البرهان مجدداً: لا عودة للمسار التفاوضي قبل القضاء على «الدعم السريع»

قواته تخوض معارك عنيفة... وتتقدم باتجاه جسر جبل أولياء

أعمدة الدخان الكثيف تتصاعد من جهة مطار الخرطوم الدولي الملاصق لمقر القيادة العامة للجيش (أرشيفية - رويترز)
أعمدة الدخان الكثيف تتصاعد من جهة مطار الخرطوم الدولي الملاصق لمقر القيادة العامة للجيش (أرشيفية - رويترز)
TT

البرهان مجدداً: لا عودة للمسار التفاوضي قبل القضاء على «الدعم السريع»

أعمدة الدخان الكثيف تتصاعد من جهة مطار الخرطوم الدولي الملاصق لمقر القيادة العامة للجيش (أرشيفية - رويترز)
أعمدة الدخان الكثيف تتصاعد من جهة مطار الخرطوم الدولي الملاصق لمقر القيادة العامة للجيش (أرشيفية - رويترز)

استمرّت الثلاثاء، المعارك العنيفة بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» في جنوب الخرطوم، حيث حاولت القوات المسلحة استعادة السيطرة على جسر خزان جبل أولياء الاستراتيجي، وقطع طريق الانسحاب والإمداد أمام «الدعم».

وفي موازاة ذلك، جدَّد رئيس «المجلس الانتقالي»، قائد الجيش عبد الفتاح البرهان رفضه العودة لـ«منبر جدة التفاوضي قبل القضاء على (قوات الدعم السريع) وهزيمتها».

وقال البرهان، أمام مواطنين في مجلس عزاء لجنود وضباط قُتلوا في المعركة: «لا تفاوض ولا عودة إلى منبر جدة، إلا بعد القضاء التام على الميليشيا الإرهابية - قاصداً قوات الدعم السريع - وهزيمتها، وجمع السلاح»، قاطعاً، بأن قواته عازمة على «تطهير البلاد من المتمردين، وتحقيق الأمن والاستقرار والسلام».

قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان خلال زيارة سابقة لقاعدة «فلامنغو» البحرية في بورتسودان (أ.ف.ب)

إلى ذلك، تحدَّثت تقارير إعلامية عن معارك عنيفة جرت بين قوات الجيش و«قوات الدعم السريع» شمال مدينة القطينة التابعة لولاية النيل الأبيض، وحدود ولاية الخرطوم الجنوبية، وأن «قوات الجيش تتقدَّم نحو جسر خزان جبل أولياء من محاور عدة للسيطرة عليه وقطع طريق الإمداد والانسحاب أمام قوات الدعم».

ويعد جسر خزان جبل أولياء الواقع على بعد نحو 40 كيلومتراً جنوب الخرطوم، خط الإمداد الوحيد المتبقي لـ«قوات الدعم السريع»، عبر نهر النيل الأبيض، ويربط القوات الموجودة في الخرطوم على الضفة الشرقية للنهر، بتلك الموجود في أم درمان على الضفة الغربية، كما يربط بين مناطق شرق النيل الأبيض وولايتَي كردفان ودارفور، وتعتمد قوات «الدعم» عليه في إيصال الدعم اللوجيستي للمناطق شرق النهر.

ويحقق الجيش تقدماً لافتاً في ولاية الخرطوم وعدد من مواقع القتال الأخرى، واستطاع في الأيام الماضية، استرداد مدينة الخرطوم بحري، ومناطق شرق النيل، بما في ذلك الضفة الشرقية من نهر النيل، والسيطرة على مدخلي جسري سوبا، والمنشية الشرقية، إضافة إلى السيطرة على الجهة الشرقية من جسور مدينة الخرطوم بحري.

مشهد لأحد الجسور في العاصمة السودانية الخرطوم (أ.ف.ب)

من جهة أخرى، وجَّه مساعد القائد العام للجيش السوداني الفريق ياسر العطا، بعودة «الأجهزة النظامية» لمواقعها التي غادرتها منذ بدء الحرب في 15 أبريل (نيسان) 2023، ومباشرة مهامها الطبيعية في محليات ولاية الخرطوم المختلفة بعد استردادها من «قوات الدعم السريع»، في غضون 48 ساعة.

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية «سونا» أن لجنة أمن ولاية الخرطوم، عقدت اجتماعاً برئاسة والي الولاية أحمد عثمان حمزة، شارك فيه مساعد القائد العام للجيش الفريق ياسر العطا، وحضره كل من نائب رئيس جهاز المخابرات، وقائد ثاني الاستخبارات العسكرية، وقادة المناطق العسكرية والشرطة بولاية الخرطوم، «قضى بالعمل على بسط الأمن، والقضاء على الظواهر السالبة والمتفلتين، وتأمين المواطنين في أرواحهم وممتلكاتهم».

مشهد من معارك الخرطوم (أرشيفية - أ.ف.ب)

وفي الفاشر، أعلن الجيش تدمير 47 مركبة قتالية وشاحنة، وإسقاط أكثر من 100 مسيّرة لـ«قوات الدعم السريع» في المدينة الوحيدة من إقليم دارفور التي لا تزال بيد الجيش.

وتحاصر «قوات الدعم السريع» مدينة الفاشر منذ أشهر عدة، ويدور القتال بين الطرفين فيها وحولها؛ ما أدى لنزوح نحو نصف مليون شخص إلى مناطق طويلة، وجبل مرة، وشمال السودان.

وقالت «الفرقة السادسة مشاة الفاشر»، في نشرة صحافية، إنها ألحقت خسائر فادحة بـ«قوات الدعم السريع» خلال الأيام الماضية، ودمَّرت 47 مركبة بين قتالية وناقلة جنود وشاحنة عتاد بطواقمها، فضلاً عن إسقاط 100 طائرة مسيّرة هاجمت المدينة بواسطة المضادات الأرضية.

وأكدت النشرة، أن الجيش مدعوماً بالقوات المشتركة، نفَّذ عمليات تمشيط الأحد، أدت لـ«استرداد» وتأمين عدد من المباني في جنوب المدينة، وأن «قوات المقاومة الشعبية جنوب الفاشر صدَّت هجوماً، أسفر عن مقتل 15 عنصراً من (الدعم السريع)، كانوا ينوون نهب المواشي».


مقالات ذات صلة

مصر تدعم وحدة الدولة السودانية ومؤسساتها

شمال افريقيا جنود من الجيش السوداني أمام القصر الجمهوري بعد استعادة السيطرة عليه في الخرطوم (أ.ب)

مصر تدعم وحدة الدولة السودانية ومؤسساتها

أعلن وزير الخارجية المصري، يوم الأحد، أن القاهرة تدعم الدولة السودانية ومؤسساتها، وتحرص على سرعة استعادة الأمن في السودان.

أحمد يونس (كمبالا) «الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مستشفى الشهداء التعليمي في الخرطوم نوفمبر 2024 (رويترز)

عاملات صحة في الخرطوم يخاطرن بحياتهن من أجل المرضى

كان العاملون في المجال الصحي السوداني ضحية اتهامات متكررة من المقاتلين بالتعاون مع العدو أو التقصير في علاج رفاقهم.

«الشرق الأوسط» (أم درمان (السودان))
شمال افريقيا قائد الجيش السوداني الفريق عبد الفتاح البرهان يحيِّي مؤيديه في مدينة أم درمان غرب الخرطوم (أرشيفية - أ.ب)

الجيش السوداني يواصل السيطرة على مواقع استراتيجية في الخرطوم

بعد استعادة الجيش السوداني سيطرته على القصر الرئاسي، يوم الجمعة، واصلت قواته، السبت، التقدم في مناطق أخرى من العاصمة الخرطوم.

محمد أمين ياسين (نيروبي)
شمال افريقيا جنود سودانيون داخل القصر الجمهوري في الخرطوم (أ.ف.ب) play-circle

مسؤول أممي: تقدم الجيش السوداني سيرغم «الدعم السريع» على الانسحاب لدارفور

صرح فولكر بيرتيس، المبعوث الأممي السابق إلى السودان، بأن النجاحات العسكرية التي حققها الجيش السوداني سوف ترغم «قوات الدعم السريع» على الانسحاب إلى معقلها.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
شمال افريقيا الجيش السوداني يستعيد السيطرة على القصر الرئاسي play-circle

الجيش السوداني يستعيد السيطرة على القصر الرئاسي

أعلن الجيش السوداني، صباح الجمعة، أنه سيطر بالكامل على القصر الرئاسي في وسط الخرطوم، ما يعد أحد المكاسب الكبيرة في الصراع المستمر منذ عامين في البلاد.

أحمد يونس (كمبالا) محمد أمين ياسين (نيروبي)

 مصر تجدد رفضها تهجير الفلسطينيين من غزة قسراً أو طوعاً

عائلات فلسطينية تغادر الجانب الشرقي من قطاع غزة عقب غارات جوية في وقت سابق (أ.ف.ب)
عائلات فلسطينية تغادر الجانب الشرقي من قطاع غزة عقب غارات جوية في وقت سابق (أ.ف.ب)
TT

 مصر تجدد رفضها تهجير الفلسطينيين من غزة قسراً أو طوعاً

عائلات فلسطينية تغادر الجانب الشرقي من قطاع غزة عقب غارات جوية في وقت سابق (أ.ف.ب)
عائلات فلسطينية تغادر الجانب الشرقي من قطاع غزة عقب غارات جوية في وقت سابق (أ.ف.ب)

قالت الهيئة العامة المصرية للاستعلامات، اليوم (الأحد)، إن القاهرة أعادت التأكيد على رفض أي محاولة لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة قسرا أو طوعا لأي مكان خارجه.

وجاء في بيان لهيئة الاستعلامات أن مصر «ترفض بشكل تام أي مزاعم تتداولها بعض وسائل الإعلام تتعلق بربط قبولها بمحاولات التهجير... بمساعدات اقتصادية يتم ضخها لها».

وأضافت هيئة الاستعلامات «السياسة الخارجية المصرية عموما لم تقم قط على مقايضة المصالح المصرية والعربية العليا بأي مقابل، أي كان نوعه».

وذكرت هيئة الاستعلامات المصرية أن القضية الفلسطينية هي «جوهر الأمن القومي المصري والعربي»، مشيرة إلى أن موقف مصر من القضية الفلسطينية لأكثر من 75 عاما «ظل موقفا مبدئيا راسخا يعلي من اعتبارات هذا الأمن القومي وحقوق الشعب الفلسطيني»

وندد الأردن في وقت سابق اليوم بإعلان إسرائيل إنشاء وكالة خاصة «للمغادرة الطوعية» تستهدف تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة.

وقالت وزارة الخارجية الأردنية في بيان «الخطوة الإسرائيلية، التي تزامنت مع مصادقة المجلس الوزاري الإسرائيلي على فصل 13 حيا استيطانيا غير قانوني في الضفة الغربية تمهيدا لشرعنتها كمستوطنات، تستهدف الوجود الفلسطيني على أرضه».