مصر: تحركات لزيادة إنتاج الغاز الطبيعي و«تقليل الاستيراد»

الحكومة أعلنت إعادة تشغيل حقل «ظُهر»

رئيس الوزراء المصري خلال زيارته لحقل ظُهر (مجلس الوزراء المصري)
رئيس الوزراء المصري خلال زيارته لحقل ظُهر (مجلس الوزراء المصري)
TT

مصر: تحركات لزيادة إنتاج الغاز الطبيعي و«تقليل الاستيراد»

رئيس الوزراء المصري خلال زيارته لحقل ظُهر (مجلس الوزراء المصري)
رئيس الوزراء المصري خلال زيارته لحقل ظُهر (مجلس الوزراء المصري)

تسعى الحكومة المصرية إلى زيادة إنتاجها من الغاز الطبيعي، لتلبية الاحتياجات و«تقليل فاتورة الاستيراد» من الخارج، وأعلنت، السبت، استئناف أعمال «الحفر» في موقع امتياز حقل «ظُهر» للغاز الطبيعي، بساحل البحر المتوسط، شمال مدينة بورسعيد (شمال مصر).

وزار رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، موقع حقل «ظُهر» للغاز الطبيعي، لتفقد حفار ظُهر «سايبم 10000» بعد عودته لموقع الحقل نهاية يناير (كانون الثاني) الماضي، وحسب إفادة لمجلس الوزراء المصري، السبت، قال مدبولي، إن «الزيارة تستهدف دفع جهود زيادة معدلات الإنتاج من البترول والغاز بالمواقع المختلفة، لتوفير احتياجات المواطنين وقطاعات الدولة المختلفة من الطاقة».

ويعد حقل «ظُهر»، أكبر حقول الغاز في البحر المتوسط، وشكّل اكتشاف شركة «إيني» الإيطالية، وبدء إنتاجه في عام 2018، نقطة تحول في إنتاج مصر من الطاقة، بفضل ضخامة احتياطي الحقل، الذي يبلغ نحو 30 تريليون قدم مكعبة، حسب وزارة البترول المصرية. وساهم الحقل في توقف القاهرة عن استيراد الغاز لسنوات، قبل أن تستأنف وارداتها مرة أخرى، بعد انخفاض نسب الإنتاج من الحقل، مع تزايد الطلب على الكهرباء والطاقة.

وارتفعت قيمة واردات مصر من الغاز الطبيعي خلال الـ7 أشهر الأولى من 2024، إلى 2.252 مليار دولار، مقابل 1.493 مليار دولار بالفترة نفسها من العام الماضي، حسب بيانات «جهاز الإحصاء المصري»، (الدولار الأميركي يساوي 50.26 جنيه في البنوك المصرية).

وعدّ وزير البترول المصري، كريم بدوي، السبت، أن عودة حفار ظُهر «سايبم 10000»، «سيساهم في استئناف الحفر لآبار جديدة بموقع حقل (ظُهر) باستخدام التكنولوجيا الحديثة في المياه العميقة»، إلى جانب «التعجيل بإضافة كميات جديدة على الإنتاج فور الانتهاء من أعمال الحفر».

وتستهدف الحكومة المصرية استعادة نسب الإنتاج السابقة لحقل «ظُهر»، وقال رئيس الوزراء المصري، في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، إن «حجم إنتاج الحقل سيعود لمستوياته السابقة نفسها بحلول صيف العام الحالي».

وقدمت الحكومة المصرية حزمة من المحفزات، لجذب مستثمرين جدد ومساعدة الشركات الدولية على استئناف أنشطة الإنتاج والبحث والاستكشاف، والتعجيل بها بأقصى سرعة، وفق وزير البترول المصري، مشيراً إلى أن «هذه الجهود ستساهم في (تقليل الفاتورة الاستيرادية) وتخفيض تكاليف توفير المنتجات البترولية، وخفض مستحقات الشركات الأجنبية».

بدوره، أشار مدير عام شركة «إيني» الإيطالية، صاحبة امتياز حقل «ظُهر»، فرانشيسكو جاسبار، إلى أن «كميات الغاز التي أنتجتها الشركة خلال العام الماضي، ساهمت في دعم احتياجات شبكة الكهرباء المصرية بصورة كبيرة»، وقال إن «أعمال الشركة بالسوق المصرية، وفرت أكثر من 21 ألف فرصة عمل محلية»، حسب مجلس الوزراء المصري.

وشركة «إيني» الإيطالية، من الشركات الأجنبية، التي ترتبط باتفاقيات حق امتياز للكشف والتنقيب عن البترول والغاز في مصر، من بينها حقل «ظُهر».

وتعكس زيارة رئيس الوزراء المصري لموقع حقل «ظُهر» التزام الحكومة المصرية بدفع مستحقات الشركات الأجنبية، بما يعزز من استئناف أعمال إنتاجها مرة أخرى، وفق أستاذ الطاقة بالجامعة الأميركية في القاهرة، جمال القليوبي، مشيراً إلى أن «أحد معوقات إنتاج الغاز، كان تأخر مستحقات الشركاء الأجانب، وزيارة مدبولي أكدت التزام حكومته مع الشركات الأجنبية».

وأكد رئيس الوزراء المصري، لمسؤولي شركة «إيني»، الأحد، «حرص حكومته على سداد مستحقات الشركاء الأجانب، لدفع أعمال زيادة الإنتاج، وتحقيق الاستفادة للطرفين».

القليوبي قال لـ«الشرق الأوسط» إن «استعادة مستويات الإنتاج في حقل (ظُهر)، إلى جانب أعمال تنمية وتطوير حقول أخرى للغاز والبترول، ستعزز حجم الإنتاج المصري». وأضاف: «ستساعد الزيادة الجديدة في إنتاج الغاز والبترول، الحكومة المصرية، في تلبية احتياج قطاع الكهرباء من الطاقة قبل فصل الصيف المقبل».

ووفق أستاذ الطاقة بالجامعة الأميركية في القاهرة، فإن «أحد الحلول التي تسعى لها القاهرة، هو توفير احتياجات محطات الكهرباء، مع التوسع في إقامة مشروعات الطاقة المتجددة، حتى لا تضطر لخطط قطع الكهرباء وتخفيف الأحمال».


مقالات ذات صلة

تصفيات كأس العالم: صلاح يقود مصر لهزيمة إثيوبيا

رياضة عربية أحكم منتخب مصر قبضته على صدارة المجموعة الأولى (الاتحاد المصري)

تصفيات كأس العالم: صلاح يقود مصر لهزيمة إثيوبيا

سجل محمد صلاح لاعب ليفربول هدفا واحدا وصنع آخر ليقود مصر للفوز 2-صفر على إثيوبيا في التصفيات الأفريقية لكأس العالم لكرة القدم 2026 اليوم الجمعة.

«الشرق الأوسط»
شمال افريقيا مشهد علوي من العاصمة المصرية القاهرة (رويترز)

مصر: إلغاء الرحلات المتجهة لمطار هيثرو في لندن بسبب حريق

أعلنت شركة «مصر للطيران»، الناقل الوطني في البلاد، عن إلغاء عدة رحلات لمصر للطيران المتجهة، الجمعة، من القاهرة إلى مطار هيثرو بلندن.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
تحليل إخباري بنايات على نيل القاهرة (الشرق الأوسط)

تحليل إخباري ما سيناريوهات مصر للتعامل مع تحديد إثيوبيا موعد افتتاح «سد النهضة»؟

أثار إعلان رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، افتتاح مشروع «سد النهضة»، الخلافي مع مصر والسودان، خلال «الستة أشهر المقبلة»، تساؤلات بشأن سيناريوهات تعامل القاهرة.

أحمد إمبابي (القاهرة )
شمال افريقيا شاحنات تصطف لإدخال المساعدات لقطاع غزة في مدينة العريش شمال سيناء 10 مارس 2025 (رويترز)

مصر تنفي كلياً استعدادها لنقل نصف مليون مقيم من غزة مؤقتاً لشمال سيناء

نفت مصر بشكل قاطع «الادعاءات» باستعدادها لنقل نصف مليون مقيم من غزة بشكل مؤقت إلى مدينة في شمال سيناء جزءاً من إعادة الإعمار.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مدبولي يتابع تأمين الاحتياجات الداعمة لمشروعات التنمية الزراعية بالدلتا الجديدة وسيناء (مجلس الوزراء المصري)

مصر تعوّل على مشروعات الاستصلاح الزراعي لتحقيق الأمن الغذائي

تعوّل مصر على الانتهاء من مشروعات الاستصلاح الزراعي الجديدة بهدف المساهمة في تحقيق الأمن الغذائي، بحسب رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

الجيش السوداني يستعيد القصر بعد غياب عامين

عناصر في الجيش السوداني يحتفلون بعد استعادتهم القصر الجمهوري في الخرطوم أمس (أ.ب)
عناصر في الجيش السوداني يحتفلون بعد استعادتهم القصر الجمهوري في الخرطوم أمس (أ.ب)
TT

الجيش السوداني يستعيد القصر بعد غياب عامين

عناصر في الجيش السوداني يحتفلون بعد استعادتهم القصر الجمهوري في الخرطوم أمس (أ.ب)
عناصر في الجيش السوداني يحتفلون بعد استعادتهم القصر الجمهوري في الخرطوم أمس (أ.ب)

أعلن الجيش السوداني، أمس أنه سيطر بالكامل على القصر الرئاسي في وسط الخرطوم، بعد عامين من غيابه عنه، بسبب سيطرة «قوات الدعم السريع» عليه في الأسابيع الأولى للحرب التي اندلعت في 15 أبريل (نيسان) 2023.

وتعد استعادة القصر أحد المكاسب الكبيرة للجيش، في الصراع الذي يهدد بتقسيم البلاد. ونشر الجيش مقاطع مصورة تظهر جنوده يكبرون ويهللون داخل القصر الذي تحطمت نوافذه الزجاجية وغطت جدرانه ثقوب الرصاص.

من جانبها، قالت «قوات الدعم السريع» إنها لا تزال موجودة في محيط القصر، وإنها شنت هجوماً بمسيّرة أسفر عن مقتل العشرات من جنود الجيش داخل القصر. ومن المتوقع اندلاع قتال دامٍ في ظل سعي الجيش إلى محاصرة «قوات الدعم السريع»، التي لا تزال تسيطر على مساحات واسعة من الأراضي جنوب القصر.

وكانت «الدعم السريع» قد سيطرت سريعاً على القصر، إلى جانب الجزء الأكبر من العاصمة، بعد اندلاع الحرب، بسبب خلافات حول اندماج «قوات الدعم السريع» بالجيش.

ومُني الجيش بانتكاسات لفترة طويلة، لكنه حقق مكاسب مؤخراً، واستعاد أراضي في وسط البلاد، في حين عززت «قوات الدعم السريع» سيطرتها في الغرب.