مصر تؤكد مجدداً أهمية وقف التصعيد في المنطقة

بدر عبد العاطي خلال محادثات مع وزير خارجية صربيا في الإمارات  (الخارجية المصرية)
بدر عبد العاطي خلال محادثات مع وزير خارجية صربيا في الإمارات (الخارجية المصرية)
TT

مصر تؤكد مجدداً أهمية وقف التصعيد في المنطقة

بدر عبد العاطي خلال محادثات مع وزير خارجية صربيا في الإمارات  (الخارجية المصرية)
بدر عبد العاطي خلال محادثات مع وزير خارجية صربيا في الإمارات (الخارجية المصرية)

جددت مصر تأكيدها على أهمية وقف التصعيد والتوترات في المنطقة. وجاء التأكيد المصري خلال محادثات أجراها وزير الخارجية والهجرة المصري، بدر عبد العاطي، على هامش «منتدى صير بني ياس» الخامس عشر في الإمارات.

وتبادل عبد العاطي الرؤى مع نائب رئيس الوزراء ووزير خارجية باكستان، إسحاق دار، السبت، حيال تطورات الأوضاع في قطاع غزة ولبنان، حيث أكد الوزيران «أهمية وقف التصعيد والتوترات في المنطقة، والتوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار وضمان النفاذ غير المشروط للمساعدات الإنسانية دون عوائق». كما ناقش الوزيران عدداً من القضايا محلّ الاهتمام المشترك على الساحتين الإقليمية والدولية، خاصة إصلاح النظام المالي العالمي وإصلاح مجلس الأمن واستعادة النظام المتعدد الأطراف.

وتحذر مصر بشكل متكرر من «استدراج المنطقة إلى (حرب إقليمية) تؤدى إلى تداعيات وخيمة على شعوب المنطقة». وتكثّف مشاوراتها بهدف احتواء التصعيد الراهن في المنطقة.

كما تشدد مصر على أهمية مضاعفة الاستجابة الإنسانية الدولية لاحتياجات الفلسطينيين بقطاع غزة بالنظر للكارثة الإنسانية التي يعانى منها نتيجة الانتهاكات الجسيمة لجيش الاحتلال الإسرائيلي للقانون الدولي وعرقلة نفاذ المساعدات الإنسانية.

وأكد عبد العاطي ودار «أهمية استمرار التشاور السياسي والتنسيق الدائم من خلال الآليات المختلفة، وكذا الدفع بالتعاون الاقتصادي بين البلدين إلى آفاق أرحب، لا سيما في مجالات التجارة والاستثمار والسياحة، بما يحقق المصلحة المشتركة للبلدين».

وزير الخارجية والهجرة يلتقي نظيره الباكستاني في الإمارات (الخارجية المصرية)

وفي لقاء آخر، تناول القضايا الإقليمية والدولية، التقى عبد العاطي مع وزيرة خارجية لاتفيا، بابيا بيريز، السبت، في الإمارات. وأشار إلى «اهتمام بلاده بتعزيز العلاقات مع لاتفيا، والحفاظ على دورية التشاور السياسي بين البلدين لتنسيق المواقف على المستوى الثنائي في مختلف المحافل»، مشيراً إلى «أهمية ترسيخ أسس التعاون بين البلدين ومدها لتشمل آفاقاً أوسع». كما أبدى تطلع مصر لتعزيز التجارة المشتركة بين الجانبين.

وتباحث الوزيران حول آخر التطورات في العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبي في ظل علاقات الشراكة الاستراتيجية والشاملة بين الجانبين.

وتُعزز مصر شراكتها الاستراتيجية مع الاتحاد الأوروبي. وأكد وزير الخارجية والهجرة المصري، في أغسطس (آب) الماضي، أن «مصر تهدف من الشراكة مع الاتحاد الأوروبي إلى تعميق جميع أوجه التعاون بين الجانبين على أساس من الاحترام المتبادل والشراكة الحقيقية».

والاتحاد الأوروبي أحد أهم الشركاء التجاريين لمصر، إذ بلغت صادرات مصر لدول الاتحاد نحو 11.8 مليار دولار عام 2023، بينما بلغت الواردات نحو 19.4 مليار دولار في العام نفسه، وفقاً لبيانات «الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء». (الدولار الأميركي يساوي 49.30 جنيه في البنوك المصرية).

كما بلغ حجم استثمارات الاتحاد الأوروبي في مصر نحو 38 مليار يورو، وتستحوذ دول الاتحاد على نحو 30 في المائة من حجم الاستثمارات الأجنبية في السوق المصرية.

الرئيسان المصري والصربي بحثا المستجدات الدولية والإقليمية في القاهرة يوليو الماضي (الرئاسة المصرية)

وفي لقاء ثالث، السبت، أشاد وزير الخارجية والهجرة المصري خلال محادثات مع وزير خارجية صربيا، ماركو دغوريتش، بالتطور الإيجابي الذي شهدته العلاقات الثنائية بين البلدين في جميع المجالات، منذ الزيارة التاريخية للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى صربيا في يوليو (تموز) 2022، وكذلك زيارة الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش إلى القاهرة في يوليو 2024، الأمر الذي يجب البناء عليه للاستفادة من الزخم الراهن الذي تشهده علاقات التعاون الثنائي بين البلدين في جميع المجالات والارتقاء بها إلى آفاق أرحب.

وأكد السيسي خلال محادثات مع فوتشيتش في القاهرة، يوليو (تموز) الماضي، على الموقف المصري بـ«حتمية تحقيق وقف إطلاق نار فوري وشامل في أقرب وقت ممكن بقطاع غزة، ورفض مصر القاطع للتهجير بصوره كافة، ومحاولات تصفية القضية الفلسطينية، وضرورة وقف استهداف المدنيين وعنف المستوطنين».

وفي أبريل (نيسان) الماضي، شدد السيسي، خلال اتصال هاتفي مع الرئيس الصربي، على «ضرورة بذل المساعي كافة نحو تهدئة التوتر الإقليمي».

وأكد بدر عبد العاطي خلال لقاء وزير خارجية صربيا، السبت، على أهمية تعزيز علاقات التعاون الثنائي بين الجانبين في شتى القطاعات، مع التركيز على المجالات الاقتصادية والتجارية والثقافية والتعليمية، ولا سيما فيما يتعلق بالتعاون في مجال تطبيقات الذكاء الاصطناعي.


مقالات ذات صلة

غزة: ارتفاع حصيلة الحرب إلى 43 ألفاً و799 قتيلاً

المشرق العربي أقارب فلسطينيين قتلوا جراء قصف إسرائيلي على مناطق متفرقة وسط قطاع غزة يحملون الجثامين بتأثر (د.ب.أ)

غزة: ارتفاع حصيلة الحرب إلى 43 ألفاً و799 قتيلاً

أعلنت وزارة الصحة التابعة لـ«حماس»، في غزة، اليوم (السبت)، أن 43 ألفاً و799 شخصاً على الأقل قُتِلوا في الحرب المستمرة منذ أكثر من عام بين إسرائيل والحركة.

«الشرق الأوسط» (غزة)
شمال افريقيا أطفال فلسطينيون نازحون يجلسون وسط أنقاض مبنى مدمر في حي ناصر شمال قطاع غزة (أ.ف.ب)

ترشيحات فريق ترمب للشرق الأوسط تثير مخاوف بشأن «هدنة غزة»

تشكيل محتمل لفريق إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أثارت أسماؤه المقترحة تساؤلات بشأن إمكانية أن تشق طريقاً لحل عادل بالشرق الأوسط، خاصة في ملف هدنة قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
شؤون إقليمية يهود متشدّدون خلال احتجاج رفضاً للخدمة العسكرية في القدس يوم 30 يونيو الماضي (د.ب.أ)

كاتس يصادق على تجنيد 7000 شاب متديّن ويفجّر أزمة حكومية

أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، مصادقته على إرسال 7 آلاف أمر تجنيد للخدمة العسكرية إلى الشبان المتدينين (الحريديين)، مفجراً بذلك أزمة حكومية.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي صناديق مشروب «شات كولا» المحلي الفلسطيني (أ.ف.ب)

رواج مشروب غازي فلسطيني مع مقاطعة الشركات الداعمة لإسرائيل

بين أشجار الزيتون على تلة في بلدة سلفيت شمال الضفة الغربية، يعمل مصنع «شات كولا» على تلبية الطلب المتزايد عليه، مع تحول الفلسطينيين لشراء منتجاتهم المحلية.

«الشرق الأوسط» (سلفيت)
المشرق العربي لقطة شاشة من فيديو تُظهر الرهينة الإسرائيلي ساشا تروبانوف (تايمز أوف إسرائيل)

غزة: «الجهاد» تنشر فيديو جديداً للرهينة الإسرائيلي تروبانوف

بثّت حركة «الجهاد»، صباح اليوم (الجمعة)، تسجيلاً مصوّراً جديداً للرهينة الإسرائيلي ساشا تروبانوف، المحتجز في غزة منذ هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

«الشرق الأوسط» (غزة)

تفاعل مصري مع «إعادة تشغيل» شركة تصنيع سيارات أسسها عبد الناصر

شركة «النصر للسيارات» أسسها الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر (مجلس الوزراء المصري)
شركة «النصر للسيارات» أسسها الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر (مجلس الوزراء المصري)
TT

تفاعل مصري مع «إعادة تشغيل» شركة تصنيع سيارات أسسها عبد الناصر

شركة «النصر للسيارات» أسسها الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر (مجلس الوزراء المصري)
شركة «النصر للسيارات» أسسها الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر (مجلس الوزراء المصري)

حظي «إعادة تشغيل» شركة تصنيع سيارات أسسها الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر عام 1959، بتفاعل على «السوشيال ميديا»، السبت، وذلك بعد مرور 15 عاماً من تصفية الشركة.

وشهد رئيس مجلس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، احتفالاً بمناسبة إعادة تشغيل شركة «النصر للسيارات»، معلناً عن «رؤية مستقبلية تستهدف استغلال جميع المصانع المصرية وإعادتها لدورة الإنتاج، مع العمل على زيادة الاستثمارات في بعض الصناعات».

وأشار مدبولي في تصريحات، السبت، إلى توقيع عقد تأسيس شركة مساهمة بين «النصر للسيارات» وشركتي «ترون تكنولوجي» السنغافورية - التايوانية، و«يور ترانزيت» الإماراتية، بغرض تصنيع أول ميني باص كهربائي (24 راكباً) للخدمة داخل المدن والقطاع السياحي، بطاقة إنتاجية تصل إلى 300 حافلة بحلول 2026، بالإضافة إلى إقامة خط لإنتاج البطاريات الكهربائية بقدرة إنتاجية 600 بطارية، على أن يبدأ الإنتاج بدءاً من منتصف العام المقبل لتتم مضاعفة الأعداد بداية من عام 2027، بحسب مجلس الوزراء المصري.

مصطفى مدبولي يشهد احتفالاً بمناسبة إعادة تشغيل شركة «النصر للسيارات» (مجلس الوزراء المصري)

وتفاعل مغردون على منصات التواصل الاجتماعي مع بدء تشغيل الشركة عبر هاشتاغ «#النصر_للسيارات»، وعد عضو مجلس النواب المصري (البرلمان)، النائب مصطفى بكري، إعادة تشغيل الشركة بعد توقف 15 عاماً تبشر بـ«عهد جديد للصناعة في مصر».

وبينما رأى بعض المغردين أن «تشغيل الشركة من جديد سوف يوفر فرص عمل، ويقدم إنتاجاً مصرياً».

انتقد آخرون «تأخر تلك الخطوة الحكومية»، وطالبوا بـ«إجراءت أخرى ودخول مصانع جديدة الخدمة بشكل سريع».

وبحسب أمين سر «لجنة الصناعة» بمجلس النواب، النائبة شيرين عليش، فإن قرار إعادة تشغيل «النصر للسيارات»، «خطوة استراتيجية نوعية مهمة في تطوير مفهوم الصناعة الوطنية»، موضحة أنها تأتي في إطار الاهتمام بتنفيذ «رؤية مصر 2030» التي تعتمد على تعزيز المنتجات المحلية والحد من الاستيراد.

وأكدت لـ«الشرق الأوسط» أهمية الشراكة بين الحكومة والقطاع الخاص في مثل هذه المشروعات لعدة اعتبارات من بينها، «دعم الاقتصاد الوطني، وخلق فرص عمل جديدة للشباب، بالإضافة إلى توفير كوادر قادرة على العمل في هذه المصانع»، لافتة إلى «ضرورة الاستمرار بالتوسع في هذه النوعية من المشروعات».

وتصل الطاقة الإنتاجية الحالية لـ«النصر للسيارات» إلى 300 حافلة سنوياً، ومن المستهدف أن تصل إلى 1500 حافلة بحلول 2027 بنسبة مكون مصري تصل إلى 50 في المائة بالمرحلة الأولى، تزيد تدريجياً لتصل إلى 70 في المائة مع استهداف التصدير لعدد من الدول، بحسب بيانات حكومية رسمية.

ووفق عضو «الجمعية المصرية للاقتصاد السياسي»، محمد أنيس، فإن «هناك ضرورة لصياغة إطار متكامل للعمل على توطين صناعة السيارات في البلاد»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «ذلك سوف يخفف من الاستيراد بشكل أكبر وأسرع، وسيوفر عائدات بشكل جيد».

«النصر للسيارات» أعيد العمل بها بعد 15 عاماً من تصفيتها (مجلس الوزراء المصري)

وبينما تحدثت أمين سر «لجنة الصناعة» في مجلس النواب عن الجهود المبذولة من الحكومة المصرية لإعادة تشغيل «النصر للسيارات» والكفاءة التي يجري بها تنفيذ السيارات بما يدعم التوسع في صناعة السيارات، يرى الخبير الاقتصادي المصري، ماجد عبد العظيم، أن «مصر تأخرت في اتخاذ هذه الخطوة»، مؤكداً لـ«الشرق الأوسط» أن صناعة السيارات في مصر لها أساس وتاريخ؛ لكنها «تراجعت خلال السنوات الماضية، في الوقت الذي اهتمت بها دول أخرى، وأصبحت لها الريادة في عملية التصنيع».

وبحسب عبد العظيم فإن «إنتاج السيارات من خلال شركة (النصر للسيارات) مستقبلاً وبمواصفات جيدة وأسعار مناسبة، سوف يفتح الباب أمام مبيعات كبيرة للشركة، بما يلبي احتياجات السوق المحلي»، مشيراً إلى أن «الإنتاج المحلي سيساعد في تراجع الواردات من السيارات».

وتستورد مصر سيارات بقيمة تصل إلى 8 مليارات دولار سنوياً، وفق تصريحات سابقة للأمين العام لـ«رابطة السيارات» المصرية، خالد سعد، الذي أكد أن «توطين صناعة السيارات سيؤدي إلى تخفيض فاتورة الاستيراد». (الدولار الأميركي يساوي 49.30 جنيه في البنوك المصرية).