تركيا تجري مناورات بحرية بسواحل ليبيا... والدبيبة يعد بـ«إنجازات كبيرة»

أنباء عن مغادرة وفد الاتحاد الأفريقي طرابلس دون زيارة المنطقة الشرقية

المنفي خلال لقائه الوفد الأفريقي (المجلس الرئاسي)
المنفي خلال لقائه الوفد الأفريقي (المجلس الرئاسي)
TT

تركيا تجري مناورات بحرية بسواحل ليبيا... والدبيبة يعد بـ«إنجازات كبيرة»

المنفي خلال لقائه الوفد الأفريقي (المجلس الرئاسي)
المنفي خلال لقائه الوفد الأفريقي (المجلس الرئاسي)

بينما أجرت تركيا تدريبات عسكرية مشتركة على السواحل الليبية، التزم مجلس النواب الليبي، وحكومة «الاستقرار» الموالية له، الصمت حيال معلومات غير رسمية عن مغادرة وفد الاتحاد الأفريقي البلاد، من دون زيارة المنطقة الشرقية للقاء رئيسَي الحكومة والمجلس هناك.

وأعلنت وزارة الدفاع التركية، في بيان مساء الجمعة عبر منصة «إكس»، إجراء تدريبات عسكرية مشتركة على السواحل الليبية، بمشارَكة الفرقاطة التركية «TCG BÜYÜKADA» مع زورق «شفق» الهجومي، وزورق الدورية «سيدي بلال»، التابعَين للقوات البحرية بحكومة «الوحدة المؤقتة».

وقالت وزارة الداخلية بحكومة «الوحدة» إن مديرية أمن صبراتة نفّذت التمرين التعبوي (صبراتة 24)، الذي استهدف تعزيز قدرات البحث والإنقاذ البحري والحضري، موضحة أن التمرين، الذى أدرجته في إطار رفع جاهزية الأجهزة الأمنية والخدمية، شهد مشارَكةً واسعةً من الأجهزة الأمنية والخدمية كافة، المعنية بالبحث والإنقاذ، تحت إشراف الغرفة الأمنية المشترَكة، وتولى «مركز البحث والتنسيق»، التابع لرئاسة أركان السلاح الجوي قيادة تنفيذ التمرين.

من مناورات مشتركة سابقة بين قوات ليبية وتركية بضواحي طرابلس (الشرق الأوسط)

في غضون ذلك، روّجت مصادر فى حكومة «الوحدة» لامتناع وفد الاتحاد الأفريقي، الذى ضم الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، الذى يترأس الاتحاد الأفريقي، ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فقي، ووزير خارجية الكونغو برازافيل جان كلود جاكوسو، عن زيارة شرق البلاد بطلب من حكومة الدبيبة لتفادي لقاء مسؤولي حكومة «الاستقرار»، التي يرأسها أسامة حماد.

وأنهى الوفد الأفريقي زيارة استمرّت بضع ساعات إلى العاصمة طرابلس، التقى خلالها الدبيبة، ورئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي؛ من أجل تسريع عملية السلام، والمصالحة في ليبيا، فى إطار التحضير لاجتماع المصالحة الوطنية، المقرر عقده في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل بمقر الاتحاد الأفريقي في إثيوبيا.

وكان عضو المجلس الرئاسي، عبد الله اللافي، قد ناقش، مساء الجمعة في طرابلس، مع الشيخ الغزواني ومرافقيه مشروع المصالحة الوطنية، بوصفه إحدى أهم الخطوات الداعمة لمعالجة الانسداد السياسي؛ للوصول إلى استقرار ليبيا.

وأوضح اللافي أنه قدّم إحاطة للحاضرين، تضمّنت أهم المراحل التي تم إنجازها خلال الفترة الماضية، والخطوات التي يتم التحضير لها مستقبلاً، إضافة إلى التحديات التي حالت دون انعقاد المؤتمر الجامع في أبريل (نيسان) الماضي كما كان مخططاً له، معرباً عن ترحيبه بالدور الأفريقي المتميز والداعم لهذا المشروع. ونقل عن الحاضرين إشادتهم بالخطوات المنجَزة حتى الآن، رغم التحديات والظروف الاستثنائية، التي تمرّ بها ليبيا، والتأثير السلبي لحالة الاستقطاب السياسي.

افتتاح الدبيبة المركز الطبي في مصراتة (حكومة الوحدة)

من جهة ثانية، أكد الدبيبة، خلال مشاركته مساء الجمعة، في فعاليات المؤتمر العاشر لـ«جمعية القلب الليبية»، بمدينة مصراتة (غرب)، أن حكومته تواصل السعي لتحقيق إنجازات كبيرة، خصوصاً في مجال توطين العلاج، مع التركيز على الابتكار، وتعزيز المعرفة الطبية في مجال طب القلب.

وافتتح الدبيبة فعاليات المعرض الطبي المصاحب للمؤتمر، الذي شهد مشاركة واسعة من الشركات المحلية والدولية ونحو 500 زائر، والذي يهدف إلى توفير منصة لتبادل الخبرات، وعرض أحدث التقنيات الطبية، إلى جانب مشارَكة عدد من الدول العربية والمنظمات الدولية، وعلى رأسها منظمة الصحة العالمية، علاوة على باحثين ومهتمين محليين.


مقالات ذات صلة

ليبيون يتخوفون من تصاعد «خطاب الكراهية» على خلفية سياسية

شمال افريقيا يرى ليبيون أن «خطاب الكراهية يعد عاملاً من العوامل المساهمة في النزاع الاجتماعي» (البعثة الأممية)

ليبيون يتخوفون من تصاعد «خطاب الكراهية» على خلفية سياسية

قالت سميرة بوسلامة، عضو فريق حقوق الإنسان في بعثة الأمم المتحدة لدى ليبيا، إنه «يجب على أصحاب المناصب اختيار كلماتهم بعناية».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا اجتماع صالح مع نورلاند وبرنت في بنغازي (السفارة الأميركية)

«النواب» الليبي يكرّس خلافاته مع «الرئاسي» و«الوحدة»

نشرت الجريدة الرسمية لمجلس النواب مجدداً قراره بنزع صلاحيات المجلس الرئاسي برئاسة المنفي قائداً أعلى للجيش، وعدّ حكومة «الوحدة» برئاسة الدبيبة منتهية الولاية.

خالد محمود (القاهرة)
شمال افريقيا صلاة جنازة على اثنين من ضحايا المجازر الجماعية في ترهونة غرب ليبيا) (رابطة ضحايا ترهونة)

​ليبيون يأملون في إخضاع المتورطين بـ«جرائم حرب» للمحاكمة

يرى ليبيون من أسر ضحايا «المقابر الجماعية» في مدينة ترهونة غرب البلاد أن «الإفلات من العقاب يشجع مرتكبي الجرائم الدولية على مواصلة أفعالهم»

شمال افريقيا السايح خلال إعلان نتائج الانتخابات في 58 بلدية ليبية (مفوضية الانتخابات)

«مفوضية الانتخابات» الليبية: نسب التصويت كانت الأعلى في تاريخ «البلديات»

قال عماد السايح رئيس المفوضية العليا للانتخابات إن نسبة المشاركة في الانتخابات البلدية للمجموعة الأولى التي تجاوزت 77.2 % هي الأعلى بتاريخ المحليات

خالد محمود (القاهرة)
شمال افريقيا الدبيبة خلال فعالية شبابية في مصراتة الليبية (من مقطع فيديو بثته منصة «حكومتنا»)

الدبيبة متحدياً من «يريدون السلطة» في ليبيا: لن تحكمونا

تحدّث عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة «الوحدة الوطنية» الليبية المؤقتة، عن 4 أطراف قال إنها هي «أسباب المشكلة في ليبيا»، وتريد العودة للحكم بالبلاد.

جمال جوهر (القاهرة)

اجتماعات «المائدة المستديرة» بين الفرقاء السودانيين في جنيف لوقف الحرب

جانب من لقاء سابق لتنسيقية «تقدم» مع مسؤولي الآلية الأفريقية في أديس أبابا (صفحة «تقدم» على فيسبوك)
جانب من لقاء سابق لتنسيقية «تقدم» مع مسؤولي الآلية الأفريقية في أديس أبابا (صفحة «تقدم» على فيسبوك)
TT

اجتماعات «المائدة المستديرة» بين الفرقاء السودانيين في جنيف لوقف الحرب

جانب من لقاء سابق لتنسيقية «تقدم» مع مسؤولي الآلية الأفريقية في أديس أبابا (صفحة «تقدم» على فيسبوك)
جانب من لقاء سابق لتنسيقية «تقدم» مع مسؤولي الآلية الأفريقية في أديس أبابا (صفحة «تقدم» على فيسبوك)

للمرة الثالثة تستضيف مدينة جنيف السويسرية ما عرفت باجتماعات «المائدة المستديرة» بين القوى السياسية والمدنية السودانية، وتهدف لتقريب وجهات النظر بين أطراف الأزمة السودانية، مواصلة للاجتماعين السابقين اللذين نسقتهما منظمة «بروميديشن» الفرنسية، في القاهرة وجنيف، وتهدف الاجتماعات لتحقيق توافق على وقف الحرب عبر التفاوض وإيصال المساعدات الإنسانية للمدنيين.

وتشارك في الاجتماعات، التي بدأت يوم الاثنين وتستمر ليومين، كل من تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية «تقدم»، وتحالف «الكتلة الديمقراطية» الموالية للجيش، وحركات مسلحة تابعة للكتلة، مع إعلان بعض الأطراف مقاطعة هذه الاجتماعات.

وانشقت «الكتلة الديمقراطية» قبل سنوات عن تحالف «قوى الحرية والتغيير» الذي قاد الاحتجاجات الشعبية التي أطاحت بحكومة الرئيس عمر البشير.

وتتكون «الكتلة الديمقراطية» أساساً من حركات مسلحة وقوى سياسية أيدت انقلاب 25 أكتوبر 2021 الذي ناهضه التحالف الرئيس «الحرية والتغيير» الذي تطور بعد الحرب إلى تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية «تقدم».

وصدرت مواقف متضاربة بين أعضاء تحالف «الكتلة الديمقراطية» تراوحت بين الرفض والقبول للمشاركة في اجتماعات جنيف. وأعلن المتحدث باسم الكتلة، محمد زكريا، الذي ينتمي لـ«حركة العدل والمساواة»، اعتذار كتلته عن المشاركة، بينما

استنكر القيادي في الحزب «الاتحادي الديمقراطي» عمر خلف الله، وهو أيضاً ناطق رسمي باسم «الكتلة الديمقراطية» تصريح زكريا، قائلاً إن الموضوع لم يناقش في قيادة الكتلة، وأكد مشاركتهم في اجتماعات جنيف «من أجل رؤية تعزز المشروع الوطني».

عناصر من الجيش السوداني خلال عرض عسكري (أرشيفية - أ.ف.ب)

تباين مواقف «الكتلة الديمقراطية»

وإزاء مواقف «الكتلة الديمقراطية»، قال قيادي في الكتلة لـ«الشرق الأوسط» إن المشاركة في اجتماعات جنيف كشفت تباينات حادة داخل الكتلة، وأن «حركة العدل والمساواة» بقيادة وزير المالية الحالي جبريل إبراهيم سنت لنفسها خطاً منفرداً يمكن وصفه بـ«الانشقاق» داخل الكتلة، مضيفاً أن «رفض المشاركة يعبر عن موقف الحركة وليس موقف الكتلة».

وقال القيادي في «تقدم» والأمين السياسي لحزب «المؤتمر السوداني» شريف محمد عثمان لـ«الشرق الأوسط» إن مدينة جنيف السويسرية شهدت صباح يوم الاثنين الاجتماع الرابع لسلسلة الاجتماعات التي تنسقها «بروميديشن»، وينتهي يوم الثلاثاء، ويهدف إلى تقريب المسافات بين القوى المناهضة للحرب وتلك التي انحازت لأحد طرفي القتال، في إشارة إلى الجيش.

ووفقاً للقيادي في «تقدم»، فإن الاجتماعات تعمل على تحقيق توافق على إنهاء الحرب عبر الحلول السلمية التفاوضية، والتي تبدأ بالوصول إلى وقف العدائيات بغرض إيصال المساعدات الإنسانية للمحتاجين، وفتح مسارات آمنة، باعتبارها خطوات تمهيدية لوقف إطلاق النار وإنهاء الحرب سلمياً.

اجتماع سابق للهيئة القيادية لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية السودانية «تقدم» (فيسبوك)

مشاركة واسعة

وأوضح عثمان أن طيفاً واسعاً من المدنيين يشارك في الاجتماع وعلى رأسهم قيادات تحالف القوى الديمقراطية المدنية الأكبر في البلاد «تقدم»، ويمثلها كل من رئيس حزب «المؤتمر السوداني» عمر الدقير، ورئيس حزب «التجمع الاتحادي» بابكر فيصل، ورئيس «حركة تحرير السودان – المجلس الانتقالي» الهادي إدريس. كما يشارك في الاجتماعات «حزب الأمة القومي»، و«الحزب الاتحادي الأصل» بقيادة جعفر الميرغني، و«التحالف الديمقراطي للعدالة» بقيادة مبارك أردول، و«حركة تحرير السودان - جناح مناوي»، ويمثلها علي ترايو، إضافة لممثلين عن حزب «المؤتمر الشعبي» الإسلامي المنشق عن حزب الرئيس المعزول عمر البشير، و«حزب الأمة – جناح مبارك الفاضل».

وتوقع عثمان توصل المجتمعين لبيان ختامي متوافق عليه بشأن قضيتي إنهاء الحرب سلمياً، ووقف عدائيات إنساني يسهل وصول المساعدات الإنسانية.

وكانت العاصمة المصرية القاهرة قد شهدت في أكتوبر (تشرين الأول) اجتماعاً مماثلاً، توصل إلى بيان ختامي وقعته القوى المشاركة، باستثناء حركة تحرير السودان – مناوي، وحركة العدل والمساواة – جبريل إبراهيم اللتين رفضتا توقيع بيان القاهرة رغم مشاركتهما في الاجتماعات.

و«بروميديشن» منظمة فرنسية مدعومة من الخارجية الفرنسية والخارجية السويسرية، ظلت تلعب أدواراً مستمرة في الشأن السوداني، وعقدت عدداً من اجتماعات المائدة المستديرة بين الفرقاء السودانيين، بدأتها منذ يونيو (حزيران) 2022 بمفاوضات بين حركات مسلحة دارفورية، ثم طورت اجتماعاتها لتشمل القوى السياسية والمدنية السودانية بعد الحرب.