البرهان: سيكون السودان خالياً من التمرد قريباً

قائد الجيش يرفض مجدداً المصالحة والتفاوض مع «الدعم السريع» ومناصريها

TT

البرهان: سيكون السودان خالياً من التمرد قريباً

جندي سوداني فوق آلية في شمال بحري (رويترز)
جندي سوداني فوق آلية في شمال بحري (رويترز)

أكد قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، مجدداً رفضه التفاوض أو المصالحات مع «قوات الدعم السريع» أو مناصريها، وتوعَّد بالحسم، والوصول إلى «سودان خالٍ من المتمردين» في أقرب، وذلك عقب أول زيارة يقوم بها للقيادة العامة للجيش بالخرطوم، وقيادة «سلاح الإشارة» بالخرطوم بحري، في أعقاب العمليات العسكرية الناجحة التي نفَّذها الجيش، ومكَّنته من استرداد عدد من مواقعة بما فيها قيادته، وإنهاء الحصار الذي فرضته عليها «الدعم السريع» لقرابة عامين.

ونقلت مصادر إعلامية، أن رئيس مجلس السيادة القائد العام للجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وصل إلى مقر قيادة الجيش في العاصمة الخرطوم، للمرة الأولى منذ أن غادرها في أغسطس (آب) 2023، صباح الأحد.

وفي أثناء وجوده في القيادة عقد اجتماعاً مع هيئة القيادة التي كانت محاصرة هناك، ناقش فيه معهم تطور العمليات العسكرية، وتعهد خلال مقطع فيديو بثته صفحة القوات المسلحة على منصة «فيسبوك»، بالقتال حتى القضاء على «قوات الدعم السريع» أو استسلامها، أو أن «يأتوا صاغرين، ولو دايرين أي حاجة يمكن أن نعملها معهم، لكن وهم يقاتلونا ويحتلون أراضينا وبيوتنا، ويقتلون الناس، ما عندنا معهم أي كلام، سنقاتلهم حتى يقضي الله أمره».

وأوضح أنهم «كانوا العام الماضي في حال، والآن هم في حال»، وأن جنوده وقواته أصبحوا في أفضل حال، وإمكاناتهم في أفضل حال. وتابع: «بحري بين يوم وثلاثة، يمكن أن تصبح كلها نظيفة، وأم درمان تسير في الطريق، وسيبدأ الزحف على الخرطوم من الوسط من القيادة العامة، ثم الانطلاق لباقي السودان».

ومن القيادة العامة انتقل إلى قيادة قوات «سلاح الإشارة» في الخرطوم بحري القريبة من المكان، وكان برفقته خلال زياراته مساعده الفريق أول ياسر العطا، ومدير جهاز المخابرات العامة الفريق أحمد مفضل، ومدير منظومة الصناعات الدفاعية الفريق ميرغني إدريس.

لكن البرهان قطع في خطاب مقتضب لجنود وضباط «سلاح الإشارة» بالخرطوم بحري، برفض أي مفاوضات أو مصالحة مع «قوات الدعم السريع»، ومع مَن وقف معها، بقوله: «ما عندنا مفاوضات أو صلح مع أي شخص، ولن نقبل أي متمرد يأتينا، ولن نقبل أي شخص وقف مع التمرد، وسنمضي في طريقنا حتى النهاية، حتى نرى السودان خالياً من هؤلاء المتمردين قريباً».

وأرجع البرهان «ما تحقق من نصر» إلى «الشهداء» بقوله: «لولا الذين تقدموا الصفوف واستشهدوا وقدموا أرواحهم، وقضية الشعب السوداني التي يُقبَض عليها بالنواجز، لما كنا وقفنا هذا الموقف، ولما وجدنا مَن يستقبلنا هنا».

وأضاف: «وجدنا فرصةً ندافع بها عن الشعب السوداني ونحمل همه، وصمودكم ثبَّت قلوب السودانيين، وجعلهم يفتخرون بمَن يحميهم ويدافع عنهم، ويقفون معه، ونحن وإخوانكم في جهاز المخابرات وقيادة الدولة، نعمل بقلب واحد على ذلك».

وأشار إلى أيام بقائه في القيادة، وقال البرهان: «أنا كنت هنا، وأعرف وعايشت المعاناة الكبيرة التي عانتها مجموعة صغيرة، والضغوط الكبيرة التي تعرَّضت لها، والخسائر التي قدموها، لكنهم صمدوا وصبروا حتى وصلنا إلى ما وصلنا له».

وتعهَّد البرهان برد ما أسماه «جزءاً بسيطاً» من أحلام وآمال السودانيين، وتوفير الأمن والحماية لهم، وإرجاع حقوقهم، ومساعدتهم على بناء المستقبل الذي يريدون عيشه.

جنود من الجيش السوداني يحتفلون بتحريرهم مصفاة نفط في شمال بحري بالسودان (رويترز)

وحاصرت «قوات الدعم السريع» منذ الأيام الأولى للحرب القيادة العامة للجيش في الخرطوم، وقيادة قوات «سلاح الإشارة»، وعدداً من الوحدات العسكرية الأخرى، وداخلها عدد من قادة الجيش البارزين، وبينهم رئيس هيئة أركان الجيش الفريق أول محمد عثمان الحسين وطاقمه، بجانب القائد العام للجيش البرهان نفسه، ونائبه الفريق أول شمس الدين كباشي.

وفي أغسطس 2023 استطاع البرهان الخروج من القيادة العامة بعد أن قضى أكثر من 3 أشهر في الحصار، وقال وقتها إنه استطاع الخروج بعملية عسكرية رتَّبها الجيش دون صفقة مع «الدعم السريع»، في حين قالت «الدعم السريع» إنها «سمحت» للرجل بالخروج مقابل «صفقة» لم تكشف تفاصيلها.

وعقب خروجه من القيادة العامة، اختار البرهان مدينة بورتسودان الساحلية، مقراً لقيادته السياسية والعسكرية، وفي أكتوبر (تشرين الأول) التحق به نائبه الفريق أول شمس الدين كباشي، الذي أفلح في الإفلات من الحصار في قيادة الجيش هو الآخر، بطريقة لا تزال تفاصيلها طي الكتمان بعد، لكن رئيس هيئة الأركان الفريق أول محمد عثمان الحسين، وبقية طاقمه ظلوا تحت الحصار.

وكان الحسين ذكر في فيديو من داخل القيادة العامة للجيش، السبت، أن «الجيش حقق إنجازاً عسكرياً استراتيجياً بوصول متحركاته إلى القيادة العامة»، وأشاد بآلاف «الشهداء» من الجنود والضباط الذين قدموا تضحيات كبيرة في القيادة العامة.

وأفلح الجيش السوداني في وصل قيادات قواته، بعملية عسكرية بدأت بوصل قوات سلاح المهندسين بمعسكرات الجيش في منطقة كرري العسكرية شمال أم درمان في فبراير (شباط) الماضي، ثم شرع في معارك «استرداد» السيطرة على مدينة الخرطوم بحري، وعبرت قواته جسر «الحلفايا» الرابط بين شمال مدينة بحري وشمال مدينة أم درمان، في 26 سبتمبر (أيلول) الماضي، وبعدها واصل تقدمه شمالاً حتى وصل القيادة العامة للجيش في الخرطوم.


مقالات ذات صلة

غوتيريش: يجب وقف تدفق السلاح إلى السودان

شمال افريقيا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (إ.ب.أ)

غوتيريش: يجب وقف تدفق السلاح إلى السودان

دعا أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، أمس، إلى وقف تدفق الأسلحة إلى السودان.

أحمد يونس (كمبالا)
خاص كاميرون هدسون كبير الموظفين السابق في مكتب المبعوث الخاص إلى السودان

خاص هل يسمح ترمب بقاعدة روسية في السودان؟

قال الدبلوماسي الأميركي كاميرون هدسون، إن إدارة الرئيس ترمب، ستهتم بمسألة الحرب في السودان، لأنها لا تريد أن يكون ملجأ للإرهاب، أوتشظيه مثل الصومال وليبيا.

محمد أمين ياسين (نيروبي)
شمال افريقيا «سد النهضة» الإثيوبي (حساب رئيس الوزراء الإثيوبي على إكس)

رئيس الوزراء المصري في إثيوبيا... هل تتحرك قضية «سد النهضة»؟

يواجه مشروع «سد النهضة»، الذي أقامته إثيوبيا على رافد نهر النيل الرئيسي، اعتراضات من دولتي المصب مصر والسودان.

أحمد إمبابي (القاهرة )
شمال افريقيا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يلقي كلمة في باريس، 11 فبراير 2025 (أ.ب)

غوتيريش: تدفّق الأسلحة إلى السودان «يجب أن يتوقف»

دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم (الجمعة)، إلى وقف تدفّق الأسلحة إلى السودان، مشيراً إلى «أزمة إنسانية غير مسبوقة في القارة الأفريقية».

«الشرق الأوسط» (أديس أبابا)
شمال افريقيا جنود سودانيون في مدينة ود مدني (أ.ف.ب) play-circle

الخارجية السودانية تبلغ الاتحاد الأفريقي بأن الجيش «بسط سيطرته» على البلاد

وجّه وزير الخارجية السوداني، الخميس، رسالة إلى الاتحاد الأفريقي، أبلغه خلالها بأن الجيش والقوات المتحالفة معه «بسطوا سيطرتهم» على ربوع البلاد.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)

مؤتمر وزراء الداخلية العرب يبحث بتونس إشكاليات الهجرة والإرهاب والجريمة المنظمة

وزير الداخلية التونسي خالد النوري مستقبلاً ممثلي بعض الوفود الوزارية والأمنية العربية المشاركة في المؤتمر (موقع وزارة الداخلية التونسية)
وزير الداخلية التونسي خالد النوري مستقبلاً ممثلي بعض الوفود الوزارية والأمنية العربية المشاركة في المؤتمر (موقع وزارة الداخلية التونسية)
TT

مؤتمر وزراء الداخلية العرب يبحث بتونس إشكاليات الهجرة والإرهاب والجريمة المنظمة

وزير الداخلية التونسي خالد النوري مستقبلاً ممثلي بعض الوفود الوزارية والأمنية العربية المشاركة في المؤتمر (موقع وزارة الداخلية التونسية)
وزير الداخلية التونسي خالد النوري مستقبلاً ممثلي بعض الوفود الوزارية والأمنية العربية المشاركة في المؤتمر (موقع وزارة الداخلية التونسية)

وصل إلى تونس، السبت والجمعة، عشرات من كبار قادة الشرطة والأمن العرب ووزراء الداخلية العرب وممثلي مؤسسات الأمن والاستعلامات ومكافحة الجريمة المنظمة دولياً، تحضيراً للمؤتمر السنوي لمجلس وزراء الداخلية العرب، الذي سيُعقد، الأحد، بتونس العاصمة.

وكشف الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب، محمد بن علي كومان، أن هذا المؤتمر الأمني الكبير ينظم بمشاركة وزراء الداخلية وعدد من كبار قادة الأمن والشرطة والحماية المدنية في كل الدول العربية، وثلة من كبار المسؤولين عن أجهزة الأمن والاستخبارات الدولية والأوروبية.

وزير الداخلية التونسي خالد النوري مستقبلاً وزير داخلية سلطنة عمان حمود البوسعيدي والوفود الوزارية والأمنية العربية (موقع وزارة الداخلية التونسية)

وأوضح محمد بن علي كومان، ووزير الداخلية التونسي خالد النوري، أن المؤتمر السنوي الجديد لمجلس وزراء الداخلية الجديد «سيُفتتح بكلمة يُلقيها ممثل عن الرئيس قيس سعيد، الذي يعقد المؤتمر تحت رعايته».

وكشفت الأمانة لمجلس وزراء الداخلية العرب بالمناسبة أن الدورة السنوية الجديدة لمجلس وزراء الداخلية العرب، وهي الـ42 منذ انطلاق أعمال المؤسسة، بمبادرة من الأمير السعودي الراحل نايف بن عبد العزيز، تُنظم بحضور وزراء الداخلية في كل الدول العربية، وثلة من أبرز مستشاريهم ومساعديهم.

كما تُشارك في المؤتمر وفود أمنية رفيعة، إضافة إلى ممثلين عن جامعة الدول العربية، والمنظمة الدولية للشرطة الجنائية (الإنتربول)، ومكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، ومكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، ووكالة الاتحاد الأوروبي للتعاون في مجال إنفاذ القانون (اليوروبول)، وجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، وكذا الاتحاد الرياضي العربي للشرطة.

ومن بين ضيوف هذه الدورة شخصيات سياسية أمنية أوروبية بارزة، بينها وزيرة داخلية البرتغال، التي ستُعنى خاصة بالتنسيق حول ملفات تهريب البشر والمخدرات والسلع وملفات الإرهاب.

ومن المقرر أن يكون من بين أبرز المتدخلين في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر وزير الداخلية التونسي، والأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف بن عبد العزيز آل سعود، وزير الداخلية في المملكة العربية السعودية، والرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب.

وسيعرض تقرير الأمين العام للمجلس أبرز مقررات لنحو 20 مؤتمراً أمنياً رفيع المستوى، التي عقدتها الأمانة العامة خلال عام 2024، بمشاركة كبار المسؤولين في قطاعات الشرطة والأمن والاستخبارات. ويتناول التقرير قضايا مهمة، مثل مكافحة الجريمة المنظمة والمخدرات، والإرهاب، والهجرة غير النظامية. كما سيتناول المؤتمر في أولوياته «تعزيز التعاون الشرطي بين الاتحاد الأوروبي والدول العربية»، وإصدار توصيات تهدف إلى زيادة التنسيق الأمني بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط.

النوري في استقبال وزير داخلية سلطنة عمان حمود البوسعيدي (موقع وزارة الداخلية التونسية)

ووفق المصادر نفسها، فإن من أبرز الملفات التي يتضمنها جدول أعمال الدورة مشروع خطة مرحلية 11 للاستراتيجية العربية لمكافحة الاستعمال غير المشروع للمخدرات والمؤثرات العقلية، ومشروع خطة مرحلية سابعة للاستراتيجية العربية للحماية المدنية (الدفاع المدني)، ومشروع خطة مرحلية ثانية «للاستراتيجية العربية لمواجهة جرائم تقنية المعلومات».

كما تناقش الدورة أيضاً الأوضاع الأمنية في عدد من الدول العربية التي تمر بأزمات حادة، مثل السودان ولبنان وفلسطين المحتلة، إلى جانب عدد من الموضوعات المهمة المدرجة على جدول الأعمال، منها تقرير الأمين العام للمجلس عن أعمال الأمانة العامة بين دورتي المجلس الحادية والأربعين والثانية والأربعين، وتقرير رئيس جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية عن أعمال الجامعة بين دورتي المجلس الحادية والأربعين والثانية والأربعين.

وسبق انعقاد الدورة اجتماع تحضيري، الخميس الماضي، شارك فيه كبار قادة الأمن والشرطة العرب وممثلي الوزراء، لدراسة البنود الواردة على جدول الأعمال، وإعداد مشروعات القرارات اللازمة بشأنها، تمهيداً لعرضها على الدورة.