الجيش السوداني يوسّع دائرة سيطرته في ولاية الجزيرة

استردّ عدداً من المدن ويتجه نحو الخرطوم

الحرب أجبرت الآلاف على الفرار من ولاية الجزيرة إلى ولايات مجاورة (أرشيفية-أ.ف.ب)
الحرب أجبرت الآلاف على الفرار من ولاية الجزيرة إلى ولايات مجاورة (أرشيفية-أ.ف.ب)
TT

الجيش السوداني يوسّع دائرة سيطرته في ولاية الجزيرة

الحرب أجبرت الآلاف على الفرار من ولاية الجزيرة إلى ولايات مجاورة (أرشيفية-أ.ف.ب)
الحرب أجبرت الآلاف على الفرار من ولاية الجزيرة إلى ولايات مجاورة (أرشيفية-أ.ف.ب)

كثَّف الجيش السوداني عملياته ضد «قوات الدعم السريع» في ولاية الجزيرة بوسط البلاد، وأعلن استرداد مدينة الحصاحيصا؛ ثاني أكبر مدن الولاية، بالإضافة إلى بلدات رفاعة، وتمبول، والهلالية، في حين أكدت تقارير استرداد بلدة الكاملين؛ آخِر خطوط الدفاع عن جنوب العاصمة الخرطوم.

وقال الناطق باسم الجيش، العميد نبيل عبد الله، على الصفحة الرسمية بمنصة «فيسبوك»، إن قواته «طهَّرت مدينة الحصاحيصا تماماً من العدو». كما تناقلت منصات مُوالية للجيش أنه استردَّ بلدة الكاملين التي تبعد عن جسر «خزان الأولياء»، المَخرج الرئيسي لـ«قوات الدعم السريع» في الخرطوم، بنحو 130 كيلومتراً. وأضافت المنصات نفسها أن قوات الجيش تتجه نحو الخرطوم من جهة الجنوب.

كان العميد عبد الله قد أعلن، في وقت متأخر من مساء السبت، أن قواته استردَّت بلدات في شرق ولاية الجزيرة، بعد أن شنت «حملة تطهير» بالمنطقة.

وباسترداد مدينتي الحصاحيصا والكاملين، يكون الجيش قد استكمل سيطرته على الطريق البري الرابط بين الخرطوم ومدينة ود مدني، عاصمة ولاية الجزيرة، والذي يمر غرب نهر النيل الأزرق. كما أن باسترداده بلدات رفاعة، والهلالية، وتمبول، يكون أيضاً قد استعاد السيطرة على الطريق الذي يربط بين ود مدني والخرطوم، من الجهة الشرقية للنهر.

وفي 11 يناير (كانون الثاني) الماضي، استعاد الجيش مدينة ود مدني بقوات قادمة من الشرق والشمال والغرب، دون قتال يُذكَر، إذ قالت «قوات الدعم السريع» إنها انسحبت «تكتيكياً»، لكن الجيش والقوات المساندة له واصلت تقدمها بعد استرداد ود مدني بنحو ثلاثة أسابيع، واستطاع استرداد معظم ولاية الجزيرة، التي لم يتبقَّ فيها سوى جيوب تابعة لـ«قوات الدعم السريع» التي ظلت تسيطر على هذه المناطق لنحو عام.

ترقب في الخرطوم

جانب من مقر القيادة العامة للجيش السوداني في الخرطوم 26 يناير 2025 (رويترز)

وبنهاية معارك ولاية الجزيرة، فإن «قوات الدعم السريع»، المنتشرة في العاصمة الخرطوم، ستجد نفسها محاصَرة من جهة الشمال، بعد أن استعاد الجيش، في الأسابيع الماضية، وسط مدينة بحري (إحدى مدن العاصمة المثلثة)، ومن جهة الجنوب من قِبل القوات القادمة من الجزيرة.

وفي محاور القتال الأخرى، تراجعت «قوات الدعم السريع» أيضاً، ففي ولاية شمال كردفان غرب البلاد، استردَّ الجيش، يوم الجمعة، مدينة أم روابة؛ ثاني أكبر مدن الولاية، في حين نقلت تقارير محلية أن الطيران الحربي والمُسيّرات التابعة للجيش تشن هجوماً على مدينة الرهد أبو دكنة، التي تُعدّ آخِر مداخل مدينة الأُبيّض، عاصمة الولاية المحاصَرة، التي تبعد عنها بنحو 30 كيلومتراً.

وفي مدينة بحري، سيطر الجيش على حي العزبة، واقتربت قواته من ضاحية كافوري الثرية، التي تُعدّ معقلاً مهماً لـ«قوات الدعم السريع»، بالإضافة إلى أحياء دردوق ونبتة والشقلة، في شرق النيل التي تُعدّ مدخلاً لضاحية الحاج يوسف؛ حيث تتركز أيضاً «قوات الدعم السريع».

تقاسم العاصمة

دخان يتصاعد خلال اشتباكات سابقة بين الجيش و«قوات الدعم السريع» في الخرطوم (رويترز)

وأعلن الجيش، في 24 يناير الماضي، فكّ الحصار عن مقر قيادته العامة بوسط الخرطوم، وأيضاً مقر «سلاح الإشارة» على الضفة الشرقية لنهر النيل الأزرق، مُنهياً بذلك حصاراً على المنطقتين العسكريتين المهمتين فرضته «قوات الدعم السريع» منذ بداية الحرب في منتصف أبريل (نيسان) 2023.

كما فرَضَ الجيش مؤخراً سيطرته على مصفاة الخرطوم بمنطقة الجيلي، واستطاع استرداد الأحياء الشمالية من المنطقة وأحياء في الوسط، حتى وصل إلى جسر «المك نمر» القريب من القصر الرئاسي ويربط بين مدينتيْ بحري والخرطوم.

ولا تزال «قوات الدعم السريع» تسيطر على معظم وسط الخرطوم، بما في ذلك القصر الرئاسي والوزارات والأسواق، والمناطق الشرقية من المدينة حتى جسر «المنشية»، وجنوب المدينة حتى جبل الأولياء، باستثناء مقر سلاح المدرَّعات والمناطق المحيطة به. كما لا تزال «قوات الدعم السريع» تسيطر على مناطق شرق النيل حتى جسر «سوبا» من الجهتين الشرقية والغربية، بما في ذلك أحياء الحاج يوسف، والجامعة، والنصر، وسوبا شرق.


مقالات ذات صلة

مسؤول أممي: تقدم الجيش السوداني سيرغم «الدعم السريع» على الانسحاب لدارفور

شمال افريقيا جنود سودانيون داخل القصر الجمهوري في الخرطوم (أ.ف.ب) play-circle

مسؤول أممي: تقدم الجيش السوداني سيرغم «الدعم السريع» على الانسحاب لدارفور

صرح فولكر بيرتيس، المبعوث الأممي السابق إلى السودان، بأن النجاحات العسكرية التي حققها الجيش السوداني سوف ترغم «قوات الدعم السريع» على الانسحاب إلى معقلها.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
شمال افريقيا الجيش السوداني يستعيد السيطرة على القصر الرئاسي play-circle

الجيش السوداني يستعيد السيطرة على القصر الرئاسي

أعلن الجيش السوداني، صباح الجمعة، أنه سيطر بالكامل على القصر الرئاسي في وسط الخرطوم، ما يعد أحد المكاسب الكبيرة في الصراع المستمر منذ عامين في البلاد.

أحمد يونس (كمبالا) محمد أمين ياسين (نيروبي)
شمال افريقيا جنود من الجيش السوداني شمال الخرطوم (رويترز)

الجيش السوداني يسيطر على المقر الرئيس للبنك المركزي

قال مصدران عسكريان لـ«رويترز» اليوم السبت إن الجيش السوداني سيطر على المقر الرئيس للبنك المركزي مع مواصلة تقدمه في العاصمة ضد «قوات الدعم السريع» شبه العسكرية.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
شمال افريقيا عناصر في الجيش السوداني يحتفلون بعد استعادتهم القصر الجمهوري في الخرطوم أمس (أ.ب)

الجيش السوداني يستعيد القصر بعد غياب عامين

أعلن الجيش السوداني، أمس أنه سيطر بالكامل على القصر الرئاسي في وسط الخرطوم، بعد عامين من غيابه عنه، بسبب سيطرة «قوات الدعم السريع» عليه في الأسابيع.

محمد أمين ياسين ( نيروبي) أحمد يونس (كمبالا)
شمال افريقيا جنود من الجيش السوداني أمام القصر الجمهوري في الخرطوم (أ.ب)

الخارجية السودانية: الجيش يسيطر على القصر الجمهوري ومباني الوزارت السيادية بالخرطوم

أعلنت وزارة الخارجية السودانية، اليوم الجمعة، سيطرة الجيش و«القوات المساندة» على القصر الجمهوري ومباني الوزارت السيادية ووسط العاصمة الخرطوم.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)

مصر تشدد على ضرورة احتواء التصعيد في غزة ولبنان واليمن

بدر عبد العاطي وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
بدر عبد العاطي وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
TT

مصر تشدد على ضرورة احتواء التصعيد في غزة ولبنان واليمن

بدر عبد العاطي وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
بدر عبد العاطي وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)

أعرب بدر عبد العاطي وزير الخارجية المصري، اليوم (السبت)، عن موقف بلاده الرافض «أي تحركات من شأنها أن تمس أمن وسلامة واستقرار الشعب اللبناني».

وحذَّر عبد العاطي، خلال اتصال هاتفي مع نظيره اللبناني يوسف رجي، من مخاطر الانزلاق لدائرة تصعيد قد يسفر عن مزيد من عدم الاستقرار بالمنطقة.

وبحث عبد العاطي، خلال الاتصال، «التطورات الأخيرة التي يشهدها جنوب لبنان، وآخر التطورات إزاء التصعيد المقلق في جنوب لبنان وما قد يُشكِّله من توتر وعدم استقرار بالمنطقة، ويؤدي إلى تأجيج الوضع الهش بالإقليم».

وأشار إلى «ضرورة التنفيذ والالتزام باتفاق وقف الأعمال العدائية في جنوب لبنان، والانسحاب الفوري والكامل غير المنقوص للقوات الإسرائيلية من جنوب لبنان، وتمكين الجيش اللبناني من تنفيذ القرار 1701، وأهمية التطبيق الكامل والمتزامن للقرار من جانب كل الأطراف دون انتقائية».

شدَّد الوزير عبد العاطي على موقف بلاده الداعم للدولة اللبنانية ومؤسساتها الوطنية واستقرارها في مواجهة التحديات الأمنية.

وفي اتصال آخر مع عباس عراقجي وزير الخارجية الإيراني، أكد الوزير بدر عبد العاطي ضرورة احتواء التصعيد بالمنطقة سواء في غزة أو لبنان أو اليمن.

وشدَّد وزير الخارجية المصري على ضرورة حماية حرية الملاحة بالبحر الأحمر، مشيراً إلى «الخسائر الكبيرة التي يتكبدها الاقتصاد المصري؛ نتيجة انخفاض إيرادات قناة السويس، وعدم استقرار الأوضاع في المنطقة»، مؤكداً أهمية استعادة الهدوء بالإقليم وتفادي انزلاق المنطقة إلى دائرة من العنف والتصعيد.