السيسي يطمئن المصريين بشأن القدرة على تجاوز «الظروف الصعبة»

تفقد الأكاديمية العسكرية وأكد أهمية الوعي بالأحداث الإقليمية والدولية

السيسي خلال تفقده الأكاديمية العسكرية المصرية (الرئاسة المصرية)
السيسي خلال تفقده الأكاديمية العسكرية المصرية (الرئاسة المصرية)
TT

السيسي يطمئن المصريين بشأن القدرة على تجاوز «الظروف الصعبة»

السيسي خلال تفقده الأكاديمية العسكرية المصرية (الرئاسة المصرية)
السيسي خلال تفقده الأكاديمية العسكرية المصرية (الرئاسة المصرية)

للمرة الثانية خلال أقل من أسبوع، يعمد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى طمأنة المصريين بشأن قدرة بلاده على تجاوز «الظروف الصعبة»، مؤكداً خلال تفقده الأكاديمية العسكرية، الجمعة، على «أهمية الوعي بالأحداث الإقليمية والدولية».

ووفق إفادة رسمية للمتحدث باسم الرئاسة المصرية، السفير محمد الشناوي، فإن «السيسي تفقد، الجمعة، الأكاديمية العسكرية المصرية، وتابع طابور اللياقة الصباحي، كما ألقى كلمة للطلبة حثهم خلالها على التفاني في التدريب وتحصيل العلم، وأن يكونوا على وعي بما يدور من أحداث محلية وإقليمية ودولية».

وفي كلمته أمام طلاب الأكاديمية العسكرية، قال السيسي: «اطمئنوا، الأمور تسير بخير، الحمد لله؛ فنحن نواجه ظروفاً قاسية منذ 4 سنوات، اعتباراً من أزمة (كورونا)، والحرب الروسية وحرب غزة والظروف الصعبة التي تمر بحدودنا المختلفة»، مؤكداً قدرة بلاده على تجاوز تلك الظروف بـ«الجهد والصبر والعمل»، حسب وكالة «أنباء الشرق الأوسط» الرسمية في مصر.

الرئيس المصري أكد قدرة بلاده على تجاوز التحديات (الرئاسة المصرية)

وشدد السيسي، في كلمته، على «أهمية الوصول إلى أعلى درجات الفهم والوعي والاستعداد إزاء ما يحدث في المنطقة؛ سواء أحداث الحرب في غزة أو التطورات الموجودة على الحدود المصرية المختلفة»؛ وهو «أمر في منتهى الأهمية ولن يتم اكتسابه إلا بالعمل الشاق الحقيقي».

وكان السيسي قد وجّه رسائل طمأنة خلال مشاركته في احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، مساء الاثنين الماضي، وقال إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وتتكرر رسائل السيسي لطمأنة المصريين بين الحين والآخر، لا سيما في ظل الأوضاع الاقتصادية أو التحديات الإقليمية. والعام الماضي، خلال احتفال الكنيسة المصرية بـ«عيد الميلاد» أيضاً، قال الرئيس المصري إن بلاده «ستجتاز أي أزمة أو مشاكل أو ظروف صعبة، ما دام بقي المصريون على قلب رجل واحد، في حالة من الوحدة».

وأكد السيسي، في كلمته أمام الطابور الصباحي لطلاب الأكاديمية العسكرية، الجمعة، أن «البرامج التي يجرى تصميمها في الأكاديمية، تتم بناء على دراسات في كليات الاجتماع وعلم النفس، لإخراج ضابط ناجح؛ يمتلك شخصية متوازنة ومتعلمة وقادرة على أداء المهارات المختلفة». وقال مخاطباً الطلاب الجدد: «ما سترونه سيكون مختلفاً عما اعتدتم عليه، لكن تأكدوا أن هذا جرى تصميمه وإعداده لمساعدتكم في مهمتكم الجديدة».

السيسي حث طلبة الأكاديمية العسكرية على التفاني في التدريب (الرئاسة المصرية)

وجدد السيسي تأكيده أن «أشرف مهمة لأي إنسان هي حماية وطنه وبلده، وحماية عرضه وناسه»، وقال، في حديثه لطلاب الأكاديمية العسكرية، إنها «تلك المهمة التي كُلفنا بها، والتحقنا من أجلها بالقوات المسلحة؛ فهي أشرف دور يمكن لأي إنسان أن يتولاه».

وأضاف الرئيس المصري: «نتحدث عن بلد يسكنه تقريباً 120 مليوناً ما بين عدد سكانه، والضيوف الموجودين فيه»، مشيداً، في الوقت ذاته، بما «تقوم به القوات المسلحة الساهرة على تحقيق أمن وسلامة 120 مليوناً».

ولفت السيسي إلى ضرورة أن تتجرد الشخصية المتوازنة من أي شكل من أشكال «الاستعلاء، لا سيما الاستعلاء بالدين». وربط بين «الشخصية المتوازنة المتسامحة والمعتدلة، والمقدرة». وقال: «كلما زادت قدرتك، زاد معها توازنك... وكلما زادت معرفتك، زاد تواضعك».

ويتجاوز عدد سكان مصر 107 ملايين نسمة، وفقاً للجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء. وتطلق مصر لفظ «ضيوف» على اللاجئين والمقيمين والمهاجرين الأجانب في البلاد، ووفق تقديرات حكومية، فإن أعدادهم على الأراضي المصرية تتعدى 9 ملايين أجنبي، من نحو 133 دولة. وقدّرت الحكومة المصرية التكلفة المباشرة لاستضافتهم في أبريل (نيسان) الماضي، بأكثر من 10 مليارات دولار سنوياً. (الدولار الأميركي يساوي 50.56 في البنوك المصرية).


مقالات ذات صلة

السعودية ومصر لوضع هيكل «مجلس التنسيق الأعلى» بين البلدين

العالم العربي ولي العهد السعودي والرئيس المصري خلال لقاء سابق بينهما (واس)

السعودية ومصر لوضع هيكل «مجلس التنسيق الأعلى» بين البلدين

قال وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، في تصريحات متلفزة، مساء الخميس: «نعمل حالياً على وضع الهيكل التنسيقي للمجلس المصري - السعودي».

فتحية الدخاخني (القاهرة )
يوميات الشرق ميدان طلعت حرب في قلب القاهرة الخديوية (الشرق الأوسط)

القاهرة الخديوية «المرهَقة» تسعى إلى استعادة رونق الزمن الجميل

كلّف الخديوي إسماعيل، المعماري الفرنسي هاوسمان، بتصميم القاهرة الخديوية وتنفيذها في وسط مدينة القاهرة عام 1867، وتصل المساحة التي خُصصت لذلك إلى 20 ألف فدان.

محمد الكفراوي (القاهرة)
شمال افريقيا جانب من الحريق الذي نشب في حارة اليهود بالعاصمة المصرية القاهرة (أرشيفية - وسائل إعلام محلية)

إصابة 15 شخصاً وتدمير 12 منزلاً في حريق بالقاهرة

أصيب 15 شخصاً واحترق 12منزلاً ومصنعاً للبلاستيك من جراء حريق شب بالقرب من دير القديس سمعان بمنشأة ناصر غرب القاهرة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
العالم العربي ربة المنزل مروة تتسوق لشراء كميات قليلة لاستيعاب الأسعار (الشرق الأوسط)

مصريون يترقبون «منحة حكومية» ويخشون «تبعاتها»

أعلن رئيس الحكومة المصرية مصطفى مدبولي، خلال مؤتمر صحافي الأربعاء، عن توجيه رئاسي للحكومة بـ«وضع تصور لحزمة حماية اجتماعية تقديراً للضغوط على المواطن».

رحاب عليوة (القاهرة)
شمال افريقيا وزير التعليم المصري أثناء تفقد امتحانات بالمرحلة الثانوية في وقت سابق (وزارة التربية والتعليم)

مصر: مقترح «البكالوريا» للتعليم الثانوي يفجّر «سخرية» وجدلاً «سوشيالياً»

أثار مقترح وزارة التربية والتعليم المصرية تغيير نظام الثانوية العامة إلى «البكالوريا»، جدلاً على «السوشيال ميديا».

محمد عجم (القاهرة)

مصر تعزز علاقاتها الأفريقية باتصالات حول التحديات الأمنية

مقر تابع لوزارة الخارجية المصرية في القاهرة (تصوير عبد الفتاح فرج)
مقر تابع لوزارة الخارجية المصرية في القاهرة (تصوير عبد الفتاح فرج)
TT

مصر تعزز علاقاتها الأفريقية باتصالات حول التحديات الأمنية

مقر تابع لوزارة الخارجية المصرية في القاهرة (تصوير عبد الفتاح فرج)
مقر تابع لوزارة الخارجية المصرية في القاهرة (تصوير عبد الفتاح فرج)

تواصل مصر جهودها نحو تعزيز علاقاتها الأفريقية بمشاورات واتصالات تستهدف مواجهة التحديات الأمنية والتنموية لدول القارة. وفي هذا السياق، أجرى وزير الخارجية المصري، الدكتور بدر عبد العاطي، اتصالات هاتفية مع نظرائه في كينيا والكونغو برازافيل وغينيا بيساو، ناقشت المستجدات الإقليمية والدولية. ما عده خبراء «حلقة في سلسلة اتصالات تستهدف تعميق حضور مصر في القارة السمراء».

ووفق إفادة رسمية للمتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير تميم خلاف، الجمعة، فإن عبد العاطي أجرى اتصالاً هاتفياً مع نظيره في غينيا بيساو، كارلوس بينتو بيريرا، «تناول خلاله سبل الارتقاء بالعلاقات الثنائية بين البلدين في شتى المجالات، واستشراف آفاق جديدة للتعاون المشترك في مجالات التنمية الاقتصادية والتجارة والاستثمار».

وقال خلاف إن الاتصال شهد «تبادل الرؤى بشأن عدد من القضايا الإقليمية، وسبل تعزيز العمل المشترك دعماً لمصالح القارة الأفريقية»، حيث أكد الوزيران «أهمية دعم جهود التنمية في أفريقيا، وتحقيق التكامل الاقتصادي بين دول القارة، وضرورة تكثيف التشاور والتنسيق لمواجهة التحديات الاقتصادية والتنموية والأمنية الراهنة، فضلاً عن تبادل التأييد في الترشيحات الإقليمية والدولية بين البلدين».

كما أجرى عبد العاطي اتصالاً هاتفياً مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون في الكونغو برازافيل، جان كلود جاكوسو، «في إطار الجهود المستمرة لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين»، وفق إفادة رسمية لـ«الخارجية المصرية»، الجمعة.

وشدد عبد العاطي على «استعداد مصر لدعم الكونغو برازافيل من خلال تقديم الخبرات الفنية، والمساهمة في تدشين مشروعات التنمية المستدامة»، معرباً عن «حرص القاهرة على تعزيز العمل الأفريقي المشترك، ودفع عجلة التنمية في القارة».

وبحسب «الخارجية المصرية» فقد شهد الاتصال أيضاً «تبادل وجهات النظر حول المستجدات الإقليمية»، حيث أكد الوزيران «أهمية تنسيق الجهود لدعم الأمن والاستقرار في القارة الأفريقية، كما تم التوافق على تكثيف التنسيق بين الجانبين، والعمل على تعميق العلاقات الثنائية، وتحقيق المصالح المتبادلة، فضلاً عن تعزيز التعاون والتشاور في المحافل الإقليمية والدولية لمواجهة التحديات الإقليمية، وتحقيق مصالح دول القارة».

محادثات إدريس ديبي مع بدر عبد العاطي خلال زيارته إلى تشاد نهاية الشهر الماضي (الخارجية المصرية)

أيضاً أجرى الوزير المصري اتصالاً هاتفياً مع وزير الخارجية الكيني، موساليا مودافادي، وتناول الاتصال بحسب متحدث «الخارجية المصرية»، «سبل تعزيز العلاقات بين البلدين على المستويات كافة، إضافةً إلى القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وسبل تعزيز الأمن والاستقرار في منطقة شرق أفريقيا».

وأكد عبد العاطي «التزام مصر بدعم كينيا في مساعيها لتحقيق الاستقرار والتنمية والازدهار»، مشيراً إلى «أهمية تطوير الشراكة الاقتصادية والاستثمارية بين البلدين، والعمل على زيادة حجم التجارة البينية، وتعزيز وترفيع مُستوى العلاقات الثنائية بما يتواءم مع أهمية الدولتين».

وتأتي الاتصالات المصرية - الأفريقية الأخيرة في إطار نشاط مكثف للقاهرة في القارة السمراء، وهو ما أكدته مديرة البرنامج الأفريقي بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» في مصر، الدكتورة أماني الطويل، مشيرةً إلى أن «هناك اتجاهاً معلناً من جانب الدبلوماسية المصرية لتعميق وتعزيز العلاقات مع دول القارة الأفريقية، تكشفت ملامحه من خلال الاتصالات والزيارات المتبادلة خلال الآونة الأخيرة».

وأوضحت لـ«الشرق الأوسط» أن «هذا الاتجاه نحو القارة الأفريقية يأتي في سياق التحديات المتزايدة التي تفرض على القاهرة التحرك في (ملفات عدة) سواء مع دول القرن الأفريقي أو حوض النيل»، مشيرةً إلى أن «هذه التحركات تأتي في إطار حماية الأمن القومي المصري، لا سيما فيما يتعلق بمواجهة توترات البحر الأحمر وتداعياتها على (قناة السويس)».

ومنذ نهاية نوفمبر (تشرين ثاني) 2023 غيّرت شركات شحن عالمية مسارها، متجنبةً المرور في البحر الأحمر، إثر استهداف جماعة «الحوثي» اليمنية السفن المارة بالممر الملاحي، «رداً على استمرار الحرب الإسرائيلية ضد قطاع غزة»؛ ما أدّى إلى تراجعت إيرادات «قناة السويس»، وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أخيراً، إن «إيرادات القناة شهدت انخفاضاً تجاوز 60 في المائة مقارنة بعام 2023، ما يعني أن مصر خسرت ما يقرب من 7 مليارات دولار في عام 2024». (الدولار الأميركي يساوي 50.56 جنيه في البنوك المصرية).

جانب من زيارة بدر عبد العاطي إلى الغابون نهاية الشهر الماضي (الخارجية المصرية)

وعدَّ نائب رئيس «المجلس المصري للشؤون الأفريقية»، مساعد وزير الخارجية الأسبق، السفير صلاح حليمة، الاتصالات المصرية «حلقة في سلسلة مشاورات بين مصر ودول القارة الأفريقية، زادت خلال الفترة الأخيرة».

وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هذه الاتصالات تأتي في سياق تعميق العلاقات الثنائية بين مصر ودول القارة الأفريقية من جانب، والتشاور بشأن القضايا الساخنة سواء في منطقة القرن الأفريقي أو البحر الأحمر أو حتى وسط أفريقيا ومنطقة الساحل».

واتفق مع الرأي السابق عضو «المجلس المصري للشؤون الخارجية»، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير علي الحفني، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن علاقات مصر وأفريقيا باتت أوثق وأمتن في العقد الأخير، وهو ما يظهر من الاتصالات والزيارات المتبادلة، وجولات الرئيس عبد الفتاح السيسي في دول القارة الأفريقية.

ونهاية الشهر الماضي، زار وزير الخارجية المصري، الغابون وتشاد، في جولة «استهدفت التنسيق المشترك حول القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك»، وفق إفادة رسمية في حينه.

وأشار الحفني إلى أن «الاتصالات المصرية مع دول القارة تأتي في سياق تعزيز التعاون في مواجهة التحديات الأمنية، لا سيما أن الأمن ضرورة لتحقيق التنمية والاستقرار».

بينما أوضح حليمة أن «المشاورات المصرية مع دول القارة الأفريقية تتناول قضايا عدة على رأسها؛ مكافحة الإرهاب، وتسوية النزاعات القائمة، وتدعيم العلاقات الثنائية في مجالات البنية التحتية والطاقة والزراعة والأمن الغذائي والمائي... وغيرها من التحديات التي تواجه دول القارة».