تفاعل «سوشيالي» في مصر مع «صفقة السكري»

وسط تساؤلات بشأن استفادة القاهرة من عملية البيع

وزير البترول المصري خلال زيارته «منجم السكري» نهاية الشهر الماضي (مجلس الوزراء المصري)
وزير البترول المصري خلال زيارته «منجم السكري» نهاية الشهر الماضي (مجلس الوزراء المصري)
TT

تفاعل «سوشيالي» في مصر مع «صفقة السكري»

وزير البترول المصري خلال زيارته «منجم السكري» نهاية الشهر الماضي (مجلس الوزراء المصري)
وزير البترول المصري خلال زيارته «منجم السكري» نهاية الشهر الماضي (مجلس الوزراء المصري)

أثار الإعلان عن تنفيذ صفقة استحواذ شركة «أنغلوغولد أشانتي» على شركة «سنتامين» المسؤولة عن تشغيل منجم «السكري» في مصر، تفاعلاً «سوشيالياً» في البلاد، بعدما بلغت قيمة الصفقة 1.9 مليار جنيه إسترليني للمنجم الذي يعد أحد أهم مناجم الذهب عالمياً، ويقع على ساحل البحر الأحمر.

وتصدر وسم «منجم السكري» منصة «إكس»، الأربعاء. وبينما انتقد متابعون «عملية البيع»، تحدث آخرون عن «المبالغ الكبيرة المتوقعة عقب توقيع الصفقة، ومدى استفادة مصر من الصفقة عبر الاستثمارات الجديدة». كما أشار مدونون آخرون إلى «عدم وجود علاقة بين الحكومة المصرية والصفقة الجديدة، كونها جرت بين شركتين».

وزير البترول المصري الأسبق، أسامة كمال، قال إنه «ليس للحكومة المصرية علاقة بالصفقة من قريب أو بعيد»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن عملية الاستحواذ جرت بين الشركة التي كانت تشغل المنجم (سنتامين) وشركة (أنغلوغولد أشانتي) التي تُعد من كبرى الشركات العالمية في هذا المجال، وعدَّ أن «الصفقة تحمل دلالات إيجابية عدة مهمة لقطاع التعدين والثروة المعدنية في مصر».

وأكد كمال أن اهتمام الشركة العالمية بالاستثمار في المنجم «أمر سيكون له انعكاسات إيجابية على زيادة الإنتاج عبر ضخ استثمارات جديدة، ما سيزيد من الحصة التي تحصل عليها الحكومة من المنجم»، موضحاً أن «عقد الإدارة والتشغيل الممنوح للشركة تحصل بموجبه مصر على حصة تبلغ 50 في المائة من الأرباح المحققة كل عام».

وبحسب بيانات صادرة عن شركة «سنتامين» في مارس (آذار) الماضي، «ارتفع العائد الذي حصلت عليه الحكومة المصرية من المنجم إلى 139 مليون دولار خلال 2023». (الدولار الأميركي يساوي 48.37 جنيهاً في البنوك المصرية).

الخبير الاقتصادي المصري، كريم العمدة، يرى أن الصفقة تضمنت بيع حق الإدارة وليس المنجم، لكون المنجم ملكاً للدولة المصرية بالأساس، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن شركة «سنتامين» التي باعت للشركة العالمية هي نفسها التي استحوذت على حق الإدارة من شركة «الفراعنة» التي كانت تدير المنجم في السابق.

وأوضح العمدة، أن «الحكومة المصرية تحصل على حقها من عائدات المنجم وتحصّل الضرائب بشكل اعتيادي وفق اتفاقية حق الإدارة، مؤكداً أن «التوسع في ضخ الاستثمارات سيساعد في تحقيق زيادة نسبة الحكومة»، لكن في المقابل فإن قيمة الصفقة نفسها البالغة 2.5 مليار دولار «ليست للحكومة المصرية علاقة بها، ولن تدخل إلى خزانة الدولة كونها نشاطاً بين شركتين».

ووفق البيانات الصادرة حول «منجم السكري» فإن إجمالي الإيرادات بلغ 891 مليون دولار العام الماضي، بارتفاع 13 في المائة، مع تحقيق صافي أرباح وصل إلى 92.3 مليون دولار، بما يمثل زيادة بنسبة 27 في المائة مقارنة بعام 2022.

وكان وزير البترول والثروة المعدنية المصري، كريم بدوي، أكد خلال زيارة «منجم السكري» الشهر الماضي، أهمية المنجم كونه نموذجاً متطوراً للاستثمار التعديني، والحرص الكامل على تدعيم ما يحققه من نجاحات في ظل جهود زيادة الإنتاج به، واستخدام تقنيات حديثة، ما يسهم في إطالة عمر الإنتاج في المنجم، الذي تمكن من تحقيق إنتاج بلغ 5.8 مليون أوقية منذ بدء الإنتاج.


مقالات ذات صلة

محادثات مصرية - ألمانية تناولت «سد النهضة» ومستجدات المنطقة

شمال افريقيا الرئيس المصري خلال محادثات مع نظيره الألماني في القاهرة (الرئاسة المصرية)

محادثات مصرية - ألمانية تناولت «سد النهضة» ومستجدات المنطقة

أكد الرئيس المصري أنه اتفق مع نظيره الألماني على أهمية التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

فتحية الدخاخني (القاهرة )
شمال افريقيا اجتماع مجلس الوزراء المصري برئاسة مصطفى مدبولي (مجلس الوزراء المصري)

الحكومة المصرية تؤكد رغبة القاهرة وأنقرة في مزيد من تطوير العلاقات

أكدت الحكومة المصرية أن «هناك رغبة صادقة لمصر وتركيا في إحداث المزيد من تطوير العلاقات والتعاون بينهما خلال المرحلة المقبلة».

«الشرق الأوسط»
شمال افريقيا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال لقاء نظيره الألماني فرنك فالتر شتاينماير (د.ب.أ)

السيسي وشتاينماير يبحثان حرب غزة وسد النهضة

قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، إنه بحث، الأربعاء، مع نظيره الألماني فرنك فالتر شتاينماير الأوضاعَ في قطاع غزة وأهمية التوصل إلى وقف لإطلاق النار.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا الرئيس الألماني فرانك - فالتر شتاينماير لدى وصوله إلى القاهرة (د.ب.أ)

شتاينماير يبدأ زيارة رسمية للقاهرة

بدأ الرئيس الألماني فرانك - فالتر شتاينماير زيارة تستغرق ثلاثة أيام إلى مصر. وتهدف الزيارة إلى تكريم الشراكة الوثيقة التي تجمع البلدين منذ عقود.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
العالم العربي جامعة الأزهر بالقاهرة (صفحة الجامعة - فيسبوك)

جامعة الأزهر توقف أستاذاً أفتى بجواز «سرقة الكهرباء»

أوقفت جامعة الأزهر بمصر، الثلاثاء، الدكتور إمام رمضان إمام، أستاذ مساعد العقيدة والفلسفة بكلية التربية في الجامعة، بعد أن أفتى بإباحة «سرقة الكهرباء».

أحمد إمبابي (القاهرة)

قتيل وثلاثة جرحى بانهيار مبنى في الجزائر

أحد الشوارع في العاصمة الجزائر (أرشيفية - رويترز)
أحد الشوارع في العاصمة الجزائر (أرشيفية - رويترز)
TT

قتيل وثلاثة جرحى بانهيار مبنى في الجزائر

أحد الشوارع في العاصمة الجزائر (أرشيفية - رويترز)
أحد الشوارع في العاصمة الجزائر (أرشيفية - رويترز)

توفي شخص وأصيب ثلاثة آخرون، اليوم (الأربعاء)، في انهيار مبنى قديم على مسكن مجاور له في القصبة بالعاصمة الجزائرية والمدرجة في قائمة التراث العالمي لـ«اليونيسكو»، كما أعلنت مصالح الحماية المدنية.

وقالت في بيان إنها «تدخلت في حدود منتصف الليل والنصف بشارع لوني أرزقي ببلدية القصبة إثر حادث انهيار كلي لمسكن أرضي هش مهجور على مسكن مجاور له، مخلفاً وفاة امرأة وإصابة ثلاثة آخرين من العائلة نفسها بجروح».

ترد بانتظام في الصحافة الجزائرية أخبار عن حوادث انهيار جدران أو منازل في هذا الحي الذي تدهور وضعه على مر السنوات تحت تأثير الزلازل والفيضانات والحرائق الناجمة عن المنشآت المتداعية.

في 2019، قتل خمسة أشخاص من عائلة واحدة، بينهم رضيع وطفل يبلغ 8 سنوات، في انهيار مبناهم قبالة مسجد كتشاوة التاريخي. واضطر والي الجزائر العاصمة الذي حضر إلى مكان الحادث، للعودة بعدما طارده السكان الغاضبون وتمت إقالته على الفور.

ورغم خطة الإنقاذ والتجديد التي أطلقت في 2012، لا تزال بعض المنازل مهددة بالسقوط ويتم دعمها بعوارض خشبية أو معدنية.

تمتد القصبة على مسافة 105 هكتارات وتتضمن كثافة سكانية عالية (أكثر من 40 ألف نسمة)، وهي عبارة عن مجموعة متشابكة من المنازل المبنية على منحدر شديد يبلغ ارتفاعه 118 متراً.

يعد هذا المكان بقلعته العثمانية التي تعود إلى القرن السادس عشر والمطلة على خليج الجزائر من أجمل المواقع البحرية في البحر المتوسط.

والقصبة، موقع محمي من قبل اليونيسكو منذ عام 1992، هي أيضاً مكان لذكرى حرب الاستقلال ضد فرنسا، القوة الاستعمارية (1830 - 1962)، لأنها كانت مسرحاً لـ«معركة الجزائر» الدامية التي جرت بين جبهة التحرير الوطني والجيش الفرنسي بين يناير (كانون الثاني) وأكتوبر (تشرين الأول) 1957.