قتلى وجرحى في «اشتباكات مفاجئة» بالعاصمة الليبية

روسيا تشدّد على دور الجيش في «تحقيق الاستقرار»

لقاء حفتر مع نائب وزير الدفاع الروسي في بنغازي (الجيش الوطني)
لقاء حفتر مع نائب وزير الدفاع الروسي في بنغازي (الجيش الوطني)
TT

قتلى وجرحى في «اشتباكات مفاجئة» بالعاصمة الليبية

لقاء حفتر مع نائب وزير الدفاع الروسي في بنغازي (الجيش الوطني)
لقاء حفتر مع نائب وزير الدفاع الروسي في بنغازي (الجيش الوطني)

أسفرت اشتباكات مفاجئة في العاصمة الليبية طرابلس، الأربعاء، عن سقوط قتلى وجرحى؛ تزامناً مع تأكيد روسي على أهمية قوات الجيش الوطني الليبي، بقيادة المشير خليفة حفتر، في استتباب الأمن والاستقرار، بينما ناقشت ورشة عمل نظمتها البعثة الأممية خطة عمل لخروج المرتزقة والقوات الأجنبية من البلاد.

وتحدثت وسائل إعلام محلية عن مقتل شخصين، وإصابة عدد غير معلوم خلال اشتباكات مفاجئة دارت بين ميليشيات مسلحة تابعة لحكومة الوحدة في ورشفانة، الواقعة على بعد نحو 30 كيلومتراً جنوب غربي طرابلس، وأشارت إلى ما وصفته بـ«حدوث حالة من الاستنفار الأمني، وانتشار للسيارات المسلحة في المنطقة».

وقال شهود عيان إن الاشتباكات اندلعت إثر وقوع مشادات بين فريق أمني مشترك لجهازي «دعم الاستقرار» و«الردع» ببوابة الكتيبة 55، التابعة لمعمر الضاوي؛ ما أدى إلى مقتل عنصرين من الجهازين التابعين لوزارتي الدفاع والداخلية بحكومة الوحدة، التي التزمت الصمت، ولم تعلق على هذه التطورات.

خوري خلال زيارتها إلى سبها بالجنوب الليبي (متداولة)

في غضون ذلك، أكدت القائمة بأعمال البعثة الأممية، ستيفاني خوري، الأربعاء، أن البعثة الأممية تعمل على توحيد مؤسسات الدولة من أجل تحقيق مزيد من الاستقرار، وإجراء الانتخابات، وتحسين الأوضاع الاقتصادية.

واعتبرت خوري في كلمة لدى لقائها مجلس سبها البلدي أنه «من المهم دعم جهود التوصل إلى ميزانية موحدة»، مشيرة إلى أنه «رغم كونه أمراً لم يتم التوافق عليه حتى الآن، فإنه يعدّ خطوة أساسية لتعزيز دور المؤسسات الليبية»، وأوضحت أن البعثة جاهزة لتقديم الدعم المطلوب لتحقيق هذا الهدف، لكنها لفتت إلى أن الأمر في النهاية يعود إلى الليبيين أنفسهم.

وقالت خوري بهذا الخصوص: «نركز على دعم جهود إجراء الانتخابات وتحديد موعد محدد لها»، موضحة أن هناك ما وصفته بـ«قضايا أساسية ما زالت غير محسومة منذ عام 2011»، مثل هيكلة الدولة وهويتها، وتوزيع الموارد بشكل عادل، وقالت إن هذه الأمور «تتطلب معالجة شاملة تشمل الجوانب الدستورية، والعمل على تعزيز استقرار المؤسسات».

من جهته، أدرج السفير والمبعوث الأميركي الخاص، ريتشارد نورلاند، زيارة الوفد الأميركي، الذي ضم ممثلين عن وزارتي الخارجية والدفاع والوكالة الأميركية للتنمية، مؤخرا إلى مدينة سبها بالجنوب الليبي، في إطار ما أسماه «تأكيد أميركا القوي على استعادة الجنوب دوره بصفته جزءاً من تراب الوطن، من أجل استعادة قوته، واستدامته الاقتصادية في منطقة تشهد اضطرابات متزايدة». معرباً عن اعتقاده بأن ما وصفه بـ«مزيج من الدعم الاقتصادي والأمني والدبلوماسي من الأميركي، يمكن أن يساعد المنطقة في إعادة الاندماج مع بقية ليبيا»، ومؤكداً أن زيارته الأولى إلى سبها منذ سنوات لن تكون الأخيرة.

في المقابل، قال القائد العام للجيش الوطني، المشير خليفة حفتر، إنه ناقش مع نائب وزير الدفاع الروسي، يونس بك يفكيروف، والوفد المرافق له، مساء الثلاثاء في بنغازي (شرق)، سبل التعاون في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف، وتعزيز الجهود المشتركة لتحقيق الأمن والاستقرار بالمنطقة.

ونقل حفتر عن الوفد الروسي تأكيده على دور قوات الجيش في استتباب الأمن والاستقرار في البلاد، وبما يحافظ على وحدة ليبيا.

ورشة العمل التي نظمتها البعثة الأممية في تونس (البعثة)

إلى ذلك، قالت بعثة الأمم المتحدة إن ورشة عمل نظمتها في تونس على مدى يومين، بمشاركة ممثلين عن اللجنة العسكرية المشتركة (5+5)، ولجانها الفرعية؛ بهدف تعزيز آلية التنسيق الخاصة باتفاق وقف إطلاق النار. وناقشت التقدّم المحرَز والتحديات التي تواجه التنفيذ الكامل للاتفاق، بالإضافة إلى خطة العمل المشتركة لخروج المرتزقة والمقاتلين الأجانب والقوات الأجنبية من ليبيا، واستمرار عملية نزع الألغام ومخلفات الحرب، مشيرة إلى تأكيد المشاركين التزامهم الكامل باتفاق وقف إطلاق النار؛ خدمة لأمن الشعب الليبي.

اجتماع الدبيبة في طرابلس (حكومة الوحدة)

في شأن آخر، شدد رئيس حكومة الوحدة «المؤقتة»، عبد الحميد الدبيبة، خلال متابعته، مساء الثلاثاء، بطرابلس، مع الفريق التنفيذي ووزارة المواصلات سير العمل في مشروعي محطتي الركاب بمطار طرابلس الدولي، على أهمية بدء تنفيذ المحطة الثانية، إلى جانب توسعة مواقف الطائرات واستكمال برج المراقبة الجديد مع بداية العام المقبل، داعيا للتركيز على اعتماد أحدث التقنيات في قطاع المطارات وضمان تنفيذ المشروع وفق أعلى معايير الجودة العالمية.

وكان الدبيبة قد أكد في اجتماعه مع وزير المواصلات ومستشاره المالي، محمد الشهوبي، على أهمية الالتزام بصرف الرواتب في موعدها، مشدداً على عمل الحكومة لتلبية احتياجات المواطنين وتوفير السيولة المالية لتأمين الالتزامات كافة.


مقالات ذات صلة

ليبيون يتساءلون حول جدوى «شرعنة» الميليشيات المسلحة

شمال افريقيا الدبيبة خلال لقاء سابق مع الطرابلسي في حضور وزير شؤون مجلس الوزراء عادل جمعة (الوحدة)

ليبيون يتساءلون حول جدوى «شرعنة» الميليشيات المسلحة

رئيس «الوحدة» الليبية قال إن حكومته «لا تزال تعمل على معالجة الخلافات والاشتباكات بين المجموعات المسلحة».

جاكلين زاهر (القاهرة)
شمال افريقيا زيارة وفد السفارة الأميركية في ليبيا إلى سبها (السفارة الأميركية على إكس)

«النفوذ الروسي» في ليبيا يلاحق زيارة المبعوث الأميركي للجنوب

يعتقد ليبيون بأن «نفوذاً روسياً يتمدد في جنوب البلاد ليس بمنأى عن توجهات الاستراتيجية الأميركية للمناطق الهشة وزيارة نورلاند الأخيرة إلى سبها».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا وفد حكومة «الوحدة» الليبية المؤقتة في غينيا (محفظة ليبيا أفريقيا للاستثمار)

الدبيبة يسعى لاستعادة «أكبر مزرعة» ليبية في غينيا

المزرعة الليبية في غينيا تبلغ مساحتها 2150 هكتاراً ومخصصة لإنتاج المانجو والأناناس وملحق بها مصنع للعصائر وسبع بحيرات.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا اجتماع المنفي ولجنة الحدود (المجلس الرئاسي الليبي)

مقتل 3 مواطنين في اشتباكات بالزاوية الليبية

توقفت الاشتباكات التي جرت بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة، في جزيرة الركينة، بالقرب من مصفاة الزاوية الليبية مخلفة 3 قتلى و5 جرحى.

خالد محمود (القاهرة)
يوميات الشرق بوستر فيلم «عاصفة» الفرنسي المشارك في مهرجان الفيلم الأوروبي بطرابلس (السفارة الفرنسية)

مهرجان للفيلم الأوروبي في العاصمة طرابلس لكسر حاجز الانقسام

في خطوة عدّها الاتحاد الأوروبي «علامة فارقة في الشراكة الثقافية مع ليبيا»، يواصل مهرجان للأفلام الأوروبية عرض الأعمال المشاركة في العاصمة طرابلس حتى الخميس.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

الجزائر تعلن «الاقتراب» من التحرر من تبعيتها للمحروقات

الرئيس تبون مخاطباً أعضاء اتحاد المزارعين الجزائري (الرئاسة)
الرئيس تبون مخاطباً أعضاء اتحاد المزارعين الجزائري (الرئاسة)
TT

الجزائر تعلن «الاقتراب» من التحرر من تبعيتها للمحروقات

الرئيس تبون مخاطباً أعضاء اتحاد المزارعين الجزائري (الرئاسة)
الرئيس تبون مخاطباً أعضاء اتحاد المزارعين الجزائري (الرئاسة)

أكد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون أن تصدير المحروقات «من أجل استيراد غذائنا سياسة خاطئة، وعلينا إنتاج ما نستهلكه»، مؤكداً أنه «لا بديل عن الزراعة»، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن «جزائر 55 مليون نسمة ليست بعيدة عنا». في إشارة إلى الارتفاع المتزايد لفاتورة استيراد الغذاء، التي بلغت 8.5 مليار دولار عام 2023، ووصلت في السداسي الأول من العام الحالي إلى 6 مليارات دولار أميركي.

وقال تبون، الثلاثاء، خلال حضوره بالعاصمة احتفال الاتحاد الجزائري للفلاحين، بمناسبة مرور 50 سنة على تأسيسه، إنه أمر حكومته الجديدة بمنح قروض بنكية لـ«كل من يريد الاستثمار في غرف التبريد وتخزين المنتوج الزراعي، بهدف ضمان استقرار السوق، ومحاربة المضاربة في الأسعار»، في إشارة إلى الزيادة المذهلة لأثمان أغلب السلع والخدمات خلال العامين الأخيرين، وتأثير ذلك على القدرة الشرائية لملايين الجزائريين».

الرئيس تبون طالب بزيادة المحاصيل الزراعية وتطوير المنتوج الفلاحي (متداولة)

وكانت الحكومة قد أصدرت في 2021 قانوناً خصت به تجاراً، محل شبهة تلاعب بأسعار الزيت والسكر، نتج عنه سجن العشرات بأحكام ثقيلة، بلغت 20 سنة في بعض الحالات. وتعرض البرلمانيون لانتقاد شديد، بحجة أنهم صوتوا بالأغلبية على القانون، فيما لم يكن الأمر يستدعي أكثر من إنزال عقوبات جبائية، أو إغلاق المحلات والمتاجر في نظر قطاع من الملاحظين.

وأشاد تبون بـ«وسائل حديثة» تم استخدامها، حسبه، في مساحات مزروعة بمحافظتي بسكرة ووادي سوف جنوباً، ومحافظة بومرداس بشرق العاصمة، وقال: «عندما نشاهد هذه التقنيات نشعر بالاطمئنان... إننا نسير في الطريق الصحيح من خلال محاصيل وإنتاج يشرف بلادنا... ونحن لسنا بعيدين عن التحرر من التبعية لقطاع المحروقات»، من دون تقديم تفاصيل.

ويُفهم من تبون أنه يقصد «خطة تنويع الصادرات»، التي تحدث عنها في برنامج ولايته الأولى (2019 - 2024)، وتقوم أساساً على تطوير القطاع الفلاحي بغرض التصدير.

تبون أكد اقتراب البلاد من التخلص من التبعية للمحروقات (شركة سوناطراك للمحروقات)

وكانت الحكومة قد أعلنت في 2018 عن «بدء تطبيق خطة جديدة لرفع حجم الصادرات خارج المحروقات»، تمثلت في البحث عن أسواق داخل أفريقيا لمنتجات زراعية، ومواد نصف مصنّعة، حققت رواجاً في السوق المحلية. وتم يومها الحديث عن الصناعات الغذائية والإلكترونية والكهرومنزلية، وبدأت شركات خاصة بالفعل تصدير هذا النوع من المنتجات إلى موريتانيا، على أن تستهدف الخطة ذاتها أسواق أفريقيا، بحسب ما أعلن عنه في وقت سابق.

وبحسب تبون، فقد بلغت قيمة الإنتاج الزراعي 37 مليار دولار خلال السنة الحالية، مبرزاً أنه يسهم بـ15 في المائة من الناتج الداخلي، فيما لا تزال مساهمة الصناعة به في حدود 5 في المائة، مشدداً على «ضرورة أن تكون الفلاحة والصناعة مرتبطتين عضوياً»، فيما يخص إنعاش الاقتصاد.

وتابع تبون منتقداً أداء الحكومة في مجال الزراعة: «التسيير المركزي لا يأتي بنتيجة، ولا بدّ من فسح مجال المبادرة أمام المزارعين»، لافتاً إلى أنه «لا ينبغي لوزارة الفلاحة أن تقرر في كل شيء في هذا القطاع، وسنبحث عن الحلول الكفيلة لمشكلاته». كما قال أيضاً: «يجب أن نصارح بعضنا البعض، فبدل استيراد أضاحي العيد، علينا إيجاد حل لمشكلة غلاء اللحوم الحمراء، من أجل ضمان استقرار سوق المواشي... أنا لا أتهم مربي الماشية بالمضاربة، لكن علينا البحث عن حلول لارتفاع الأسعار، بدءاً من شعبة تغذية الأنعام».