توافق مصري - إسباني على ضرورة وقف النار في غزة ولبنان

محادثات عبد العاطي وألباريس بالقاهرة تناولت المستجدات بالسودان والصومال

وزيرا الخارجية المصري بدر عبد العاطي والإسباني خوسيه مانويل ألباريس خلال مؤتمرهما الصحافي في القاهرة (إكس)
وزيرا الخارجية المصري بدر عبد العاطي والإسباني خوسيه مانويل ألباريس خلال مؤتمرهما الصحافي في القاهرة (إكس)
TT

توافق مصري - إسباني على ضرورة وقف النار في غزة ولبنان

وزيرا الخارجية المصري بدر عبد العاطي والإسباني خوسيه مانويل ألباريس خلال مؤتمرهما الصحافي في القاهرة (إكس)
وزيرا الخارجية المصري بدر عبد العاطي والإسباني خوسيه مانويل ألباريس خلال مؤتمرهما الصحافي في القاهرة (إكس)

أكدت مصر وإسبانيا أن «السلام والتفاوض ضروريان لوقف إطلاق النار في قطاع غزة ولبنان، وأهمية تدفق المساعدات الإنسانية والإغاثية التي يحتاج إليها المدنيون». وتوافق البلدان على «رفضهما استخدام إسرائيل الأسلحة في قتل المدنيين».

جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي لوزير الخارجية والهجرة المصري بدر عبد العاطي، مع نظيره الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، الأربعاء، في القاهرة.

وأجرى عبد العاطي محادثات مع ألباريس، تناولت المستجدات في الصومال، والسودان، وليبيا.

وأكد عبد العاطي أنه جرى «التشديد على أهمية الحفاظ على الوحدة الإقليمية للصومال وعلى سيادته والرفض الكامل لأي سياسات أحادية». وأضاف: «أكدنا أهمية الوقف الفوري للحرب في السودان والنفاذ الكامل للمساعدات، والبدء في عملية سياسية جامعة تؤسس لإقامة نظام ديمقراطي يشمل الجميع دون أي إقصاء، والدعم الكامل لمؤسسات الدولة السودانية، بما في ذلك الجيش الوطني السوداني».

ويشهد السودان منذ أبريل (نيسان) 2023 حرباً داخلية، بين الجيش السوداني بقيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، و«قوات الدعم السريع»، بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، راح ضحيتها آلاف المدنيين، ودفعت نحو 13 مليون سوداني إلى الفرار داخلياً وخارجياً لدول الجوار، حسب تقديرات هيئة الأمم المتحدة.

وفيما يتعلق بليبيا، قال وزير الخارجية المصري إن اللقاء تناول بشكل مطول الأوضاع في ليبيا، مؤكداً حرص بلاده على وحدة ليبيا وسيادتها على أراضيها، والأهمية البالغة لسرعة أن تكون هناك انتخابات برلمانية ورئاسية بالتوازي في أسرع وقت ممكن، وأن يتم العمل على توحيد مؤسسات الدولة الليبية وبصفة خاصة المؤسسة الأمنية».

الدخان يتصاعد نتيجة القتال في العاصمة السودانية (أرشيفية - أ.ف.ب)

ووفق «وكالة أنباء الشرق الأوسط» الرسمية في مصر، أكدت محادثات عبد العاطي وألباريس أهمية تمكين مؤسسات الدولة اللبنانية، وفي مقدمتها الجيش الوطني اللبناني، وتنفيذ القرار الأممي رقم «1701»، وتعزيز ونشر الجيش اللبناني جنوب نهر الليطاني طبقاً لقرار مجلس الأمن 1701. وأدان الجانبان العدوان الهمجي من الجانب الإسرائيلي على قوات الأمم المتحدة (يونيفيل) الموجودة في لبنان، وذلك في خرق فاضح للقانون الدولي.

من جانبه أشار وزير الخارجية الإسباني إلى أن مصر لن تألو جهداً في الضغط المستمر بالتعاون مع الأطراف الإقليمية والدولية لفرض النفاذ الكامل وغير المشروط للمساعدات إلى قطاع غزة»، فيما قال عبد العاطي إن «أهالي قطاع غزة في مناطق مختلفة سواء في الشمال أو وسط القطاع يعانون كثيراً بسبب الإجراءات التعسفية التي تقوم بها إسرائيل واستخدامها لسياسة التجويع كسياسة ممنهجة للعقاب، وهو أمر أصبح لا يمكن التسامح معه»، موضحاً أنه «لا يمكن استمرار قبول هذه الكارثة الإنسانية، حيث نرى جميعاً صوراً مأساوية تُدمي القلوب لأطفال فلسطينيين يعانون من النقص الشديد للأغذية والأمراض والأوبئة وعلى رأسها عودة مرض شلل الأطفال إلى القطاع».

جنود إسرائيليون خلال عملية عسكرية في جنين بالضفة الغربية سبتمبر الماضي (أ.ب)

وحول زياراته المتكررة للمنطقة والخطوات التي يمكن أن تتخذها إسبانيا مع شركائها الأوروبيين الذين لا يتوافقون مع النهج الإسباني، قال ألباريس إن المبادرة الرئيسية لإسبانيا هي «مؤتمر للسلام»، ولا بد أن يكون هذا هو الإطار الذى يتم التحرك من خلاله، حتى تكون هناك دولة فلسطينية قابلة للحياة بجانب دولة إسرائيلية، وهذا هو هدف اللقاء الذي تم في سبتمبر (أيلول) الماضي بمدريد، وهو نفس الموقف الذي سنعيد الحديث حوله مرة أخرى خلال اجتماعات الاتحاد من أجل المتوسط».

وأشار إلى أنه «لا بد أن نقدم الدعم لوكالة (أونروا) لأنها وكالة أممية في غاية الأهمية للفلسطينيين، كما أننا لا بد أن نقدم الدعم لقوات حفظ السلام في لبنان»، مضيفاً: «لن تتنازل أبداً عن مؤتمر السلام من أجل فرض حل الدولتين». وأكد أن مصر وإسبانيا لديهما رؤية مشتركة للعمل معاً من «أجل السلام ووقف التصعيد والعنف»، مشيراً إلى الجهود المشتركة لتحقيق وقف إطلاق النار في غزة، وإطلاق سراح الرهائن ودخول المساعدات الإنسانية.

ولم تُسفر مفاوضات استمرت أشهراً بوساطة من قطر ومصر والولايات المتحدة عن توصل إلى وقف القتال بين حركة «حماس» وإسرائيل، باستثناء هدنة لمدة أسبوع في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

طفل فلسطيني ينظر إلى الخيام المُدمَّرة للنازحين جراء غارة جوية إسرائيلية قبل يومين على ساحة مستشفى شهداء الأقصى - دير البلح (أ.ف.ب)

وعن القارة الأفريقية، قال وزير الخارجية المصري: «تطرقنا خلال المحادثات إلى الأوضاع في القارة، وقضية المياه وأهمية هذه القضية بالنسبة لمصر بوصفها قضية وجودية، وأنه من غير المقبول تحت أي ظرف أي مساس بالأمن المائي المصري»، مشدداً على أن «مصر لن تقبل تحت أي ظرف أي مساس بحصتها المائية أو إحداث أي ضرر»، مضيفاً: «ذكرنا مراراً وتكراراً أن مصر تتخذ كل الإجراءات الكفيلة، التي يكفلها القانون الدولي للدفاع عن مصالحها المائية، خصوصاً إذا حدث أي ضرر».

وأقامت إثيوبيا «سد النهضة» على رافد نهر النيل الرئيسي، وسط اعتراضات من دولتَي المصب (مصر والسودان)، للمطالبة باتفاق «قانوني يُنظّم عمليات ملء وتشغيل السد، بما لا يضر بحصتَيهما في المياه».

وتعاني مصر عجزاً مائياً يبلغ 55 في المائة، وتعتمد على مورد مائي واحد هو نهر النيل بنسبة 98 في المائة، بواقع 55.5 مليار متر مكعب سنوياً، وتقع حالياً تحت خط الفقر المائي العالمي، بواقع 500 متر مكعب للفرد سنوياً، حسب بيانات وزارة الري المصرية.

في سياق آخر تناولت محادثات عبد العاطي وألباريس العلاقات الثنائية بين البلدين على مستوى القارة الأفريقية، والمشاريع المشتركة بين مصر وإسبانيا، من بينها، التغير المناخي وحماية وتحلية المياه وغيرها من المشاريع ذات الأهمية المشتركة بين البلدين.

وأكد وزير الخارجية الإسباني دعم بلاده الجهود كافة التي تبذلها الحكومة المصرية في تمكين المرأة داخل المجتمع، مشدداً على أن إسبانيا تسعى لتطوير العلاقات الاستراتيجية بين أوروبا ومصر من خلال تقديم المساعدات والإصلاحات الاقتصادية، لأن مصر بالنسبة لإسبانيا تعد شريكة من الدرجة الأولى، مؤكداً سعي ورغبة بلاده في تعزيز العلاقات الثنائية الوثيقة مع مصر على الأصعدة كافة.


مقالات ذات صلة

إسرائيل ليست عضواً في «الجنائية الدولية»... كيف تلاحق المحكمة نتنياهو وغالانت؟

شؤون إقليمية بنيامين نتنياهو ويوآف غالانت (أ.ب)

إسرائيل ليست عضواً في «الجنائية الدولية»... كيف تلاحق المحكمة نتنياهو وغالانت؟

ما يجب أن نعرفه عن النطاق القانوني للمحكمة الجنائية الدولية، حيث تسعى إلى اعتقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو؛ ووزير دفاعه السابق، يوآف غالانت.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
المشرق العربي جنازة فلسطينيين قُتلوا في غارة إسرائيلية في مدينة غزة (رويترز)

مستشفيات غزة مهددة بالتوقف عن العمل... و19 قتيلاً في القصف الإسرائيلي

حذرت وزارة الصحة التابعة لحركة «حماس» في قطاع غزة أمس (الجمعة)، من توقف كل مستشفيات القطاع عن العمل أو تقليص خدماتها خلال 48 ساعة بسبب نقص الوقود.

«الشرق الأوسط» (غزة)
الولايات المتحدة​ دمار جراء غارة إسرائيلية في غزة في 22 نوفمبر 2024 (رويترز)

ترمب ووعد إنهاء الحروب: ورقة انتخابية أم خطط واقعية؟

انتزع ترمب الفوز من منافسته الديمقراطية، معتمداً وعوداً انتخابية طموحة بوقف التصعيد في غزة ولبنان، واحتواء خطر إيران، ووضع حد للحرب الروسية - الأوكرانية.

رنا أبتر (واشنطن)
المشرق العربي دبابة إسرائيلية على مثلث مرجعيون - ديرميماس - القليعة قرب نهر الليطاني بجنوب لبنان (متداول)

إسرائيل تملأ غياب هوكستين بالغارات والتوغلات

تملأ إسرائيل غياب الموفد الرئاسي الاميركي آموس هوكستين الذي يحمل مبادرة أميركية لوقف إطلاق النار، بالغارات العنيفة، وتوسعة رقعة التوغل البري الذي وصل إلى مشارف

نذير رضا (بيروت)
المشرق العربي إسرائيل تخشى أن تتم ملاحقة ضباطها أيضاً بعد إصدار مذكرة توقيف بحق رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو (مكتب الإعلام الحكومي في إسرائيل - أ.ف.ب)

«نتنياهو المطلوب» يقلق إسرائيل على ضباطها

في ظلّ معلومات عن اتجاه دول أجنبية إلى تقليص اتصالاتها مع الحكومة الإسرائيلية غداة صدور مذكرة توقيف دولية بحق رئيسها، بنيامين نتنياهو، وأخرى بحق وزير دفاعه

نظير مجلي (تل أبيب)

المغرب: تفكيك خلية لـ«داعش» في عملية مشتركة مع إسبانيا

عناصر من الأمن المغربي في عملية أمنية سابقة (أ.ف.ب)
عناصر من الأمن المغربي في عملية أمنية سابقة (أ.ف.ب)
TT

المغرب: تفكيك خلية لـ«داعش» في عملية مشتركة مع إسبانيا

عناصر من الأمن المغربي في عملية أمنية سابقة (أ.ف.ب)
عناصر من الأمن المغربي في عملية أمنية سابقة (أ.ف.ب)

أعلنت السلطات المغربية، الجمعة، تفكيك خلية مسلحة تابعة لتنظيم «داعش» في منطقة الساحل، في عملية أمنية مشتركة مع الأجهزة الإسبانية، موضحة أنها تتكوّن من تسعة عناصر، من بينهم ثلاثة ينشطون في المغرب، وستة آخرون ينشطون في مدن إسبانية.

وذكر بيان للمكتب المركزي المغربي للأبحاث القضائية أن التحريات الأولية أظهرت أن المشتبه فيهم كانوا يروّجون للفكر «الداعشي»، ويعقدون لقاءات في إطار التخطيط والتنسيق للقيام بأعمال إرهابية باسم التنظيم، قبل الالتحاق بصفوفه في منطقة الساحل جنوب الصحراء، مضيفاً أن عمليات التفتيش المنجزة بمنازل المشتبه فيهم مكّنت السلطات من حجز أسلحة ومعدات إلكترونية، سيتم إخضاعها للخبرات الرقمية اللازمة، ومؤكداً أن البحث جارٍ لتحديد الارتباطات الداخلية والخارجية لهذه الخلية.

من جهتها، ذكرت المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، في بيان نشرته «وكالة المغرب العربي للأنباء»، أن الخلية تتكوّن من تسعة عناصر، تنشط في تطوان والفنيدق ومدريد وإبيزا وسبتة، موضحاً أن التحريات أظهرت أن المشتبه فيهم «كانوا يروّجون للفكر (الداعشي)، ويعقدون لقاءات بسبتة وتطوان في إطار التخطيط والتنسيق للقيام بأعمال إرهابية».

وأضاف المصدر ذاته أن التحريات الأولية المنجزة أظهرت أن بعض المشتبه فيهم معتقلون سابقون في قضايا الإرهاب بإسبانيا، وكانوا يروّجون للفكر «الداعشي»، ويعقدون لقاءات في إطار التخطيط للقيام بأعمال إرهابية باسم «داعش». وقد تم وضع الأشخاص الموقوفين بتطوان والفنيدق رهن الحراسة النظرية، تحت إشراف النيابة العامة المختصة المكلفة قضايا الإرهاب والتطرّف، وذلك للوقوف على ارتباطاتهم الداخلية والخارجية، وكذا تحديد مستوى تورّطهم في إطار المشروعات الإرهابية المخطط لها من طرف أعضاء هذه الخلية.

وأشار البلاغ إلى أن هذه العملية المشتركة تندرج في إطار التنسيق الأمني المتواصل والمتميّز بين الأجهزة الأمنية المغربية ونظيرتها الإسبانية، لصد التهديدات الإرهابية التي تحدق بأمن المملكتين.

وتأتي هذه العملية بعد أيام قليلة من إصدار غرفة الجنايات الابتدائية المكلفة قضايا الإرهاب لدى محكمة الاستئناف في الرباط، حكمها في حق أفراد خلية إرهابية أخرى، تم تفكيكها بمدينتي تزنيت وسيدي سليمان من طرف المكتب المركزي للأبحاث القضائية، التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني في 14 من مايو (أيار) الماضي.

وحكمت هيئة المحكمة بما مجموعه 29 سنة سجناً نافذاً على الخلية المكوّنة من أربعة أفراد، بعد إدانتهم بتهم متعلقة بالإرهاب، والتحريض على التمييز والكراهية بين الأشخاص، وخرق ظهير التجمعات العمومية وظهير حق تأسيس الجمعيات.

وأدانت المحكمة المتهم الأول «أ.م» الذي جرى توقيفه بمدينة سيدي سليمان، بثماني سنوات سجناً نافذاً بعد إدانته بالإرهاب والتحريض على التمييز والكراهية بين الأشخاص، وهي العقوبة نفسها التي قضت بها في حق المتهم الثاني «أ.ه»، المُدان بجريمة الإرهاب والتحريض على التمييز والكراهية بين الأشخاص، وخرق ظهير التجمعات العمومية وظهير حق تأسيس الجمعيات؛ وذلك بعد توقيفه داخل مسكن وظيفي حيث يقطن بحي الوداديات بمدينة تزنيت.