رئيس «ائتلاف المعارضة» في موريتانيا غير متفاءل بالحوار المرتقب مع النظام

بيرام قال إن جل الأحزاب التي تُظهر المعارضة «هي في الحقيقة موالاة احتياطية»

بيرام ولد الداه ولد اعبيد خلال حملة الانتخابات الرئاسية الأخيرة (أ.ف.ب)
بيرام ولد الداه ولد اعبيد خلال حملة الانتخابات الرئاسية الأخيرة (أ.ف.ب)
TT

رئيس «ائتلاف المعارضة» في موريتانيا غير متفاءل بالحوار المرتقب مع النظام

بيرام ولد الداه ولد اعبيد خلال حملة الانتخابات الرئاسية الأخيرة (أ.ف.ب)
بيرام ولد الداه ولد اعبيد خلال حملة الانتخابات الرئاسية الأخيرة (أ.ف.ب)

قال رئيس «ائتلاف قوى المعارضة» في موريتانيا، بيرام ولد الداه ولد اعبيد، إن «كثيراً من الأحزاب السياسية المعارضة هي في الحقيقة أحزاب موالاة احتياطية».

وأضاف ولد اعبيد في مقابلة صحافية مع قناة «صحراء 24» أن رئيس الجمهورية «لم يُغيّر قناعاته التي دخل بها اللقاء الذي جمعهما رغم مرونته»، موضحاً أنه رغم «مرونة الرئيس التي يختلف بها عن سلفه في الرئاسة فإن سياسات محمد ولد الشيخ الغزواني ليست مرنة، لأنها ليست سياساته لوحده».

وبخصوص الحوار المرتقب، قال بيرام إن ما يحتاجه هو «أن يكون هناك أقطاب معارضة محدّدون، وأنداد للنظام في واجهة هذا الحوار»، وأكد أنه «يستطيع توحيد طيف المعارضة الحقيقية».

وفي وقتٍ يجري فيه الرئيس ولد الغزواني مباحثات مع رؤساء أحزاب معارضة، قال بيرام إن المعارضة «لم تتوحد إلا بعد دعوة رئيس الجمهورية ولد الغزواني للحوار، وهو ما سيفرقها في وقت لاحق».

وكشف بيرام أن حزب «تواصل»، وإن كان ينسق اجتماعات القوى المعارضة في هذه الفترة «إلا أنه لم يكن هو صاحب مبادرة الحوار وتوحيد العمل المعارض، وإنما قادها حزب التحالف من أجل العدالة والديمقراطية/حركة التجديد»، مشيراً إلى أن عدم رئاسته لمؤسسة المعارضة الديمقراطية، التي يقودها رئيس حزب «تواصل»، أكبر أحزاب المعارضة في البرلمان، حمادي ولد سيدي المختار، «يطعن في فاعليتها وإن لم يطعن في شرعيّتها».

وأضاف الزعيم المعارض، الفائز بالمرتبة الثانية في آخر ثلاث انتخابات رئاسية، أنه اليوم هو من «يمثل المعارضة»، متسائلاً إن كان هناك من يستطيع التشكيك في ذلك.

ولم يبدِ بيرام تفاؤلاً بالحوار المرتقب مع النظام، بعد لقائه الخميس مع الرئيس غزواني، الذي «لم يغيّر قناعاته التي دخل بها اللقاء الذي جمعهما رغم مرونته»، حسب تعبير رئيس ائتلاف القوى المنافحة للنظام.

ويتصدر المشهد السياسي الموريتاني حوار وعد به رئيس الجمهورية «لا يقصي أحداً، ولا يستثني موضوعاً»، وذلك منذ وصوله للسلطة 2019، كان قد تعثّر في مأموريته الأولى، لكن بيرام وقوى المعارضة الأخرى يشترطان توفير ضمانات من النظام للمشاركة فيه.


مقالات ذات صلة

السعودية: أمن المنطقة يتطلب إقامة دولة فلسطينية مستقلة

الخليج نائب وزير الخارجية السعودي خلال مشاركته في اجتماع جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري (واس)

السعودية: أمن المنطقة يتطلب إقامة دولة فلسطينية مستقلة

جدَّدت السعودية رفضها التام لدعوات تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه، ولأي محاولات لفرض حلول لا تحقق تطلعاته المشروعة في تقرير مصيره.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
العالم العربي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال لقائه سلطان عمان هيثم بن طارق في الكرملين بموسكو اليوم (أ.ف.ب) play-circle 00:30

بوتين يعلن خططاً لعقد قمة تجمع روسيا والدول العربية

أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم (الثلاثاء)، خططاً تُعدها موسكو لعقد قمة بين روسيا والدول العربية خلال العام الحالي.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم العربي الأمير فيصل بن فرحان خلال استقباله الدكتور بدر عبد العاطي في مقر الخارجية السعودية بالرياض الاثنين (واس)

مشاورات سعودية - مصرية في الرياض

استضافت الرياض الاجتماع الوزاري السابع للجنة المتابعة والتشاور السياسي بين السعودية ومصر، الذي ناقش التطورات الإقليمية والدولية والجهود المبذولة بشأنها.

غازي الحارثي (الرياض)
شمال افريقيا افتتاح مؤتمر «العمل العربي» في القاهرة (وزارة العمل المصرية)

مؤتمر «العمل العربي» في القاهرة يدعو إلى «التكامل» ومواجهة تحديات المنطقة

دعا مؤتمر «العمل العربي» في القاهرة إلى «تعزيز آليات التعاون والتكامل بين الدول العربية لمواجهة تحديات المنطقة».

أحمد إمبابي (القاهرة)
الخليج الشيخ محمد بن زايد آل نهيان خلال استقبال وزير الخارجية العراقي فؤاد محمد حسين (وام)

محمد بن زايد يستقبل وزير الخارجية العراقي ويبحث معه القضايا المشتركة

استقبل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات وزير الخارجية العراقي فؤاد محمد حسين

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)

اتهامات بـ«اعتداء جنسي» على طفل داخل مدرسة تفجّر غضباً واسعاً بمصر

وزير التعليم المصري محمد عبد اللطيف يتابع سير العملية التعليمية بإحدى المدارس (أرشيفية - وزارة التربية والتعليم)
وزير التعليم المصري محمد عبد اللطيف يتابع سير العملية التعليمية بإحدى المدارس (أرشيفية - وزارة التربية والتعليم)
TT

اتهامات بـ«اعتداء جنسي» على طفل داخل مدرسة تفجّر غضباً واسعاً بمصر

وزير التعليم المصري محمد عبد اللطيف يتابع سير العملية التعليمية بإحدى المدارس (أرشيفية - وزارة التربية والتعليم)
وزير التعليم المصري محمد عبد اللطيف يتابع سير العملية التعليمية بإحدى المدارس (أرشيفية - وزارة التربية والتعليم)

فَجَّر اتهام مسؤول بإحدى المدارس الخاصة في مدينة دمنهور، إلى الشمال من القاهرة، بـ«الاعتداء الجنسي» على طفل عمره 6 سنوات يدرس بالمدرسة حالة غضب واسعة في مصر، وتحولت القضية إلى «قضية رأي عام» يترقب الجميع الفصل فيها.

وتبدأ محكمة جنايات دمنهور، الأربعاء، نظر أولى جلسات القضية التي تعود وقائعها، وفق وزارة التربية والتعليم، إلى فبراير (شباط) من عام 2024.

حسب ملف التحقيقات، الذي اطلعت عليه «الشرق الأوسط»، فإن أول تحقيق للنيابة فيها يعود إلى تاريخ 13 فبراير من العام الماضي، حين اتهم والد الطفل، مشرفاً مالياً يبلغ من العمر 78 عاماً ويعمل لدى مدرسة «الكرمة» في دمنهور بمحافظة البحيرة، بـ«الاعتداء على نجله الطالب هناك وهتك عرضه»، في حين تحدثت الأم عن «تستُّر مديرة المدرسة»، وعن أن إحدى العاملات «ساعدت المتهم على فعلته».

وتحتل القضية صدارة التفاعل على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، وعبَّر مدونون عن تعاطفهم مع الطفل ودعمهم لأسرته، منتقدين غياب الرقابة في بعض المدارس.

وبينما تداول متابعون روايات مختلفة للواقعة، وسط انقسام بشأن تفاصيلها وحقيقة التهم الموجهة، أهابت وزارة التعليم في بيان، يوم الاثنين، رواد التواصل الاجتماعي، «تحري الدقة فيما ينشر عن القضية».

وقالت الوزارة إن مديرية التربية والتعليم بمحافظة البحيرة ستتخذ مع الممثل القانوني والجهة المالكة للمدرسة جميع الإجراءات القانونية فور صدور حكم نهائي في القضية.

تأتي القضية في وقت تشهد فيه مصر زخماً في الحديث عن التحرش الجنسي بالأطفال، بعد عرض مسلسل «لام شمسية»، رمضان الماضي، الذي تناول تلك القضية، وحاز صدى واسعاً من المتابعة والتعليقات.

لقطة من مسلسل «لام شمسية» الذي تناول قضية التحرش الجنسي بالأطفال

وحفظت النيابة ملف القضية، نهاية العام الماضي، بعد استجواب المتهم ونفيه الواقعة. وكانت النيابة قد أرسلت في طلبه أكثر من مرة ولم يحضر للتحقيق، وأرجع ذلك إلى «إجرائه عملية قلب مفتوح»، وفق أوراق التحقيقات.

وفتح تظلم لأسرة الطفل على القرار ملف القضية من جديد في يناير (كانون الثاني) 2025، ليُضاف إليها شهود جدد من ضمنهم ولية أمر ثلاثة تلاميذ بالمدرسة نفسها تُدعى ندا الغزالي، وهي أيضاً صديقة مقربة لأسرة الضحية.

وقالت ندا لـ«الشرق الأوسط»: «طوال العام الماضي وأولياء الأمور يعيشون في رعب، في ظل إصرار إدارة المدرسة على نفي الواقعة»، مشيرةً إلى أن أسرة الطفل ضحية الاعتداء «فضَّلت عدم اللجوء إلى السوشيال ميديا، وسلكت الطرق القانونية، نظراً لحساسية القضية».

وأضافت: «والدة الطفل الضحية علمت بالأمر بعد ملاحظة على نجلها، وبسؤاله أفصح لها عن الواقعة»، مؤكدة أنها سمعت ذلك بنفسها من لسان الطفل فيما بعد.

وطالب مدونون بحق الطفل بعد تدشين وسم يحمل اسمه، بالتزامن مع انتشار نصائح لكيفية توعية الأطفال لحماية أنفسهم من التحرش، أو الإفصاح عنه حال تعرضوا له.

وقالت صديقة أسرة الطفل إن القضية «ستحمل العديد من المفاجآت، ولديهم حافظة أوراق جديدة تدعم موقف الطفل سيقدمونها غداً في أولى جلسات المحاكمة».

في حين دعا آخرون إلى عدم الانسياق وراء ما يقال عبر «السوشيال ميديا»، وترك الأمر للمحكمة، خصوصاً مع وجود ثغرات وعلامات استفهام كثيرة فيما جرى تداوله حول القضية حتى الآن، منتقدين نشر بيانات الطفل، لما سيسببه له ذلك من وصمة تلاحقه طيلة حياته.

وأعلنت رئيسة المجلس القومي للطفولة والأمومة، سحر السنباطي، في بيان، الثلاثاء، تكليف المجلس محامين من وحدة الدعم القانوني في المجلس، لحضور جلسة المحاكمة «لضمان حصول الطفل على كافة الحقوق القانونية».

في حين دعا رئيس مجلس أمناء أولياء أمور دمنهور السابق، أحمد رفاعي، خلال تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، إلى سرعة تطبيق العدالة في القضية في ظل حالة القلق الواسعة لدى أولياء الأمور على أبنائهم.