تبون يخاطب الجزائريين حول «تحديات الداخل واستفزازات الخارج»

يرتقب أن يخوض غداً في خطة ولايته الثانية والخلاف مع فرنسا ومشكلات الجوار

الرئيس تبون مع وزيره الأول (الرئاسة)
الرئيس تبون مع وزيره الأول (الرئاسة)
TT

تبون يخاطب الجزائريين حول «تحديات الداخل واستفزازات الخارج»

الرئيس تبون مع وزيره الأول (الرئاسة)
الرئيس تبون مع وزيره الأول (الرئاسة)

ماذا سيعلن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في خطابه، المقرر غداً (الأحد) أمام غرفتي البرلمان؟

هذا هو السؤال الذي يجري طرحه منذ الخميس في أوساط الأحزاب المعارضة والمؤيدة له على حد سواء، إثر تداول أخبار بأنه «سيلقي الخطاب السنوي الذي تعهد به العام الماضي»، بحسب حسابات عدد من الناشطين بوسائل الإعلام الاجتماعي.

وأكد «المجلس الشعبي الوطني» (الغرفة البرلمانية الأولى)، في منشور مقتضب بحسابه بمنصة «فيسبوك»، اليوم (السبت)، أن تبون «سيلقي خطاباً موجهاً للأمة أمام البرلمان بغرفتيه»، علماً بأن الغرفة الثانية هي «مجلس الأمة»، ورئيسها هو الشخص الثاني في الدولة، حسبما ينص عليه الدستور.

من جلسة سابقة للمجلس الشعبي الوطني (البرلمان)

ووفق مصادر من محيط الرئاسة بشأن الخطاب، المنتظر في «نادي الصنوبر» بالضاحية الغربية للعاصمة، فإن تبون «سيخوض في أهم مشروعاته للولاية الثانية، والتحديات الاقتصادية الكبرى المطروحة حالياً، والتهديدات الخارجية التي تواجه البلاد، خصوصاً الاضطرابات في الجوار، وجرائم إسرائيل في غزة». كما أشارت المصادر نفسها، إلى «دعوات ملحة لسياسيين لتقديم موعد الحوار السياسي الذي تعهد به»، في إشارة إلى احتمال أن يعلن عن تاريخ الاجتماع مع الأحزاب، بعد أن تعهد بذلك في وقت سابق.

أمين عام التجمع الوطني الديمقراطي دعا تبون إلى تسبيق موعد الحوار مع الأحزاب (إعلام حزبي)

وصرح تبون في بداية أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، خلال لقاء صحافي بثه التلفزيون الحكومي، بأنه يعتزم إجراء «حوار وطني مع الطبقة السياسية، في نهاية 2025 أو بداية 2026»، من دون أن يذكر أي شيء عن مضمون هذه المبادرة. والأسبوع الماضي، دعاه حزب «التجمع الوطني الديمقراطي» المؤيد له، إلى تسبيق موعد الحوار، بذريعة أن «الاستفزازات التي تتعرض لها البلاد من الخارج تستدعي رص الصفوف، وإطلاق استشارة في الداخل حول كيفية التصدي للظرف الصعب».

وتتعامل الحكومة، وكل الأحزاب والتنظيمات ووسائل الإعلام الموالية لها، مع القطيعة التي تعيشها العلاقات مع فرنسا، والخلاف الحاد مع المغرب حول نزاع الصحراء، وتداعيات الاضطرابات في مالي والنيجر وليبيا، على الوضع في جنوب الجزائر، على أنها «تحديات كبرى، جزء منها مقصود، الهدف منه المس بأمن البلاد القومي».

ومن المنتظر أن يتضمن خطاب الرئيس «استكمال برنامجه الاقتصادي»، الذي دافع عنه في حملة انتخابات الرئاسة، التي نظمت في 7 سبتمبر (أيلول) الماضي. وتقوم خطته على تنويع الصادرات، خصوصاً محاولات فك التبعية لإيرادات المحروقات.

الرئيس تبون أثناء اجتماعه مع الولاة لبحث مشكلات التنمية في 24 ديسمبر الحالي (الرئاسة)

وبكلام آخر، سيشرح تبون حلوله لمشكلات الاقتصاد في الولاية الثانية (2024 - 2029). كما ينتظر أن يتناول «حسنات» قانون الاستثمار الجديد، الذي يهدف إلى «تحسين بيئة الأعمال، وجذب الاستثمارات المحلية والأجنبية»، حسب الحكومة.

وصرح تبون في وقت سابق، بأنه حقق 7 مليارات دولار صادرات خارج النفط والغاز، وأنه يعتزم رفع الرقم إلى 13 مليار دولار. لكنّ خبراء مستقلين عن الحكومة يشككون في قدرة البلاد على بلوغ هذا السقف، قياساً إلى حالة الضعف التي يوجد عليها الإنتاج الوطني، ويرجحون بأن البلاد ستبقى تعول على ريع المحروقات لسد حاجياتها لمدة طويلة، في ظل غياب إصلاحات هيكلية جادة على طرق إدارة الاقتصاد والاستثمار.

من اجتماع سابق للرئيس بالأحزاب السياسية (الرئاسة)

وفي تقدير «المجاهد»، الصحيفة الحكومية الأولى، سيتناول خطاب تبون «محورين رئيسيين: الأول يقدم فيه حصيلة ولايته الأولى كما وعد بذلك خلال أدائه اليمين الدستورية في 16 سبتمبر الماضي، بعد إعادة انتخابه لولاية ثانية. أما المحور الثاني، فسيعرض فيه خريطة طريق ولايته الثانية، وتفاصيل خطته الخماسية لتحقيق تعهداته بأن يجعل من الجزائر قوة اقتصادية ناشئة، مع تحقيق ناتج محلي إجمالي قدره 400 مليار دولار في غضون عام 2027».


مقالات ذات صلة

الشرطة الفرنسية توقف ثلاثة جزائريين في حملة على المؤثرين

أوروبا عنصر من الشرطة الفرنسية (أ.ف.ب)

الشرطة الفرنسية توقف ثلاثة جزائريين في حملة على المؤثرين

قالت وكالة «أسوشييتد برس» الأميركية للأنباء إن الشرطة الفرنسية ألقت القبض على ثلاثة جزائريين.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عربية شباب قسنطينة الجزائري تصدر مجموعته بالكونفدرالية (نادي شباب قسنطينة)

«الكونفدرالية الأفريقية»: قسنطينة الجزائري ينتزع صدارة مجموعته برباعية

حقق فريق شباب قسنطينة الجزائري فوزاً عريضاً على ضيفه أونزي برافوش الأنجولي بنتيجة 4 - صفر في الجولة الرابعة بالمجموعة الأولى لكأس الكونفدرالية الأفريقية.

«الشرق الأوسط» (قسنطينة)
شمال افريقيا الحراك الجزائري في فبراير 2019 (الشرق الأوسط)

اعتقال جزائريين في فرنسا بتهمة «التحريض على العنف»

اعتقلت الشرطة الفرنسية «مؤثرين» جزائريين لتحريضهما على قتل مواطنين لهما يقيمون بفرنسا، بحجة أنهم «يبحثون عن زرع الاضطرابات في الجزائر»

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا شل نشاط 51 إرهابياً في الجزائر خلال عام 2024

شل نشاط 51 إرهابياً في الجزائر خلال عام 2024

أعلنت وزارة الدفاع الجزائرية، السبت، عبر حساباتها بالإعلام الاجتماعي، أن قوات الجيش شلت نشاط 51 إرهابياً واعتقلت 457 شخصاً بشبهة دعم المتطرفين المسلحين، في…

شمال افريقيا ممثل السياسة الخارجية في «الاتحاد الأوروبي» سابقاً جوزيب بوريل في لقاء سابق مع الرئيس تبون (الرئاسة الجزائرية)

الجزائر و«بروكسل» لبحث «أزمة اتفاق الشراكة»

يبحث وفد من الاتحاد الأوروبي مع مسؤولين جزائريين، مطلع العام الجديد، «أزمة اتفاق الشراكة»، بغرض حل «تعقيدات إدارية» تواجه صادرات دول الاتحاد إلى الجزائر.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)

قبل رحيلها... إدارة بايدن تفرض عقوبات على «حميدتي» وتتهمه بـ«جرائم حرب»

حميدتي قال في خطاب الاستقلال الأربعاء إن السودان في مفترق طرق (الشرق الأوسط)
حميدتي قال في خطاب الاستقلال الأربعاء إن السودان في مفترق طرق (الشرق الأوسط)
TT

قبل رحيلها... إدارة بايدن تفرض عقوبات على «حميدتي» وتتهمه بـ«جرائم حرب»

حميدتي قال في خطاب الاستقلال الأربعاء إن السودان في مفترق طرق (الشرق الأوسط)
حميدتي قال في خطاب الاستقلال الأربعاء إن السودان في مفترق طرق (الشرق الأوسط)

أعلنت إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، فرضَ عقوبات على محمد حمدان دقلو (حميدتي)، زعيم «الدعم السريع». وأكدت أن قواته «ارتكبت جرائم حرب وجرائم إبادة جماعية» خلال الصراع المسلح مع الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان؛ ما أسفر عن مقتل عشرات الآلاف من السودانيين، وتشريد 12 مليوناً، وإحداث مجاعة واسعة النطاق.

وأعلن وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، أن «(قوات الدعم السريع) ارتكبت إبادةً جماعيةً في منطقة دارفور بالسودان، وتورَّطت في جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية والتطهير العرقي. وقامت بعمليات القتل بدوافع عرقية، وارتكبت أعمال العنف الجنسي بوصفه سلاح حرب، وبصفته القائد العام لها، يتحمل حميدتي المسؤولية القيادية عن الأفعال البغيضة وغير القانونية لقواته».

البرهان وحميدتي يحضران حفل تخريج عسكري للقوات الخاصة في الخرطوم 22 سبتمبر 2021 (غيتي)

وقال بلينكن، في بيان للخارجية الأميركية، إن «قوات الدعم السريع» تحت قيادة حميدتي، «انخرطت في انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان، بما في ذلك العنف الجنسي على نطاق واسع، وإعدام المدنيين العزل والمقاتلين العزل. كما استخدمت حرمان الشعب السوداني من الإغاثة الإنسانية، بوصفه سلاح حرب ضد شعب السودان، منتهكةً بشكل منهجي التزاماتها، بما في ذلك القانون الإنساني الدولي، وإعلان جدة لعام 2023 للالتزام بحماية المدنيين في السودان، ومدونة قواعد السلوك لعام 2024 التي قبلتها جزءاً من التحالف من أجل حماية وتعزيز إنقاذ الأرواح والسلام في السودان».

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (إ.ب.أ)

وأضاف بيان الخارجية الأميركية، أن «(قوات الدعم السريع)، والميليشيات المتحالفة معها، واصلت شنَّ هجمات ضد المدنيين، وقامت بقتل الرجال والفتيان بشكل منهجي - وحتى الرُّضع - على أساس عرقي، واستهدفت عمداً النساء والفتيات من مجموعات عرقية معينة بالاغتصاب وغيره من أشكال العنف الجنسي الوحشي، وقتلت الأبرياء الهاربين من الصراع، ومنعت المدنيين المتبقين من الوصول إلى الإمدادات المنقذة للحياة».

ووضعت وزارة الخزانة الأميركية 7 شركات مرتبطة بـ«الدعم السريع» على قائمة العقوبات لقيامها «بتوفير المعدات العسكرية، وتمويل تأجيج الصراع في السودان، وتوفير الأموال والأسلحة لقوات الدعم السريع»؛ ومنها شركة «كابيتال كاب هولدينغ» ومقرها الإمارات، ووضعت مالكها أبو ذر عبد النبي حبيب الله أحمد على قائمة العقوبات. وشركة «الزمرد والياقوت والذهب والمجوهرات» وهي شركة أخرى يديرها أبو ذر عبد النبي أيضاً، وتعمل لصالح «الدعم السريع»، وتدير حسابات مصرفية بملايين الدولارات. وشركة «الجيل القديم للتجارة العامة» ويديرها عبد النبي مع عبد الرحيم حمدان دقلو (شقيق حميدتي)، الذي أدرجته «الخزانة الأميركية» في سبتمبر (أيلول) الماضي على قائمة الإرهابيين بوصفه مسؤولاً عن تمويل الإرهاب في السودان.

مبنى وزارة الخزانة الأميركية في واشنطن (أرشيفية - رويترز)

ووضعت «الخزانة» شركة «كرييتيف بايثون» وهي شركة أخرى يملكها أبو ذر، ومقرها الإمارات على قائمة العقوبات؛ لقيامها «بإخفاء تعاملات حميدتي التجارية لتجنب العقوبات»، وأدرجت المدير الإداري للشركة، الغوني حمدان دقلو موسى (شقيق آخر لحميدتي) على قائمة العقوبات لقيامه بإدارة التعاملات المالية لصالح «حميدتي». وشركة «الخليج المحدودة» وهي مؤسسة مالية خاضعة لسيطرة «الدعم السريع» وتقوم بتمويل عملياتها. وشركة «هورايزون للتجارة العامة» وهي شركة تكنولوجيا معلومات وأمن يديرها شقيق لحميدتي في الإمارات، وشركة «أدفانس سوليوشن».

وقال نائب وزير الخزانة والي أديمو: «تواصل الولايات المتحدة الدعوة إلى إنهاء هذا الصراع الذي يعرِّض حياة المدنيين الأبرياء للخطر. وسنستخدم كل أداة متاحة لمحاسبة المسؤولين عن انتهاك حقوق الإنسان للشعب السوداني».

من معارك جنوب الخرطوم (أرشيفية - أ.ف.ب)

وسبق أن وجَّهت إدارة بايدن اتهامات لـ«قوات الدعم السريع» بارتكاب جرائم تطهير عرقي في غرب دارفور عام 2023.

وناشد الرئيس بايدن الطرفين في سبتمبر الماضي، الانخراط في مفاوضات لإنهاء الحرب ووقف الهجمات التي تضر بالسودانيين، منتقداً قيام القوات المسلحة السودانية و«الدعم السريع» بتعطيل العمليات الإنسانية، وعرقلة وصول المساعدات الإنسانية إلى السودانيين. وتعهد بعدم تخلي بلاده «عن شعب السودان، ومواصلة الضغط من أجل إحلال السلام، ومحاسبة الجهات التي تسعى إلى إطالة العنف».