حاكم الخرطوم: «إمدادات» ساعدت الجيش في دحر «الدعم» من أم درمان

حمزة عدّ أن «خلايا نائمة» تؤخر حسم المعارك

أشخاص يسيرون على طول شارع يحمل آثار الدمار في أم درمان... السودان 27 أغسطس 2024 (د.ب.أ)
أشخاص يسيرون على طول شارع يحمل آثار الدمار في أم درمان... السودان 27 أغسطس 2024 (د.ب.أ)
TT

حاكم الخرطوم: «إمدادات» ساعدت الجيش في دحر «الدعم» من أم درمان

أشخاص يسيرون على طول شارع يحمل آثار الدمار في أم درمان... السودان 27 أغسطس 2024 (د.ب.أ)
أشخاص يسيرون على طول شارع يحمل آثار الدمار في أم درمان... السودان 27 أغسطس 2024 (د.ب.أ)

عدّ حاكم ولاية الخرطوم «العاصمة السودانية»، أحمد عثمان حمزة، أن الإمدادات العسكرية التي تلقاها الجيش السوداني مؤخراً، ساعدت في دحر «قوات الدعم السريع» من أجزاء واسعة من أم درمان، لكنه عاد وقال إن «الخلايا النائمة وانتشار القناصة تسببا في تأخير حسم المعارك في المدينة».

وذكر في مقابلة مع عدد محدود من الصحافيين، بينهم مراسلة «الشرق الأوسط»، أن الجيش متقدم في الميدان وحقق انتصارات متتالية على «ميليشيا الدعم السريع» التي قال إنها ارتكبت «انتهاكات فظيعة» ضد المواطنين، ودمرت البنية التحتية تماماً في الولاية.

وأشار حمزة إلى أن الحكومة تعمل على «استعادة الخدمات الأساسية للمواطنين في مناطق سيطرة القوات المسلحة». وقال الحاكم إن «القصف المدفعي العشوائي» المستمر من قبل «الدعم السريع» على المدينة، أدى إلى سقوط أعداد كبيرة من القتلى والجرحى وسط السكان.

حاكم الخرطوم متحدثاً في ورشة إعمار الولاية (إعلام حكومي)

وتابع: «الميليشيا استخدمت مدفع 150، في قصف الأحياء السكنية، وهو من الأسلحة الحديثة والمتطورة التي حصلت عليها من بعض دول الجوار» على حد زعمه.

من جهة ثانية، ذكر مسؤول حكومي رفيع أن تدني الأوضاع البيئية في المناطق المزدحمة بالسكان في مدينة أم درمان (ثانية كبرى مدن العاصمة الخرطوم) أدى إلى تفشي عدد من الأمراض، منها الملاريا، كما تم رصد حالات وسط المواطنين مصابة بمرض «الجرب».

وقدّر حاكم ولاية الخرطوم، عدد السكان في المناطق التي يسيطر عليها الجيش السوداني في كل محليات مدينة أم درمان بحوالي 6 ملايين مواطن، منوهاً إلى أن هناك موجات كبيرة من العودة الطوعية من ولايات البلاد المختلفة إلى المدينة، وأنه خلال اليومين الماضيين وصل نحو 10 ألف مواطن.

وزعم حمزة أن ما يُتداول عن وجود مجاعة في مدينة أم درمان «غير صحيح»، لكنه أشار إلى «انتشار الجوع في عدد من المناطق بالمدينة التي تفرض عليها (الدعم السريع) حصاراً شديداً، حيث تنهب المركبات التي تحمل المواد الغذائية».

وأضاف أن «حكومة ولاية الخرطوم تشرف على 7 مطابخ نموذجية، فضلاً عن وجود أكثر من 300 مطبخاً غيرها ممولة من الخيّرين، تقدم الطعام لعشرات الآلاف في أم درمان».

صورة أرشيفية لمتطوع يوزّع الطعام في أحد أحياء أم درمان بالسودان (رويترز)

كما اتهم حمزة «الدعم السريع» بإحداث «تدمير ممنهج للعاصمة القومية الخرطوم استهدف البنية التحتية للخدمات الأساسية (الكهرباء، والمياه والمؤسسات الصحية والتعليمية)».

وكشف حمزة عن إنشاء صندوق لإعادة إعمار ولاية الخرطوم، لمعالجة الدمار الكبير الذي لحق بها، مشيراً إلى أنه «تم الاتفاق مع الحكومة المركزية الاتحادية على خطط إسعافية وأخرى طويلة المدى لإعادة الخدمات تمهيداً لاستقبال الآلاف من النازحين والعائدين من الخارج والولايات».

واستعاد الجيش السوداني في مارس (آذار) الماضي، مقر «الإذاعة والتلفزيون» وعدداً من أحياء أم درمان القديمة من قبضة «قوات الدعم السريع».

وكانت «الدعم السريع» تسيطر على مناطق واسعة من أم درمان، وتتضمن الأحياء الجنوبية والغربية وأم درمان القديمة والإذاعة والتلفزيون وغيرها من المناطق، بينما كان الجيش يسيطر على منطقة شمال المدينة «محلية كرري» بما فيها المنطقة العسكرية ومطار وادي سيدنا الحربي، إضافة إلى «قيادة سلاح المهندسين» التي استطاع الجيش «فك حصار» الدعم السريع عليها منذ اندلاع الحرب في أبريل (نيسان) 2023.


مقالات ذات صلة

حرب السودان تساعد على تفشي وباء الكوليرا

شمال افريقيا مرضى يتلقون العلاج في مستشفى القضارف للأورام بشرق السودان (أ.ف.ب)

حرب السودان تساعد على تفشي وباء الكوليرا

تسبَّبت حرب السودان المستمرة منذ أكثر من عامين، حدث خلالهما دمار للبيئة ومحطات الكهرباء وتنقية مياه الشرب، في تفشي وباء الكوليرا، إذ أُصيب أكثر من 3 آلاف شخص.

أحمد يونس (كمبالا)
العالم العربي سودانيون فرُّوا من دارفور إلى أدري في تشاد (أرشيفية - رويترز)

وفاة 13 سودانياً جوعاً بمعسكر للاجئين في تشاد

أعلنت شبكة أطباء السودان اليوم (السبت) وفاة 13 شخصاً بالجوع بمعسكر قاقا للاجئين السودانيين بتشاد خلال الأسبوع الماضي.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
شمال افريقيا الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية تامي بروس خلال مؤتمر صحافي في واشنطن (رويترز)

أميركا لفرض عقوبات على السودان بتهم استخدام «أسلحة كيماوية»

قالت وزارة الخارجية الأميركية إنها ستفرض عقوبات على السودان بعد التوصل لنتيجة مفادها «استخدام حكومته أسلحة كيماوية عام 2024»

«الشرق الأوسط» (واشنطن) محمد أمين ياسين (نيروبي)
شمال افريقيا مؤيدو المقاومة الشعبية السودانية المسلحة المؤيدة للجيش يستقلون شاحنات في القضارف شرق السودان (أ.ف.ب)

السودان: نستنكر ما صدر عن الإدارة الأميركية من اتهامات تتسم بتزييف الحقائق

قال وزير الثقافة والإعلام السوداني، الناطق الرسمي باسم الحكومة، خالد الإعيسر، إن الحكومة السودانية تتابع باستنكار شديد، ما صدر عن الإدارة الأميركية من اتهامات.

«الشرق الأوسط» (بورتسودان)
شمال افريقيا نازحون في ولاية جنوب كردفان - السودان 22 يونيو 2024 (رويترز)

الأمم المتحدة تحذّر من تدهور الوضع الإنساني في السودان

حذّرت الأمم المتحدة يوم الخميس من تدهور الوضع الإنساني في السودان الذي مزقته الحرب.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

الجزائر: قائد ميداني في مكافحة الإرهاب على رأس مديرية الأمن الداخلي

من اجتماع سابق للمجلس الأعلى للأمن (الرئاسة)
من اجتماع سابق للمجلس الأعلى للأمن (الرئاسة)
TT

الجزائر: قائد ميداني في مكافحة الإرهاب على رأس مديرية الأمن الداخلي

من اجتماع سابق للمجلس الأعلى للأمن (الرئاسة)
من اجتماع سابق للمجلس الأعلى للأمن (الرئاسة)

تسلَّم قيادة جهاز الأمن الداخلي الجزائري، اليوم السبت، الجنرال عبد القادر آيت وعرابي، العائد إلى الخدمة بعد مشاكل مع القضاء، خلفاً للجنرال عبد القادر حداد، الذي قضى 11 شهراً فقط على رأس المخابرات.

وأكد بيان لوزارة الدفاع أن الفريق أول سعيد شنقريحة، الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع ورئيس أركان الجيش، أشرف على مراسيم تولي آيت وعرابي مهامه الجديدة بمقر المديرية العامة للأمن الداخلي بالعاصمة، خلفاً للعميد حداد. مؤكداً أن التنصيب «كان فرصة سانحة للفريق أول للالتقاء بأطر هذه المديرية، الذين قدم لهم جملة من التعليمات والتوجيهات العملية، لا سيما في مجال السهر على أداء المهام الجسيمة الموكلة لهم، التي تقتضي بذل المزيد من الجهود المثابرة والمخلصة وأدائها على الوجه الأمثل».

مدير الأمن الداخلي المعزول على اليمين (متداولة)

ولم يذكر البيان أي شيء عن أسباب هذا التغيير، ولا عن مصير حداد (56 سنة)، علماً أن خبر عودة آيت وعرابي (73 سنة) إلى الجهاز الأمني جرى تداوله في حسابات ناشطين سياسيين بالإعلام الاجتماعي منذ أيام.

وقاد العميد عبد القادر آيت وعرابي، الشهير بـ«الجنرال حسان»، فصيلاً أمنياً ميدانياً تابعاً لجهاز المخابرات العسكرية بين 1995 و2015، وعرف عنه إشرافه على فريق من الضباط على درجة كبيرة في الفعالية في تنفيذ سياسة مكافحة الإرهاب. وأطلق هذا الفريق عمليات عدة ضد «الجماعة السلفية للدعوة والقتال»، وهي أخطر التنظيمات المسلحة، أسفرت عن مقتل واعتقال المئات من أفرادها. ومن ضمن هذا الفريق برز عبد القادر حداد، الشهير بـ«ناصر»، ويقول عارفون بالجهاز الأمني إن حداد كان المساعد الرئيسي لآيت وعرابي في أخطر العمليات الأمنية، التي تمت ضد الجماعات الإرهابية.

عبد القادر حداد قاد الأمن الداخلي لمدة 11 شهراً (متداولة)

لكن رغم المكانة التي وصل إليها آيت وعرابي في المخابرات، اتهمته النيابة العسكرية عام 2015 بـ«عدم احترام التعليمات العسكرية»، و«إتلاف وثائق عسكرية رسمية دون ترخيص»، ودانته محكمة عسكرية بغرب البلاد بالسجن 5 سنوات مع التنفيذ.

وتعود خلفية القضية إلى عملية اختراق لجماعة متطرفة تنشط بين مالي وليبيا عام 2012، انتهت بمصادرة كميات كبيرة من السلاح بإشراف شخصي من آيت وعرابي ومدير الأمن الداخلي يومها، الفريق محمد مدين الشهير بـ«توفيق». وبحكم أن المحاكمة تمت في جلسة مغلقة، لم تعرف أسباب ملاحقة «الجنرال حسان»، فيما كانت مصادر مطلعة أكدت أن رئيس أركان الجيش الراحل قايد صالح هو مَن حرَّك الدعوى العسكرية ضده، بسبب إخفاء أمر العملية الأمنية عنه. وبعد انتهاء العقوبة أعيدت محاكمة آيت وعرابي، وحصل على البراءة مع «إعادة الاعتبار».

من اجتماع سابق للمجلس الأعلى للأمن (الرئاسة)

أما حداد فقد غادر البلاد عام 2019، إثر حملة اعتقال أطلقها قايد صالح ضد عدة ضباط محسوبين على مدين وآيت وعرابي، ثم عاد في 2021 وعيَنه رئيس البلاد عبد المجيد تبون مديراً للأمن الداخلي في 2024.

ويأتي هذا التغيير في ظروف سياسية وأمنية دقيقة تواجهها الجزائر، بسبب توتر العلاقات مع مالي إثر إسقاط سلاح الجو الجزائري طائرة مسيَّرة مالية، بداية أبريل (نيسان) الماضي، حيث عدت باماكو الحادثة «إعلان حرب ضدها». وأعلنت النيجر، الجارة الجنوبية للجزائر، وبوركينافاسو تضامنهما مع مالي في هذه الخلاف، الذي ما زال مستمراً.

رئيس الأركان الراحل قايد صالح ومعه قائد الجيش الحالي سعيد شنقريحة (وزارة الدفاع)

كما يأتي هذا التغيير في ظرف سياسي وأمني حساس تمر به الجزائر، حيث تتواصل الأزمة مع المغرب منذ قطع العلاقات في 2021، في وقت تبقى الحدود مع ليبيا مصدر قلق، بسبب نشاط الجماعات المتطرفة والتهريب والهجرة غير النظامية. وإلى جانب ذلك، تشهد العلاقات الجزائرية - الفرنسية مؤخراً تدهوراً ملحوظاً.