«نقابة الصحفيين السودانيين» تندد بحملات تحريض ضد صحافية «الشرق»

وثقت 110 حالة انتهاك خلال العام الماضي منها11 موجهة ضد صحافيات

من تحرك احتجاجي سابق للصحافيين السودانيين (مواقع التواصل)
من تحرك احتجاجي سابق للصحافيين السودانيين (مواقع التواصل)
TT

«نقابة الصحفيين السودانيين» تندد بحملات تحريض ضد صحافية «الشرق»

من تحرك احتجاجي سابق للصحافيين السودانيين (مواقع التواصل)
من تحرك احتجاجي سابق للصحافيين السودانيين (مواقع التواصل)

نددت «نقابة الصحفيين السودانيين» في بيان، السبت، بالتحريض ضد الصحافية، مها التلب، مراسلة فضائية «الشرق»، إحدى أذرع «الشركة السعودية للأبحاث والإعلام» (SRMG)، وعدّته امتداداً لموجات تحريض استهدفت عدداً آخر من الصحافيين، من بينهم لينا يعقوب، مراسلة فضائية «العربية»، والصحافية زمزم خاطر، والصحافي معمر إبراهيم، وامتداداً للمحاولات المتكررة لإسكات «الأصوات الحرة، وترهيب العاملين في الحقل الإعلامي».

واجتزأ القيادي «الإسلامي» والوزير السابق رئيس تحرير صحيفة «مصادر»، عبد الماجد عبد الحميد، تقريراً صحافياً بثته قناة «الشرق» يوم الجمعة، واستخدمه لتحريض جهاز المخابرات العامة ووزير الإعلام، ضد المراسلة مها التلب.

واتهم عبد الحميد «جهة ما» في الدولة السودانية بحماية الصحافية مها التلب، وتساءل: «مَن يقف وراء مراسلة (الشرق) في السودان... مَن يوفر لها الحماية في بورتسودان لتتجرأ على الشعب والجيش السوداني، وتنقل أخبار عصابات وميليشيات التمرد بهذه الجرأة التي لم يسبقها إليها أحد». ودعا الوزير السابق إلى «تصفية» أي صحافي «ينقل ولو سطراً واحداً، لأي معارض، ناهيك بأن ينقل على الهواء تصريحاً لميليشيات تمرد، تتوعد جيش البلاد بالهزيمة».

إدانة «الممارسات المشينة»

وأدانت «نقابة الصحفيين» بـ«أشد العبارات»، ما سمّته «الممارسات المشينة»، مبدية أسفها لصدورها ممن «يُفترض فيهم احترام أخلاقيات المهنة وقيمها»، وتابعت: «لا يسعنا إلا التذكير مجدداً بأن الصحافيين السودانيين، أثبتوا قدراً كبيراً من الشجاعة والتفاني في أداء رسالتهم، رغم المخاطر الجمّة».

وعدّت النقابة، استهداف مها التلب حملة «ممنهجة» وخطرة تكمن خطورتها أنها أتت «ضمن بيئة محتقنة يغذيها الاستقطاب الحاد، وتصاعد خطاب الكراهية»، عادةً ذلك تهديداً مباشراً على سلامتها وحياتها.

ولا تُعد حملة التحريض والتهديد ضد مها التلب هي الأولى من نوعها، منذ انقلاب أكتوبر (تشرين الأول) 2021، فقد نشط أعضاء الحركة الإسلامية (الاسم السوداني لحركة «الإخوان المسلمين») في شن حملات ممنهجة للتحريض وشيطنة الصحافيين والنشطاء الرافضين للحرب، بما في ذلك التهديد بـ«القتل» وتحريض الأجهزة، والتلويح بحرمان الصحافيين اللاجئين من العودة، وشن حملات تخوين واسعة على منصات التواصل الاجتماعي.

ونظم الصحفيون حملة تضامن واسعة مع مراسلة «الشرق»، أعلنوا خلالها رفضهم محاولات التحريض والترهيب، وهي حملة عدّتها نقابتهم «موقفاً يدعو للفخر والاعتزاز، ويؤكد أن الصحافة الحرة لا يمكن إسكاتها».

توثيق الانتهاكات

وحثّت «نقابة الصحفيين» المؤسسات المدافعة عن حرية الصحافة والتعبير، والمنظمات الحقوقية، وعلى رأسها «لجنة حماية الصحفيين»، على اتخاذ إجراءات فورية لضمان أمن وسلامة الصحافيين السودانيين. وخلال العام الماضي وحده، وثّقت «نقابة الصحفيين السودانيين» 110 حالات انتهاك ضد الصحافيين، تضمنت 28 حالة تهديد، 11 منها موجهة ضد صحافيات.

عبد المنعم ابو إدريس، نقيب الصحافيين السودانيين

وقالت مسؤولة الحريات في «نقابة الصحفيين»، إيمان فضل السيد، في ندوة صحافية عقدت أخيراً، إن وتيرة انتهاكات الصحافيين السودانيين ارتفعت بصورة مثيرة للقلق خلال الحرب، من بينها 21 حالة قتل. وأوضحت أن 90 في المائة من المؤسسات الإعلامية السودانية توقفت عن الصدور، وتعرضت مقارها للتدمير بالكامل، وأن الصحافيين يتم اعتقالهم بسبب تغطيتهم للحرب، وينظر إليهم «أعداء» لأحد طرفي الحرب. وحسب توثيق النقابة، فإن حالات الإخفاء القسري والاعتقال والاحتجاز بلغت 40 صحافياً، بينهم 6 صحافيات، في حين أخفي قسرياً أو احتجز 69 صحافياً، بينهم 13 صحافية منذ اندلاع الحرب في 15 أبريل (نيسان) 2023.


مقالات ذات صلة

قائد «قوات الدعم السريع»: الحرب الآن داخل الخرطوم ولن نخرج من القصر الجمهوري

شمال افريقيا زعيم «الدعم السريع» محمد حمدان دقلو «حميدتي» (أرشيفية - الشرق الأوسط)

قائد «قوات الدعم السريع»: الحرب الآن داخل الخرطوم ولن نخرج من القصر الجمهوري

قال قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) اليوم (السبت)، إن الحرب ضد الجيش السوداني باتت الآن داخل الخرطوم، مشدداً على أن قواته لن تخرج منها.

خاص الهادي إدريس عضو مجلس السيادة السوداني السابق (الشرق الأوسط)

خاص الهادي إدريس لـ«الشرق الأوسط»: «الحكومة الموازية» لتفادي الانقسام في السودان

يقول عضو مجلس السيادة السوداني السابق الدكتور الهادي إدريس في حوار مع «الشرق الأوسط» إن الحكومة الموازية المزمع إنشاؤها هدفها الرئيسي تقديم الخدمات للمحرومين.

عيدروس عبد العزيز (لندن)
شمال افريقيا النيران تلتهم سوقاً للماشية نتيجة معارك سابقة في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور (أ.ف.ب)

الأمم المتحدة: حرب السودان أسوأ أزمة إنسانية في العالم

قالت كاثرين راسل المديرة التنفيذية لصندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) اليوم (الخميس) إن الحرب الدائرة في السودان تسببت في أكبر أزمة إنسانية في العالم.

«الشرق الأوسط» (نيويورك )
شمال افريقيا وزير الخارجية السوداني علي يوسف (متداولة)

السودان يعلن بدء مشاورات لعملية سياسية شاملة

أعلن وزير الخارجية السوداني علي يوسف محمد، الخميس، أن مشاورات بدأت لإطلاق عملية سياسية شاملة، لا تستثني أحداً، لتشكيل حكومة كفاءات وطنية خلال الفترة الانتقالية.

محمد أمين ياسين (نيروبي)
شمال افريقيا نازحون سودانيون بمخيم زمزم شمال دارفور بالسودان 1 أغسطس (آب) 2024 (رويترز) play-circle

مقتل 5 أطفال بقصف من «قوات الدعم السريع» في دارفور

قُتل خمسة أطفال جراء قصف «قوات الدعم السريع» مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، في غرب السودان، وفق ما أفاد مصدر طبي.

«الشرق الأوسط» (بورتسودان)

قائد «قوات الدعم السريع»: الحرب الآن داخل الخرطوم ولن نخرج من القصر الجمهوري

زعيم «الدعم السريع» محمد حمدان دقلو «حميدتي» (أرشيفية - الشرق الأوسط)
زعيم «الدعم السريع» محمد حمدان دقلو «حميدتي» (أرشيفية - الشرق الأوسط)
TT

قائد «قوات الدعم السريع»: الحرب الآن داخل الخرطوم ولن نخرج من القصر الجمهوري

زعيم «الدعم السريع» محمد حمدان دقلو «حميدتي» (أرشيفية - الشرق الأوسط)
زعيم «الدعم السريع» محمد حمدان دقلو «حميدتي» (أرشيفية - الشرق الأوسط)

قال قائد «قوات الدعم السريع» محمد حمدان دقلو (حميدتي) اليوم (السبت)، إن الحرب ضد الجيش السوداني باتت الآن داخل الخرطوم، مشدداً على أن قواته لن تخرج منها أو من القصر الجمهوري.

صورة من فيديو يُظهر آثار المعارك بين الجيش السوداني و«الدعم السريع» بمطار الخرطوم في 20 أبريل 2023 (أ.ف.ب)

وأضاف على منصة «تلغرام»، أن الجيش السوداني فقد 70 أو 80 في المائة من طائراته خلال الحرب، وأنه لن يسمح بأن يصبح السودان «بؤرة للإرهاب».

قائدا الجيش عبد الفتاح البرهان (يسار) و«الدعم السريع» محمد حمدان دقلو (حميدتي) بعد تعاونهما في الإطاحة بنظام عمر البشير عام 2019 (أ.ف.ب)

ويخوض الجيش السوداني حرباً ضد «قوات الدعم السريع» منذ أبريل (نيسان) 2023، بعد خلافات حول خطط لدمج «الدعم السريع» في القوات المسلحة أثناء عملية سياسية للانتقال إلى حكم مدني.