اجتماعات «المائدة المستديرة» بين الفرقاء السودانيين في جنيف لوقف الحرب

يشارك فيها مدنيون رافضون للحل العسكري وآخرون مؤيدون له

جانب من لقاء سابق لتنسيقية «تقدم» مع مسؤولي الآلية الأفريقية في أديس أبابا (صفحة «تقدم» على فيسبوك)
جانب من لقاء سابق لتنسيقية «تقدم» مع مسؤولي الآلية الأفريقية في أديس أبابا (صفحة «تقدم» على فيسبوك)
TT

اجتماعات «المائدة المستديرة» بين الفرقاء السودانيين في جنيف لوقف الحرب

جانب من لقاء سابق لتنسيقية «تقدم» مع مسؤولي الآلية الأفريقية في أديس أبابا (صفحة «تقدم» على فيسبوك)
جانب من لقاء سابق لتنسيقية «تقدم» مع مسؤولي الآلية الأفريقية في أديس أبابا (صفحة «تقدم» على فيسبوك)

للمرة الثالثة تستضيف مدينة جنيف السويسرية ما عرفت باجتماعات «المائدة المستديرة» بين القوى السياسية والمدنية السودانية، وتهدف لتقريب وجهات النظر بين أطراف الأزمة السودانية، مواصلة للاجتماعين السابقين اللذين نسقتهما منظمة «بروميديشن» الفرنسية، في القاهرة وجنيف، وتهدف الاجتماعات لتحقيق توافق على وقف الحرب عبر التفاوض وإيصال المساعدات الإنسانية للمدنيين.

وتشارك في الاجتماعات، التي بدأت يوم الاثنين وتستمر ليومين، كل من تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية «تقدم»، وتحالف «الكتلة الديمقراطية» الموالية للجيش، وحركات مسلحة تابعة للكتلة، مع إعلان بعض الأطراف مقاطعة هذه الاجتماعات.

وانشقت «الكتلة الديمقراطية» قبل سنوات عن تحالف «قوى الحرية والتغيير» الذي قاد الاحتجاجات الشعبية التي أطاحت بحكومة الرئيس عمر البشير.

وتتكون «الكتلة الديمقراطية» أساساً من حركات مسلحة وقوى سياسية أيدت انقلاب 25 أكتوبر 2021 الذي ناهضه التحالف الرئيس «الحرية والتغيير» الذي تطور بعد الحرب إلى تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية «تقدم».

وصدرت مواقف متضاربة بين أعضاء تحالف «الكتلة الديمقراطية» تراوحت بين الرفض والقبول للمشاركة في اجتماعات جنيف. وأعلن المتحدث باسم الكتلة، محمد زكريا، الذي ينتمي لـ«حركة العدل والمساواة»، اعتذار كتلته عن المشاركة، بينما

استنكر القيادي في الحزب «الاتحادي الديمقراطي» عمر خلف الله، وهو أيضاً ناطق رسمي باسم «الكتلة الديمقراطية» تصريح زكريا، قائلاً إن الموضوع لم يناقش في قيادة الكتلة، وأكد مشاركتهم في اجتماعات جنيف «من أجل رؤية تعزز المشروع الوطني».

عناصر من الجيش السوداني خلال عرض عسكري (أرشيفية - أ.ف.ب)

تباين مواقف «الكتلة الديمقراطية»

وإزاء مواقف «الكتلة الديمقراطية»، قال قيادي في الكتلة لـ«الشرق الأوسط» إن المشاركة في اجتماعات جنيف كشفت تباينات حادة داخل الكتلة، وأن «حركة العدل والمساواة» بقيادة وزير المالية الحالي جبريل إبراهيم سنت لنفسها خطاً منفرداً يمكن وصفه بـ«الانشقاق» داخل الكتلة، مضيفاً أن «رفض المشاركة يعبر عن موقف الحركة وليس موقف الكتلة».

وقال القيادي في «تقدم» والأمين السياسي لحزب «المؤتمر السوداني» شريف محمد عثمان لـ«الشرق الأوسط» إن مدينة جنيف السويسرية شهدت صباح يوم الاثنين الاجتماع الرابع لسلسلة الاجتماعات التي تنسقها «بروميديشن»، وينتهي يوم الثلاثاء، ويهدف إلى تقريب المسافات بين القوى المناهضة للحرب وتلك التي انحازت لأحد طرفي القتال، في إشارة إلى الجيش.

ووفقاً للقيادي في «تقدم»، فإن الاجتماعات تعمل على تحقيق توافق على إنهاء الحرب عبر الحلول السلمية التفاوضية، والتي تبدأ بالوصول إلى وقف العدائيات بغرض إيصال المساعدات الإنسانية للمحتاجين، وفتح مسارات آمنة، باعتبارها خطوات تمهيدية لوقف إطلاق النار وإنهاء الحرب سلمياً.

اجتماع سابق للهيئة القيادية لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية السودانية «تقدم» (فيسبوك)

مشاركة واسعة

وأوضح عثمان أن طيفاً واسعاً من المدنيين يشارك في الاجتماع وعلى رأسهم قيادات تحالف القوى الديمقراطية المدنية الأكبر في البلاد «تقدم»، ويمثلها كل من رئيس حزب «المؤتمر السوداني» عمر الدقير، ورئيس حزب «التجمع الاتحادي» بابكر فيصل، ورئيس «حركة تحرير السودان – المجلس الانتقالي» الهادي إدريس. كما يشارك في الاجتماعات «حزب الأمة القومي»، و«الحزب الاتحادي الأصل» بقيادة جعفر الميرغني، و«التحالف الديمقراطي للعدالة» بقيادة مبارك أردول، و«حركة تحرير السودان - جناح مناوي»، ويمثلها علي ترايو، إضافة لممثلين عن حزب «المؤتمر الشعبي» الإسلامي المنشق عن حزب الرئيس المعزول عمر البشير، و«حزب الأمة – جناح مبارك الفاضل».

وتوقع عثمان توصل المجتمعين لبيان ختامي متوافق عليه بشأن قضيتي إنهاء الحرب سلمياً، ووقف عدائيات إنساني يسهل وصول المساعدات الإنسانية.

وكانت العاصمة المصرية القاهرة قد شهدت في أكتوبر (تشرين الأول) اجتماعاً مماثلاً، توصل إلى بيان ختامي وقعته القوى المشاركة، باستثناء حركة تحرير السودان – مناوي، وحركة العدل والمساواة – جبريل إبراهيم اللتين رفضتا توقيع بيان القاهرة رغم مشاركتهما في الاجتماعات.

و«بروميديشن» منظمة فرنسية مدعومة من الخارجية الفرنسية والخارجية السويسرية، ظلت تلعب أدواراً مستمرة في الشأن السوداني، وعقدت عدداً من اجتماعات المائدة المستديرة بين الفرقاء السودانيين، بدأتها منذ يونيو (حزيران) 2022 بمفاوضات بين حركات مسلحة دارفورية، ثم طورت اجتماعاتها لتشمل القوى السياسية والمدنية السودانية بعد الحرب.


مقالات ذات صلة

السلطات السودانية تعلن بدء تبديل العملة... رغم رفض «الدعم السريع»

شمال افريقيا العملة السودانية (مواقع التواصل)

السلطات السودانية تعلن بدء تبديل العملة... رغم رفض «الدعم السريع»

وفقاً لخبراء مصرفيين، فإن الغرض من تبديل الفئتين الكبيرتين حماية العملة الوطنية، وتحقيق الاستقرار في سعر الصرف والاستقرار الاقتصادي.

وجدان طلحة (بورتسودان)
شمال افريقيا جنود من «قوات الدعم السريع» خلال دورية بمنطقة شرق النيل (أرشيفية - أ.ب)

«الدعم السريع» تسيطر على معبر حدودي مع جنوب السودان ومدينة استراتيجية

ناشد مواطنو قرية «الشقيق» في ريف مدينة سنجة حاضرة ولاية سنار، القوات المسلحة التدخل لوقف انتهاكات «كتائب البراء» المستنفرين ضد السكان.

أحمد يونس (كمبالا)
شمال افريقيا شاحنة تحمل مسلحين تابعين للجيش السوداني في أحد شوارع مدينة القضارف (شرق) نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)

مقتل 28 شخصاً في قصف محطة للوقود بالخرطوم 

قُتل 28 مدنياً في قصف محطة للوقود في منطقة تقع بجنوب الخرطوم، وتخضع لسيطرة «قوات الدعم السريع»، وفق ما أفادت شبكة «مسعفين متطوعين».

«الشرق الأوسط» (بورتسودان)
شمال افريقيا عناصر من قوات «الدعم السريع» في العاصمة السودانية الخرطوم (أرشيفية - رويترز)

«الدعم السريع» تعيد السيطرة على بلدة «أم القرى» بالجزيرة

قالت قوات «الدعم السريع»، السبت، إنها استعادت السيطرة على بلدة أم القرى، التي تبعد نحو 40 كيلومتراً شرق مدينة ودمدني عاصمة ولاية الجزيرة (وسط البلاد).

محمد أمين ياسين (نيروبي)
الخليج وزير الخارجية السعودي خلال مشاركته في أعمال اليوم الأول للمنتدى العشرين للأمن الإقليمي «حوار المنامة 2024» (واس)

السعودية: على المجتمع الدولي ترجمة الأقوال لأفعال وتَجسيد حل الدولتين واقعياً

شددت السعودية على دعوتها للمجتمع الدولي إلى ترجمة أقواله لأفعال، وتجسيد حل الدولتين على أرض الواقع، خلال «حوار المنامة» المنعقد بالبحرين.

«الشرق الأوسط» (المنامة)

«الرئاسي» الليبي ووفد الاتحاد الأفريقي يبحثان ملف «المصالحة»

المنفي في مكتبه بطرابلس مع رئيس وفد الاتحاد الأفريقي للمصالحة الليبية (المجلس الرئاسي)
المنفي في مكتبه بطرابلس مع رئيس وفد الاتحاد الأفريقي للمصالحة الليبية (المجلس الرئاسي)
TT

«الرئاسي» الليبي ووفد الاتحاد الأفريقي يبحثان ملف «المصالحة»

المنفي في مكتبه بطرابلس مع رئيس وفد الاتحاد الأفريقي للمصالحة الليبية (المجلس الرئاسي)
المنفي في مكتبه بطرابلس مع رئيس وفد الاتحاد الأفريقي للمصالحة الليبية (المجلس الرئاسي)

بحث رئيس المجلس الرئاسي الليبي، محمد المنفي، ملف «المصالحة الوطنية» مع رئيس الكونغو برازافيل، رئيس ‏اللجنة رفيعة المستوى للاتحاد الأفريقي المعنية بليبيا، دنيس ساسو نغيسو، في حين طالب رئيس مجلس النواب، عقيلة صالح، مجدداً، بتشكيل «سلطة واحدة وحكومة موحّدة» في البلاد، من أجل إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.

المنفي مستقبلاً في طرابلس رئيس الكونغو برازافيل (المجلس الرئاسي)

واستقبل المنفي، بعد ظهر الاثنين، الرئيس الكونغولي، وعقد معه جلسة مباحثات في طرابلس، حضرها النائب في المجلس عبد الله اللافي. وقال مكتب المنفي، إن المباحثات تركزت حول ملف المصالحة الوطنية في ليبيا، الذي يرعاه الاتحاد الأفريقي، ودفع عجلة المصالحة وتفعيل دور الاتحاد الأفريقي في دعم الحوار الليبي - الليبي، بما يضمن تحقيق الاستقرار والسلام في البلاد.

كما ناقش الجانبان أهمية تضافر الجهود الإقليمية والدولية لتعزيز مسار المصالحة، في إطار التزام الاتحاد الأفريقي بدعم ليبيا في هذه المرحلة الحاسمة. ونقل مكتب المنفي أن الرئيس دنيس قدّم في ختام المباحثات مقترح ميثاق المصالحة إلى المجلس الرئاسي.

وعدّ صالح، في تصريحات تلفزيونية، مساء الأحد، أن مجلسي النواب و«الدولة» هما المعنيان بمسألة تشكيل الحكومة ووضع آليات اختيار رئيسها، وقال إنه «ليس معقولاً أو مقبولاً أن يكون هناك أكثر من حكومة ونذهب إلى انتخابات شفافة ونزيهة».

وقال: «نعوّل على أنفسنا، وأن يكون الحل ليبياً - ليبياً، وعلى الرغم من احتياجنا إلى جزء من المجتمع الدولي، فإن القضية الليبية يجب أن تُحل من الليبيين أنفسهم».

صورة نشرتها خوري لاجتماعها مع قيادات نسائية حزبية في ليبيا

بدورها، أدرجت القائمة بأعمال بعثة الأمم المتحدة، ستيفانى خوري، محادثاتها مع مجموعة من قيادات الأحزاب السياسية النسائية، مساء الأحد، في إطار ما وصفته بالمشاورات الجارية لإحياء العملية السياسية.

ونقلت عن المجموعة، في بيان مساء الأحد، عبر منصة «إكس»، إعرابها عن القلق إزاء استمرار استبعاد المرأة من المناصب القيادية، بما في ذلك الممارسات التمييزية ونقص الدعم المالي.

وجدّدت خورى تأكيدها عمل بعثة الأمم المتحدة مع المؤسسات والسلطات الليبية، لضمان المشاركة الكاملة والمتساوية والفعّالة والهادفة والآمنة للنساء على جميع المستويات، وفقاً لما هو منصوص عليه في ولاية البعثة.

في شأن آخر، حذّرت إدارة الهندسة العسكرية التابعة لرئاسة الأركان العامة بحكومة «الوحدة» المؤقتة، المواطنين من الاقتراب أو لمس الأجسام الغريبة التي قد تظهر في المناطق التي غمرتها السيول غرب ليبيا، وطالبتهم، في بيان مساء الأحد، بالإبلاغ الفوري عن تلك الأجسام.

وأوضحت أن جريان الأودية نتيجة الأمطار الغزيرة أدى إلى كشف مخلفات حروب قد تكون خطرة، داعية إلى تنبيه الأطفال بعدم الاقتراب أو العبث بهذه الأجسام.

كما وجّه رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية المؤقتة، عبد الحميد الدبيبة، وزارتي الحكم المحلي والشؤون الاجتماعية بحصر الأضرار وتوفير الاحتياجات اللازمة للسكان المتضررين من الفيضانات التي ضربت مناطق في غرب ليبيا، مؤكداً أهمية التنسيق المشترك بين الجهات الحكومية، لضمان سرعة الاستجابة وتخفيف معاناة المواطنين.

وكان الدبيبة الذي تفقّد الأضرار في مدينة غريان قد تعهّد بتوفير الإمكانات اللازمة لدعم البلدية فيها، معلناً تخصيص أموال من وزارة الحكم المحلي، لإجراء أعمال الصيانة الضرورية للمرافق الحكومية المتضررة.

وأعلنت حكومة «الوحدة» استمرار الفرق الفنية التابعة لشركة الكهرباء في تنفيذ أعمال الصيانة للخطوط المتضررة داخل مدينة ترهونة، وإصلاح الأعطال الناتجة عن المنخفض الجوي الذي أثر في المدينة بشكل كامل.