مقتل 10 مدنيين في هجوم نُسب لقوات «الدعم السريع» بولاية الجزيرة

عائلة سودانية نازحة من ولاية الجزيرة بسبب عنف قوات «الدعم السريع» تجلس بملجأ في حلفا الجديدة بالسودان (رويترز)
عائلة سودانية نازحة من ولاية الجزيرة بسبب عنف قوات «الدعم السريع» تجلس بملجأ في حلفا الجديدة بالسودان (رويترز)
TT

مقتل 10 مدنيين في هجوم نُسب لقوات «الدعم السريع» بولاية الجزيرة

عائلة سودانية نازحة من ولاية الجزيرة بسبب عنف قوات «الدعم السريع» تجلس بملجأ في حلفا الجديدة بالسودان (رويترز)
عائلة سودانية نازحة من ولاية الجزيرة بسبب عنف قوات «الدعم السريع» تجلس بملجأ في حلفا الجديدة بالسودان (رويترز)

قتل 10 مدنيين في هجوم نُسب لقوات «الدعم السريع» بولاية الجزيرة وسط السودان، على ما أفادت اليوم (الثلاثاء)، لجان المقاومة، وهي مجموعة من الناشطين المؤيدين للديمقراطية، في استمرار للعنف المتصاعد في الولاية منذ الشهر الماضي.

واشتدت المواجهات أخيراً في السودان بين طرفي النزاع الجيش وقوات «الدعم السريع» بولايتي شمال دارفور (غرب) والجزيرة، حيث قتل 23 مدنياً خلال يومين، وفقاً لما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأفادت لجنة مقاومة مدني بأنّ «قوات الدعم السريع قتلت مساء الاثنين 10 مدنيين في قرية البربوراب على بعد نحو 85 كيلومتراً شمال شرقي ود مدني» عاصمة ولاية الجزيرة.

جاء ذلك غداة مقتل 13 شخصاً بالرصاص في هجوم نسب أيضاً إلى قوات «الدعم السريع» ببلدة الهلالية شرق ولاية الجزيرة على بعد 70 كيلومتراً شمال ود مدني.

وكانت هذه الولاية الخاضعة للجيش شهدت الشهر الماضي، مقتل 200 شخص على الأقل، حسب تعداد لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، استناداً إلى مصادر طبية وناشطين ونزوح 135 ألفاً، بحسب الأمم المتحدة.

وأفاد مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية (أوشوا) الاثنين، في بيان، بـ«نزوح نحو 135.400 شخص (27.081 أسرة) من مناطق مختلفة بولاية الجزيرة، إثر موجة من العنف المسلح والهجمات على أكثر من 30 قرية وبلدة في أجزاء من الولاية منذ 20 أكتوبر (تشرين الأول)».

واندلعت المعارك في السودان منتصف أبريل (نيسان) العام الماضي بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وهو أيضاً رئيس مجلس السيادة والحاكم الفعلي للبلاد، وقوات «الدعم السريع» بقيادة حليفه ونائبه السابق محمد حمدان دقلو الملقب بـ«حميدتي».

وخلّفت الحرب عشرات آلاف القتلى وشرّدت أكثر من 11 مليون شخص، من بينهم 3.1 مليون نزحوا خارج البلاد، بحسب المنظمة الدوليّة للهجرة. وتسبّبت، وفقاً للأمم المتحدة، بإحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في التاريخ الحديث.

واتُهم الجانبان بارتكاب جرائم حرب عبر استهداف المدنيين عمداً ومنع دخول المساعدات الإنسانية.

وصعّدت قوات «الدعم السريع» في الفترة الأخيرة هجماتها على المدنيين بولاية الجزيرة بعد انشقاق أحد قادتها وانضمامه إلى الجيش.

وأفادت لجان المقاومة بأنّ قوات «الدعم السريع» حاصرت وهاجمت قريتين نهاية أكتوبر، ما أسفر عن مقتل 124 شخصاً وإصابة 200 آخرين.

وأثارت هذه الهجمات تنديداً دولياً واسعاً، ونددت الأمم المتحدة بحدوث «جرائم فظيعة».

والاثنين، أفاد شهود عيان بوقوع اشتباكات بين قوات يقودها القائد المنشق عن «الدعم السريع» أبو عاقلة كيكل، والميليشيا شبه العسكرية في بعض قرى شرق الجزيرة. وهي أول اشتباكات بين الطرفين منذ 22 أكتوبر.

ولا يلوح في الأفق حلّ لهذا النزاع الدامي.

وسبق لطرفي النزاع أن أجريا جولات من المباحثات في مدينة جدة السعودية، وتمّ الاتفاق خلالها على السماح بدخول المساعدات، من دون الاتفاق على وقف لإطلاق النار.


مقالات ذات صلة

«قوات الدعم السريع» تقتحم قرية بشرق ولاية الجزيرة وتقتل 10 مدنيين

شمال افريقيا الدخان يتصاعد في أم درمان جراء معارك بين «قوات الدعم السريع» والجيش السوداني (إ.ب.أ)

«قوات الدعم السريع» تقتحم قرية بشرق ولاية الجزيرة وتقتل 10 مدنيين

اتهمت لجان مقاومة مدني بالسودان، مساء اليوم الاثنين، «قوات الدعم السريع»، باقتحام قرية بشرق ولاية الجزيرة وقتل 10 مدنيين.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
شمال افريقيا قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان (قناة مجلس السيادة الانتقالي عبر «تلغرام»)

البرهان يقيل وزيري الخارجية والإعلام

أعلن مجلس السيادة السوداني، اليوم، أن  قائد الجيش السوداني، الفريق عبد الفتاح البرهان، أصدر قراراً بإقالة وزيري الخارجية والإعلام.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
شمال افريقيا سودانيون يهربون من ولاية الجزيرة لمنطقة قرب القضارف (أ.ف.ب)

مصدر طبي: 13 قتيلاً في هجوم لـ«الدعم السريع» بولاية الجزيرة السودانية

قُتل 13 شخصاً بالرصاص في هجوم نُسب لقوات «الدعم السريع» بولاية الجزيرة وسط السودان، وفق ما أفاد مصدر طبي.

«الشرق الأوسط» (بورتسودان)
شمال افريقيا صورة من الدمار الذي خلّفه القتال في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور (أرشيفية - أ.ف.ب)

مقتل 18 شخصاً في هجومين لقوات الدعم السريع غربي السودان

قتل 18 شخصاً وأصيب خمسة آخرون بجروح، يوم أمس (السبت)، في هجومين منفصلين لقوات الدعم السريع في ولاية شمال دارفور غربي السودان، وفقاً لجماعة طبية ومسؤول حكومي.

«الشرق الأوسط» (بورتسودان)
العالم العربي جنود من «قوات الدعم السريع» خلال دورية بمنطقة شرق النيل (أرشيفية - أ.ب)

السودان يشكو تشاد إلى الاتحاد الأفريقي بشأن مساندتها لـ«الدعم السريع»

قدم السودان شكوى رسمية ضد تشاد إلى اللجنة الأفريقية لحقوق الإنسان والشعوب التابعة للاتحاد الأفريقي بشأن مساندتها لـ«قوات الدعم السريع» في الجرائم التي ارتكبتها.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم )

مقتل 49 شخصاً بقصف جوي على العاصمة السودانية

أشخاص يسيرون بشارع يحمل آثار الدمار في أم درمان يوم 27 أغسطس 2024 (د.ب.أ)
أشخاص يسيرون بشارع يحمل آثار الدمار في أم درمان يوم 27 أغسطس 2024 (د.ب.أ)
TT

مقتل 49 شخصاً بقصف جوي على العاصمة السودانية

أشخاص يسيرون بشارع يحمل آثار الدمار في أم درمان يوم 27 أغسطس 2024 (د.ب.أ)
أشخاص يسيرون بشارع يحمل آثار الدمار في أم درمان يوم 27 أغسطس 2024 (د.ب.أ)

قتل 49 شخصاً وأصيب آخرون، ودُمر أكثر من 160 مسكناً، جراء قصف جوي نفذه طيران الجيش السوداني على منطقة العامرية غرب مدينة أم درمان، وهي منطقة تقع تحت سيطرة «قوات الدعم السريع». وفي الوقت ذاته شهدت مدينة النهود بولاية غرب كردفان اشتباكات عنيفة بين قوات الشرطة من جهة؛ وقوات الاحتياط التابعة للجيش و«المستنفرين» المؤيدين للجيش من الجهة الأخرى، أدت إلى مقتل 3 أشخاص؛ هم: اثنان من قادة قوات الاحتياط التابعة للجيش، وضابط من الشرطة.

وقالت «لجان المقاومة الشعبية» إن الطيران الحربي التابع للجيش السوداني ألقى 11 برميلاً متفجراً على ضاحية العامرية مساء الأحد، ما أدى إلى مقتل 49 شخصاً معظمهم من النساء والشيوخ والأطفال، وأصيب المئات بجراح، وإن القصف الجوي دمر نحو 160 منزلاً، وإن عشرات الضحايا ما زالوا تحت الأنقاض.

ولم يعلق الجيش على تلك الأحداث كالعادة، بينما تداولتها منصات موالية لـ«قوات الدعم السريع» بكثافة، خصوصاً أن المنطقة التي قصفها الطيران تقع تحت سيطرة هذه القوات، فيما قالت منصات موالين للجيش إن ما حدث كان استهدافاً لـ«قوات الدعم السريع».

دبابة مُدمَّرة نتيجة الحرب بين الجيش و«قوات الدعم السريع» في أم درمان (رويترز)

إدانة الغارة الجوية

وأدانت «غرفة طوارئ أحياء العامرية ودار السلام» في غرب مدينة أم درمان الغارة، وعدّتها «جريمة حرب؛ إذ إن تنفيذ طيران الجيش هذه المجازر يعيد إلى الأذهان قصص وروايات القتل والإبادة الجماعية في جنوب السودان ودارفور وجبال النوبة، وجرائم الحرب الحالية في الكومة ومليط والجزيرة وسنار».

ودعت «غرفة الطوارئ» الجهات الإنسانية والصحية إلى التحرك للمنطقة، وتقديم الدعم الطبي العاجل للجرحى والمصابين من المدنيين، وإنقاذ العالقين وسط نيران الحرب في أم درمان. ودعت المجتمع الدولي إلى القيام بدوره، و«فرض حظر طيران شامل لحماية المدنيين، والضغط على الأطراف لوقف الحرب».

وتناقلت وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لمشاهد صادمة لجثث النساء والأطفال المتفحمة، فيما عدّت «مبادرة دارفور للعدالة»، وهي منظمة طوعية، ما حدث في العامرية تعميقاً للأزمة والمأساة الإنسانية، وقالت إن «طيران الجيش استهدف المدنيين بضراوة، وألحق دماراً كبيراً بالأعيان المدنية والصحية، خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي».

وعقب مطالبة رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك، خلال زيارته بريطانيا لبحث موضوع حظر الطيران وتحديد مناطق آمنة للمدنيين، أكدت السفيرة البريطانية لدى الأمم المتحدة، باربرا وودوورد، أن بريطانيا ستقدم مسودة قرار تهدف إلى ضمان امتثال الأطراف المتحاربة لالتزاماتها السابقة بحماية المدنيين، ودعم جهود الوساطة لوقف إطلاق النار تدريجياً.

نازحون يصطفون للحصول على مساعدات غذائية في مخيم بشمال ولاية كردفان (أ.ف.ب)

غرب كردفان

وفي مدينة النهود بولاية غرب كردفان، دارت اشتباكات عنيفة بين قوات تابعة للشرطة، وقوات تابعة للجيش، أدت إلى مقتل 3؛ هم: ضابط شرطة، واثنان من قادة قوات الاحتياطي «المستنفرين» للقتال مع الجيش ضد «قوات الدعم السريع».

وتسيطر «قوات الدعم السريع» على معظم مناطق ولاية غرب كردفان، باستثناء مدينتي بابنوسة، والنهود التي تحاصرها «قوات الدعم السريع» من جميع الجهات. وقالت مصادر إن سبب المعركة هو اختلاف على سيارة من نوع «لاند كروزر» تتبع شرطة الجمارك، وقد استولى عليها «المستنفرون» بناء على قرار لجنة الأمن تسخير عربات المؤسسات الحكومية في العمليات الحربية.

ووفقاً لمصادر، فإن شرطة الجمارك طالبت باسترداد السيارة، لكن «المستنفرين» رفضوا إعادتها، ونتيجة لذلك، هاجمت قوة مسلحة من شرطة الجمارك اجتماعاً أمنياً، وأطلقت عليه النار من رشاشات متوسطة. وأوضحت المصادر أن بقية أفراد الشرطة تدخلوا لمصلحة زملائهم في شرطة الجمارك، وأن الأوضاع تحولت إلى قتال بين الطرفين.

وقال شهود عيان إن «الأوضاع لا تزال مضطربة في المدينة، فيما فرضت الشرطة حظر التجوال فيها»، وإن «عدداً من المواطنين الذين أصابهم الرعب الناتج عن تبادل إطلاق النار نزحوا من المدينة إلى المناطق القريبة؛ بما في ذلك مدينة غبيش التي تسيطر عليها (قوات الدعم السريع)».