أعربتْ القاهرة عن «قلقها» إزاء تطورات الأحداث في مدينتي إدلب وحلب، مؤكدة في إفادة رسمية، السبت، دعمها مؤسسات الدولة السورية وأهمية دورها في «مكافحة الإرهاب»، جاء ذلك تزامناً مع تفاعل «سوشيالي» من إعلاميين وبرلمانيين مصريين حذروا من تكرار «سيناريو فوضى عام 2011».
وأجرى وزير الخارجية المصري، الدكتور بدر عبد العاطي، اتصالاً هاتفياً، مساء الجمعة، مع نظيره السوري، بسام صباغ، «تناول التطورات الأخيرة في شمال سوريا، خصوصاً في إدلب وحلب»، حسب إفادة رسمية لـ«الخارجية المصرية».
وأعرب عبد العاطي عن «القلق إزاء منحى هذه التطورات»، مؤكداً «موقف مصر الداعم للدولة السورية ومؤسساتها الوطنية، وأهمية دورها في تحقيق الاستقرار ومكافحة الإرهاب وبسط سيادة الدولة واستقرارها واستقلال ووحدة أراضيها».
وتعليقاً على بيان «الخارجية المصرية»، قال الإعلامي وعضو مجلس النواب المصري (البرلمان)، مصطفى بكري، في منشور عبر حسابه على «إكس»، إن دعم مصر للدولة السورية ومؤسساتها الوطنية، «هو موقف قومي يتوخى المصلحة السورية، ويعكس ثوابت مصر التي تضع قضية الأمن القومي العربي ومكافحة الإرهاب في مقدمة أولوياتها».
بيان الخارجيه المصريه الذي أكد دعم مصر للدوله السوريه ومؤسساتها الوطنيه ، هو موقف قومي يتوخي المصلحه السوريه . د . بدر عبدالعاطي وزير الخارجيه شدد خلال الإتصال الهاتفي مع وزير خارجية سوريا علي أهمية دور سوريا في تحقيق الإستقرار ومكافحة الإرهاب وبسط سيادة الدوله واستقرارها...
— مصطفى بكري (@BakryMP) November 30, 2024
مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير حسين هريدي، قال لـ«الشرق الأوسط»، إن «موقف مصر الواضح والثابت، هو دعم مؤسسات الدولة والجيش الوطني، وهذا ليس في سوريا فقط؛ بل في مختلف دول العالم العربي».
وهو ما أكده أيضاً مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير رخا أحمد حسن، مشدداً في حديثه لـ«الشرق الأوسط» على أن «القاهرة تدعم مؤسسات الدولة السورية، وترفض تقسيم البلاد، كما ترفض أي وجود أجنبي على الأراضي السورية، وتؤكد أن حل الأزمة يجب أن يكون بأيدٍ سورية».
وتصدرت التطورات العسكرية في سوريا «الترند» على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، السبت، عبر هاشتاغات عدة، تداول مصريون من خلالها آخر الأخبار والتحليلات بشأن ما يحدث على الأرض، مسترجعين أحداث عام 2011 أو ما سمي وقتها بـ«الربيع العربي».
وكان الجيش السوري، قد أعلن في بيان، السبت، «مقتل العشرات من جنوده»، وتمكن الفصائل المسلحة من دخول أجزاء واسعة من أحياء مدينة حلب؛ ما اضطر الجيش إلى إعادة الانتشار.
الإعلامي المصري، أحمد موسى، كتب عبر حسابه على «إكس»، منشورات عدة تناولت تطورات الوضع في سوريا، أبدى خلالها مخاوفه من «تكرار سيناريو فوضى عام 2011»، مطالباً الجيش السوري بـ«تدمير» ما وصفهم بـ«التنظيمات الإرهابية»، التي عادت «بضوء أخضر من أميركا وإسرائيل مستهدفة الجيش السوري»، حسب قوله، مستعرضاً تاريخ الفصائل المسلحة التي تقود المعارك في سوريا حالياً، وكيف «انبثقت من رحم منظمات إرهابية مثل داعش والقاعدة». وطالب بـ«تحرير سوريا من الإرهاب».
....هل جبهة النصرة معارضة أم تنظيم إرهابى ؟لسه القنوات العربية بتقول على الإرهابيين والدواعش فى سوريا أنهم معارضة .. نفس لغة وسيناريو ٢٠١١ .... هى القنوات دى محرمتش أم أنهم يتحالفوا مع هذه التنظيمات ويدعموا الإرهاب فى سوريا وتدمير الجيش السورى .. والسؤال أين المقاتلات...
— أحمد موسى - Ahmed Mousa (@ahmeda_mousa) November 29, 2024
خطورة ما يجرى فى سوريا الشقيقة يكشف لنا من جديد من الذى يحرك الميليشيات الإرهابية داخل الدول للفوضى وتدمير الجيوش ، عودة التنظيمات للعمل فى مناطق مختلفة فى حلب وإدلب وبحوزتهم طائرات مسيرة عسكرية تستهدف الجيش السورى ودبابات ومدرعات وتسليح متطور وملابس عسكرية تشبه الملابس...
— أحمد موسى - Ahmed Mousa (@ahmeda_mousa) November 29, 2024
واتفق معه مصطفى بكري، وقال، في منشورات عدة عبر حسابه على «إكس»، إن التطورات الأخيرة «تتم تحت غطاء أميركي - إسرائيلي تمهيداً للسيطرة على سوريا». وأكد أن «الجيش السوري سيحرر الأرض ويدحر القتلة»، مشيراً إلى أن «سوريا صمدت أكثر من 13 عاماً، ولن تسقط أبداً». وأضاف: «نحن أمام مؤامرة كبرى لن تقف عند حدود الدولة السورية».
الجيش العربي السوري مازال يقاتل في حلب ، الإنسحاب الذي حدث هو انسحاب تكتيكي . هناك سيناريو لم يكشف النقاب عنه بعد . المعلومات تشير أن رد الفعل السوري قادم . سوريا لن تسقط في يد الإرهابيين الخونه ، عملاء إسرائيل ، الذين يهدفون إلي إسقاط الدولة السوريه
— مصطفى بكري (@BakryMP) November 30, 2024
وتضمنت كثير من التعليقات المصرية على مواقع التواصل الاجتماعي محاولات لتوصيف ما يحدث، وتحديد أطرافه. وقال عضو مجلس النواب المصري، محمود بدر، عبر «إكس»، «اسمها ميليشيات إرهابية وليست معارضة، اسمها فوضى مسلحة لا تغيير سلمي...».
اسمها ميلشيات ارهابية مسمهاش معارضاسمها جماعات خونة مش معارضة وطنيةاسمها فوضي مسلحة مسمهاش تغيير سلمياسمها ضياع اوطان مش انتقال ديمقراطي https://t.co/cUMATpUsee
— محمود بدر (@ma7mod_badr) November 29, 2024
وأبدت الإعلامية المصرية، داليا أبو عمر، مخاوفها من «تفتت سوريا»، حال سيطرة «التنظيمات المسلحة».
التنظيمات دي بعد كده هيدور الضرب في بعض سوريا هتتفت للاسف https://t.co/yXKef1WpbQ
— Dalia Abou Omar (@daliaAO) November 30, 2024
في سياق ذلك قال حسين هريدي إن «الفصائل المسلحة التي تنفذ الهجمات في حلب وإدلب انبثقت في الأصل من تنظيم (القاعدة)، وغيرت اسمها فيما بعد في محاولة للانفصال عن التنظيم الإرهابي»، موضحاً أن «ما يحدث الآن يعيد للأذهان صورة أحداث 2011 التي خلقت جماعات مسلحة تكون موازية للجيوش الوطنية، وتروج بأنها تعمل باسم الشعب». وأكد أن «مصر ترفض أي كيانات موازية للجيوش الوطنية».
وأدرج مجلس الأمن الدولي تنظيم «جبهة النصرة» في قائمة العقوبات المرتبطة بالكيانات التابعة لتنظيم «القاعدة» عام 2014، وتصنفه الحكومة الأميركية «إرهابياً» منذ عام 2012.
بينما أشار رخا أحمد حسن إلى أن «الهجمات الحالية تثير الكثير من علامات الاستفهام بشأن الهدف منها، وما إذا كانت جزءاً من محاولة إسرائيل رسم خريطة جديدة للشرق الأوسط».