البرلمان المصري يبحث في «الإجراءات الجنائية» وسط تباين «حقوقي»

رئيس المجلس: مشروع القانون حظي بمناقشات لم ينلها أي تشريع سابق

وزراء حضروا المناقشات حول قانون «الإجراءات الجنائية» (مجلس الوزراء المصري)
وزراء حضروا المناقشات حول قانون «الإجراءات الجنائية» (مجلس الوزراء المصري)
TT

البرلمان المصري يبحث في «الإجراءات الجنائية» وسط تباين «حقوقي»

وزراء حضروا المناقشات حول قانون «الإجراءات الجنائية» (مجلس الوزراء المصري)
وزراء حضروا المناقشات حول قانون «الإجراءات الجنائية» (مجلس الوزراء المصري)

واصل مجلس النواب المصري، الاثنين، مناقشة مشروع قانون «الإجراءات الجنائية»، على وقع تباين حقوقي إزاء نصوصه، علماً أنه سيحل بديلاً للقانون المعمول به حالياً، والصادر في خمسينات القرن الماضي، وجرى إدخال تعديلات عليه مرات عدّة.

وجاءت المناقشات البرلمانية التي ستتواصل الثلاثاء، بعدما تجاوز المجلس اعتراضات «نقابة المحامين» على بعض نصوص المشروع، عبر تعديلها بمشاركة النقيب. مع الإشارة إلى أن القانون الجديد أعدته لجنة فرعية بالمجلس تضم قانونيين ومتخصصين وممثلي وزارات وجهات حكومية.

ويضم القانون 540 مادة، ويلقى اعتراضات من نقابة الصحافيين، بالإضافة لاعتراض «نادي القضاة»، وعدد من الحقوقيين الذين يرون أن بعض مواده «تحمل انتهاكاً دستورياً».

وكانت نقابة الصحافيين أرسلت الشهر الماضي خطاباً تضمن ما وصفته بـ«نصوص قانونية تخالف الدستور والاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان التي صدّقت عليها مصر».

وخلال جلسة عامة لمجلس النواب، الاثنين، قال رئيس المجلس حنفي جبالي، إن المجلس مستمر في الحوار بشأن مشروع القانون، رغم أنه «أخذ حقه في الحوار المجتمعي بصورته المتمثلة في نواب الشعب، بالإضافة إلى توجيه الدعوة إلى ممثلي الأحزاب السياسية من غير الممثلين في اللجنة التي أعدت القانون، والنشطاء السياسيين، للمشاركة وإبداء الرأي». وأضاف أن «مشروع القانون حظي بمناقشات لم ينلها أي تشريع سابق؛ نظراً لأهميته».

وشهدت جلسة البرلمان إشادة عدد من النواب بالمشروع، من بينهم عضوة «لجنة حقوق الإنسان» البرلمانية، أمل سلامة، التي قالت إن القانون يتضمن «حقوقاً وحريات غير مسبوقة»، مطالبة بـ«تأهيل في المحاكم على مستوى يليق بما يقره قانون الإجراءات الجنائية، خصوصاً ما يتعلق بالمحاكمة عن بُعد، أو استخدام التكنولوجيا في الإخطار».

ويحظى المشروع بصياغته الحالية بأغلبية برلمانية يمكنها تمريره، لكن مدير «المركز العربي لاستقلال القضاء والمحاماة» (مؤسسة حقوقية مصرية مستقلة)، ناصر أمين، أكد لـ«الشرق الأوسط» عدم تلقي أي دعوة للمشاركة في المناقشة «رغم أن القانون يمس الحياة اليومية للمواطنين».

وكان «المركز» أصدر الأحد «ورقة قانونية» عن «سلطة الضبط القضائي في مشروع قانون الإجراءات الجنائية»، مؤكداً أن نصوصه تتضمن «توسعاً جديداً في فئات مأموري الضبط القضائي، وفي إجراءات التحقيق التمهيدية». لكن عضو «المجلس القومي لحقوق الإنسان» محمود بسيوني، قال لـ«الشرق الأوسط» إن مشروع القانون الحالي «يعالج الكثير من الثغرات الموجودة في القانون المطبق بالفعل، بالإضافة إلى معالجة مسألة الحبس الاحتياطي بشكل لا يجعلها عقوبة في حد ذاتها»، مشيراً إلى أن القانون «يتضمن مزايا عدة تتسق مع الاتفاقيات الدولية الموقعة عليها مصر، فيما يتعلق بحقوق الإنسان».

وأضاف أن «المجلس شارك في المناقشات التي جرت من أجل صياغة نصوص القانون بشكل يتوافق مع التشريعات المطلوبة والتوصيات التي صدرت من قبل».


مقالات ذات صلة

البرلمان المصري يقر «مبدئياً» قانوناً لتنظيم أوضاع اللاجئين

شمال افريقيا مجلس النواب (الحكومة المصرية)

البرلمان المصري يقر «مبدئياً» قانوناً لتنظيم أوضاع اللاجئين

وافق مجلس النواب المصري (البرلمان)، الأحد، مبدئياً على مشروع قانون لتنظيم أوضاع اللاجئين، الذين تزايدت أعدادهم أخيراً في ظل صراعات وحروب تشهدها المنطقة.

فتحية الدخاخني (القاهرة)
شمال افريقيا مساكن قديمة في منطقة الكوربة بمصر الجديدة شرق العاصمة القاهرة (الشرق الأوسط)

مصر: تغيّرات مجتمعية مرتقبة مع تعديل «الإيجار القديم»

بقلق ينتظر مصريون ما ستؤول إليه تعديلات قانون «الإيجار القديم»، والذي يناقشه مجلس النواب المصري (البرلمان) حالياً.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
العالم العربي رئيس الوزراء المصري يلقي بيان الحكومة أمام البرلمان (أرشيفية - مجلس الوزراء)

ما المنتظر من البرلمان المصري في دور الانعقاد الخامس؟

تنطلق الثلاثاء أولى جلسات دور الانعقاد الخامس والأخير لمجلس النواب المصري (البرلمان).

أحمد عدلي (القاهرة)
شمال افريقيا جانب من اجتماعات مجلس الحوار الوطني المصري خلال مناقشة قضية الحبس الاحتياطي (الحوار الوطني المصري)

مصر: «الحوار الوطني» على خط أزمة قانون «الإجراءات الجنائية»

دخل «الحوار الوطني» المصري على خط أزمة قانون «الإجراءات الجنائية» الذي قُوبل بـ«تحفظات» نقابية وحقوقية واسعة، خلال الأيام الماضية.

عصام فضل (القاهرة)
شمال افريقيا اللجنة الدستورية والتشريعية بمجلس النواب خلال مناقشة مشروع قانون الإجراءات الجنائية الجديد (البرلمان المصري)

مصر: مشروع قانون «الإجراءات الجنائية» يثير مخاوف بشأن «الحريات»

نصوص القانون المقترحة حملت «عبارات مطاطة قابلة للتأويل بما يتنافى مع النصوص الدستورية».

أحمد عدلي (القاهرة)

ليبيا: مدعي «الجنائية الدولية» يزور طرابلس قبل إحاطته لـ«مجلس الأمن»

الصور خلال لقائه في طرابلس كريم خان المدعي العام بالمحكمة الجنائية الدولية (النائب العام)
الصور خلال لقائه في طرابلس كريم خان المدعي العام بالمحكمة الجنائية الدولية (النائب العام)
TT

ليبيا: مدعي «الجنائية الدولية» يزور طرابلس قبل إحاطته لـ«مجلس الأمن»

الصور خلال لقائه في طرابلس كريم خان المدعي العام بالمحكمة الجنائية الدولية (النائب العام)
الصور خلال لقائه في طرابلس كريم خان المدعي العام بالمحكمة الجنائية الدولية (النائب العام)

بحث الصديق الصور، النائب العام الليبي، مع كريم خان، المدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية، الذي وصل بشكل مفاجئ في إنشاء آلية تعاون لعدم الإفلات من الملاحقة.

اجتماع الصور مع كريم خان المدعي العام بالمحكمة الجنائية الدولية (النائب العام)

وقال مكتب الصور، إنه بحث أيضاً مع خان وبعض مساعديه المعنيين بالحالة الليبية، «إحداث آلية تعاون بمشاركة السلطات الثلاث في ليبيا لغرض إيجاد سبل تفضي إلى إنصاف الضحايا وعدم الإفلات من الملاحقة القضائية».

وتأتى زيارة خان المفاجئة إلى طرابلس، قبل تقديمه إحاطة إلى مجلس الأمن الدولي، بشأن الوضع في ليبيا.

في غضون ذلك، قال مجلس النواب الليبي، الاثنين، إن رئيس لجنته للشؤون الخارجية يوسف العقوري، ناقش هاتفياً مع سفير تونس لدى ليبيا أسعد العجيلي، سُبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين والعمل على تعزيز التعاون على المستوى البرلماني، كما بحثا ملابسات ما تناوله بعض وسائل الإعلام بخصوص ترسيم الحدود بين البلدين.

ونقل عبد الله بليحق، الناطق باسم المجلس، عن العجيلي توضيحه أن «بعض وسائل الإعلام لم ينقل بدقة تصريح وزير الدفاع، وأن ما حدث كان في سياق جلسة استماع لمجلس النواب التونسي للوزير عن الأمن في داخل الأراضي التونسية»، مشيراً إلى أن الوزير ذكر أن ترسيم الحدود يكون عن طريق اللجنة المشتركة أسوة بدول الجوار الأخرى. موضحاً أنه قد تم ترسيم الحدود بين البلدين بمعاهدة 19 مايو (أيار) عام 1910، و«هي مثال في الاستقرار والتفاهم بين البلدين فيما يتعلق بقضية الحدود».

بدوره، أكد العقوري «ضرورة الانتباه لأي أجندات مشبوهة أو أخبار مغلوطة تسعى للإساءة بين البلدين الجارين»، داعياً «لعدم الانجرار لأي أخبار لا تستند إلى مصادر واضحة»، ومشدداً على «عمق العلاقات التاريخية بين الشعبين والبلدين»، مجدداً «تقديره لمواقف تونس التي كانت دائماً داعمة لاستقرار ووحدة ليبيا».

في شأن مختلف، قالت وزارة الداخلية بحكومة «الوحدة» إن الاجتماع الثاني للجنة التعاون الأمني الليبي - التركي، بحضور نائب وزير الداخلية التركي منير كارال أوغلو، «بحث في سبل تعزيز ومتابعة التعاون الأمني بين البلدين، ومناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك، وتفعيل مذكرة التفاهم في مجال إنفاذ القانون والتدريب التي تم التوقيع عليها مؤخراً في إسطنبول، بما في ذلك تبادل الخبرات وتطوير البرامج التدريبية والرفع من كفاءة الكوادر الأمنية».

ونقلت الوزارة عن منير تقديره لجهودها، مؤكداً رغبة بلاده في تطوير الشراكة الاستراتيجية في المجال الأمني.

وفي سياق آخر، أعلنت الوزارة عن تأمين مديرية أمن صبراتة، بالتنسيق مع غرفة السيطرة بجهاز مكافحة الهجرة غير المشروعة، نقل أكثر من 50 وافداً من جنسيات عربية، تم ضبطهم داخل أحد الأوكار، مشيرة إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لإيداعهم بأحد مراكز الإيواء التابعة للجهاز في العاصمة طرابلس.

سياسياً وفيما يتعلق بالنزاع على رئاسة «المجلس الأعلى للدولة» وتأثيره على العملية السياسية بالبلاد، أعلن المجلس برئاسة خالد المشري، في قرار مفاجئ مساء الأحد، «استمرار عمل اللجان الدائمة بمكاتبها الرئاسية دون تغيير، وتأجيل انتخابات مكتب رئاسة اللجان، إلى حين الفصل قضائياً في الطعون المقدمة بخصوص جلسة انتخابات مكتب رئاسة المجلس».

صورة وزعها محافظ «مصرف ليبيا» لاجتماعه مع وزير الاقتصاد والتجارة بحكومة «الوحدة»

وتعهد المشري، بقبول حكم المحكمة العليا حتى لو جاء لصالح غريمه محمد تكالة، وقال في تصريحات تلفزيونية مساء الأحد، إنه «لن يذهب للمحكمة الدستورية في بنغازي لأنه لا يعترف بوجودها»، مشيراً إلى أن الصراع في المجلس ليس بين الزملاء، «ولكن مع الضغوط الخارجية الواقعة عليهم والتأثير على مواقفهم».

وفى شأن آخر، أعلن محافظ «مصرف ليبيا المركزي» ناجي عيسى، اتفاقه مع وزير الاقتصاد والتجارة في حكومة «الوحدة» محمد الحويج، خلال لقائهما في طرابلس، على تشكيل فريق عمل مُشترك من الباحثين الاقتصاديين، لدرس احتياجات السوق من السلع والخدمات، وتشجيع الصناعات المحلية، وتقديم مقترحات قابلة للتطبيق.