انتقادات متصاعدة بشأن مقطع صوتي لـ«اعترافات طبيبين بالتحرش» في مصر

«الداخلية» أعلنت توقيفهما وبدء التحقيق في الواقعة

مقر وزارة الداخلية المصرية (صفحة الوزارة على «فيسبوك»)
مقر وزارة الداخلية المصرية (صفحة الوزارة على «فيسبوك»)
TT

انتقادات متصاعدة بشأن مقطع صوتي لـ«اعترافات طبيبين بالتحرش» في مصر

مقر وزارة الداخلية المصرية (صفحة الوزارة على «فيسبوك»)
مقر وزارة الداخلية المصرية (صفحة الوزارة على «فيسبوك»)

تصاعدت في مصر الانتقادات بشأن مقطع صوتي متداول لحديث جرى نسبه إلى «طبيبين»، قالا إنهما «قاما بالتحرش بالمترددات على المستشفيات للعلاج»، وهذا المقطع المصور، ومعه مقطع آخر نشره أحد الأشخاص عبر حسابه الشخصي على أحد مواقع التواصل، تحدث فيه بـ«إيحاءات جنسية على فتيات»، كانا الأكثر تداولاً على التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية.

وأعلنت وزارة الداخلية المصرية، الجمعة، توقيف طبيبين على خلفية تداول مقطع صوتي على مواقع التواصل، يتضمن محادثة بين طبيبين بمحافظة الأقصر (جنوب مصر) حول طرق قيامهما بـ«التحرش بالسيدات المترددات عليهما بمحل عملهما خلال توقيع الكشف الطبي عليهن». وأفادت «الداخلية» بأنه «جارٍ اتخاذ الإجراءات القانونية حيال الطبيبين».

وحسب المقطع المتداول، أشار شخص، قال إنه «طبيب»، إلى «قيامه بالتحرش بفتيات خلال خضوعهن للفحص الطبي»، فيما تحدث آخر قال أيضاً إنه «طبيب» عن طرق التحرش بالفتيات.

وبينما طالب متابعون بـ«توقيف الشخصين، وإحالتهما للمحاكمة العاجلة»، انتقد آخرون في تدوينات تصاعدت، الجمعة، «مثل هذه السلوكيات».

كانت النقابة العامة لأطباء مصر قد أصدرت بياناً، مساء الخميس، أكدت فيه «إجراء تحقيقات موسعة بشأن المقطع المصور، ومقاطع أخرى متداولة». وأشارت إلى أنه في حال ثبوت أن «الموجودين في المقاطع أطباء، سيتم استدعاؤهم فوراً للتحقيق أمام (لجنة آداب المهنة) بالنقابة، واتخاذ كافة الإجراءات القانونية ضدهم». وأوضحت النقابة أن «أي طبيب يخالف آداب المهنة يتم إحالته للجنة التي تقوم بتوقيع عقوبات تصل إلى الشطب من جدول النقابة، وما يترتب عليه من منع الطبيب من ممارسة المهنة».

مقر النقابة العامة للأطباء في مصر (الموقع الرسمي للنقابة)

المحامية المصرية، عزيزة الطويل، قالت لـ«الشرق الأوسط» إن من ظهروا في المقطع المصور يواجهون تهمتي «التحرش» و«هتك العرض»، لافتة إلى أن «ظهور الشخصين بمقطع فيديو وحديثهما عن التحرش بالفتيات جريمة يعاقب عليها القانون»، ومشاركتهما في نقاش تصاعد على «السوشيال ميديا» وإقرار أحدهما بـ«تعمد ملامسة جسد المريضات» بمثابة اعتراف بارتكاب جريمة «هتك العرض». وأضافت أن «جريمة هتك العرض تصل عقوبتها إلى السجن المشدد 15 عاماً، مع توافر ظرف التشديد في ارتكابها نتيجة استغلال الطبيب لمهمة عمله».

وحسب مصدر بنقابة الأطباء المصرية، فإن النقابة تتجه إلى تأجيل التحقيق الداخلي، الذي يفترض إجراؤه مع الأطباء المتهمين لحين الانتهاء من الفصل في الجانب الجنائي بالقضية مع وجودها أمام مكتب النائب المصري، مؤكداً لـ«الشرق الأوسط» وجود «العديد من الخيارات التي يجري مناقشتها بالتشاور مع نقابة أطباء الأسنان في ظل رفض السلوكيات التي بدرت من الأطباء الشباب».

ودخل نقيب الأطباء المصري، أسامة عبد الحي، على خط الجدل المتصاعد حول الواقعة على «السوشيال ميديا». وأكد «أهمية تطبيق أقصى عقوبة على هؤلاء الأشخاص». وأضاف في تصريحات متلفزة، مساء الخميس، أن ما ارتكبوه بمثابة «جريمة» وأمر «مُخل بكل القيم الدينية والأخلاقية والمجتمعية».

وهنا عدّت المحامية المصرية أن نقابة الأطباء مطالبة بـ«اتخاذ موقف صارم تجاه هذه الواقعة التي يزداد التفاعل حولها، وإظهار ما تم فيها من تحقيقات وقرارات بشكل سريع».


مقالات ذات صلة

«الطماطم» تعاند موائد المصريين وتواصل الارتفاع

شمال افريقيا أسعار الطماطم سجلت مستويات قياسية في مصر (المصدر: موقع سوق العبور)

«الطماطم» تعاند موائد المصريين وتواصل الارتفاع

سجلت أسعار الطماطم، التي تُعد غذاء أساسياً للمصريين يدخل في الوجبات والأكلات كافة، مستويات غير مسبوقة.

محمد عجم (القاهرة)
شمال افريقيا أبو الغيط خلال محادثات مع البرهان في نيويورك (الجامعة العربية)

«الجامعة العربية» تطالب بتمويل خطة مساعدات إنسانية عاجلة للسودان

طالبت جامعة الدول العربية بـ«تمويل خطة مساعدات إنسانية عاجلة للسودان». وأعربت عن استعدادها المشاركة في «أي مساعٍ حميدة» من شأنها إنهاء حالة «الاحتراب الأهلي».

فتحية الدخاخني (القاهرة )
شمال افريقيا محادثات عبد العاطي وفيدان في نيويورك (الخارجية المصرية)

ارتياح مصري - تركي لتقدم العلاقات الثنائية

أكدت محادثات بين وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، ونظيره التركي هاكان فيدان، في نيويورك، «تطلع القاهرة وأنقرة لمواصلة العمل على دفع العلاقات الاقتصادية».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا الخبز أحد أهم السلع المدعومة في مصر (وزارة التموين)

«الحوار الوطني» المصري يناقش إعادة هيكلة الدعم الحكومي

يعتزم «الحوار الوطني» المصري، خلال الأيام المقبلة، مناقشة قضية الدعم الحكومي المقدم للمواطنين، في ضوء قرار الحكومة بإعادة هيكلته.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا يوسف بطرس غالي (أرشيفية)

ساويرس يجدد الجدل حول تعيين بطرس غالي بمنصب اقتصادي في مصر

جدد رجل الأعمال المصري، نجيب ساويرس، الجدل حول تعيين وزير المالية الأسبق، يوسف بطرس غالي، عضواً في «المجلس التخصصي للتنمية الاقتصادية».

أحمد عدلي (القاهرة )

موريتانيا ترفع ميزانية الدفاع... بسبب الإرهاب

الرئيس الموريتاني محمد ولد الغزواني وعد في عدة مناسبات بمحاربة الإرهاب (رويترز)
الرئيس الموريتاني محمد ولد الغزواني وعد في عدة مناسبات بمحاربة الإرهاب (رويترز)
TT

موريتانيا ترفع ميزانية الدفاع... بسبب الإرهاب

الرئيس الموريتاني محمد ولد الغزواني وعد في عدة مناسبات بمحاربة الإرهاب (رويترز)
الرئيس الموريتاني محمد ولد الغزواني وعد في عدة مناسبات بمحاربة الإرهاب (رويترز)

رفعت موريتانيا ميزانية وزارة الدفاع خلال العام الحالي (2024)، بمبلغ 15 مليون دولار أميركي، بسبب إعادة هيكلة الجيش واقتناء أسلحة جديدة، نظراً للوضع الأمني الصعب الذي تعيشه منطقة الساحل الأفريقي، والعنف المتصاعد في دولة مالي على وجه الخصوص، التي تمتلك حدوداً مشتركة مع موريتانيا تفوق ألفي كيلومتر.

وبالتزامن مع زيادة الميزانية المخصصة للدفاع، قال الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني في خطاب أمام الأمم المتحدة، الثلاثاء الماضي، إن بلاده نجحت في «تنفيذ استراتيجية أمنية مندمجة، وفرت الأمن والسلم والاستقرار»، مضيفاً أن هذا النجاح يأتي في سياق «تفشي العنف والإرهاب والتأزيم السياسي والاجتماعي في المحيطين الإقليمي والدولي»، في إشارة إلى ما تعرفه منطقة الساحل من أزمات سياسية وأمنية واقتصادية، وما تعيشه القارة الأفريقية من أزمات وصراعات مسلحة.

وأعلن عن هذه الزيادة في مشروع الميزانية، الذي صادقت عليه الحكومة الموريتانية في اجتماعها الأسبوعي، حيث كانت الميزانية المتوقعة للعام تنص على تخصيص 103 مليارات أوقية قديمة للدفاع، لكن مع نهاية العام زاد المبلغ ليصبح 109 مليارات أوقية قديمة، أي ما يعادل 274 مليون دولار أميركي.

وتعود هذه الزيادة إلى «اقتناء معدات عسكرية خاصة»، حيث صرفت في المعدات الأسلحة أكثر من 5 مليارات أوقية قديمة، أي ما يعادل 12.5 مليون دولار، كما صرفت نحو مليار أوقية قديمة (2.5 مليون دولار) من أجل «اقتناء سلع وخدمات (...) أمن وسلامة نظام تكنولوجيا المعلومات».

وأوضحت الحكومة أن ميزانية الجيش زادت هي الأخرى، لتصبح 68 مليار أوقية قديمة، أي ما يعادل 17 مليون دولار، وهي زيادة قالت الحكومة إنها وجهت إلى «اقتناء سلع وخدمات بهدف الحفاظ على الحوزة الترابية»، دون تقديم أي تفاصيل أخرى.

العنف المتصاعد في مالي التي تمتلك حدوداً مشتركة مع موريتانيا يفاقم مخاوف الحكومة الموريتانية (إ.ب.أ)

ويأتي ارتفاع ميزانية الدفاع بعد أشهر من عرض الجيش الموريتاني لمعدات وأسلحة جديدة، وإعلان شرائه مجموعة من المسيّرات المقاتلة والأسلحة الجديدة، كما أجرى تحديثاً لهيكلته، وهي المرة الأولى التي يعلنُ فيها الجيش الموريتاني امتلاك مسيرات مقاتلة، منذ أن اقتنتها عدة دول مجاورة، بينما عدّ «سباق تسلح» تشهده منطقة غرب أفريقيا.

وبينما يزداد الوضع الأمني صعوبة في منطقة الساحل وغرب أفريقيا، عرض الجيش الموريتاني أسلحته الجديدة أمام الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، قبل أن يجري مناورات وتدريبات بمنطقة في كبريات مدن البلاد، بما فيها العاصمة نواكشوط، وعلى الحدود مع دولة مالي، بالقرب من قرى حدودية سبق أن كانت عرضة لهجمات، شنها مقاتلون من مجموعة «فاغنر» الروسية الموجودة في مالي.

وقال الجيش آنذاك إنه جدد أسلحته ومعداته من أجل «رفع مستوى وجاهزية مختلف الجيوش لتنفيذ أي عمليات أو الدخول في قتال»، وأوضح أنه اقتنى «طائرات ومحطات رادار ومسيّرات استطلاع قادرة على القيام بمهام المراقبة والرصد، والتوجيه الدقيق للصواريخ، كما تضم هذه المسيّرات طائرات من دون طيار هجومية ذات فاعلية عالية جداً، قادرة على تغطية الحوزة الترابية للوطن، بما في ذلك المياه الإقليمية على مدار الساعة».

وعدّ عرض الجيش الموريتاني وحديثه عن أسلحته الجديدة، نوعاً من «رسائل الردع» الموجهة للدول المجاورة، لكن أيضاً إلى الجماعات الإرهابية التي توجد في دولة مالي، ورسالة أيضاً إلى شبكات الجريمة المنظمة المنتشرة في منطقة الصحراء الكبرى.

لكن رفع ميزانية الدفاع سيؤثر على ميزانيات قطاعات حكومية أخرى، حيث تضمنت الميزانية الجديدة تقليص المبالغ المخصصة لنحو 20 قطاعاً حكومياً؛ من بينها قطاعات سيادية مثل الخارجية والعدل والداخلية والاقتصاد والمالية.

ووجهت الحكومة نسبة 10 في المائة من إجمالي الميزانية العامة إلى قطاعي الأمن والدفاع، وهو ما يؤكد تأثير الوضع الإقليمي والسياق العالمي على الموازنة العامة للحكومة الموريتانية.

وتراجعت الميزانية العامة للدولة الموريتانية هذا العام بنسبة 0.38 في المائة، بالمقارنة مع الميزانية الأصلية التي كان يتوقع الوصول إليها، ووصلت الميزانية في صيغتها المعدلة إلى أكثر من 107 مليارات أوقية جديدة، وهو ما يعادل 2.7 مليار دولار أميركي. ويعود هذا التراجع إلى ضعف مداخيل بعض القطاعات الضريبية، بالإضافة إلى الاعتماد بشكل كبير على عائدات قطاع المعادن، وبشكل خاص الحديد والذهب، لكن الحكومة تتوقع ارتفاعاً في موارد الدولة خلال العام المقبل، مع بداية إنتاج الغاز الطبيعي من حقل «السلحفاة الكبير» المشترك مع السنغال، حيث تشير بعض التوقعات إلى أن مداخيله السنوية قد تصل إلى مليار دولار.

عاجل مصادر لـ"رويترز": نقل المرشد الإيراني إلى مكان آمن مع اتخاذ تدابير أمنية مشددة