وقائع الاعتداء على الطواقم الطبية تتجدد بمصر

الشرطة ألقت القبض على متهمين في حادثة «مستشفى زايد»

أطباء داخل «مستشفى الشيخ زايد» في القاهرة (حساب المستشفى على فيسبوك)
أطباء داخل «مستشفى الشيخ زايد» في القاهرة (حساب المستشفى على فيسبوك)
TT

وقائع الاعتداء على الطواقم الطبية تتجدد بمصر

أطباء داخل «مستشفى الشيخ زايد» في القاهرة (حساب المستشفى على فيسبوك)
أطباء داخل «مستشفى الشيخ زايد» في القاهرة (حساب المستشفى على فيسبوك)

تجدد الحديث عن وقائع الاعتداء على الطواقم الطبية في مصر، مع حادثة مستشفى الشيخ زايد بالقاهرة، بينما قامت الشرطة المصرية، السبت، بتوقيف متهمين في الواقعة التي شهدت اعتداءً على طبيب بقسم «العناية الفائقة» من قِبل أقارب أحد المرضى؛ ما أدى لإصابته بجروح، فضلاً عن حدوث تلفيات في القسم.

ووفق نقيب الأطباء المصريين، أسامة عبد الحي، فإن وفداً من النقابة قام بزيارة الطبيب المصاب للاطمئنان عليه، ومتابعة حالته الصحية، وبحث سبل دعمه للحصول على حقه، بالإضافة إلى التأكد من تحرير محضر إثبات بالواقعة وتفاصيلها، موضحاً لـ«الشرق الأوسط» أن «النقابة حريصة على تقديم الدعم الكامل للطبيب».

واستمعت النيابة العامة المصرية، السبت، لأقوال الطبيب المعتدى عليه، مؤكداً أن «أقارب أحد المرضى اعتدوا عليه، وعلى الطاقم الطبي خلال مباشرة عملهم في المستشفى، الجمعة»، مشيراً إلى أن الاعتداء تَسَبَّبَ في حالة ارتباك للعمل داخل «الرعاية الفائقة»، وإتلاف أجهزة عدة تُستخدم لعلاج المرضى.

وأكد نائب رئيس الوزراء، وزير الصحة المصري، خالد عبد الغفار، في بيان، مساء الجمعة، «عدم التسامح مع أي نوع من أنواع الاعتداءات على الطواقم الطبية والمنشآت الصحية»، مشيراً إلى اتخاذ كل الإجراءات القانونية من جانب الوزارة تجاه الواقعة.

وزير الصحة المصري خالد عبد الغفار (الصحة المصرية)

وتكررت وقائع الاعتداء على الأطباء في المستشفيات بشكل «لافت» في الشهور الماضية، من بينها، تَعَرُّض طبيب للطعن بسلاح أبيض في محافظة سوهاج (جنوب مصر) من قبل مرافقين لأحد المرضى، في يوليو (تموز) الماضي، كما اشتبك الفنان المصري محمد فؤاد مع طبيب بمستشفى «عين شمس التخصصي» بالقاهرة، في أغسطس (أب) الماضي، خلال مرافقته شقيقه، في واقعة لا تزال منظورة أمام جهات التحقيق مع رفض الطبيب والمستشفى التصالح.

وعقب الواقعة، تقدمت عضو «لجنة الصحة» بمجلس النواب المصري (البرلمان)، النائبة إيرين سعيد، بطلب إحاطة لرئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة حول تكرار وقائع الاعتداء على الطواقم الطبية بالمستشفيات «دون ردع حقيقي أو آليات للتخفيف من الضغط في الطوارئ والاستقبال عن هذه الطواقم».

وقالت إيرين سعيد لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك ضرورة لتقييد الأعداد التي يتم استقبالها مع المرضى في الطوارئ، لما تشكله من عبء على الطواقم الطبية، في ظل غياب طبيب نفسي أو اختصاصي اجتماعي يكون حلقة الوصل بين الأطباء العاملين مع الحالة ومرافقيهم»، الأمر الذي يشكل عبئاً على الطبيب في الإجابة عن التساؤلات والتعامل طبياً مع المريض.

الرأي السابق يدعمه نقيب الأطباء الذي طالب بضرورة «اقتصار وجود مرافق واحد فقط مع المريض عند دخوله الطوارئ، بالإضافة لتأمين المستشفى بشكل يسمح للأطباء بممارسة عملهم، من دون خوف أو قلق»، لافتاً إلى أن الواقعة الأخيرة تؤكد «ضرورة إحداث تغيير جذري في تأمين الأطباء خلال عملهم، وتنظيم العمل داخل المستشفيات».

«مستشفى الشيخ زايد» في القاهرة (حساب المستشفى على فيسبوك)

أيضاً دعا نقيب الأطباء إلى ضرورة «تطبيق عقوبات صارمة على المتهمين بالاعتداء على الأطباء، واستكمال المسارات القانونية بشكل كامل، ورفض التصالح في هذه الوقائع»، مؤكداً أن «تطبيق القانون سيكون الرادع من أجل منع تكرار هذه الوقائع». وفي أبريل (نيسان) الماضي، أصدرت محكمة مصرية حكماً بالحبس سنة مع «إيقاف التنفيذ» بحق مواطن اعتدى على طبيب استقبال بمستشفى «المطرية التعليمي» في شرق القاهرة.

من جانبهم، اتهم أقارب المريض الطبيب بـ«التأخر عن تقديم الرعاية اللازمة»، وأكدوا «تباطؤ الطبيب والتمريض في التعامل مع الحالة؛ ما أدى لحدوث الاشتباكات»، في حين أوضحت وزارة الصحة «عدم قبول أي تقصير في تقديم خدمات الرعاية الصحية للمرضى».

وبلغ عدد المستشفيات في مصر 1798 عام 2020 وفقاً لـ«الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء»، بينها 662 مستشفى حكومياً، في حين بلغ عدد الأَسِرّة بالمستشفيات الحكومية نحو 88597 سريراً. وبحسب «المركزي»، فقد «انخفض عدد الأطباء في مصر إلى 97.4 ألف طبيب في عام 2022، مقابل 100.7 ألف طبيب في عام 2021 بانخفاض بلغت نسبته 3.3 في المائة».

عضو «لجنة الصحة» بالبرلمان ترى أن إقرار قانون «المساءلة الطبية» خلال دور الانعقاد الحالي للبرلمان سوف «يُنهي غياب عدم وجود آلية لتقييم تعامل الأطباء مع الحالات، بوصفها من الأمور المتخصصة التي لا يوجد فيها نص لتنظيمها بشكل حقيقي حتى الآن».


مقالات ذات صلة

مشروع قانون مصري يمنح الأجانب دعماً نقدياً وعينياً

شمال افريقيا سودانية مع أطفالها تتقدم بطلب لجوء في مركز تسجيل مفوضية اللاجئين بمصر (المفوضية)

مشروع قانون مصري يمنح الأجانب دعماً نقدياً وعينياً

أعاد مشروع قانون الضمان الاجتماعي الذي يناقشه مجلس النواب المصري (البرلمان) حالياً الحديث بشأن «حقوق الأجانب» المقيمين في البلاد.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا من مخيمات النزوح في الفاشر (أ.ف.ب)

اتهامات تلاحق الجيش و«الدعم السريع» باستهداف مخيمات النازحين بالفاشر

علي يوسف «تقدم بالشكر للشقيقة مصر على وقفتها الصلبة الداعمة للسودان وهو يخوض حرب الكرامة الوطنية ضد ميليشيا (الدعم السريع) المتمردة».

محمد أمين ياسين (نيروبي)
المشرق العربي حرم الجامعة الأميركية بالقاهرة الجديدة (موقع الجامعة)

تبرع آل ساويرس للجامعة الأميركية بالقاهرة يثير جدلاً «سوشيالياً»

أثار الإعلان عن تبرع عائلة ساويرس، بمبلغ ضخم للجامعة الأميركية في القاهرة، جدلاً واسعاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي في مصر.

محمد عجم (القاهرة)
شمال افريقيا أحد المراكز التجارية في مصر (الشرق الأوسط)

تقديرات متباينة لتكلفة معيشة الأسرة المصرية تثير جدلاً وانتقادات

الحوار بشأن كيفية إدارة الميزانية المنزلية للأسرة المصرية شهرياً تحول إلى محور نقاش عام في الشارع وعبر مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام.

محمد عجم (القاهرة)
المشرق العربي الدمار في موقع غارة إسرائيلية استهدفت منزلاً في مخيم البريج للاجئين في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

وفد «حماس» بحث الوضع في غزة مع مسؤولين مصريين وقياديين من «فتح»

أفاد قياديان في حركة «حماس» بأن وفداً قيادياً من الحركة التقى مسؤولين في المخابرات العامة المصرية، مساء الأحد، في القاهرة، وناقش معه سبل وقف إطلاق النار في غزة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

الرباط تحتضن الاجتماع الـ22 للجنة العسكرية المغربية - الفرنسية

العلاقات المغربية - الفرنسية شهدت زخماً جديداً بعد زيارة ماكرون الأخيرة للرباط (أ.ف.ب)
العلاقات المغربية - الفرنسية شهدت زخماً جديداً بعد زيارة ماكرون الأخيرة للرباط (أ.ف.ب)
TT

الرباط تحتضن الاجتماع الـ22 للجنة العسكرية المغربية - الفرنسية

العلاقات المغربية - الفرنسية شهدت زخماً جديداً بعد زيارة ماكرون الأخيرة للرباط (أ.ف.ب)
العلاقات المغربية - الفرنسية شهدت زخماً جديداً بعد زيارة ماكرون الأخيرة للرباط (أ.ف.ب)

تنفيذاً لتعليمات الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، ترأس الفريق أول محمد بريظ، المفتش العام للقوات المسلحة الملكية وقائد المنطقة الجنوبية، مع الجنرال تييري بوركهارد، رئيس أركان القوات المسلحة للجمهورية الفرنسية، الاثنين، في العاصمة الرباط، الاجتماع الـ22 للجنة العسكرية المختلطة المغربية - الفرنسية، بحسب ما أوردته تقرير لوكالة الأنباء المغربية الرسمية.

وذكر بلاغ للقيادة العامة للقوات المسلحة الملكية أن المباحثات بين المفتش العام للقوات المسلحة الملكية ورئيس أركان القوات المسلحة الفرنسية تمحورت حول مختلف أوجه التعاون العسكري الثنائي، وكذا الوضع الأمني الإقليمي والدولي.

وأضاف المصدر ذاته أن المسؤولين أشادا بالمستوى المتميز للتعاون بين القوات المسلحة للبلدين؛ ما يعكس الروابط القوية التي تجمعهما، والتي ما فتئت تتعزز في مختلف القطاعات. كما اتفقا على الاستفادة من الدينامية التي أحدثتها الشراكة الاستثنائية المعززة، التي أرساها قائدا البلدين، الملك محمد السادس والرئيس إيمانويل ماكرون.

وخلال اللقاء، ركزت اللجنتان على بحث نتائج التعاون العسكري الثنائي لعام 2024، وكذا الأنشطة التي سيتم تنفيذها في عام 2025.

كما أجرى الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف إدارة الدفاع الوطني، عبد اللطيف لوديي، في اليوم نفسه، مباحثات بمقر الوزارة مع الجنرال تيري بوركهارد، رئيس أركان القوات المسلحة للجمهورية الفرنسية.

وخلال هذه المحادثات، يضيف البلاغ، أعرب المسؤولان عن ارتياحهما للدينامية الإيجابية لعلاقات الصداقة والتعاون القائمة بين البلدين، وكذا آفاق توسيعها لتشمل مجالات الفضاء والأمن السيبراني، والذكاء الاصطناعي خدمة للقوات المسلحة والصناعة الدفاعية.