ليبيا: الأمم المتحدة تبحث فرص نزع سلاح الميليشيات و«تفكيكها»

أنباء عن غرق 21 سورياً في «المتوسط»

عدد من رؤساء منظمات المجتمع المدني من ليبيا ومن خارجها (البعثة الأممية)
عدد من رؤساء منظمات المجتمع المدني من ليبيا ومن خارجها (البعثة الأممية)
TT

ليبيا: الأمم المتحدة تبحث فرص نزع سلاح الميليشيات و«تفكيكها»

عدد من رؤساء منظمات المجتمع المدني من ليبيا ومن خارجها (البعثة الأممية)
عدد من رؤساء منظمات المجتمع المدني من ليبيا ومن خارجها (البعثة الأممية)

فرضت المجموعات المسلحة في ليبيا نفسها بعدتها وعتادها، على اجتماع عقدته الأمم المتحدة، استهدف قضية نزع سلاح الميليشيات و«تفكيكها» وضمها للمؤسسات المدنية والأمنية.

عناصر تابعة لـ«جهاز الردع لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة» (الجهاز)

وكشفت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا، الخميس، عن اجتماع لـ«مجموعة العمل» عُقد الاثنين الماضي، قالت إنه ضمّ رؤساء مؤسسات ليبية ومنظمات المجتمع المدني «من جميع أنحاء البلاد ونظرائها الدوليين» بالإضافة إلى مسؤولين حكوميين؛ وذلك بهدف مناقشة «دعم جهود نزع سلاح هذه المجموعات وتسريحها وإعادة إدماجها في مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية».

وسبق لرئيس أركان قوات حكومة «الوحدة الوطنية» الليبية المؤقتة، الفريق أول محمد الحداد، أن دعا في مايو (أيار) 2023 إلى «الإسراع بدمج المسلحين في الأجهزة العسكرية والأمنية»، في ظل تزايد التساؤلات عن أسباب عدم الاستجابة لمبادرة أممية سابقة بهذا الخصوص.

وطالب الحداد، في مناسبات سابقة «بالاهتمام بالشباب المقاتلين، وتعويضهم عمّا تعرَّضوا له خلال السنوات العشر الماضية»، مؤكداً أن هؤلاء «يحتاجون إلى مشروعات وطنية ناجحة، تحتويهم بعد تعليمهم وتطويرهم، وتخليهم عن السلاح».

وقالت البعثة الأممية إنها «تركز حالياً على تعزيز الوحدة وتيسير الحوار وتعزيز التعاون بين جميع الأطراف الليبية؛ وذلك بهدف بناء الثقة ومنع النزاع وإرساء الأساس للسلام الدائم»، مشددة على «التزامها والمجتمع الدولي بدورهما في دعم عملية السلام في ليبيا».

رؤساء منظمات المجتمع المدني خلال اجتماعهم مع البعثة الأممية (البعثة الأممية)

وأوضحت البعثة، أن ممثلين لوزارتَي العمل والدفاع بحكومة «الوحدة» سلطوا الضوء خلال الاجتماع على جهودها «لدعم إعادة الإدماج الاجتماعي والاقتصادي في المجتمع للمقاتلين السابقين»، كما أكدوا أهمية دعم الشباب والنساء بفرص عمل من خلال التدريب على المهارات، وخلق فرص عمل وخدمات إعادة التأهيل التي تدعم العودة إلى الحياة المدنية.

وأعلن في ليبيا عن إطلاق مبادرات عدة لجمع السلاح بداية من عام 2012، انطلقت أولاها بمدينتَي طرابلس وبنغازي، تحت شعار «أمن بلادك بتسليم سلاحك». وفي فبراير (شباط) 2013 وضعت الولايات المتحدة مع ليبيا خطة سرية، تقضي بتوفير برنامج مخصص لشراء الأسلحة، وتحديداً الصواريخ المحمولة المضادة للطائرات، والمقدّر عددها بـ20 ألف صاروخ، لكن هذا الأمر لم يحدث.

كما ناقش المشاركون، الحاجة إلى حماية الأطفال في النزاعات المسلحة، وذلك في أعقاب ورشة عمل نظمتها الـ«يونيسيف» مؤخراً حول هذا الموضوع. وأكد ممثلو الـ«يونيسيف» على ضرورة إيلاء الأولوية للأطفال في جهود حل النزاعات وإعادة الإدماج، ودعوا إلى اتخاذ المزيد من التدابير لمنع تجنيد الأطفال في التشكيلات المسلحة.

وتأكيداً على دور المجتمع المدني في دعم المؤسسات لمناصرة حقوق الإنسان، نقلت البعثة عن نشطاء الحقوق المدنية من الجنوب والشرق، «أن ممثلي المجتمع المدني من مختلف أنحاء البلاد، يعملون على حضّ السلطات على رصد الانتهاكات واحترام حقوق الإنسان واحتياجات المجتمعات المحلية المختلفة للحد من التوترات».

الدبيبة مجتمعاً برئيس وأعضاء المجلس البلدي في يفرن (حكومة الوحدة)

في شأن آخر، استغل رئيس حكومة «الوحدة» عبد الحميد الدبيبة، اجتماعه بقيادات محلية من مدينة يفرن «الأمازيغية» بغرب البلاد، وأعاد الحديث عن ضرورة «سن دستور ليبي، قبيل الذهب إلى الاستحقاق الرئاسي المؤجل منذ نهاية عام 2021».

وشدد الدبيبة خلال لقائه رئيس وأعضاء المجلس البلدي في مدينة يفرن، وعدداً من الأعيان بالمدينة وقيادات محلية، «على ضرورة توحيد الجهود الوطنية لإنجاز الدستور، بالإضافة إلى القوانين الانتخابية العادلة لتكون المرجعية الوطنية التي تتيح إجراء الانتخابات وإنهاء المراحل الانتقالية».

ووجّه الدبيبة، وزير الحكم المحلي بدر الدين التومي، وأعضاء المجلس البلدي والأجهزة التنفيذية، بعقد اجتماع فني للوقوف على الصعوبات التي تواجه بلدية يفرن، والعمل على معالجتها ضمن الخطة التنموية القادمة.

وتوصف مقابلة الدبيبة مع قيادات بلدية يفرن بأنها «ترضية» بعد التوتر الذي شهدته خلال الأسابيع الماضية، اعتراضاً على «عسكرة مدينتهم»، والقبض على بعض القيادات الشعبية بها.

كما وجّه الدبيبة، بضرورة استكمال خطة نقل الاختصاصات إلى البلديات لتقريب الخدمات من المواطنين، وأصدر تعليماته للأجهزة التنفيذية «بأن أولويات التنمية يجب أن تركز على مشروعات المياه والصرف الصحي، والمرافق التعليمية والصحية».

وخلال لقائه القيادات المحلية، قدّم رؤساء الأجهزة التنفيذية تقارير فنية حول المشروعات المنفذة في بلدية يفرن، من بينها تشييد مدارس، وتنفيذ مستشفى، إضافة إلى تقدم العمل في إنشاء قاعة رياضية مغلقة بالمدينة.

وفي إطار احتواء غضبة قيادات يفرن، أكد مدير جهاز الإسكان والمرافق بالحكومة، أن خطة الإمداد المائي لبلديات الجبل تسير وفق الجدول الزمني، حيث تم إنجاز 4 خزانات فرعية وخزان رئيس.

ونقل مكتب الدبيبة في نهاية الاجتماع عن أعضاء المجلس البلدي «دعمهم جهود حكومة الدبيبة في تحقيق الاستقرار والتنمية، وتعزيز دور الإدارة المحلية».

وفي شأن يتعلق بالهجرة غير النظامية، قالت وزارة الداخلية بحكومة الدبيبة، إن مدير إدارة العلاقات والتعاون الدولي، اللواء نور الدين أبو جريدة، بحث، الخميس، مع فينتشينسو تالفيري، المنسق الإقليمي لمشروع المساعدة، عمليات إعادة المهاجرين غير النظاميين طوعياً.

وأوضحت الوزارة أن الاجتماع ناقش «آليات تنفيذ المشروع والخطوات العملية لتسريع ترحيل المهاجرين غير النظاميين إلى بلدانهم الأصلية»، بما يحقق تعزيز التعاون الدولي ويسهم في تحقيق الأهداف المشتركة.

صورة لشبان سوريين غرق قاربهم قبالة ساحل ليبيا (الحقوقي طارق لملوم)

وجاء ذلك على خلفية تقارير تحدثت عن غرق 21 سورياً قبالة سواحل ليبيا، الأربعاء، بعد ساعتين من انطلاق قاربهم من ساحل غرب البلاد.

ونشر الحقوقي الليبي طارق لملوم صورة للسوريين الغرقى في البحر المتوسط. وقال، الخميس، إن القارب الذي كان يقل 25 سورياً غرق فجر الأربعاء، وتمكن صياد ليبي من إنقاذ 4 مهاجرين ممن كانوا عليه.

كما نقلت وكالة «آكي» الإيطالية، الخميس، عن مصادر سفينة الإنقاذ «هيومانتي1» التابعة لمنظمة «Sos Humanity» الألمانية غير الحكومية، أن 70 مهاجراً كانوا على متن قارب مطاطي، «انطلق من سواحل ليبيا قبل يومين» وتم انتشالهم، ومن بينهم 25 قاصراً غير مصحوبين بذويهم أيضاً».


مقالات ذات صلة

زيارة «وزير غيني» لحكومة حمّاد تفجر جدلاً في ليبيا

شمال افريقيا الحويج و«الوزير الغيني» (وزارة الخارجية بحكومة حماد)

زيارة «وزير غيني» لحكومة حمّاد تفجر جدلاً في ليبيا

بعد أكثر من أسبوعين أحدثت زيارة أجراها «وزير دولة في غينيا بيساو» لحكومة شرق ليبيا حالة من الجدل بعد وصفه بأنه شخص «مزيف».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا وقفة احتجاجية سابقة لمتضررين من حرق السجل العقاري في عهد النظام السابق (لقطة من مقطع فيديو)

بعد 39 عاماً... مطالبة بالتحقيق في «إحراق» أرشيف السجل العقاري الليبي

بعد 39 عاماً على «إحراق» أرشيف السجل العقاري خلال عهد الرئيس الراحل معمر القذافي، يطالب ليبيون بفتح تحقيق في هذه القضية لـ«تضررهم من الحادثة».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا عدد من مهاجرين غير نظاميين بعد تحريرهم من عصابة للاتجار بالبشر في جنوب شرقي ليبيا (جهاز البحث الجنائي)

لماذا يتجه بعض الليبيين للهروب إلى أوروبا عبر «المتوسط»؟

منذ سنوات، تتعالى أصوات التحذير من ارتياد شباب ليبيين قوارب الموت إلى الشواطئ الأوروبية.

جاكلين زاهر (القاهرة)
شمال افريقيا مشاركون في المناورات البحرية التي نفذتها «أفريكوم» (السفارة الأميركية)

تعهد أميركي بدعم القوات البحرية الليبية

تعهدت واشنطن بمواصلة العمل لدعم القوات البحرية الليبية في تعزيز جهود الأمن البحري الموحدة.

خالد محمود (القاهرة )
شمال افريقيا جانب من القوات المشاركة في التدريب العسكري بتونس (رئاسة أركان قوات غرب ليبيا)

مناورة بحرية تسلّط الضوء على ملف «توحيد الجيش الليبي»

أعادت مناورة بحرية إقليمية أجريت في تونس تسليط الضوء على ملف توحيد المؤسسة العسكرية في ليبيا، المتجمد منذ أعوام، بعد مشاركة قوتين من شرق ليبيا وغربها.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

السودان: توغل «الدعم السريع» في النيل الأزرق والجيش يستعيد بلدة

النيران تلتهم سوقاً للماشية نتيجة معارك سابقة في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور (أ.ف.ب)
النيران تلتهم سوقاً للماشية نتيجة معارك سابقة في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور (أ.ف.ب)
TT

السودان: توغل «الدعم السريع» في النيل الأزرق والجيش يستعيد بلدة

النيران تلتهم سوقاً للماشية نتيجة معارك سابقة في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور (أ.ف.ب)
النيران تلتهم سوقاً للماشية نتيجة معارك سابقة في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور (أ.ف.ب)

توغلت «قوات الدعم السريع» على نحو مفاجئ في ولاية النيل الأزرق، جنوب شرقي السودان، وفرضت سيطرتها على بلدتي (جريوة ورورو) بمحلية التضامن، فيما استعاد الجيش بلدة اللنكدي بولاية سنار المجاورة.

وبثت عناصر من «قوات الدعم» مقاطع فيديو على منصة «إكس»، يؤكدون فيها وجودهم داخل المناطق التي تبعد نحو 70 كيلومتراً من مدينة الدمازين عاصمة الولاية، التي تضم مقر الفرقة الرابعة للجيش السوداني.

من آثار القصف في الفاشر (مواقع التواصل)

وكانت «قوات الدعم السريع» تقدمت في سبتمبر (أيلول) الماضي، وبسطت سيطرتها على بلدة رورو، إلا أنها انسحبت، وعادت أدراجها لتنضم إلى قواتها الرئيسية المتمركزة في الدالي والمزوم داخل ولاية سنار.

ومن جهة ثانية، أعلنت منصات إعلامية استعادة الجيش بلدة اللكندي التي تقع على بُعد نحو 60 كيلومتراً من عاصمة ولاية سنار سنجة.

وكانت قوات الجيش استعادت، في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، مدينتي الدندر والسوكي بسنار، بالإضافة إلى عدد من البلدات الصغيرة المحيطة بهما.

وتشير أنباء متداولة إلى أن الجيش أحرز تقدماً كبيراً نحو مدينة سنجة التي سيطرت عليها «قوات الدعم السريع»، يونيو (حزيران) الماضي.

وفي الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور (غرب البلاد)، تبدد الهدوء بتجدد المواجهات بين الجيش والقوة المشتركة للفصائل المسلحة المتحالفة معه من جهة، و«قوات الدعم السريع» من جهة أخرى. وأفادت مصادر محلية «الشرق الأوسط» بأن «قوات الدعم» قصفت بالمدفعية الثقيلة عدداً من الأحياء السكنية باتجاه قيادة الفرقة السادسة العسكرية.

الدمار الذي حل بمستشفى الفاشر في إقليم دارفور (صفحة حاكم الإقليم في «فيسبوك»)

وأضافت: «القصف جاء بعد أيام من حالة الهدوء التي شهدتها المدينة، وتراجع المواجهات البرية التي كانت تجري بين الأطراف المتحاربة».

وقالت الفرقة السادسة مشاة التابعة للجيش بالفاشر إن المدينة تشهد حالة من الهدوء بنسبة 80 في المائة مقارنة بالأيام الماضية.

وبحسب وكالة الأنباء السودانية الرسمية، فإن «ميليشيات (الدعم السريع) قصفت عشوائياً عدداً من الأحياء المتفرقة»، دون وقوع أي أضرار بالمدينة.

وقالت الفرقة إن الطيران الحربي شن ثلاث غارات جوية «استهدفت معاقل العدو، وحققت نجاحات كبيرة، وتراجعت الميليشيات إلى شرق المدينة».

وأكد الجيش «أن الأوضاع تحت السيطرة، وأن قواته متقدمة في كل المحاور القتالية».

بدورها قالت القوة المشتركة للفصائل المسلحة إنها «أحبطت خلال الأيام الماضية هجمات عنيفة شنتها (قوات الدعم السريع) من عدة محاور على الفاشر»، في حين تقول مصادر محلية إن «(قوات الدعم السريع) توغلت وأحكمت سيطرتها على المستشفى الرئيسي بالمدينة. وتحاول التقدم إلى داخل الفاشر، بعد أن تمكنت خلال المعارك الماضية من التوغل في الأحياء الطرفية، ونصبت خنادق دفاعية على مسافة قريبة من قيادة الفرقة لكنها تجد مقاومة شديدة من الجيش وقوات الفصائل المسلحة».

تسبب اندلاع القتال في الفاشر في نزوح مئات الآلاف إلى المحليات الآمنة شمال الولاية (أ.ف.ب)

وقال مقيمون في الفاشر إن آلاف الأسر يواصلون النزوح من المدينة؛ بسبب القصف المدفعي والصاروخي العشوائي الذي يستهدف المناطق المأهولة بالمدنيين.

وتشير الإحصاءات الرسمية إلى مقتل وإصابة أكثر من 1000 شخص على الأقل في صفوف المدنيين في القتال الدائر بالمدينة منذ العام الماضي.

ووفقاً لحصر الأمم المتحدة وشركاء العمل الإنساني في السودان، فقد قُتِل أكثر من 188 ألف شخص، وأصيب أكثر من 33 ألفاً منذ اندلاع الصراع في أبريل (نيسان) 2023.