلاق النار، وتصعيداً خطيراً ينذر بعواقب وخيمة على استقرار المنطقة».

وأعربت مجدداً في إفادة لوزارة الخارجية عن رفضها الكامل «لكافة الاعتداءات الإسرائيلية الرامية إلى إعادة التوتر للمنطقة، والعمل على إفشال الجهود الهادفة للتهدئة واستعادة الاستقرار».

فلسطينيون يتفقدون موقع غارة إسرائيلية على مبنى سكني في دير البلح وسط قطاع غزة (رويترز)
فلسطينيون يتفقدون موقع غارة إسرائيلية على مبنى سكني في دير البلح وسط قطاع غزة (رويترز)

وطالبت مصر المجتمع الدولي بـ«التدخل الفوري لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة للحيلولة دون إعادة المنطقة لسلسلة متجددة من العنف والعنف المضاد»، داعية الأطراف إلى «ضبط النفس وإتاحة الفرصة للوسطاء لاستكمال جهودهم للوصول إلى وقف دائم لإطلاق النار».

ومطلع الشهر الحالي، أكدت محادثات مصرية - كويتية في القاهرة، «أهمية تثبيت وقف إطلاق النار في غزة لضمان التطبيق الكامل لاتفاق الهدنة، بما يؤدي إلى استعادة الاستقرار الإقليمي». وأشار السيسي خلال لقاء النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والداخلية بالكويت، الشيخ فهد يوسف سعود الصباح، حينها، إلى «ضرورة تكثيف الجهود المشتركة لضمان إنفاذ الكميات الكافية من المساعدات الإغاثية لقطاع غزة».


مقالات ذات صلة

«هدنة غزة»: محادثات «حماس» بالقاهرة... هل تُعجل بالاتفاق؟

شمال افريقيا نازحون فلسطينيون يتفقدون الأضرار في شمال مدينة غزة (أ.ف.ب)

«هدنة غزة»: محادثات «حماس» بالقاهرة... هل تُعجل بالاتفاق؟

محادثات جديدة تستضيفها القاهرة مع «حماس»، بشأن استئناف اتفاق الهدنة في قطاع غزة، وسط تصعيد عسكري إسرائيلي في مختلف أنحاء القطاع

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
المشرق العربي فلسطينيون يبحثون عن ضحايا محاصرين تحت الأنقاض في موقع غارة جوية إسرائيلية أصابت منزلاً بمدينة غزة (رويترز) play-circle

«حماس»: إطلاق الأسرى مقابل وقف الحرب... معادلة يقبلها العالم ويرفضها نتنياهو

كشف مصدر مطلع في حركة «حماس» لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» اليوم (السبت) أن وفداً مؤلَّفاً من قادة كبار في الحركة الفلسطينية، من المقرر أن يصل إلى القاهرة.

«الشرق الأوسط» (غزة - القاهرة)
المشرق العربي فلسطينيون ينقلون أمتعتهم  في أعقاب أوامر الإخلاء الإسرائيلية بغزة (أ.ف.ب) play-circle

حصيلة الحرب الإسرائيلية على غزة تقترب من 51 ألف قتيل

أعلن الدفاع المدني الفلسطيني مقتل 14 شخصاً، بينهم 10 أفراد من عائلة واحدة في قصف إسرائيلي أمس الجمعة على قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (غزة)
تحليل إخباري تصاعد الدخان في الأفق شرق مخيم البريج للاجئين الفلسطينيين وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

تحليل إخباري «هدنة غزة» تقترب من «تهدئة محدودة» مع «تفاهمات اضطرارية»

تحركات مكثفة يشهدها مسار محادثات الهدنة في قطاع غزة وسط حديث عن «تقدم».

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
تحليل إخباري الرئيسان عبد الفتاح السيسي وإيمانويل ماكرون وعاهل الأردن عبد الله الثاني بمناسبة قمتهم في القاهرة يوم الثلاثاء الماضي (الصورة من الرئاسة المصرية - د.ب.أ)

تحليل إخباري فرنسا تراهن على المؤتمر الدولي في نيويورك كرافعة للعودة إلى الحل السياسي

تراهن فرنسا على المؤتمر الدولي في نيويورك كرافعة للعودة إلى الحل السياسي في الشرق الأوسط.

ميشال أبونجم (باريس)

اجتماع «الاستشاري الوطني» بالصومال... هل يُنهي الخلافات السياسية؟

الرئيس الصومالي خلال لقاء سابق مع قيادات نسائية بمناسبة «اليوم العالمي للمرأة» (وكالة الأنباء الصومالية)
الرئيس الصومالي خلال لقاء سابق مع قيادات نسائية بمناسبة «اليوم العالمي للمرأة» (وكالة الأنباء الصومالية)
TT
20

اجتماع «الاستشاري الوطني» بالصومال... هل يُنهي الخلافات السياسية؟

الرئيس الصومالي خلال لقاء سابق مع قيادات نسائية بمناسبة «اليوم العالمي للمرأة» (وكالة الأنباء الصومالية)
الرئيس الصومالي خلال لقاء سابق مع قيادات نسائية بمناسبة «اليوم العالمي للمرأة» (وكالة الأنباء الصومالية)

اجتماع جديد مرتقب للمجلس الاستشاري الوطني في الصومال دعا إليه الرئيس حسن شيخ محمود، بعد جهود لحوار وطني بالبلاد بهدف تعزيز الجبهة الداخلية والحفاظ على وحدة البلاد وهزيمة «حركة الشباب».

ذلك الاجتماع الذي لم تكشف مقديشو عن مشاركة معارضي الرئيس الصومالي فيه من عدمه بعد، إلا أنه يحمل -حسب محلل صومالي تحدَّث لـ«الشرق الأوسط»- «محطة سياسية مهمة لتوحيد الرؤى بين الحكومة الفيدرالية والولايات حول القضايا الكبرى، مثل الأمن والانتخابات».

ويمكن أن «يُسهم الاجتماع في إنهاء الخلافات التي تشمل عدداً من الأمور مثل الانتخابات المباشرة، وتقاسم السلطة، والتمثيل الأمني إذا توفرت الإرادة السياسية وخطوات تنفيذية واضحة»، وغير مستبعد «إمكانية انضمام المعارضين».

ودعا الرئيس الصومالي، قادة الولايات الفيدرالية، إلى حضور اجتماع للمجلس الاستشاري الوطني الذي سينعقد في مقديشو في يومي 1و2 من مايو (أيار) المقبل، وفق بيان صادر من الرئاسة الصومالية نقلته وسائل إعلام، السبت.

وسيجري حسين شيخ محمود أيضاً «مناقشات مع المثقفين الصوماليين وممثلي المجتمع الدولي لجمع وجهات نظر واسعة حول الأولويات الوطنية بهدف الحفاظ على الوحدة الوطنية وتسريع تحرير المناطق الخاضعة لسيطرة الإرهابيين».

ولم يكشف البيان «عمَّا إذا كان من المدعوين إلى الاجتماع رئيسا ولايتي بونتلاند، سعيد عبد الله دني وغوبالاند أحمد مدوبي، اللذان هما على خلاف مع الحكومة الفيدرالية، كما لم يُشر إلى مشاركة السياسيين المعارضين، الذين من بينهم رؤساء جمهورية ورؤساء حكومة سابقون».

ونهاية مارس (آذار) الماضي، وجَّه حسن شيخ محمود، دعوة إلى السياسيين وزعماء المجتمع للإسهام في جهود بناء دولة حديثة قائمة على الديمقراطية والنظام الفيدرالي، داعياً «السياسيين ومكونات المجتمع المدني إلى حضور اجتماع مهم لمناقشة الأوضاع السياسية والأمنية التي تشهدها البلاد في الوقت الراهن، لا سيما جهود مكافحة الإرهاب وتطوير الحكم الرشيد»، حسب ما نقلته وكالة «الأنباء الصومالية» وقتها.

المحلل السياسي الصومالي، عبد الولي جامع بري، أوضح أن «المجلس الاستشاري الوطني أعلى منصة تنسيقية سياسية في البلاد، وله دور محوري في إدارة الأزمات الوطنية والتوافق على القرارات المصيرية، خصوصاً في الأوقات الحرجة، مثل الانتخابات أو التحديات الأمنية، ويُشكل من رئيس الجمهورية، ورئيس الوزراء، ورؤساء الولايات الفيدرالية الخمس: غوبالاند، جنوب غرب، هيرشبيلي، غلمدغ، بونتلاند».

ويعتقد أن الاجتماع «سيكون أداة سياسية للتوافق والتقريب بين مراكز القوى داخل الدولة الصومالية، ومحطة سياسية مهمة لتوحيد الرؤى بين الحكومة الفيدرالية والولايات حول القضايا الكبرى، مثل الأمن والانتخابات».

الرئيس الصومالي خلال لقاء سابق مع قيادات منظمات المجتمع المدني (وكالة الأنباء الصومالية)
الرئيس الصومالي خلال لقاء سابق مع قيادات منظمات المجتمع المدني (وكالة الأنباء الصومالية)

ولم يُحدد قادة الأقاليم أو معارضو الرئيس الصومالي، رأيهم بالمشاركة، غير أن دعوة الحوار الرئاسية التي صدرت في أواخر مارس (آذار) الماضي، كانت محل ترحيب واسع من المعارضين للرئيس، وكذلك من شركاء مقديشو.

وأبدى رئيس ولاية غوبالاند في جنوب الصومال، أحمد مدوبي، ترحيبه بمحادثات السلام، ووصفها بأنها فرصة لتوحيد البلاد في معركتها ضد حركة «الشباب».

كما رحَّب سياسيون معارضون، من بينهم الرئيس الأسبق شريف شيخ أحمد، والرئيس السابق محمد عبد الله فرماجو ورؤساء الوزراء السابقون، عبدي فارح شردون، وحسن علي خيري، وعمر عبد الرشيد شرماركي، ومحمد حسين روبلي، وعبد الولي غاس، ورئيس ولاية جنوب الغرب السابق، شريف حسن شيخ آدم، والنائب عبد الرحمن عبد الشكور بالمبادرة وعدّوها خطوة نحو معالجة تحديات الأمة، مشيرين إلى أن الإرهاب وعدم الاستقرار السياسي يتطلبان التعاون، حسب ما نقله إعلام صومالي وقتها.

وكان مدوبي قد انسحب من اجتماعات «المجلس الاستشاري الوطني» في أكتوبر (تشرين الأول) 2024 ورفض نتائجها التي أقرت العودة لإجراء انتخابات مباشرة موحدة، في سبتمبر (أيلول) 2025، وهو نظام شهدته البلاد، وكانت آخر انتخابات مباشرة عام 1968، تلتها انقلابات وحروب أهلية، ليبدأ الصومال العمل بنظام الانتخابات غير المباشرة في عام 2000، والتي تعتمد بشكل رئيسي على المحاصصة القبلية، في ولاياته الخمس.

وأعلنت مصر في بيان صحافي لـ«الخارجية المصرية»، 8 أبريل (نيسان) الحالي، «الانضمام إلى البيان المشترك الصادر عن الشركاء الدوليين للصومال المرحب بمبادرة الحوار»، مؤكدة أن «دعم هذا التوجه يُعد خطوة محورية نحو تعزيز وحدة الصف الصومالي وتفعيل الحوار الوطني، في سبيل استعادة الأمن والاستقرار، وتعزيز دور المؤسسات الوطنية، بما يتماشى مع تطلعات الشعب الصومالي».

وأوضحت مصر أن «20 دولة قد انضمت إلى البيان المشترك، بالإضافة إلى عدد من المنظمات الدولية والإقليمية».

وبرأي بري فإن «الخلافات السياسية تشمل أكثر من الانتخابات المباشرة، مثل تقاسم السلطة، والتمثيل الأمني، ودور الاتحاد الأفريقي»، مضيفاً: «يمكن أن يسهم الاجتماع في إنهاء الخلافات إذا توفرت الإرادة السياسية وخطوات تنفيذية واضحة، كما أن انضمام المعارضين للحوار ممكن، ما قد يُعزز الشفافية».

ويعتقد أن «دعوة الرئيس للحوار الوطني تُمثل فرصة حقيقية لإنهاء الخلافات، شرط وجود آلية مستقلة، وضمانات، وجداول زمنية واضحة، مع إشراك كل الأطراف، بمن فيهم الشباب والمجتمع المدني».