رسائل «طمأنة مشروطة» من السيسي إلى إثيوبيا

الرئيس المصري أكد أن دعم بلاده لمقديشو لا علاقة له بأديس أبابا

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال حفل تخرج الدفعة الجديدة من طلبة الشرطة (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال حفل تخرج الدفعة الجديدة من طلبة الشرطة (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل «طمأنة مشروطة» من السيسي إلى إثيوبيا

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال حفل تخرج الدفعة الجديدة من طلبة الشرطة (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال حفل تخرج الدفعة الجديدة من طلبة الشرطة (الرئاسة المصرية)

غداة انتقادات متبادلة مصرية - إثيوبية في الأمم المتحدة بشأن خلافات ثنائية، حملت رسائل رئاسية مصرية جديدة، «طمأنة مشروطة»، بالتأكيد على أن دعم القاهرة لمقديشو لا علاقة له بأديس أبابا، التي أبدت قلقاً متواصلاً على مدار نحو شهرين منذ توقيع اتفاق بين القاهرة ومقديشو للتعاون العسكري ووصول شحنات عسكرية مصرية حديثة للعاصمة الصومالية.

وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، رأت دبلوماسية مصرية سابقة، التصريحات المصرية «تأكيداً على موقف ثابت من القاهرة بشأن عدم اللجوء للتصعيد أو الإضرار بمصالح الدول الأخرى، وقد تحمل مستقبلاً تعاوناً لو تغيّر نظام آبي أحمد أو تقبل المطالب المصرية»، فيما اعتبرها خبير إثيوبي «موقفاً إيجابياً، آملاً أن تستقبله أديس أبابا بإيجابية والعمل على شراكة وتعاون مستقبلاً في ملفات الخلافات، لا سيما الصومال وسد النهضة».

ولم يستبعد خبير في الشأن الأفريقي أن «يكون الحديث المصري من أعلى هرم السلطة بمصر سعياً لطمأنة إثيوبيا وتهدئة الأوضاع، خاصة في ظل قلق أديس أبابا الكبير من التواجد المصري بالصومال منذ أواخر أغسطس (آب) الماضي».

وأمام الجمعية العام للأمم المتحدة، تبادل وزير الخارجية المصري الدكتور بدر عبد العاطي، ونظيره الإثيوبي تاي أصقي سيلاسي، اتهامات بشأن ملفي الخلافات «سد النهضة المتعثر منذ أكثر من 13 عاماً»، و«الوجود

المصري العسكري في الصومال جارة إثيوبيا».

وكشف وزير الخارجية المصري، في كلمة بلاده، السبت، أن الإجراءات الإثيوبية بشأن سد النهضة «أحادية وقائمة على لي الحقائق والتعنت ومحاولة فرض أمر واقع»، مؤكداً أنه «مخطئ من يتوهم أن مصر ستغضّ الطرف أو تتسامح مع تهديد وجودي لبقائها».

وبالمنبر ذاته، طالب وزير الخارجية الإثيوبي «الجهات الخارجية الفاعلة (لم يذكر اسمها) بالتوقف فوراً عن أفعالها المتهورة في القرن الأفريقي»، في تكرار لمخاوف إثيوبية منذ توقيع بروتوكول تعاون عسكري بين مصر والصومال، في أغسطس الماضي، وتأكيد الخارجية المصرية في بيان صحافي أواخر سبتمبر (أيلول) الجاري على «وصول شحنة من المساعدات العسكرية المصرية إلى مقديشو للجيش الصومالي بهدف دعم وبناء قدراته».

وفي حديث مع الإعلاميين في القاهرة على هامش حفل تخرج دفعة شرطة جديدة، مساء الأحد، قال الرئيس المصري: «بالنسبة لدعمنا للصومال نحن ندعمه، ليس من أجل إثيوبيا، لكن لأن تلك الدولة في حالة عدم استقرار منذ أكثر من 30 عاماً»، وفق ما نقلته وكالة الأنباء المصرية الرسمية.

وعن «سد النهضة»، قال السيسي إن مصر تحاول بقدر الإمكان التشاور في جلسات وحوار مختلف واستخدام الأدوات السياسية والدبلوماسية في مناقشات سد النهضة لمنع الشر المحتمل، لافتاً إلى أنه في السنوات العشر الأخيرة جرى إنفاق مخصصات مالية ضخمة جداً وصلت إلى 400 مليار جنيه لتحسين ومعالجة المياه على مستوى البلاد.

مساعدة وزير الخارجية المصري السابقة السفيرة منى عمر، ترى تلك التصريحات الرئاسية «تأكيداً على طبيعة الدور المصري الدائم الذي لا يتحرك بشكل عدواني تجاه الدول الشقيقة وخاصة الأفريقية»، موضحة أن الصومال من طلب من مصر التواجد في قوات حفظ السلام مطلع العام المقبل، والقلق الإثيوبي المتكرر من هذا التعاون القائم على بروتوكول تعاون عسكري غير مبرر.

فيما يرى الخبير الإثيوبي، عبد الشكور عبد الصمد، أن تصريحات الرئيس المصري «إيجابية من رأس هرم السلطة سيكون لها أثر إيجابي يحقق مصلحة الجميع في المنطقة، ويسهم في السلام بها».

وقرأها الخبير في الشأن الأفريقي، محمد تورشين، بأنها «طمأنة مشروطة»، وتأكيد على عدم الرغبة المصرية في مواجهات دبلوماسية أو عسكرية، وتبدو للوهلة الأولى تعطي انطباعاً بأن مصر راغبة بتهدئة الأوضاع في ظل قلق إثيوبيا من تواجدها بالصومال.

ووقع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ونظيره الصومالي حسن شيخ محمود، في القاهرة منتصف أغسطس الماضي، على «بروتوكول تعاون عسكري (دفاعي)»، كما أعلن السيسي استعداد بلاده للمشاركة في قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي، بداية من يناير (كانون الثاني) 2025.

تلا ذلك إعلان سفير الصومال لدى مصر، علي عبدي أواري، في بيان صحافي أواخر أغسطس، «بدء وصول المعدات والوفود العسكرية المصرية إلى العاصمة الصومالية مقديشو» في إطار تلك المشاركة، ووقتها دعا وزير الخارجية الإثيوبي، في مؤتمر صحافي، مقديشو إلى «وقف تحركاتها مع جهات تسعى لاستهداف مصالح إثيوبيا»، محذراً من أن لبلاده «حدوداً للصبر».

وفي تصريحات الأحد، أكد الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود أن «مقديشو إذا قررت أن تكون هناك قوات مصرية ضمن قوات حفظ السلام فهذا قرار سيادي يخص البلدين، ولا يمكن لإثيوبيا أن تملي على الصومال ما الذي يجب القيام به»، قائلاً إن «مصر تدعم الصومال، وتدرب قواتنا الأمنية، وتمدنا بالمعدات التي نحتاجها، وليس هناك جنود مصريون في الصومال، وغداً يوم آخر».

تصريحات شيخ محمود، تأكيد على ما تكرره مصر، وفق تورشين، الذي أشار إلى أن الرئيس الصومالي أكد أيضاً في تلك التصريحات أنه بخلاف التعاون العسكري مع مصر فهناك تعاون مع إثيوبيا وكينيا، بما يعني أن هذا حق سيادي لمقديشو يجب أن تحترمه أديس أبابا دون أن تبدي قلقاً باستمرار.

القلق الإثيوبي «مستغرب»، بحسب السفيرة منى عمر، التي أكدت أن وجود مصر في الصومال قانوني نتيجة اتفاقات رسمية بين بلدين، بينما المساعي الإثيوبية لاتفاق مع إقليم انفصالي يتبع مقديشو غير قانوني، ومحل رفض دولي واسع.

ويرفض الصومال توقيع الحكومة الإثيوبية في يناير الماضي اتفاقاً مبدئياً مع إقليم «أرض الصومال» الانفصالي، تحصل بموجبه أديس أبابا على مَنفذ بحري، وعَدّت القاهرة حينها الاتفاق «مخالفاً للقانون الدولي، واعتداءً على السيادة الصومالية».

ودون التطرق لمساعي أديس أبابا بشأن أرض الصومال، يرى الخبير الإثيوبي، أنه من المهم أن يبنى على هذه التصريحات المصرية في إطار تعاون مشترك بين البلدين خاصة في ملفات الخلافات وغيرها، لا سيما في الصومال وإريتريا والسودان والبحر الأحمر، وبناء جسور تواصل وعمل مشاريع مشتركة.

وعن كيفية استقبال أديس أبابا للتصريحات المصرية، قالت السفيرة منى عمر إن إثيوبيا، التي لم تعلق بعد على تصريحات السيسي «ستشكك فيها» رغم أنها رسائل طمأنة يجب أن تقابل بالإعلان عن مفاوضات جادة وحلول سلمية وإبداء استعداد لتفاهمات، مشددة على أنه «ليس هناك مستحيل» للتعاون في ملفات الخلافات، شريطة أن «يغير النظام الإثيوبي الحالي تعنته».

فيما يرى الخبير الإثيوبي، عبد الشكور عبد الصمد، أن إثيوبيا تنتظر هي الأخرى من مصر أن يكون هناك دور إيجابي وبناء للتعاون المشترك والوقوف بوجه التحديات، مستدركاً: «لكن يجب أن تستقبل بإيجابية هذه الرسالة الرئاسية».

وبنظرة لمستقبل علاقات البلدين في ضوء تلك الرسائل المصرية، يرى الخبير في الشأن الأفريقي محمد تورشين أن «التهدئة ستكون حاضرة، لأن لا أحد بالمنطقة يرغب، ولا الصومال، أن تكون مقديشو أرض حرب بالوكالة».


مقالات ذات صلة

قانون «الانتخاب المباشر» الصومالي... تحوّل ديمقراطي أم توسيع للانقسام؟

شمال افريقيا البرلمان الفيدرالي في الصومال يصادق على قانون الانتخابات (وكالة الأنباء الصومالية)

قانون «الانتخاب المباشر» الصومالي... تحوّل ديمقراطي أم توسيع للانقسام؟

صادق نواب مجلسي البرلمان الفيدرالي الصومالي (الشعب والشيوخ) في جلسة مشتركة، السبت، على مشروع قانون الانتخابات الوطنية عقب «تصويت 169 نائباً لصالحه».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
أفريقيا يشكل التأثير الكبير لمنطقة القرن الأفريقي في حركة التجارة الدولية عبر البحر الأحمر نقطة الجذب الأولى للقوى الدولية... وفي الصورة يظهر ميناء تاجورة على ساحل جيبوتي (رويترز)

صراع النفوذ بالقرن الأفريقي... «حرب باردة» تُنذر بصدام إقليمي

تتزايد دوافع اللاعبين الدوليين والإقليميين للتمركز في منطقة «القرن الأفريقي» وهو الأمر الذي حوّلها ميداناً لـ«حرب باردة» ينتظر شرارة لينفجر صداماً إقليمياً.

أحمد إمبابي (القاهرة)
شمال افريقيا بدر عبد العاطي يلتقي كتيبة الشرطة المصرية المشاركة في حفظ السلام بالكونغو (الخارجية المصرية)

القاهرة تعزز مشاركتها في قوات حفظ السلام بأفريقيا

تأكيدات مصرية على لسان وزير الخارجية، بدر عبد العاطي، بشأن «الدور النبيل» الذي تقوم به القوات المصرية ضمن بعثات حفظ السلام عبر «تعزيز السلم والأمن» في أفريقيا.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
العالم العربي رئيس «أرض الصومال» المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)

رئيس جديد لـ«أرض الصومال»... هل يُغيّر مسار مذكرة التفاهم مع إثيوبيا؟

بفوز رئيس جديد محسوب على المعارضة، لإقليم «أرض الصومال» الانفصالي، تتجه الأنظار نحو مصير مذكرة التفاهم الموقعة مع إثيوبيا والتي تعارضها الصومال.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
العالم العربي جانب من عملية التصويت بمركز اقتراع خلال الانتخابات الرئاسية بإقليم أرض الصومال لعام 2024 (أ.ف.ب)

مقديشو لتضييق الخناق دولياً على «أرض الصومال»

سلسلة إجراءات اتخذتها مقديشو تجاه رفض أي تدخل بشأن سيادتها على إقليم «أرض الصومال» الانفصالي، وصلت إلى محطة استدعاء السفير الدنماركي ستين أندرسن.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

​ليبيون يأملون في إخضاع المتورطين بـ«جرائم حرب» للمحاكمة

صلاة جنازة على اثنين من ضحايا المجازر الجماعية في ترهونة غرب ليبيا) (رابطة ضحايا ترهونة)
صلاة جنازة على اثنين من ضحايا المجازر الجماعية في ترهونة غرب ليبيا) (رابطة ضحايا ترهونة)
TT

​ليبيون يأملون في إخضاع المتورطين بـ«جرائم حرب» للمحاكمة

صلاة جنازة على اثنين من ضحايا المجازر الجماعية في ترهونة غرب ليبيا) (رابطة ضحايا ترهونة)
صلاة جنازة على اثنين من ضحايا المجازر الجماعية في ترهونة غرب ليبيا) (رابطة ضحايا ترهونة)

يأمل ليبيون في إخضاع متهمين بـ«ارتكاب جرائم» خلال السنوات التي تلت إسقاط نظام الرئيس الراحل معمر القذافي إلى «محاكمة عادلة وسريعة».

وكان المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان، تحدث ضمن إحاطة أمام مجلس الأمن الأسبوع الماضي، عن «خريطة طريق» لمحاكمة المتهمين في ليبيا من بينهم المتورطون في «المقابر الجماعية» في ترهونة (غرب البلاد).

وقفة احتجاجية لعدد من أهالي ضحايا ترهونة بغرب ليبيا (رابطة ضحايا ترهونة)

ورغم تعهد خان في إحاطته، بالعمل على «قدم وساق لتنفيذ خريطة طريق لاستكمال التحقيقات في جرائم حرب حتى نهاية 2025»، فإنه لم يوضح تفاصيلها، إلا أن عضو «رابطة ضحايا ترهونة» عبد الحكيم أبو نعامة، عبّر عن تفاؤل محاط بالتساؤلات على أساس أن «4 من المطلوبين للجنائية الدولية في جرائم حرب وقعت بالمدينة منذ سنوات لا يزالون خارج قبضة العدالة».

ويقصد أبو نعامة، في تصريح إلى «الشرق الأوسط» قائد الميليشيا عبد الرحيم الشقافي المعروف بـ«الكاني»، إلى جانب فتحي زنكال، ومخلوف دومة، وناصر ضو، فيما يخضع عبد الباري الشقافي ومحمد الصالحين لتصرف النيابة، بعد القبض على الأخير السبت.

ومن بين ملفات اتهام متنوعة في ليبيا، قفزت منذ أشهر إلى مقدمة أجندة المحكمة الدولية جرائم «مقابر جماعية» ارتكبت في ترهونة (غرب ليبيا) إبان سيطرة ما تعرف بـ«ميليشيا الكانيات» بين أبريل (نيسان) 2019 ويونيو (حزيران) 2020، علماً بأن الدائرة التمهيدية لـ«الجنائية الدولية» قرّرت رفع السرية عن ستة أوامر اعتقال لمتهمين في الرابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وينتاب من يتهمون بهذا الملف وأسر ضحايا في ترهونة، القلق مما يرونه «تسييس عمل المحكمة الدولية، وغياب الآلية الفعّالة لتنفيذ مذكرات القبض ضد المتهمين، في ظل وجودهم في بعض الدول»، وفق ما أفاد علي عمر، مدير «منظمة رصد الجرائم في ليبيا» لـ«الشرق الأوسط».

يُشار إلى أن خان، أبلغ مجلس الأمن الدولي عن اتفاقه مع النائب العام الليبي المستشار الصديق الصور، على آلية جديدة للتعاون بين الطرفين، لكنه لم يكشف عن تفاصيلها.

إلى جانب مخاوف «التسييس»، يبدو أن تحديد المدعي العام للجنائية الدولية إطاراً زمنياً للانتهاء من التحقيقات نهاية العام المقبل، قد يكون مثار قلق أكبر لعائلات الضحايا.

ووفق عمر: «قد يفاقم الإفلات من العقاب ويشجع مرتكبي الجرائم الدولية على مواصلة أفعالهم»، مع إيحاء سائد لدى البعض «بعدم وجود نية لملاحقة مرتكبي الجرائم أو فتح جميع ملفات الجرائم التي تندرج تحت اختصاص المحكمة».

ومن بين الاتهامات التي تلاحق «ميليشيا الكانيات» كانت تصفية أغلب نزلاء سجن «القضائية»، و«الدعم المركزي» بترهونة، في 14 سبتمبر (أيلول) 2019، في رواية نقلتها «رابطة ضحايا ترهونة».

ويلاحظ متابعون، أن ظلال الانقسام السياسي انعكست على زيارة خان إلى طرابلس، وفق أستاذ العلوم السياسية الدكتور عبد الواحد القمودي. وعلى نحو أكثر تفصيلاً، يشير مدير «منظمة رصد الجرائم في ليبيا» علي عمر، في حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى أن غياب التعاون من قِبل السلطات في شرق ليبيا وغربها، من بين عراقيل أخرى تقف أمام «نزاهة التحقيقات».

مقبرة جماعية مكتشفة بترهونة (غرب ليبيا) (هيئة التعرف على المفقودين في ليبيا)

في غضون ذلك، فرض الدور الروسي الزائد في ليبيا نفسه على إحاطة خان، أمام مجلس الأمن، بعدما شككت مندوبة روسيا في ولاية المحكمة على الملف الليبي، مذكرة بأن ليبيا «ليست طرفاً في نظام روما الأساسي».

وفي حين يستبعد أمين «المنظمة العربية لحقوق الإنسان» في ليبيا عبد المنعم الحر دوراً روسياً معرقلاً للمحاكمات، فإنه يتفق مع مندوبة روسيا في أن «الإحالة من جانب مجلس الأمن لم تعط المحكمة الجنائية الدولية ولاية مطلقة على ليبيا»، مشيراً إلى أنها «اقتصرت على جرائم حصلت قبل تاريخ 19 فبراير (شباط) 2011».

ويستند الحر، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى نظام روما الخاص بالمحكمة الجنائية الدولية الذي أجاز «التحقيق في جريمة أو أكثر ارتكبت»، وهو «ما يجعل القضايا التي وقعت بعد هذا التاريخ خارج ولاية المحكمة».

وقد يبدو «التفاؤل محدوداً» بمثول المطلوبين في جرائم الحرب بليبيا أمام المحكمة في لاهاي، وفق «مدير منظمة رصد الجرائم»، لكنه يشير إلى مخرج من هذا المأزق، وهو «اتخاذ خطوات أكثر جرأة، تشمل دعماً دولياً لضمان استقلالية التحقيقات، ووضع آلية فعّالة لتنفيذ مذكرات القبض».

وعلى نحو يبدو عملياً، فإن أمين المنظمة العربية لحقوق الإنسان في ليبيا يقترح «حلاً قانونياً بتشكيل محكمة خاصة مختلطة يترأسها قاض ليبي تضم في هيئتها قضاة ليبيين ودوليين، على غرار المحكمة الدولية التي تم إنشاؤها للتحقيق في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري عام 2005».