ليبيا: الدبيبة يدعو إلى اعتماد دستور «ينهي المراحل الانتقالية»

في حين أكدت تكتلات حزبية دعمها خطة خوري لـ«إنهاء الجمود السياسي»

الدبيبة خلال احتفال «عيد الاستقلال» بطرابلس (حكومة الوحدة)
الدبيبة خلال احتفال «عيد الاستقلال» بطرابلس (حكومة الوحدة)
TT

ليبيا: الدبيبة يدعو إلى اعتماد دستور «ينهي المراحل الانتقالية»

الدبيبة خلال احتفال «عيد الاستقلال» بطرابلس (حكومة الوحدة)
الدبيبة خلال احتفال «عيد الاستقلال» بطرابلس (حكومة الوحدة)

بينما أعلنت تكتلات حزبية في ليبيا دعمها خطة البعثة الأممية، والجهود التي تقودها القائمة بأعمالها ستيفاني خوري للخروج من حالة الجمود السياسي الحالي في البلاد، هاجم رئيس حكومة الوحدة «المؤقتة»، عبد الحميد الدبيبة، مجدداً «خصومه السياسيين»، ودعا إلى اعتماد دستور ينهي المراحل الانتقالية، وينظم الحياة السياسية في البلاد.

وطالب الدبيبة في كلمة ألقاها، مساء الثلاثاء، خلال احتفالية أقيمت بالعاصمة طرابلس، بمناسبة حلول الذكرى الـ73 للاستقلال، بحضور بعض وزرائه، وأعضاء هيئة صياغة مشروع الدستور، بـ«دستور ينظم العلاقة بين السلطات التنفيذية والتشريعية». وقال بهذا الخصوص: «نحن في حاجة ملحة إلى دستور يحدد ملامح دولتنا»، معتبراً أن «هذا العقد الاجتماعي، الذي تنتظره البلاد منذ سنوات، هو مفتاح الخروج من المراحل الانتقالية، التي طالت أكثر مما ينبغي».

جانب من احتفالات الليبيين بالذكرى الـ73 لاستقلال البلاد (أ.ب)

ولفت الدبيبة إلى أنه «رغم انتهاء الدستور، فإن إرادة الشعب ما زالت مصادرة»، وتساءل عن أسباب اختفاء الدستور في الأدراج، ولماذا لم يطرح للاستفتاء ولم يعد أحد يتحدث عنه؟».

وبعدما انتقد الدبيبة دولاً (لم يحددها) «سمحت لنفسها بالتدخل في الشؤون الليبية»، انتقد «بعض الفئات السياسية والعسكرية بسبب تحويل البلاد ساحةً لتصفية الحسابات الإقليمية والدولية»، على حد قوله، و«دفع أبناء الشعب إلى حروب ظالمة من أجل مصلحة تلك الدول»، لكنه شدد على أن «هذا العهد ولَّى، ولن نسمح برجوعه مجدداً».

واتهم الدبيبة هذه الفئات بأنها لم تجلب للبلاد سوى الدمار والتشتت، وقال إن حكومته لم تكن جزءاً من المشهد العسكري والسياسي والأمني السابق في البلاد، موضحاً أنها تسعى في المقابل لإعادة الأمور إلى طبيعتها، و«لن ترضى بعودة عقارب الساعة إلى الوراء».

كما أكد الدبيبة أن حكومته، التي رفضت كل أشكال الابتزاز للحفاظ على سيادة البلاد، ما زالت تمدّ يدها لتحقيق المصالحة الوطنية، وحث الساسة على تحمل مسؤوليتهم، واحترام إرادة الشعب في اختيار قيادته.

اجتماع الدبيبة مع أحفاد أعضاء هيئة صياغة الدستور (حكومة الوحدة)

وكان الدبيبة قد ذكر، مساء الثلاثاء، خلال لقائه أحفاد أعضاء لجنة الستين لإعداد الدستور عام 1951، على هامش الاحتفال بالاستقلال، أن ليبيا «انتزعت استقلالها ولم يُمنح لها من أحد»، وهو ما يعدّ في ذلك الوقت جهاداً بحد ذاته، مبرزاً أن الآباء والأجداد «قاوموا الاستعمار، ولا بد من الافتخار بما حققوه لتنال ليبيا استقلالها».

من جهته، اعتبر رئيس المجلس الرئاسي، محمد المنفي، أن «نيل الاستقلال كان تتويجاً لجهاد الأجداد وكفاحهم السياسي، وتوقهم لبناءِ كيانٍ وطنيٍ مُوحد، ولم يكن منحة أو هبة». وقال في بيان عبر «إكس»، مساء الثلاثاء: «نحن اليوم أحوج لاستعادة تلك الروح والعزيمة لبناء دولة ديمقراطية حديثة، بملكية ليبية خالصة».

ونقل المنفي، الذي بحث الأربعاء مع وفد من أعيان وحكماء قبيلة المقارحة، ملف السجناء السياسيين، عن الرئيس الأميركي جو بايدن، خلال برقية تهنئة بالمناسبة، أن الولايات المتحدة ملتزمة بمساعدة شركائها الليبيين لتعزيز استقرار ليبيا وسيادتها ووحدتها، بالإضافة إلى تعميق شراكات الولايات المتحدة السياسية والاقتصادية، والأمنية مع أصحاب المصلحة الليبيين من جميع أنحاء البلاد.

طفل ليبي يلوّح بعَلم البلاد خلال احتفالات الذكرى الـ73 للاستقلال (رويترز)

في غضون ذلك، أعلنت تكتلات حزبية في ليبيا دعمها «خطة خوري» للخروج من حالة الجمود السياسي الحالي، وأشادت في بيان، الأربعاء، باهتمام البعثة بالأحزاب والتكتلات السياسية، التي تمثل أساساً للمسار الديمقراطي، وطالبت بإشراك هذه الأحزاب في الرؤى والأفكار التي تقودها البعثة، من أجل الخروج من حالة الانسداد السياسي التي تعيشها البلاد.

من جهة أخرى، أعلن أهالي مدينة الزاوية في بيان، مساء الثلاثاء، رفضهم تهديدات منسوبة لحكومة الوحدة بقصف المدينة، وأدانوا تصريحات رئيسها الدبيبة، ووصفوها بحكومة «منتهية الولاية»، واعتبروها «تهديداً للمدينة، وللمنطقة الغربية عامة».

وحذَّر الأهالي من أن أي تصعيد في المدينة، ستكون له آثار كارثية على سكانها المدنيين وعلى البنية التحتية، وناشدوا المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية الوقوف بحزم ضد أي عمل عدائي على المدينة. في حين تحدثت وسائل إعلام محلية عن مقتل وشخصين بعد استهداف مسلحين بوابة حرس المنشآت في مصفاة الزاوية، ونقلت عن شهود عيان «إطلاق مجموعة مسـلحة على متن سيارة وابلاً من الرصاص على البوابة؛ مما تسبب في وفاة شخصين».

الدبيبة خلال احتفال «عيد الاستقلال» بطرابلس (حكومة الوحدة)الدبيبة خلال احتفال «عيد الاستقلال» بطرابلس (حكومة الوحدة)اجتماع الدبيبة مع أحفاد أعضاء هيئة صياغة الدستور (حكومة الوحدة)صورة وزَّعتها حكومة الوحدة لاجتماع رئيسها مع أحفاد أعضاء هيئة صياغة الدستورجانب من احتفالات الليبيين بالذكرى الـ73 لاستقلال البلاد (أ.ب)طفل ليبي يلوّح بعَلم البلاد خلال احتفالات الذكرى الـ73 للاستقلال (رويترز)


مقالات ذات صلة

ليبيا: استمرار جهود احتواء تداعيات السيول في توكرة وأجدابيا

شمال افريقيا استمرار عمليات كسح مياه الأمطار (وكالة الأنباء الليبية)

ليبيا: استمرار جهود احتواء تداعيات السيول في توكرة وأجدابيا

اتهامات لحكومة الوحدة «المؤقتة» في ليبيا، برئاسة عبد الحميد الدبيبة، بعدم اتخاذ إجراءات استباقية للتعامل مع أزمة سوء الأحوال الجوية.

خالد محمود (القاهرة)
شمال افريقيا كست صفحات التواصل الاجتماعي رفض المواطنين لقرار حماد بحجة انعكاسه على أسعار المواد الأساسية (أ.ف.ب)

توجّه لـ«رفع الدعم عن الوقود» يثير مخاوف الليبيين من الغلاء

أبدى سياسيون ومواطنون ليبيون تخوفهم من إعلان حكومة شرق ليبيا، موافقتها على مقترح لـ«رفع الدعم عن الوقود».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع يستقبل وزير الدولة الليبي للاتصال والشؤون السياسية وليد اللافي في دمشق (القيادة العامة في سوريا عبر تلغرام)

وفد ليبي يناقش في دمشق قضايا الهجرة والطاقة

التقى قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع وفداً ممثلاً للحكومة الليبية المعترف بها دولياً، وناقش الطرفان العلاقات الدبلوماسية ومسائل الطاقة والهجرة.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
شمال افريقيا أحد الجسور التي يدشنها «صندوق إعادة الإعمار» بشرق ليبيا (المكتب الإعلامي للصندوق)

تلميحات الدبيبة بـ«غياب الرقابة» تلاحق «إعادة الإعمار» بشرق ليبيا

تحدث عبد الحميد الدبيبة رئيس حكومة «الوحدة» الليبية أكثر من مرة عن أجهزة تبني مشروعات في بعض مدن البلاد «من دون أن تمر على الأجهزة الرقابية».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا جلسة لمجلس النواب الليبي الأسبوع الماضي (صفحة المتحدث باسم المجلس)

«الأموال الليبية بالخارج»... أرصدة زادها الانقسام تجميداً

قال رئيس مجلس النواب الليبي إن «مجلسه وجه رسالة إلى مجلس الأمن الدولي طالبه فيها بضرورة التحفظ على الأموال الليبية المجمدة في الخارج لمنع أي تصرف غير قانوني»

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

«الداخلية» المصرية تكذّب «ادعاءات إخوانية» بشأن «أعمال عنف» في الجيزة

وزارة الداخلية المصرية (الصفحة الرسمية للداخلية على «فيسبوك»)
وزارة الداخلية المصرية (الصفحة الرسمية للداخلية على «فيسبوك»)
TT

«الداخلية» المصرية تكذّب «ادعاءات إخوانية» بشأن «أعمال عنف» في الجيزة

وزارة الداخلية المصرية (الصفحة الرسمية للداخلية على «فيسبوك»)
وزارة الداخلية المصرية (الصفحة الرسمية للداخلية على «فيسبوك»)

رفضت وزارة الداخلية المصرية، السبت، «ادعاءات إخوانية» بشأن «أعمال عنف» في الجيزة. ونفى مصدر أمني صحة ما ورد بمقطع فيديو مصور، تم تداوله بإحدى الصفحات التابعة لجماعة «الإخوان»، بشأن «ادعاء أحد الأشخاص انتشار السرقات وأعمال البلطجة في محور عمرو بن العاص بمحافظة الجيزة، والزعم بتعرضه وسيدة أخرى كانت متوقفة بسيارتها أعلى المحور لمحاولة سرقة بالإكراه».

وتحظر السلطات المصرية «الإخوان» منذ عام 2014، ويخضع قادة وأنصار الجماعة حالياً، على رأسهم المرشد العام محمد بديع، لمحاكمات في قضايا يتعلق معظمها بـ«التحريض على العنف»، وصدرت في بعضها أحكام بالإعدام، والسجن «المشدد والمؤبد».

وأكد المصدر الأمني، اليوم السبت، أنه «لم يتم رصد أي بلاغات بنطاق محور عمرو بن العاص في ذات الشأن، وأنه تم تحديد الشخص الذي ظهر بمقطع الفيديو وقام باختلاق الواقعة»، وجارٍ اتخاذ الإجراءات القانونية حياله.

وسبق أن اتهمت السلطات الأمنية المصرية، «الإخوان»، أكثر من مرة بـ«نشر أكاذيب حول الأوضاع في البلاد». وقبل يومين نفى مصدر أمني صحة ما تم تداوله عبر عدد من الصفحات الموالية لجماعة «الإخوان» بمواقع التواصل الاجتماعي، بشأن التحذير من قيام بعض الأطفال بإحدى محطات السكك الحديدية ببيع مناديل بها مخدر لإحدى الفتيات بهدف محاولة خطفها.

وأكد المصدر الأمني حينها أن «المنشور المشار إليه قديم، وسبق تداوله خلال يونيو (حزيران) عام 2017، وتم فحصه آنذاك، إذ تبين عدم صحة تلك الادعاءات». ولفت إلى أن ذلك يأتي «ضمن مخططات الجماعة لتزييف الحقائق وترويج الشائعات، من خلال إعادة نشر أخبار قديمة، والادعاء بأنها وقائع حديثة لمحاولة إثارة البلبلة، بعد أن فقدت الجماعة مصداقيتها في أوساط الرأي العام المصري»، مؤكداً حينها أنه «تم اتخاذ الإجراءات القانونية حيال مروجي تلك الادعاءات».

وشهدت الفترة الأخيرة قيام وزارة الداخلية بنشر توضيحات عدة حول مقاطع فيديو، تم تداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مع إصدار بيانات توضيحية بشأن تفاصيل الفيديوهات، التي احتوت على مخالفات قانونية، في حين تتم إحالة الوقائع للجهات المختصة لاستكمال التحقيقات، ونشر تفاصيل ضبط المتورطين فيها، واعترافاتهم عبر بيانات رسمية.