مصر تضع ضوابط جديدة على العمرة

زيادة المشرفين المرافقين ورسوم التأمين من بينها

 إجراءات جديدة لتنظيم سفر المعتمرين المصريين (وزارة الطيران)
إجراءات جديدة لتنظيم سفر المعتمرين المصريين (وزارة الطيران)
TT

مصر تضع ضوابط جديدة على العمرة

 إجراءات جديدة لتنظيم سفر المعتمرين المصريين (وزارة الطيران)
إجراءات جديدة لتنظيم سفر المعتمرين المصريين (وزارة الطيران)

وضعت وزارة السياحة المصرية ضوابط جديدة لتنظيم العمرة خلال الفترة المقبلة، من بينها «زيادة المشرفين المرافقين ورسوم التأمين».

كما سمحت «السياحة» للشركات المصرية بالبدء في تنظيم الرحلات ابتداء من الشهر الحالي، وفق هذه الضوابط التي أقرتها «اللجنة العليا للعمرة والحج» بعد مناقشات دامت أسابيع مع الشركات المنفذة لبرامج الرحلات الدينية، لتلافي سلبيات وقعت خلال العام الماضي.

وبخلاف تحديد مسافات الفنادق التي يفترض أن تتعاقد معها الشركات المصرية في مكة المكرمة والمدينة المنورة، فإن وزارة السياحة «اشترطت وجود مشرفين اثنين للسياحة الدينية لكل شركة، مسجلين على الشركة الراغبة في تنفيذ الرحلات خلال الموسم الحالي حداً أدني بخلاف أعضاء مجلس الإدارة ولضمان وجود مشرف بديل حال تعرض المشرف الأساسي لأي طارئ يحول دون سفره»، بحسب بيان الوزارة، مساء الأربعاء.

وتضمنت الضوابط الجديدة تحديد مشرف لكل 50 معتمراً بدلاً من 135 معتمراً، مع تطبيق إجراءات تضمن التأكد من سفر المشرفين وعودتهم، بالإضافة إلى تنفيذ منظومة لقياس جودة الخدمات المقدمة للمعتمرين لضمان مستوى أداء الشركات السياحية، مع السماح بعودة تنظيم رحلات العمرة عن طريق البر والبحر بعد توقف خلال السنوات السابقة، في «خطوة جاءت من أجل تنفيذ برامج رحلات العمرة بما يتناسب مع متطلبات المواطنين كافة»، وفق وزارة السياحة المصرية.

ويرى عضو شركات «الغرف السياحية» في مصر، باسل السيسي، أن «الضوابط الجديدة تتضمن الاستفادة من أخطاء الأعوام الماضية بشكل كبير، ما يجعل هناك فرصة لتنظيم الموسم بشكل أفضل هذا العام».

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الضوابط تضمنت «تقنين الحصول على باركود العمرة لتكون الشركات مسؤولة عنه بالكامل مع المسافر، وبما يتضمن معرفة مكان وجوده خلال سفره إلى المملكة العربية السعودية، حتى لو كان حاصلاً على تأشيرة زيارة»، مؤكداً أن هذا الأمر «سيمنع سفر المخالفين الذين استغلوا تأشيرات السياحة لأداء العمرة، وسيؤدي لمنع وجود حجاج مخالفين بهذه التأشيرات؛ لكون الشركات ستكون مسؤولة عن تفاصيل سفرهم قبل استخراج الباركود الذي يسمح لهم بالخروج من مصر».

في حين أوضحت أمين سر لجنة «السياحة والطيران» بمجلس النواب المصري (البرلمان)، النائبة أماني الشعولي لـ«الشرق الأوسط»، أن «الضوابط الجديدة عكست التوصيات الصادرة من اللجنة خلال الشهور الماضية لتجنب استغلال المواطنين الراغبين في السفر لأداء العمرة»، لافتة إلى أن «هناك تنسيقاً لمحاربة السماسرة بشكل يسمح بعدم تكرار ظاهرة وجود معتمرين وحجاج مصريين في المشاعر المقدسة من دون وجود برامج لهم».

وجاءت الضوابط الجديدة ضمن سلسلة من الإجراءات التي تهدف لمنع تكرار أزمة الحجاج «غير النظاميين» خلال موسم الحج الماضي، حيث «أدى آلاف المصريين مناسك الحج، بعد الدخول إلى المملكة العربية السعودية عبر (تأشيرة زيارة) لا تسمح لحاملها بأداء الحج، بجانب مشكلة سفر معتمرين مصريين لأداء مناسك العمرة من دون وجود حجوزات في الفنادق في أثناء وجودهم بالمملكة»، حسب مراقبين.

حجاج مصريون في مطار القاهرة قبل سفرهم لأداء المناسك العام الماضي (وزارة الطيران)

وأعلنت وزارة السياحة المصرية كذلك عن إطلاق حملات توعوية للتحذير من التعامل مع «الكيانات غير الشرعية، وتشجيع المواطنين على التعامل مع الشركات المرخصة وفقاً للقانون»، وهي الحملة التي ستنفذ بالتعاون مع غرفة شركات ووكالات السفر والسياحة، وفق بيان الوزارة، الذي أكد «تكثيف الجهود لرصد الإعلانات المخالفة لتنفيذ رحلات العمرة على مواقع التواصل الاجتماعي، واتخاذ الإجراءات القانونية المتبعة ضد المخالفين».

وتعوّل الشعولي على هذه الحملات في لعب دور أكبر لتوضيح الحقائق أمام المواطنين البسطاء خصوصاً في ظل وجود كثير من المواطنين وقعوا ضحايا لعمليات نصب خلال الفترة الماضية، مشيرة إلى أن «شركات السياحة العاملة في مجال تنظيم الرحلات الدينية تخضع لرقابة مشددة ويتم التعامل مع مخالفتها بشكل سريع على العكس من الكيانات الوهمية وغير الشرعية التي يصعب الوصول لمسؤوليها ومحاسبتهم».

وتضمنت الضوابط الجديدة أيضاً «زيادة مبلغ التأمين المؤقت التي تقوم شركة السياحة بسداده، وذلك بهدف ضمان وجود ضمان مالي مناسب يتوافق مع الظروف الراهنة، وكذا لضمان تغطية برنامج الرحلة للمعتمر حال عدم التزام الشركة بتنفيذ البرنامج المتفق عليه».

عودة إلى عضو شركات «الغرف السياحية» في مصر، الذي أشار إلى أن قيمة التأمين ارتفعت من 100 ألف جنيه (الدولار يساوي 48.31 في البنوك المصرية) إلى مليون ونصف، وهو رقم لا يعد كبيراً على الشركات العاملة في السوق ويغطي جزءاً كبيراً من التأمين الذي يمكن أن يصرف للمعتمرين حال مخالفة الشركة للاتفاقات التي سافر على أساسها المعتمرون، عادّاً «المبلغ يتماشى مع التغيرات التي حدثت في سعر الصرف ومع الملاءة المالية للشركات».


مقالات ذات صلة

مصر تُكثف دعمها للسودان في إعادة الإعمار وتقليل تأثيرات الحرب

شمال افريقيا حضور «الملتقى المصري - السوداني لرجال الأعمال بالقاهرة» (مجلس الوزراء المصري)

مصر تُكثف دعمها للسودان في إعادة الإعمار وتقليل تأثيرات الحرب

تكثف مصر دعمها للسودان في إعادة الإعمار... وناقش ملتقى اقتصادي في القاهرة الاستثمارات المشتركة بين البلدين، والتعاون الاقتصادي، لتقليل تأثيرات وخسائر الحرب.

أحمد إمبابي (القاهرة )
شمال افريقيا من جلسة سابقة لمجلس النواب المصري (الحكومة المصرية)

«النواب» المصري على خط أزمة أسعار خدمات الاتصالات

دخل مجلس النواب المصري (البرلمان) على خط أزمة أسعار خدمات الاتصالات في البلاد.

أحمد عدلي (القاهرة )
شمال افريقيا وزير الخارجية والهجرة المصري بدر عبد العاطي (الخارجية المصرية)

مصر تدعو إلى «حلول سلمية» للنزاعات في القارة السمراء

دعت مصر إلى ضرورة التوصل لحلول سلمية ومستدامة بشأن الأزمات والنزاعات القائمة في قارة أفريقيا. وأكدت تعاونها مع الاتحاد الأفريقي بشأن إعادة الإعمار والتنمية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا الحكومة المصرية لإعداد مساكن بديلة لأهالي «رأس الحكمة»

الحكومة المصرية لإعداد مساكن بديلة لأهالي «رأس الحكمة»

تشرع الحكومة المصرية في إعداد مساكن بديلة لأهالي مدينة «رأس الحكمة» الواقعة في محافظة مرسى مطروح (شمال البلاد).

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)

مصر: الكشف عن صرح معبد بطلمي في سوهاج

أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، السبت، عن اكتشاف صرح لمعبد بطلمي في محافظة سوهاج بجنوب مصر.

محمد الكفراوي (القاهرة )

الجيش السوداني يعلن استعادة مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار

أفراد من الجيش السوداني كما ظهروا في مقطع فيديو للإعلان عن «تحرير» مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من عناصر «قوات الدعم السريع» (الناطق باسم القوات المسلحة السودانية عبر «إكس»)
أفراد من الجيش السوداني كما ظهروا في مقطع فيديو للإعلان عن «تحرير» مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من عناصر «قوات الدعم السريع» (الناطق باسم القوات المسلحة السودانية عبر «إكس»)
TT

الجيش السوداني يعلن استعادة مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار

أفراد من الجيش السوداني كما ظهروا في مقطع فيديو للإعلان عن «تحرير» مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من عناصر «قوات الدعم السريع» (الناطق باسم القوات المسلحة السودانية عبر «إكس»)
أفراد من الجيش السوداني كما ظهروا في مقطع فيديو للإعلان عن «تحرير» مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من عناصر «قوات الدعم السريع» (الناطق باسم القوات المسلحة السودانية عبر «إكس»)

استعادت قوات الجيش السوداني، السبت، مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار في جنوب شرقي البلاد، ما يسهل على الجيش السيطرة على كامل الولاية. وأظهرت مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي، مئات الأشخاص يخرجون إلى الشوارع احتفالاً باستعادة المدينة التي ظلت لأكثر من 5 أشهر تحت سيطرة «قوات الدعم السريع».

وقال مكتب المتحدث الرسمي باسم الجيش، في بيان نشر على مواقع التواصل الاجتماعي، إن «القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى دخلت رئاسة الفرقة 17 مشاة بمدينة سنجة». ولم يصدر أي تعليق من «قوات الدعم السريع» التي كانت استولت في مطلع يوليو (حزيران) الماضي، على مقر «الفرقة 17 مشاة» في مدينة سنجة بعد انسحاب قوات الجيش منها دون خوض أي معارك. ونشر الجيش السوداني مقاطع فيديو تظهر عناصره برتب مختلفة أمام مقر الفرقة العسكرية الرئيسة.

بدوره، أعلن الناطق الرسمي باسم الحكومة وزير الثقافة والإعلام، خالد الأعيسر، عودة مدينة سنجة إلى سيطرة الجيش. وقال في منشور على صفحته في «فيسبوك»، نقلته وكالة أنباء السودان الرسمية، إن «العدالة والمحاسبة مقبلتان وستطولان كل من أسهم في جرائم، وستتم معاقبة المجرمين بما يتناسب مع أفعالهم».

وأضاف أن «الشعب السوداني وقواته على موعد مع تحقيق مزيد من الانتصارات التي ستعيد للبلاد أمنها واستقرارها، وتطهرها من الفتن التي زرعها المتمردون والعملاء ومن يقف خلفهم من دول وأطراف متورطة».

وفي وقت سابق، تحدث شهود عيان عن تقدم لقوات الجيش خلال الأيام الماضية في أكثر من محور صوب المدينة، بعد أن استعادت مدينتي الدندر والسوكي الشهر الماضي، إثر انسحاب «قوات الدعم السريع». وقال سكان في المدينة لـ«الشرق الأوسط»، إن قوات الجيش وعناصر المقاومة الشعبية انتشروا بكثافة في شوارع سنجة، وإنهم فرحون بذلك الانتصار.

مسلّحون من «قوات الدعم السريع» في ولاية سنار بوسط السودان (أرشيفية - مواقع التواصل)

وفي أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، خاض الجيش معارك ضارية ضد «قوات الدعم السريع»، نجح من خلالها في استعادة السيطرة على منطقة «جبل موية» ذات الموقع الاستراتيجي التي تربط بين ولايات سنار والجزيرة والنيل الأبيض. وبفقدان سنجة تكون «قوات الدعم السريع» قد خسرت أكثر من 80 في المائة من سيطرتها على ولاية سنار الاستراتيجية، حيث تتركز بقية قواتها في بعض البلدات الصغيرة.

يذكر أن ولاية سنار المتاخمة لولاية الجزيرة في وسط البلاد، لا تزال تحت سيطرة «قوات الدعم السريع»، التي تسيطر أيضاً على معظم أنحاء العاصمة الخرطوم ومنطقة غرب دارفور الشاسعة، إضافة إلى جزء كبير من ولاية كردفان في جنوب البلاد.

ووفقاً للأمم المتحدة نزح أكثر من نحو 200 ألف من سكان ولاية سنار بعد اجتياحها من قبل «قوات الدعم السريع».

واندلعت الحرب بين الجيش و«قوات الدعم السريع» في منتصف أبريل (نيسان) 2023، بعد خلاف حول خطط لدمج «الدعم السريع» في الجيش خلال فترة انتقالية كان من المفترض أن تنتهي بإجراء انتخابات للانتقال إلى حكم مدني، وبدأ الصراع في العاصمة الخرطوم وامتد سريعاً إلى مناطق أخرى. وأدى الصراع إلى انتشار الجوع في أنحاء البلاد وتسبب في أزمة نزوح ضخمة، كما أشعل موجات من العنف العرقي في أنحاء البلاد.