أعلن الجيش السوداني تحقيق «انتصارات جديدة» على «قوات الدعم السريع» في منطقة شرق النيل، وإكمال سيطرته على «مستشفى شرق النيل» ذي الموقع الاستراتيجي، فضلاً عن تأمين السيطرة على الضفة الشرقية من «جسر المنشية»، بعد معارك عنيفة استمرت أياماً عدة، فيما شنت «قوات الدعم» هجوماً بالطائرات المسيّرة على مقرات عسكرية ومدنية في مروي شمال السودان، وقاعدة «وادي سيدنا» العسكرية شمال مدينة أم درمان، وشوهدت ألسنة النيران تلتهم عدداً من المواقع، وسُمعت أصوات انفجارات في عدد من المنشآت.
قوات درع السودان من داخل مستشفى شرق النيل بقيادة اللواء أبو عاقلة كيكل قائد قوات درع السودان. #القوات_المسلحة_السودانية #قوات_درع_السودان pic.twitter.com/WeNJZYdjH9
— قوات درع السودان (@sudanshiled0) March 4, 2025
وقال الجيش السوداني، وفقاً لصفحته الرسمية على «فيسبوك»، إن قواته أكملت تسلم «مستشفى سوبا» بشرق النيل، والسيطرة على «كوبري المنشية» الرابط بين شرق منطقة النيل وشرق الخرطوم، وألحقت خسائر فادحة بـ«قوات الدعم السريع»، واقتربت من إكمال السيطرة على منطقة «شرق النيل» التي تعدّ معقلاً أساسياً من معاقل «الدعم».
مواطنون الجريف شرق مع قائد قوات درع السودان pic.twitter.com/EFMagJ2BK9
— قوات العمل الخاص (@Sudanis0) March 4, 2025
وباستيلاء الجيش على المدخل الشرقي لـ«جسر المنشية»، الذي يربط بين شرق الخرطوم وغربها عبر النيل الأزرق، اضطرت «قوات الدعم السريع» إلى التراجع غرباً حتى منطقة المنشية بالخرطوم، وتقلصت مناطق سيطرتها في العاصمة بمدنها الثلاث.
ووفقاً لتقارير نقلاً عن شهود، فإن الجيش اقترب من إكمال السيطرة على مدينة الخرطوم بحري، ومعظم أحياء مدينة أم درمان، ونحو 70 في المائة من مدينة الخرطوم، بينما لا تزال «قوات الدعم» تسيطر على القصر الرئاسي، وبعض المناطق في جنوب وشرق الخرطوم، والأجزاء الغربية والجنوبية من مدينة أم درمان.
وفي السياق، أعلنت «الفرقة 19 مشاة» التابعة للجيش في مروي أن مضاداتها الأرضية تصدت لهجوم بالطائرات المسيّرة شنته «قوات الدعم السريع»، على مقر قيادة الفرقة و«سد مروي»، وأسفر عن «بعض الأضرار».
وذكر شهود عيان أن الهجوم أدى لقطع التيار الكهربائي عن بعض أنحاء الولاية الشمالية، نتيجة استهداف محطة التوليد الكهربائي، وقالوا إن الطيران المسيّر استهدف أيضاً منطقة كرري العسكرية شمال أم درمان.

ولم يعلق «الدعم السريع» رسمياً على هجمات المسيّرات أو المعارك الدائرة في الخرطوم وعدد من المناطق، لكن شهود عيان أشاروا إلى تصاعد ألسنة النيران في منطقة «وادي سيدنا» العسكرية، ونشروا مقاطع فيديو لحرائق قالوا إنها حدثت هناك، وأضافوا أنهم سمعوا أصوات انفجارات ضخمة هزت نواحي شمال أم درمان.
ومنذ إعلان تأسيسه تحالفاً عسكرياً وسياسياً وعزمه تشكيل حكومة في مناطق سيطرته، دأب نشطاء موالون لـ«الدعم السريع»، على نشر معلومات عن حصوله على مسيّرات ومضادات طيران حديثة، «تستطيع ردع التفوق الجوي» للجيش السوداني.
ونقل شاهد واحد على الأقل أن المسيّرات التي استهدفت الفرقة التاسعة ومنطقة كرري العسكرية صباح الثلاثاء، هي مسيّرات حديثة تستطيع الرصد وتنفيذ الضربات العسكرية، ولا تستطيع الدفاعات الجوية الحالية التصدي لها.
مسيرات تضرب في مروي pic.twitter.com/mK92Zb0YGY
— دبشك|dabshek (@osman_2610) March 4, 2025
وقال متحدثون باسم «تحالف تأسيس» إن أحد أهداف الحكومة التي ينوون تشكيلها، هو تحييد طيران الجيش الذي اتهموه بـ«استهداف المدنيين على أسس عنصرية»، واستجلاب مضادات حديثة وفعالة، «وتأسيس سلاح طيران يغير معادلة التفوق الجوي لمصلحة (قوات الدعم السريع)».
وكانت وكالة «رويترز» قد نشرت الأسبوع الماضي، نقلاً عن باحثين في جامعة ييل الأميركية، وجود طائرات مسيّرة حديثة في مطار نيالا الذي تسيطر عليه «قوات الدعم السريع».
ونسبت إلى «شركة جينز»، المختصة في الاستخبارات الدفاعية، أن المسيّرات التي أظهرتها الصور صينية الصنع من طراز «سي إتش 95» التي تتمتع بقدرات عالية في المراقبة من مسافات بعيدة، وتملك قدرة تنفيذ ضربات من مسافة 200 كيلومتر.