«الداخلية المصرية» تتهم «الإخوان» بترويج شائعات عن «خطف» الفتيات والأطفال

قالت إن مقطع الفيديو المنتشر جرى إعداده باستخدام «الذكاء الاصطناعي»

محاكمة سابقة لمتهمين من «الإخوان» في «أحداث عنف» بمصر (أ.ف.ب)
محاكمة سابقة لمتهمين من «الإخوان» في «أحداث عنف» بمصر (أ.ف.ب)
TT

«الداخلية المصرية» تتهم «الإخوان» بترويج شائعات عن «خطف» الفتيات والأطفال

محاكمة سابقة لمتهمين من «الإخوان» في «أحداث عنف» بمصر (أ.ف.ب)
محاكمة سابقة لمتهمين من «الإخوان» في «أحداث عنف» بمصر (أ.ف.ب)

اتهمت وزارة الداخلية المصرية، جماعة «الإخوان» المحظورة، بترويج شائعات عن انتشار ظاهرة «خطف» فتيات وأطفال في العاصمة، اعتماداً على مقطع فيديو جرى إعداده باستخدام «الذكاء الاصطناعي».

ونفت «الداخلية»، في بيان، الخميس، ما وصفته بـ«شائعات روّجتها إحدى القنوات الموالية لجماعة الإخوان»، المصنفة رسمياً «جماعة إرهابية» منذ 2014، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تدّعي «وجود ظواهر جنائية وانتشار حالات خطف الفتيات والأطفال بالمعادي (جنوب القاهرة) والجيزة، على خلاف الحقيقة».

وأكدت الوزارة أن الفيديو المنشور تم بـ«استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي»، وأنه تبين من الفحص عدم ورود أي بلاغات بشأن ما تضمنه مقطع الفيديو المشار إليه، وجرى اتخاذ الإجراءات القانونية حيال القائمين على القناة المشار إليها لترويجهم «ادعاءات كاذبة».

وطالبت «الداخلية» المواطنين بـ«عدم الانسياق خلف ما يتم بثه بمثل تلك القنوات» التي وصفتها بـ«المغرضة»، والتي تروج لـ«مخططات الجماعة الإرهابية، بهدف زعزعة الثقة في حالة الاستقرار الأمني التي تنعم بها البلاد».

وعادة ما تتهم السلطات المصرية «الإخوان» بـ«نشر أكاذيب حول السجون والأوضاع المعيشية». وتنفي «الداخلية» باستمرار «مزاعم» تتداولها صفحات موالية للجماعة، وتقول الوزارة إنها «تأتي في إطار حملة الادعاءات الكاذبة التي ينتهجها (الإخوان) بهدف تضليل الرأي العام المصري، بعد أن فقدت الجماعة مصداقيتها».

وتحظر السلطات المصرية «الإخوان» منذ عام 2014، ويخضع قادة وأنصار الجماعة حالياً، وعلى رأسهم المرشد العام محمد بديع، لمحاكمات في قضايا يتعلق معظمها بـ«التحريض على العنف»، صدرت في بعضها أحكام بالإعدام، والسجن «المشدد والمؤبد».

وسبق أن وجّه رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، جميع المسؤولين بالرد على ما يتردد على منصات التواصل الاجتماعي، مؤكداً أن «هذا الأمر يدخل في صميم دور الحكومة؛ حتى لا نترك المجال لبعض الأخبار غير الصحيحة للانتشار»، مشدداً على «أهمية مواصلة جهود توضيح الحقائق ودحض الإشاعات».

وتحدث تقرير للمركز الإعلامي لـ«مجلس الوزراء المصري» في فبراير (شباط) الماضي، عن تزايد معدلات انتشار الإشاعات خلال السنوات الأخيرة، ووفق التقرير «بلغت نسبة الإشاعات عام 2023 نحو 18.8 في المائة، وفي 2022 نحو 16.7 في المائة، وفي 2021 نحو 15.2 في المائة».


مقالات ذات صلة

مصر: وفاة 8 وإصابة 12 في حادث تصادم قطار بحافلة

شمال افريقيا صورة نشرتها وسائل إعلام مصرية من موقع حادث التصادم

مصر: وفاة 8 وإصابة 12 في حادث تصادم قطار بحافلة

لقي 8 أشخاص، بينهم أطفال، حتفهم، وأصيب 12 آخرون، إثر اصطدام قطار بحافلة صغيرة، الخميس، في محافظة الإسماعيلية بشمال شرقي مصر.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
أوروبا الدخان يتصاعد بعد اصطدام سفينة شحن بناقلة تحمل وقود الطائرات قبالة شرق إنجلترا (أ.ب)

لا دليل على عمل تخريبي في اصطدام سفينتين قبالة سواحل بريطانيا

استمرت الحرائق، الثلاثاء، بعد اصطدام سفينتين قبالة سواحل شمال شرقي إنجلترا؛ ما اثار مخاوف من كارثة بيئية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
آسيا مقتل 12 راكباً بعد القفز من عربات قطارهم في الهند (أرشيفية - رويترز)

الهند: مصرع 12 راكباً على الأقل بعد القفز من القطار بسبب تحذير من حريق

لقي 12 راكباً على الأقل حتفهم، اليوم الأربعاء، بعدما صدمهم قطار آخر على المسار الموازي غربي الهند، لقفزهم من عربات قطارهم مذعورين.

«الشرق الأوسط» (نيودلهي)
العالم العربي طورت وزارة الداخلية مراكز الإصلاح والتأهيل في السنوات الماضية (وزارة الداخلية - أرشيفية)

«الداخلية المصرية» تنفي إضراب نزلاء «مراكز الإصلاح» عن الطعام

نفت وزارة الداخلية المصرية، ما وصفته بـ«ادعاءات»، على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، تتعلق بإضراب عدد من نزلاء أحد مراكز «الإصلاح والتأهيل» عن الطعام.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الخليج جاء القرار في إطار حرص الإمارات على تعطيل الشبكات المرتبطة بتمويل الإرهاب (وام)

الإمارات تدرج 19 فرداً وكياناً على قوائم الإرهاب

قرر مجلس الوزراء الإماراتي إدراج 11 فرداً و8 كيانات على قوائم الإرهاب المحلية لارتباطهم بتنظيم «الإخوان المسلمين».

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)

«سنعود لمنازلنا»... سودانيون يحتفلون في بورتسودان بسيطرة الجيش على الخرطوم

سودانيون نزلوا إلى شوارع مدينة بورتسودان للاحتفال بسيطرة الجيش السوداني على العاصمة الخرطوم 26 مارس 2025 (أ.ف.ب)
سودانيون نزلوا إلى شوارع مدينة بورتسودان للاحتفال بسيطرة الجيش السوداني على العاصمة الخرطوم 26 مارس 2025 (أ.ف.ب)
TT

«سنعود لمنازلنا»... سودانيون يحتفلون في بورتسودان بسيطرة الجيش على الخرطوم

سودانيون نزلوا إلى شوارع مدينة بورتسودان للاحتفال بسيطرة الجيش السوداني على العاصمة الخرطوم 26 مارس 2025 (أ.ف.ب)
سودانيون نزلوا إلى شوارع مدينة بورتسودان للاحتفال بسيطرة الجيش السوداني على العاصمة الخرطوم 26 مارس 2025 (أ.ف.ب)

اكتظَّت شوارع مدينة بورتسودان، مساء الأربعاء، بعشرات السودانيين الذين خرجوا للاحتفال بإعلان الجيش سيطرته على الخرطوم بعد عامين من حرب دامية قسَّمت البلاد، وأدَّت لنزوح الملايين. بالنسبة لكثيرين، هذا يعني العودة إلى المنزل.

ونزح من العاصمة خلال الحرب التي يتواجه فيها الجيش و«قوات الدعم السريع» منذ أبريل (نيسان) 2023، أكثر من 3 ملايين ونصف مليون سوداني، لجأ عدد كبير منهم إلى بورتسودان التي أصبحت كذلك مقرّاً مؤقتاً للحكومة.

وقال معتز عصام، أحد المحتفلين، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «بإذن الله سنعود... ونحتفل بالعيد في بيوتنا»، مؤكداً سعادته «بانتصارات الجيش».

وأشار عصام إلى أن سكان بورتسودان يحتفلون أيضاً.

سودانيون نزلوا إلى شوارع مدينة بورتسودان للاحتفال بسيطرة الجيش السوداني على العاصمة الخرطوم 26 مارس 2025 (أ.ف.ب)

وأعلن قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، الأربعاء من داخل القصر الجمهوري في العاصمة، أن «الخرطوم حرّة، وانتهى الأمر»، بعدما تمكنت القوات السودانية المسلحة من طرد «قوات الدعم السريع» من وسط الخرطوم.

وأكد المتحدث باسم الجيش، نبيل عبد الله، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» أن قوات الجيش استعادت مطار الخرطوم «وتم تأمينه بالكامل» بعد عامين من تمركز «قوات الدعم السريع» داخله.

وأظهرت صور نشرها الجيش هبوط طائرة تحمل البرهان، في المطار المدمّر بالكامل، للمرة الأولى منذ بداية الحرب.

وجاءت التطورات في إطار عملية واسعة للجيش، استهدفت إحكام السيطرة على العاصمة.

وأظهرت صور -بثها التلفزيون السوداني- البرهان بلباس عسكري داخل القصر الجمهوري، محاطاً بمقاتلين يهتفون «الله أكبر».

سودانيون نزلوا إلى شوارع مدينة بورتسودان للاحتفال بسيطرة الجيش السوداني على العاصمة الخرطوم 26 مارس 2025 (أ.ف.ب)

إعمار الخرطوم

وقال أحمد إبراهيم، أحد النازحين من الخرطوم إلى بورتسودان: «اليوم أتممنا عامين من المعاناة والنزوح والتشرّد».

ووقف إبراهيم في تجمُّع رُفعت فيه أعلام السودان، في حين كان بعض الأفراد يطلقون أبواق سياراتهم فرحاً، والموسيقى الاحتفالية تصدح من المكان، محاطاً بأنوار كثيفة وأصوات الزغاريد.

وتابع: «نحن جاهزون للمرحلة المقبلة. مرحلة العودة الطوعية لتنمية ما دمّرته الحرب». وأضاف: «إذا قالوا لنا إن الخرطوم جاهزة اليوم، نرجع غداً على الفور»، واصفاً رحلة النزوح بأنها «قاتمة وقاسية».

وأنشد سودانيون النشيد الوطني السوداني مع موسيقى تصدح من السيارات أو مكبرات صوت محمولة، في حين كان البعض يرقصون.

وحوّلت الحرب الخرطوم ومدن سودانية كثيرة إلى ركام، وأودت بحياة عشرات الآلاف، وأدت إلى نزوح 12 مليون سوداني، فيما يُعد أكبر أزمة نزوح وجوع في العالم.

وتحولت مدينة بورتسودان على البحر الأحمر في شرق البلاد إلى مقر مؤقت للحكومة، واستضافت مئات الآلاف من النازحين، حسب بيانات الأمم المتحدة.

وتُواجه البنية التحتية لبورتسودان، وكذلك مخيمات النزوح المكتظة، تحديات كثيرة، منها نقص المياه والغذاء والكهرباء، ما يزيد من معاناة السكان.

وللمرة الأولى منذ بداية الحرب، سجَّلت منظمة الهجرة الدولية التابعة للأمم المتحدة الشهر الحالي انخفاضاً في معدلات النزوح، بعدما رجع 400 ألف شخص إلى منازلهم في المناطق التي استعادها الجيش في وسط البلاد.

وحذَّرت المنظمة في بيان من أن هؤلاء عائدون إلى مناطق فيها القليل جدّاً من احتياجات المعيشة «من غذاء وبنية تحتية وتعليم وخدمات أساسية أخرى».

وتعاني الخرطوم من دمار كبير في الشوارع والبنايات والبنية التحتية.

سودانيون نزلوا إلى شوارع مدينة بورتسودان للاحتفال بسيطرة الجيش السوداني على العاصمة الخرطوم 26 مارس 2025 (أ.ف.ب)

دوامة الحرب

ويرى محللون أنه رغم التقدّم الذي أحرزه الجيش، لا تبدو نهاية الحرب قريبة.

وقالت عفاف عمر، من سكان مدينة أم درمان في ضواحي الخرطوم، التي تتعرض لقصف مستمر من «الدعم السريع»: «خبر سعيد جداً أن تتحرّر الخرطوم، لكن لدينا مخاوف حقيقية من أن تعود الميليشيات مرة أخرى، وندخل في دوامة الحرب».

ولا تزال «قوات الدعم السريع» متمركزة في مواقعها جنوب وغرب أم درمان في الخرطوم الكبرى.

ويميل «الدعم السريع» لشن هجمات انتقامية وتدمير البنية التحتية في الأماكن التي يخرج منها، حسب «وكالة الصحافة الفرنسية».

ومنذ نهاية العام الماضي، بدأ الجيش السوداني عملية واسعة انطلقت من شرق البلاد باتجاه العاصمة، واستعاد فيها السيطرة على مدن رئيسية، منها سنار وود مدني، حتى تمكن من دخول الخرطوم وإحكام سيطرته على معظم مناطقها في الأسابيع الأخيرة.

ويطوّق الجيش منذ الخميس، منطقة جبل أولياء جنوب الخرطوم، آخر معقل لـ«الدعم السريع» في منطقة الخرطوم.

وقال معتز عصام، وسط الاحتفالات في بورتسودان: «نسأل الله انتصارات في جميع الولايات من الفاشر إلى نيالا والجنينة وكل ربوع السودان... وإن شاء الله نصل إلى ديارنا ووطننا».

وكان يشير إلى مدن في إقليم دارفور في غرب السودان تقع تحت سيطرة «الدعم السريع»، باستثناء الفاشر التي حذّرت الأمم المتحدة، الأربعاء، من الخطر الناجم عن أنها تضم 825 ألف طفل في مناطق تشهد اشتباكات عنيفة.