منظمة الصحة العالمية تحذر: المجاعة في السودان تنتشر في كل مكان

متطوع يوزّع الطعام على النازحين في أحد أحياء أم درمان بالسودان (أرشيفية - رويترز)
متطوع يوزّع الطعام على النازحين في أحد أحياء أم درمان بالسودان (أرشيفية - رويترز)
TT

منظمة الصحة العالمية تحذر: المجاعة في السودان تنتشر في كل مكان

متطوع يوزّع الطعام على النازحين في أحد أحياء أم درمان بالسودان (أرشيفية - رويترز)
متطوع يوزّع الطعام على النازحين في أحد أحياء أم درمان بالسودان (أرشيفية - رويترز)

حذرت منظمة الصحة العالمية من انتشار المجاعة في السودان، الذي يعاني من حرب أهلية دامية منذ أبريل (نيسان) 2023، وأكدت أن الوضع في البلاد «كارثي»، ويتطلب اهتماماً دولياً عاجلاً.

جاء ذلك بعد زيارة رئيس المنظمة، الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، للسودان، حيث التقى بالنازحين، وزار مستشفيات تشهد معاناة غير مسبوقة.

وقال غيبريسوس في مقابلة مع إذاعة «بي بي سي»: «الوضع في السودان مقلق للغاية... النزوح الهائل هو الأكبر في العالم حالياً، والمجاعة تنتشر في كل مكان».

وأشار إلى أن ما يزيد على 12 مليون شخص قد نزحوا بالفعل، وأن نحو 25 مليون شخص، أي نصف سكان البلاد، بحاجة ماسة إلى الدعم الإنساني.

تجاهل دولي واتهامات بالتمييز العرقي

وتطرق المدير العام لمنظمة الصحة العالمية إلى قلة الاهتمام الدولي بما يجري في السودان، مشيراً إلى أن العرق قد يكون عاملاً مؤثراً في هذا التجاهل.

امرأة وطفلها في مخيم «زمزم» للنازحين بالقرب من الفاشر شمال دارفور بالسودان خلال يناير 2024 (رويترز)

وأضاف: «السودان لا يحظى بالاهتمام الذي يستحقه، وهذه الحال تتكرر في صراعات أخرى داخل القارة الأفريقية. ما أشعر به هو أن العرق يلعب دوراً في ذلك».

وقال تيدروس، الذي نشأ في إثيوبيا خلال فترة حرب أهلية، إنه يشعر بتأثير النزاعات المسلحة بشكل شخصي، مشيراً إلى أن رائحة وصوت الحرب مألوفة لديه، وأن الوضع في السودان يجعله يستعيد ذكريات الحرب الأهلية في وطنه.

أزمة إنسانية غير مسبوقة

منذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني بقيادة الجنرال عبد الفتاح البرهان و«قوات الدعم السريع» بقيادة محمد حمدان دقلو، قتل الآلاف، وأصبح ملايين السودانيين يعيشون في ظروف إنسانية قاسية.

وزار تيدروس مخيمات النازحين والمستشفيات التي تعج بالأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد، وقال: «ترى العديد من الأطفال وكأنهم جلد وعظام».

وفي تقرير صدر عن لجنة خبراء تابعة للأمم المتحدة في أغسطس (آب) الماضي، أُعلن عن وقوع مجاعة في مخيم يضم نصف مليون نازح قرب مدينة الفاشر المحاصرة في دارفور، إحدى أكثر المناطق تضرراً.

تقصير عالمي في الاستجابة

وأعرب رئيس منظمة الصحة العالمية عن استيائه من الفجوة الكبيرة في الاستجابة الإنسانية، مشيراً إلى أن السودان وأزمات أخرى في أفريقيا لم تحظ بنفس الاهتمام الدولي الذي حصلت عليه أزمات إنسانية أخرى، مثل النزاع في أوكرانيا.

ودعا الإعلام الدولي إلى التركيز بشكل أكبر على الأزمة في السودان التي وصفها بأنها مأساة إنسانية.


مقالات ذات صلة

الفيضانات تضرب ملايين الأشخاص في وسط وغرب أفريقيا

أفريقيا المياه تغمر منازل ومباني بعد انهيار سد في مايدوغوري بنيجيريا الثلاثاء 10 سبتمبر 2024 (أ.ب)

الفيضانات تضرب ملايين الأشخاص في وسط وغرب أفريقيا

أعلنت منظمة الأمم المتحدة، الاثنين، أن أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم بسبب الأمطار الغزيرة والفيضانات التي اجتاحت أجزاءً كبيرة من غرب ووسط أفريقيا.

«الشرق الأوسط» (نيروبي)
المشرق العربي الطفل عاطف تايه (وسائل إعلام فلسطينية)

سرطان وجوع ونزوح... مناشدات لإنقاذ رضيع من غزة

تنشد أسرة رضيع فلسطيني مصاب بالسرطان خروجه من القطاع المحاصر.

«الشرق الأوسط» (غزة)
شمال افريقيا من مستشفى الأطفال في بورتسودان (أ.ف.ب)

«مدير الصحة العالمية»: الوضع الصحي في السودان «منهار تماماً»

25 مليون شخص يحتاجون إلى المساعدة، منهم 14 مليوناً في حاجة ماسة إلى مساعدات إنسانية عاجلة.

وجدان طلحة (بورتسودان)
أفريقيا بدأت ناميبيا في ذبح أكثر من 700 حيوان بري من أجناس مختلفة بهدف إطعام السكان (رويترز)

ناميبيا تقضي على مئات الحيوانات البرية لإطعام سكانها الجياع

بدأت ناميبيا في ذبح أكثر من 700 حيوان بري من أجناس مختلفة بينها أفراس نهر وفيلة وجواميس وحمير وحشية، بهدف إطعام السكان الذين يعانون الجوع بسبب الجفاف.

«الشرق الأوسط» (وندهوك)
شمال افريقيا أشخاص يحصلون على المياه النظيفة التي تقدمها منظمة خيرية للسكان في القضارف شرق السودان في 30 أغسطس 2024 (أ.ف.ب)

منظمات الإغاثة تحذّر من أزمة جوع «تاريخية» في السودان

حذّرت 3 منظمات إغاثة كبرى تعمل في السودان، الثلاثاء، من أزمة جوع ذات مستويات «تاريخية» تشهدها البلاد.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)

«العفو الدولية» تطالب تونس بالإفراج عن 97 عضواً من «النهضة»

راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة (د.ب.أ)
راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة (د.ب.أ)
TT

«العفو الدولية» تطالب تونس بالإفراج عن 97 عضواً من «النهضة»

راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة (د.ب.أ)
راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة (د.ب.أ)

دعت «منظمة العفو الدولية»، اليوم الثلاثاء، السلطات التونسية إلى الإفراج الفوري عن 97 عضواً من حزب حركة «النهضة» الإسلامية المعارض، جرى إيقافهم يومي 12 و13 سبتمبر (أيلول) الحالي، للتحقيق معهم في تهمة التآمر على أمن الدولة، وتهم أخرى بموجب قانون مكافحة الإرهاب.

وقالت المنظمة، بحسب ما أوردته «وكالة الأنباء الألمانية»، إن الموقوفين تم إحضارهم أمام فرقة الإرهاب للتحقيق، لكنهم حرموا من الاتصال بمحاميهم لمدة 48 ساعة. ولم توضح السلطات أسباب الإيقافات الجديدة، أو الجرائم التي نسبت للموقوفين. ويقبع قياديون من الصف الأول للحركة، من بينهم مؤسسها راشد الغنوشي، في السجن، منذ نحو 18 شهراً بتهم ترتبط بالإرهاب، والتحريض ضد السلطة، وفساد مالي. فيما يقول الحزب إنها «تهم سياسية وملفقة».

تونسيون يتظاهرون ضد ما عدّوه «قمعاً للحريات» في عهد الرئيس قيس سعيد المترشح لولاية ثانية (أ.ب)

وقالت أنييس كالامار، الأمينة العامة لـ«منظمة العفو الدولية»، في بيان صحافي للمنظمة، إن السلطات التونسية «تشن هجوماً واضحاً قبل الانتخابات على أسس حقوق الإنسان وسيادة القانون، دون احترام التزامات البلاد الدولية في مجال حقوق الإنسان، وتقوض المبادئ الأساسية للعدالة والإنصاف. ولذلك يتعين عليها أن تضع حداً لهذا التراجع الصارخ في مجال حقوق الإنسان، وتضمن احترام حقوق الجميع في البلاد، قبل وفي أثناء وبعد الانتخابات المقبلة».

ويجري التحضير للانتخابات الرئاسية في تونس، وسط مناخ متوتر بسبب استبعاد الهيئة العليا للانتخابات لثلاثة مرشحين، رغم صدور قرار من المحكمة الإدارية بتثبيتهم. وقال رئيس الهيئة فاروق بوعسكر إنها الجهة المخولة قانوناً بالولاية على الانتخابات التي ستجرى في السادس من أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، بما في ذلك الرقابة على أداء وسائل الإعلام، وهو تصريح فتح الباب أمام جدل قانوني بشأن الاختصاص.

وتابعت «منظمة العفو»، مشددة على أنه «يجب عليها (السلطات) أن تسمح لوسائل الإعلام ومنظمات المجتمع المدني بممارسة أنشطتها المشروعة بحرية، دون خوف من الانتقام وإنهاء كل التدخلات في القضاء». وفي أغسطس (آب) الماضي، اتهمت منظمة «هيومن رايتس ووتش» الرئيس التونسي قيس سعيد بـ«دفن ما تبقى من الديمقراطية» عبر الانتخابات الرئاسية، وذلك بسبب حملة إيقافات طالت مرشحين منافسين له. وحثت المنظمة في بيان لها السلطات التونسية على وقف «الملاحقات القضائية ذات الدوافع السياسية»، والسماح بإجراء انتخابات حرة ونزيهة. وجاء ذلك بعد أن حققت السلطات القضائية على الأقل مع ثمانية مرشحين للانتخابات، من بينهم اثنان من أبرز معارضي الرئيس الحالي قيس سعيد، يقبعان في السجن، وهما لطفي المرايحي وعبير موسي. كما حكم على نزار الشعري وعبد اللطيف المكي بالسجن لثمانية أشهر، ومنع ترشحهما مدى الحياة، بدعوى انتهاك القوانين المنظمة لجمع التزكيات الشعبية.