مصر لتوسيع نطاق التغطية الصحية لمنظومة «التأمين الشامل»

مدبولي تحدّث عن خطط لتطوير المستشفيات وتدريب الكوادر الطبية

جانب من «المنتدى السنوي لهيئة التأمين الصحي الشامل» (مجلس الوزراء المصري)
جانب من «المنتدى السنوي لهيئة التأمين الصحي الشامل» (مجلس الوزراء المصري)
TT
20

مصر لتوسيع نطاق التغطية الصحية لمنظومة «التأمين الشامل»

جانب من «المنتدى السنوي لهيئة التأمين الصحي الشامل» (مجلس الوزراء المصري)
جانب من «المنتدى السنوي لهيئة التأمين الصحي الشامل» (مجلس الوزراء المصري)

تتجه مصر للتوسع في التغطية الصحية لمنظومة «التأمين الشامل» ليتضمن ذلك المحافظات المصرية كافة، لضمان وصول الخدمة الطبية إلى جميع المواطنين.

وأكد رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، الأحد، أن «تطبيق منظومة التأمين الصحي الشامل، هو تحول جوهري في مفهوم الرعاية الصحية، ويعد تطبيقاً للآليات التعاهدية لميثاق حقوق الإنسان»، متحدثاً عن خطط لتطوير المستشفيات، وتدريب الكوادر الطبية.

وأقر مجلس النواب المصري «البرلمان» قانون «التأمين الصحي الشامل» عام 2018، وخضع لتعديلات تشريعية لاحقة في بعض مواده، وبدأت مصر تطبيقه منذ عام 2019 تدريجياً على مراحل مختلفة للوصول إلى تغطية المحافظات كافة.

وقال مدبولي خلال مشاركته في «المنتدى السنوي لهيئة التأمين الصحي الشامل»، بالقاهرة، الأحد، إن الدولة سخّرت جميع الموارد المالية والبشرية لتنفيذ هذا المشروع، بوصفه أكبر مشروع إصلاح هيكلي لتطوير منظومة الرعاية الصحية، ورسم خريطة طريق لتحقيق التغطية الصحية الشاملة، من خلال نظام تضامن اجتماعي - تكافلي يضمن تحقيق العدالة الصحية والاجتماعية، عبر إتاحة واستدامة الوصول لخدمات الرعاية الصحية لجميع شرائح المجتمع دون تمييز، حيث تتحمل الدولة نفقات الفئات الأكثر احتياجاً».

ووفق رئيس الحكومة المصرية، فإن «تكلفة تجهيز ورفع كفاءة المنشآت الصحية خلال تطبيق منظومة التأمين الصحي الشامل بالمرحلة الأولى في 6 محافظات، أكثر من 51 مليار جنيه (الدولار الأميركي يساوي 50.26 جنيه بالبنوك المصرية) لتغطية 6 ملايين مواطن بالخدمات الصحية».

وأكد أن «ذلك يدلل على حجم الإنفاق المستقبلي المتوقع لتطبيق باقي مراحل المنظومة لتغطية جميع المواطنين بخدمات الرعاية الصحية، حيث يتوقع إنفاق نحو 115 مليار جنيه لتجهيز محافظات المرحلة الثانية»، مشيراً إلى أن «مصر دخلت مرحلة جديدة في تطبيق المنظومة التي تهدف إلى توسيع نطاق التغطية الصحية، وتسريع التنفيذ».

وتطرّق مدبولي إلى دور القطاع الخاص في منظومة «التأمين الشامل»، مؤكداً أن «نجاح هذه المنظومة يعتمد على تضافر الجهود، وتكامل الأدوار بين الدولة والقطاع الخاص، وبين المؤسسات الصحية المختلفة لتحقيق هدف واحد، وهو تقديم تغطية تأمينية صحية شاملة ومستدامة تليق بالمواطن المصري».

منظر عام لأحد المستشفيات في مصر (الصحة المصرية)
منظر عام لأحد المستشفيات في مصر (الصحة المصرية)

وترى عضوة «لجنة الصحة» بمجلس النواب المصري (البرلمان)، إيرين سعيد، أن منظومة «التأمين الشامل» تحقق تقدماً ملحوظاً لضمان وصول الرعاية الصحية إلى المواطنين كافة، وقالت لـ«الشرق الأوسط» إن «مشاركة القطاع الخاص سوف تسهم في تحسين المنظومة وتطويرها، بما يملكه من إمكانات تكنولوجية وبشرية كبيرة بمستشفياته»، مؤكدة أن «مشاركة القطاع الخاص يجب أن تتم وفق ضوابط وقواعد تضمن عدم المبالغة في أسعار الخدمة، وكذلك مراقبة الجودة».

وتوسعت مصر في تعزيز دور القطاع الخاص للنهوض بالمنظومة الصحية، ووفق نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية، وزير الصحة والسكان المصري، خالد عبد الغفار، فإن «نسبة الأسرّة بمستشفيات القطاع الخاص ارتفعت من 21 في المائة عام 2011 إلى 29.3 في المائة في 2022، بينما تشكل المستشفيات الخاصة الآن نسبة 63.3 في المائة من إجمالي عدد المستشفيات في مصر، مقارنة بـ59 في المائة عام 2011، وهو ما عدّه عبد الغفار، الأحد: «يعكس الثقة الزائدة في خدمات الرعاية الصحية الخاصة، ومساهمتها في تلبية الطلب الزائد على الخدمات الصحية».

من جهته، قال مستشار الرئيس المصري للشؤون الصحية، محمد عوض تاج الدين، خلال «المنتدى»: «تشير البيانات والأرقام إلى أن مصر حققت أهدافاً كثيرة في مجال الرعاية الصحية»، لافتاً إلى «الدور المحوري للقطاع الخاص في تقديم الخدمات الصحية، لضمان وصول الرعاية الصحية إلى جميع الفئات، خصوصاً الفئات المتوسطة ومحدودة الدخل».

ويبلغ عدد المستشفيات في مصر 1798 مستشفى، وفقاً لـ«الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء»، بينها 662 مستشفى حكومياً، ويبلغ عدد الأسرّة بالمستشفيات الحكومية نحو 88597 سريراً.

وبحسب المقرر المساعد لـ«لجنة الصحة» في «الحوار الوطني»، محمد حسن خليل، فإن «منظمة الصحة العالمية وضعت أربعة محددات لتقييم أي نظام صحي في أي دولة»، موضحاً لـ«الشرق الأوسط» أن «هذه المحددات هي حجم الإنفاق الحكومي على الصحة، ونسبة الأسرّة بالمستشفيات المخصصة للمواطنين، وعدد الأطباء والتمريض، والتعليم والتدريب الطبي المستمر للأطباء والطواقم الطبية».

وفي رأي خليل، فإن «القطاع الصحي المصري يواجه مشكلات عدة، محصلتها عدم توافر محددات منظمة الصحة العالمية الخاصة بتقييم أي نظام صحي، فالإنفاق الحكومي على القطاع الصحي في مصر أقل من النسبة العالمية، وكذلك عدد الأسرّة بالمستشفيات، وعدد الأطباء».


مقالات ذات صلة

8 صحافيين مصريين يتنافسون على منصب نقيب الصحافة

شمال افريقيا صحافيون مصريون يسجلون حضورهم بالجمعية العمومية للنقابة في 21 مارس الماضي (نقابة الصحفيين المصرية)

8 صحافيين مصريين يتنافسون على منصب نقيب الصحافة

دعت اللجنة المشرفة على الانتخابات أعضاء النقابة للتصويت، الجمعة، بعد تأجيل الانتخابات 4 مرات، نتيجة عدم اكتمال النصاب القانوني.

أحمد إمبابي (القاهرة )
شمال افريقيا دار القضاء العالي في وسط القاهرة (رويترز)

الحكم في قضية «طفل دمنهور» يثير تفاعلاً متصاعداً بمصر

أثار الحكم في القضية المعروفة إعلامياً في مصر بـ«طفل دمنهور» تفاعلاً متصاعداً، الخميس، عقب الحكم بالسجن المؤبد (25 عاماً) ضد المتهم.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
شمال افريقيا لقي 7 أشخاص حتفهم وأصيب 9 آخرون في حادث تصادم سيارتين بمصر (أرشيفية)

7 قتلى و9 جرحى في حادث تصادم بشمال مصر

لقي 7 أشخاص حتفهم وأصيب 9 آخرون في حادث تصادم سيارة نقل ثقيل وأخرى نقل خفيف بطريق العلمين - وادي النطرون في مصر.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مباني مصر القديمة والحديثة ستخضع لرقم قومي موحد (الشرق الأوسط)

مصر إلى تمييز مبانيها بـ«رقم قومي»

أقر مجلس النواب المصري (البرلمان) الثلاثاء الماضي قانوناً جديداً ينص على إصدار «رقم قومي موحد» للعقارات.

رحاب عليوة (القاهرة)
يوميات الشرق شكاوى من منظومة التطوير الجديدة في منطقة الأهرامات (الشرق الأوسط) play-circle

أشهر 10 خرافات وأسرار عن الأهرامات المصرية

يقدّم موقع «إم إس إن» أشهر 10 خرافات عن الأهرامات المصرية، ويكشف عما تقوله الأدلة والبحوث الحديثة بشأنها.

«الشرق الأوسط» (لندن)

​في عيد العمال... مغربيات يتظاهرن للمطالبة بالمساواة في أعمال المنزل

خرجت المغربيات إلى الشوارع لتسليط الضوء على العمل الذي تؤديه المرأة في المنزل (إ.ب.أ)
خرجت المغربيات إلى الشوارع لتسليط الضوء على العمل الذي تؤديه المرأة في المنزل (إ.ب.أ)
TT
20

​في عيد العمال... مغربيات يتظاهرن للمطالبة بالمساواة في أعمال المنزل

خرجت المغربيات إلى الشوارع لتسليط الضوء على العمل الذي تؤديه المرأة في المنزل (إ.ب.أ)
خرجت المغربيات إلى الشوارع لتسليط الضوء على العمل الذي تؤديه المرأة في المنزل (إ.ب.أ)

انتهزت عشرات النساء في المغرب مناسبة عيد العمال، الخميس، للخروج إلى شوارع الدار البيضاء لتسليط الضوء على العمل الذي تؤديه المرأة بالمنزل دون أجر، والمطالبة بالمساواة بين الجنسين في تحمّل الأعباء المنزلية.

ووفقاً لـ«رويترز»، قادت هذا التحرك جمعية «التحدي للمساواة والمواطنة» بالتنسيق مع «الفيدرالية الديمقراطية للشغل»، حيث ارتدى متظاهرون من الرجال والنساء مريلة المطبخ، ورددوا شعارات تطالب بتقاسم أعباء المنزل.

ومن بين هذه الشعارات «شقا الدار (شغل البيت) ماشي حكرة (ليس احتقاراً أو قهراً)»، و«بحال الراجل بحال المرا شقا الدار ماشي حكرة»، و«سواء اليوم سواء غدا المساواة ولا بد».

وقالت بشرى عبده رئيسة الجمعية لـ«رويترز»: «العمل المنزلي هو عمل مهم جداً، وعمل ذو قيمة إنتاجية، ومادية كذلك، اليوم مطالبنا هي أن نتقاسم الأعباء المنزلية مع الرجال... لأنه عمل لا يمس برجولة الرجل، ولا ينقص من قيمة المرأة، بالعكس هو عمل مهم جداً، ويجعل الأسرة تعيش في هناء وسعادة».

وأضافت: «اليوم نسبة الشيخوخة في المغرب في ارتفاع، حسب آخر إحصاء سكاني أجراه المغرب، وهناك أعباء زائدة على النساء، تتمثل في الأعمال المنزلية، لذلك يجب تقنين هذا العمل».

كان المغرب على وشك إصدار قانون جديد للأسرة العام الماضي (إ.ب.أ)
كان المغرب على وشك إصدار قانون جديد للأسرة العام الماضي (إ.ب.أ)

وكان المغرب على وشك إصدار قانون جديد للأسرة العام الماضي بعد نقاش واسع شمل أطياف المجتمع المختلفة، من بين بنوده المقترحة الإقرار بأن أداء الزوجة للأعمال المنزلية هو عمل غير مدفوع الأجر، ويعد إسهاماً في تكوين الثروة المكتسبة أثناء فترة الزواج.

وعن مدى تقبل الرجل المغربي لمثل هذه التحولات قالت بشرى: «طبعاً هناك مقاومة لأن المجتمع تقليدي محافظ، ويحمل العقلية الذكورية».

وأضافت أن الجمعية تستعد لعدد من الأنشطة لنشر الوعي، خصوصاً في أوساط الطلبة والتلاميذ والجمعيات «لرفع مستوى الوعي، ودمج الشبان والأطفال في أشغال البيت، ليتحملوا أيضاً الأعباء المنزلية، ويسهموا في نشر الوعي عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وتقليص ساعات العمل للنساء اللاتي يشتغلن في البيت».

وأشارت إلى أن الجمعية تستعد أيضاً لعمل «فيلم يتكلم عن أشغال البيت، ومسرح يجوب عدة أماكن، خصوصاً في المناطق القروية والأسواق، وفي ساحة جامع الفنا» في مراكش، وبث فيديوهات توعوية عبر وسائل التواصل الاجتماعي.