«النواب» المصري لتنظيم أوضاع اللاجئين

قانون جديد يتضمن إنشاء لجنة دائمة لشؤونهم

مجلس النواب المصري خلال جلسة سابقة (مجلس الوزراء المصري)
مجلس النواب المصري خلال جلسة سابقة (مجلس الوزراء المصري)
TT

«النواب» المصري لتنظيم أوضاع اللاجئين

مجلس النواب المصري خلال جلسة سابقة (مجلس الوزراء المصري)
مجلس النواب المصري خلال جلسة سابقة (مجلس الوزراء المصري)

يتجه مجلس النواب المصري (البرلمان) إلى تنظيم أوضاع اللاجئين في البلاد. ويناقش «النواب»، الأحد، مشروع قانون جديد يتضمن «إنشاء لجنة دائمة تختص بشؤون اللاجئين وتنظم حقوقهم والتزاماتهم».

ويرى برلمانيون أن القانون الجديد «تحرك ضروري الآن مع استمرار تدفقات النازحين الهاربين من مناطق التوتر والصراع في المنطقة إلى المدن المصرية». وتحدثوا عن «التشريع الجديد يحمل امتيازات للاجئين».

وتقدِّر مصر أعداد اللاجئين والمهاجرين والأجانب المقيمين على أراضيها بأكثر من 9 ملايين، وفق رئيس مجلس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، الذي أشار في أكتوبر (تشرين أول) الماضي، إلى أن «أعداد الأجانب زادت في بلاده خلال الفترة الأخيرة من جراء الأحداث التي تشهدها المنطقة».

ويجري «النواب» مناقشات حول تقرير أعدته «لجنة الدفاع والأمن القومي» بمجلس النواب، نهاية الشهر الماضي، حول التشريع الجديد، الذي سبق أن أحالته الحكومة المصرية للبرلمان في يونيو (حزيران) من العام الماضي.

وبحسب «لجنة الدفاع» يستهدف التشريع الجديد «وضع تنظيم قانوني لحقوق اللاجئين والتزاماتهم داخل مصر استناداً لنصوص الدستور المصري والاتفاقيات الدولية التي انضمت لها مصر، من خلال إنشاء (اللجنة الدائمة لشؤون اللاجئين) تتبع رئيس مجلس الوزراء، وتتولى إدارة شؤون اللاجئين كافة، والبيانات الإحصائية الخاصة بهم».

أيضاً ينظم مشروع القانون «إجراءات طلب اللجوء ومواعيد البت فيها»، كما «يمنح أولوية لطالبي اللجوء من ذوي الإعاقة والمسنين والنساء والأطفال وضحايا الاتجار بالبشر والتعذيب»، ونص كذلك على «منح اللاجئين الحق في الحصول على وثيقة سفر».

وكان وزير الشؤون النيابية والقانونية والتواصل السياسي المصري، محمود فوزي، قد أكد في إفادة سابقة، أن «الواقع الحالي أكد الحاجة الضرورية لوجود قانون ينظم توفيق أوضاع اللاجئين وحصرهم، بشكل يكفل حقوقهم المتعارف عليها في المعايير الدولية، ويحفظ للمجتمع المصري استقراره وأمنه القومي».

سودانيون في مكتب شؤون اللاجئين بالقاهرة (مكتب مفوضية شؤون اللاجئين)

وتشير «لجنة الدفاع» إلى أن «مصر تعد ثالث أكثر دولة على مستوى العالم استقبالاً لطلبات اللجوء في عام 2023».

«يستهدف القانون الجديد تقنين أوضاع اللاجئين الذين لم يحصلوا على تصاريح إقامة داخل مصر»، وفق رئيس «لجنة الدفاع والأمن القومي» بمجلس النواب، النائب أحمد العوضي، الذي أوضح أن «التشريع الجديد ينظم الوضع القانوني للنازحين والفارين من مناطق الصراعات والتوترات ولجأوا إلى مصر في الفترة الأخيرة». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «القانون لا يخاطب من قننوا أوضاعهم ويقيمون في المدن المصرية منذ سنوات».

العوضي عدّ القانون الجديد مهماً للحكومة المصرية لـ«ضبط إجراءات اللجوء وإقامة اللاجئين»، وقال إنه «ينص على امتيازات عديدة للاجئين، منها، حق العمل وتأسيس الشركات»، مشيراً إلى أن القانون «يقرر أيضاً التزامات على اللاجئين، أهمها، احترام الدستور والقانون المصريَين».

وبحسب وكيل «لجنة الشؤون العربية» بمجلس النواب، النائب أيمن محسب، فإن «القانون سيوفر بيانات دقيقة عن اللاجئين في مصر، والدول التي ينتمون إليها، وأسباب لجوئهم، بما يساعد الحكومة على تقدير تكلفة إقامتهم».

وقدر رئيس مجلس الوزراء المصري، في وقت سابق، التكلفة المباشرة لاستضافة مصر بما يزيد على 9 ملايين شخص، بأكثر من 10 مليارات دولار سنوياً. (الدولار الأميركي يساوي 49.30 جنيه في البنوك المصرية).

محسب أوضح أن «القانون الجديد كذلك يمنح امتيازات عديدة للاجئين، منها، حق الرعاية الصحية، والتعليم المجاني للأطفال في المدارس المصرية، خصوصاً في مرحلة التعليم الأساسي»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «استمرار التوترات في منطقة الشرق الأوسط دون أفق للتهدئة، تجعل صدور القانون أمراً ضرورياً، لتنظيم إقامة النازحين إلى مصر».

وارتفع عدد المسجلين لدى «مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين» في مصر، إلى 818 ألف لاجئ من 60 دولة، وأشارت «المفوضية» في إفادة، الخميس الماضي، إلى أن «الجنسية السودانية تحتل المرتبة الأولى من حيث أعداد المسجلين بواقع 537 ألفاً و882 لاجئاً، والجنسية السورية في المرتبة الثانية بواقع 148 ألفاً و938 لاجئاً».


مقالات ذات صلة

الحكم على لاعب الزمالك المصري أحمد فتوح يثير اهتماماً في مصر

رياضة عربية أحمد فتوح في أحد تدريبات نادي الزمالك (صفحة نادي الزمالك)

الحكم على لاعب الزمالك المصري أحمد فتوح يثير اهتماماً في مصر

أسدلت محكمة جنايات مطروح في مصر، السبت، الستار على قضية أحمد فتوح، لاعب نادي الزمالك ومنتخب مصر لكرة القدم، بإصدار حكمها على اللاعب بالحبس لمدة سنة.

محمد عجم (القاهرة )
يوميات الشرق تسعى الحكومة المصرية إلى تخفيض فاتورة استيراد الجبن (رويترز)

التحاق الجبنة بقائمة «السلع الاستفزازية» يثير اهتماماً في مصر

حظيت الجبنة المستوردة باهتمام واسع في مواقع التواصل بعدما تصدَّرت «التريند» عقب تصريحات نائب رئيس الوزراء المصري، وزير الصناعة والنقل كامل الوزير.

أحمد عدلي (القاهرة )
شمال افريقيا وزير الخارجية والهجرة المصري خلال لقاء نظيره الإماراتي (الخارجية المصرية)

محادثات مصرية - إماراتية تتناول الأزمة السودانية والحرب في غزة ولبنان

تناولت محادثات مصرية - إماراتية علاقات التعاون، والأزمة السودانية، والحرب في غزة ولبنان.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
الاقتصاد جانب من السلع في «سوق اليوم الواحد» (وزارة التموين)

تفاعل في مصر مع تدشين «سوق اليوم الواحد» لمواجهة الغلاء

أثار تدشين «سوق اليوم الواحد» في مصر لمواجهة الغلاء، تفاعلاً سوشيالياً، الجمعة.

أحمد عدلي (القاهرة)
شمال افريقيا مجلس الوزراء المصري خلال اجتماعه برئاسة مصطفى مدبولي (مجلس الوزراء المصري)

الحكومة المصرية لوضع سيناريوهات مختلفة بشأن أزمة «الإيجار القديم»

بينما أكدت الحكومة المصرية أنها «تعمل على توفير العملة»، دخلت على خط تنفيذ حكم المحكمة «الدستورية العليا» بشأن الشقق المؤجرة بموجب قانون «الإيجار القديم».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

ليبيا: انطلاق الانتخابات المحلية وسط توتر أمني بين ميليشيات «الوحدة»

ليبي يدلي بصوته بأحد مراكز الاقتراع في مصراتة (أ.ف.ب)
ليبي يدلي بصوته بأحد مراكز الاقتراع في مصراتة (أ.ف.ب)
TT

ليبيا: انطلاق الانتخابات المحلية وسط توتر أمني بين ميليشيات «الوحدة»

ليبي يدلي بصوته بأحد مراكز الاقتراع في مصراتة (أ.ف.ب)
ليبي يدلي بصوته بأحد مراكز الاقتراع في مصراتة (أ.ف.ب)

وسط توتر أمني بين ميليشيات حكومة «الوحدة الوطنية»، المؤقتة، التي يرأسها عبد الحميد الدبيبة، بدأت اليوم (السبت)، الانتخابات المحلية في ليبيا. وأعلنت المفوضية العليا للانتخابات انطلاق عملية الاقتراع في 352 مركزاً انتخابياً، و777 محطة اقتراع في 58 مجلساً بلدياً.

وبحسب بيانات المفوضية الوطنية العليا للانتخابات، فمن المتوقع أن يتوجه أكثر من 186 ألف ناخب إلى صناديق الاقتراع، وهم مجموع المسجلين في سجلات انتخاب المجالس البلدية. وبدأت عملية الاقتراع الساعة التاسعة من صباح اليوم (السبت)، وتستمر حتى السادسة مساءً، في عملية انتخابية تعقد كل 4 سنوات في كل بلدية بنظامَي «القائمة» و«الأفراد».

بحسب بيانات المفوضية الوطنية العليا للانتخابات فمن المتوقع أن يتوجه أكثر من 186 ألف ناخب إلى صناديق الاقتراع (أ.ف.ب)

وقال رئيس المفوضية، عماد السايح، إن عملية انتخاب مجالس المحافظات أصبحت متاحةً بعد انتخاب المجالس البلدية، وعدّها في مؤتمر صحافي بطرابلس «خطوة إيجابية بالغة الأهمية نحو تعزيز مفهوم اللامركزية، وستكون لها نتائج مباشرة على استدامة واستقرار وحدات الحكم المحلي». وعدّ أن «هذه الانتخابات ليست عملية لتبادل السلطة، بل هي هيكلة جديدة للحكم المحلي»، مؤكداً أن مشكلة إنفاذ قوانين الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، «سياسية وليست فنية، لأن جميع القوانين التي تُحال إلى المفوضية للانتخابات العامة تبقى حبيسة الأدراج».

ودعا السايح مجلس النواب الليبي إلى إدخال بعض التعديلات على القانون، حتى يكون مؤهلاً للتنفيذ والتطبيق على أرض الواقع، بهدف انتخاب مجالس بلدية، تمثل قاعدة الإدارة المحلية الرشيدة، وتسهم في تحقيق مبدأ التوزيع العادل للثروة ومشروعات التنمية، مشيراً إلى تمسك «المفوضية»، بوصفها هيئة دستورية، بالعمل في إطار التشريعات الصادرة، وما يُحال إليها من القوانين المنظِّمة للعملية الانتخابية. وقال إن ما دون ذلك «لا يقع ضمن دائرة اختصاصها، ويدخل في دائرة الصراع السياسي».

أحد مراكز الاقتراع (مفوضية الانتخابات)

وكانت «المفوضية» قد دعت مَن سجَّلوا في سجل الناخبين، وتسلَّموا بطاقاتهم الانتخابية، إلى تحمّل مسؤوليتهم، والتوجه إلى مراكز الانتخاب المسجلين بها، وممارسة حقهم في التصويت واختيار ممثليهم في المجالس البلدية، وحثتهم على اغتنام هذه الفرصة، التي لن تتكرر إلا بعد 4 سنوات، وعدم ترك المجال «لمَن يحاول أن يخطف أصواتهم ويتعدى على حقوقهم».

كما دعت المفوضية المنظمات، التي اعتُمدت لمراقبة الانتخابات ووكلاء المرشحين، إلى ضرورة التقيد بالنظم التي وُضعت لممارسة مهامهم، واتباع القواعد التي تنظم عملية المراقبة، والمتابعة لسير العملية الانتخابية داخل محطات الاقتراع.

زيارة خوري والسايح ووفد البعثة الأممية لغرفة العمليات الانتخابية (مفوضية الانتخابات)

بدورها، قالت القائمة بأعمال البعثة الأممية، ستيفاني خوري، التي رافقت السايح، والممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، صوفي كيمخدزه، خلال زيارة غرفة العمليات المركزية التابعة للمفوضية، إن الانتخابات الشاملة والشفافة والموثوقة «وسيلة لتعزيز العقد الاجتماعي بين مؤسسات الدولة والشعب، وهي دليل على أن إجراء الانتخابات أمر ممكن بوصفه أداة للانتقال السلمي للسلطة». وحثّت الناخبين جميعاً على المشاركة بفاعلية، فيما وصفتها بـ«هذه الممارسة الديمقراطية المهمة»، عادّة الانتخابات «علامةً فارقةً في مسيرة ليبيا نحو الديمقراطية، وخطوةً مهمةً على طريق إعادة الشرعية للمؤسسات الليبية».

وبعدما أكدت دعمها لعملية انتخابية سلمية وشاملة، شجّعت البعثة المواطنين المسجلين جميعاً على المشاركة بكثافة، والإدلاء بأصواتهم.

من جانبه، دعا الدبيبة الجميع للتوجه إلى مراكز الاقتراع، والمشارَكة في اختيار الكفاءات لقيادة المستقبل. وطالب المواطنين بأن يكونوا في الموعد لأداء هذا الواجب الوطني.

رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح خلال تصويته في انتخابات المجالس المحلية (النواب)

كما أعرب رئيس مجلس النواب، عقيلة صالح، الذي أدلى بصوته في الانتخابات بمدينة القبة، عن أمله في نجاح الاستحقاق الانتخابي، مؤكداً أهمية هذه الانتخابات. ودعا المواطنين للقيام بواجبهم الانتخابي، مشيراً إلى أن هذه الانتخابات «ستعزز الأمل والطمأنينة لمستقبل زاهر للشعب الليبي».

مراكز الاقتراع عرفت إقبالاً كثيفاً من الناخبين منذ الساعة التاسعة من صباح اليوم السبت (أ.ف.ب)

في غضون ذلك، تجدَّدت الخلافات بين جهاز «حرس المنشآت النفطية»، و«اللواء 444 قتال»، التابعَين لحكومة «الوحدة»، بعدما أعلن، اليوم (السبت)، «اللواء 444 قتال» بإمرة محمود حمزة، إطلاق سراح عناصر الجهاز، الذين تم اختطافهم، مساء الجمعة، بعد تهديد الجهاز بالتصعيد.

وكان فرع الجنوب الغربي بالجهاز قد أعلن أسر مجموعة، لم يحدد عددها، من عناصره، والتعدي على شرعيته وحدوده الإدارية، وهدَّد بأنه في حالة عدم إطلاق سراح جنوده سيتم التعامل، والقيام بمهام تضمن إطلاق احتجازهم.

ورصدت وسائل إعلام محلية، مساء الجمعة، انتشار «قوة حماية الحمادة» في محيط الحقول النفطية بمنطقة الحمادة، بعد توتر الأوضاع مع «اللواء 444»، علماً بأن حقل الحمادة الحمراء النفطي، التابع لشركة «الخليج العربي للنفط» ينتج نحو 8 آلاف برميل يومياً، يتم تكريرها في مصفاة الزاوية غرب طرابلس، عبر خط لنقل الخام بطول 380 كيلومتراً.

في سياق ذلك، دخلت خوري على خط النزاع الدائر بين خالد المشري، ومحمد تكالة، على رئاسة المجلس الأعلى للدولة، عبر اتصالين هاتفيَّين منفصلين، مساء الجمعة؛ لمناقشة استمرار الأزمة المتعلقة برئاسة المجلس.

وأوضحت خوري أنها أعربت عن أسفها لكون الانقسامات داخل المجلس أصبحت الآن مترسخة، ما يشكِّل عائقاً حقيقياً أمام قدرة المجلس على الاضطلاع بمسؤولياته، مشيرة إلى أنها حثتهما على السعي إلى حل توافقي، دون المساس بما سيسفر عنه مسار القضاء الذي لجأ إليه الطرفان. كما أكدت أن بعثة الأمم المتحدة «تظل ملتزمة بالتواصل مع جميع الأطراف في هذه الأزمة بهدف الحفاظ على وحدة المجلس واستقلاليته».