الجيش السوداني يقترب من السيطرة على شرق الخرطوم

مسيّرات «الدعم السريع» تستهدف سداً كهرومائياً وقواعد عسكرية شمال البلاد

من معارك الخرطوم (أرشيفية - رويترز)
من معارك الخرطوم (أرشيفية - رويترز)
TT
20

الجيش السوداني يقترب من السيطرة على شرق الخرطوم

من معارك الخرطوم (أرشيفية - رويترز)
من معارك الخرطوم (أرشيفية - رويترز)

أعلن الجيش السوداني تحقيق «انتصارات جديدة» على «قوات الدعم السريع» في منطقة شرق النيل، وإكمال سيطرته على «مستشفى شرق النيل» ذي الموقع الاستراتيجي، فضلاً عن تأمين السيطرة على الضفة الشرقية من «جسر المنشية»، بعد معارك عنيفة استمرت أياماً عدة، فيما شنت «قوات الدعم» هجوماً بالطائرات المسيّرة على مقرات عسكرية ومدنية في مروي شمال السودان، وقاعدة «وادي سيدنا» العسكرية شمال مدينة أم درمان، وشوهدت ألسنة النيران تلتهم عدداً من المواقع، وسُمعت أصوات انفجارات في عدد من المنشآت.

وقال الجيش السوداني، وفقاً لصفحته الرسمية على «فيسبوك»، إن قواته أكملت تسلم «مستشفى سوبا» بشرق النيل، والسيطرة على «كوبري المنشية» الرابط بين شرق منطقة النيل وشرق الخرطوم، وألحقت خسائر فادحة بـ«قوات الدعم السريع»، واقتربت من إكمال السيطرة على منطقة «شرق النيل» التي تعدّ معقلاً أساسياً من معاقل «الدعم».

وباستيلاء الجيش على المدخل الشرقي لـ«جسر المنشية»، الذي يربط بين شرق الخرطوم وغربها عبر النيل الأزرق، اضطرت «قوات الدعم السريع» إلى التراجع غرباً حتى منطقة المنشية بالخرطوم، وتقلصت مناطق سيطرتها في العاصمة بمدنها الثلاث.

ووفقاً لتقارير نقلاً عن شهود، فإن الجيش اقترب من إكمال السيطرة على مدينة الخرطوم بحري، ومعظم أحياء مدينة أم درمان، ونحو 70 في المائة من مدينة الخرطوم، بينما لا تزال «قوات الدعم» تسيطر على القصر الرئاسي، وبعض المناطق في جنوب وشرق الخرطوم، والأجزاء الغربية والجنوبية من مدينة أم درمان.

وفي السياق، أعلنت «الفرقة 19 مشاة» التابعة للجيش في مروي أن مضاداتها الأرضية تصدت لهجوم بالطائرات المسيّرة شنته «قوات الدعم السريع»، على مقر قيادة الفرقة و«سد مروي»، وأسفر عن «بعض الأضرار».

وذكر شهود عيان أن الهجوم أدى لقطع التيار الكهربائي عن بعض أنحاء الولاية الشمالية، نتيجة استهداف محطة التوليد الكهربائي، وقالوا إن الطيران المسيّر استهدف أيضاً منطقة كرري العسكرية شمال أم درمان.

دخان يتصاعد خلال اشتباكات بين «قوات الدعم السريع» والجيش في الخرطوم (أرشيفية - رويترز)
دخان يتصاعد خلال اشتباكات بين «قوات الدعم السريع» والجيش في الخرطوم (أرشيفية - رويترز)

ولم يعلق «الدعم السريع» رسمياً على هجمات المسيّرات أو المعارك الدائرة في الخرطوم وعدد من المناطق، لكن شهود عيان أشاروا إلى تصاعد ألسنة النيران في منطقة «وادي سيدنا» العسكرية، ونشروا مقاطع فيديو لحرائق قالوا إنها حدثت هناك، وأضافوا أنهم سمعوا أصوات انفجارات ضخمة هزت نواحي شمال أم درمان.

ومنذ إعلان تأسيسه تحالفاً عسكرياً وسياسياً وعزمه تشكيل حكومة في مناطق سيطرته، دأب نشطاء موالون لـ«الدعم السريع»، على نشر معلومات عن حصوله على مسيّرات ومضادات طيران حديثة، «تستطيع ردع التفوق الجوي» للجيش السوداني.

ونقل شاهد واحد على الأقل أن المسيّرات التي استهدفت الفرقة التاسعة ومنطقة كرري العسكرية صباح الثلاثاء، هي مسيّرات حديثة تستطيع الرصد وتنفيذ الضربات العسكرية، ولا تستطيع الدفاعات الجوية الحالية التصدي لها.

وقال متحدثون باسم «تحالف تأسيس» إن أحد أهداف الحكومة التي ينوون تشكيلها، هو تحييد طيران الجيش الذي اتهموه بـ«استهداف المدنيين على أسس عنصرية»، واستجلاب مضادات حديثة وفعالة، «وتأسيس سلاح طيران يغير معادلة التفوق الجوي لمصلحة (قوات الدعم السريع)».

وكانت وكالة «رويترز» قد نشرت الأسبوع الماضي، نقلاً عن باحثين في جامعة ييل الأميركية، وجود طائرات مسيّرة حديثة في مطار نيالا الذي تسيطر عليه «قوات الدعم السريع».

ونسبت إلى «شركة جينز»، المختصة في الاستخبارات الدفاعية، أن المسيّرات التي أظهرتها الصور صينية الصنع من طراز «سي إتش 95» التي تتمتع بقدرات عالية في المراقبة من مسافات بعيدة، وتملك قدرة تنفيذ ضربات من مسافة 200 كيلومتر.


مقالات ذات صلة

البرهان يعين رئيس وزراء ووزير خارجية

شمال افريقيا رئيس الوزراء دفع الله الحاج علي عثمان (أرشيفية - سونا)

البرهان يعين رئيس وزراء ووزير خارجية

واعتمد البرهان أيضاً قرارات من مجلس الوزراء بتكليف السفير عمر محمد أحمد صديق، وزيراً للخارجية، ودكتور التهامي الزين حجر وزيراً للتربية والتعليم.

محمد أمين ياسين (نيروبي)
الخليج عناصر من قوات الأمن الإماراتية (أرشيفية- الشرق الأوسط)

الإمارات: إحباط محاولة غير مشروعة لتمرير أسلحة للجيش السوداني

أفادت وكالة أنباء الإمارات، اليوم، بأن أجهزة الأمن في البلاد أحبطت ما وصفتها بأنها محاولة «غير مشروعة» لتمرير أسلحة وعتاد عسكري إلى القوات المسلحة السودانية.

«الشرق الأوسط» (دبي)
شمال افريقيا لقطة من فيديو بثه «الدعم السريع» لعناصر في الفاشر عبر «تلغرام» الثلاثاء

«الدعم السريع» توجه نداءً للجيش والقوة المشتركة بإخلاء الفاشر

عاد الهدوء الحذر يخيم على الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور في غرب السودان، بعد يوم من هجوم كبير شنته «قوات الدعم السريع» على المدينة من كل المحاور، وصده الجيش.

محمد أمين ياسين (نيروبي)
شمال افريقيا البرهان متحدثاً في مؤتمر الخدمة المدنية ببورتسودان الثلاثاء (أ.ف.ب)

البرهان ينفي دور «إخوان بورتسودان» في التحريض على الحرب

نفى رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان وجود «أي دور للإسلاميين وأنصار النظام السابق في بورتسودان في استمرار الحرب».

أحمد يونس (كمبالا) وجدان طلحة (بورتسودان)
شمال افريقيا أشخاص يسيرون أمام مركبات مدمرة في الخرطوم يوم 28 أبريل 2025 (أ.ف.ب)

أكثر من 20 قتيلاً في قصف مدفعي لـ«الدعم السريع» على مخيم للنازحين غرب السودان

قُتل أكثر من 20 مدنياً وجُرح 40 آخرون في الأيام الثلاثة الأخيرة في قصف لـ«قوات الدعم السريع» على مخيم للنازحين تضربه المجاعة في غرب السودان.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)

عاصفة ترابية تربك المصريين وتعكّر الأجواء

لقطة من فيديو يرصد العاصفة الترابية في أسيوط جنوب مصر (صفحة هيئة الأرصاد الجوية بمصر)
لقطة من فيديو يرصد العاصفة الترابية في أسيوط جنوب مصر (صفحة هيئة الأرصاد الجوية بمصر)
TT
20

عاصفة ترابية تربك المصريين وتعكّر الأجواء

لقطة من فيديو يرصد العاصفة الترابية في أسيوط جنوب مصر (صفحة هيئة الأرصاد الجوية بمصر)
لقطة من فيديو يرصد العاصفة الترابية في أسيوط جنوب مصر (صفحة هيئة الأرصاد الجوية بمصر)

مثل عدد كبير من المصريين، اضطر أحمد مصطفى، (37 عاماً) أن يعتذر، عن عدم الذهاب لعمله محاسباً في شركة إلكترونيات بالتجمع الخامس، (شرق القاهرة)، الأربعاء، تخوفاً من التحذيرات الحكومية التي انطلقت قبل يومين من العاصفة الترابية التي ستتعرض لها مصر.

أحمد الذي يعيش في مدينة 15 مايو (جنوب القاهرة)، وهو متزوج ولديه طفلة في الصف الثالث الابتدائي قال لـ«الشرق الأوسط»: «أنا وزوجتي نعمل، وحين قررت وزارة التربية والتعليم منح المدارس إجازة يوم الأربعاء، بسبب العاصفة الترابية المتوقعة، لم يعد أمامنا سوى المكوث مع ابنتنا في البيت، خصوصاً أن زوجتي تعمل في مركز طبي بوسط القاهرة، بعيداً جداً عن محل سكننا».

وأصدرت وزارة التربية والتعليم المصرية قراراً بعدّ يوم الأربعاء إجازة يشمل المعلمين والعاملين بالمدارس والطلاب، تحسُّباً لسوء الأحوال الجوية.

وحذرت هيئة الأرصاد الجوية بمصر من منخفض جوي خماسيني تتعرض له البلاد، الأربعاء، وأكدت في بيان على صفحتها بـ«فيسبوك» أن المنخفض أثار عاصفة ترابية على مناطق متفرقة من الصحراء الغربية، وفق أحدث الصور المتخذة بواسطة الأقمار الاصطناعية، وسجلت سرعات الرياح فى سيوة 78 كم/ساعة، وانخفض معها مستوى الرؤية الأفقية، وناشدت الهيئة المواطنين لتوخي الحيطة والحذر.

وزارة التنمية المحلية بمصر تتابع آثار العاصفة الترابية (وزارة التنمية المحلية)
وزارة التنمية المحلية بمصر تتابع آثار العاصفة الترابية (وزارة التنمية المحلية)

وتصدرت «العاصفة الترابية» قوائم «الترند» على «غوغل» و«إكس»، الأربعاء، في مصر، ونشر العديد من المستخدمين صوراً لعاصفة ترابية يرتفع فيها الغبار لأمتار، معلقين بأن الصور من واحة سيوة (غرب مصر)، فيما شكك البعض في هذه الصور وعدّوها قديمة أو تعود لمناطق ودول أخرى.

وارتبكت أحوال المصريين وخططهم للعمل والدراسة بشكل كبير، وفق ما توضح نيفين محمد (48 عاماً) التي تعمل في مجال الدعاية والإعلان وتعيش في الجيزة، وقالت لـ«الشرق الأوسط» إنها كانت تستعد مع أبنائها لامتحانات الشهر، اليوم، في مدرستهم لكن إعلان الإجازة جعلهم يغيرون خططهم، كما أنها اضطرت للبقاء في المنزل مع الأبناء الذين يدرسون في المرحلتين الابتدائية والإعدادية، بدلاً من الخروج لتصوير مشاهد العاصفة للاستفادة بها في عملها بمجال الدعاية. مضيفة: «لم نشاهدها حتى مساء الأربعاء».

وأشارت تقارير هيئة الأرصاد إلى انخفاض شدة الرياح والرمال المثارة على القاهرة الكبرى وشمال البلاد، مع تحرك المنخفض الجوي إلى شمال البلاد وسيناء، مع استمرار آثار الأتربة والرمال المثارة شمال الصعيد، وحرصت صفحة الهيئة على نشر عدة فيديوهات لمتابعي الصفحة من محافظات مختلفة تظهر فيها آثار العاصفة.

في حين لم يشعر سكان القاهرة بآثار العاصفة، وتراوحت التعليقات بين المخاوف من تأثير العاصفة، والسخرية من الأخبار المنتشرة حولها لعدم ظهورها في الكثير من المدن، خصوصاً العاصمة القاهرة.

خريطة توضح تأثير المنخفض الجوي الخماسيني على مصر (الهيئة العامة المصرية للأرصاد الجوية)
خريطة توضح تأثير المنخفض الجوي الخماسيني على مصر (الهيئة العامة المصرية للأرصاد الجوية)

وتساءل رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس على صفحته بـ«إكس»: «هي فين العاصفة الترابية دي؟»، ليرد عليه أحد متابعيه بفيديو يتضمن مشاهد لعاصفة ترابية، معلقاً عليه: «في أسيوط».

وتساءل مستخدم آخر مستنكراً أن يكون هناك تأثير للعاصفة سوى على بعض المحافظات الساحلية، وكتب: «هل تعتقد أن هذا الجو يستحق تعطيل الدراسة؟». لترد عليه إحدى المتابعات، مؤكدة أن الأمر يستحق لأن هناك مرضى حساسية ولأن هناك أطفالاً يستقلون الباصات لمسافات طويلة ولا يمكن الاطمئنان عليهم في هذه الأجواء والرؤية الضبابية.

واستعاد مستخدمون لـ«السوشيال ميديا» العاصفة الترابية التي تعرضت لها مصر في مطلع شهر مايو (أيار) عام 1997، التي انعدمت فيها الرؤية تقريباً في القاهرة والمحافظات، وبحسب تقارير مختلفة وصلت سرعة الرياح خلال تلك العاصفة إلى 112 كيلومتراً في الساعة، وتشتهر مصر بطقس متقلب خلال هذه الفترة من العام ما يعرف بـ«رياح الخماسين».

وأكدت وزارة التنمية المحلية المصرية تعرض عدد من المحافظات إلى نشاط للرياح محملة بالأتربة بدرجات متفاوتة وسقوط أمطار خفيفة إلى متوسطة وتم التعامل معها من الوحدات المحلية، وتسببت شدة الرياح في سقوط 19 عامود إنارة في محافظة مطروح (شمال غربي مصر)، كما أغلقت بعض المحافظات طرقاً رئيسية، فيما رفعت وزارات درجة الاستعداد لمواجهة الطقس السيئ، وأهابت وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة بالمواطنين الابتعاد عن المهمات الكهربائية وأعمدة الإنارة حرصاً على سلامتهم.