«الوطني الليبي» يعلن «نجاح» مهمة قواته في تأمين الجنوب

تأكيد أممي على تعزيز المسار الديمقراطي للوصول للانتخابات

عناصر تابعة لرئاسة القوات البرية بـ«الجيش الوطني» الليبي (رئاسة القوات)
عناصر تابعة لرئاسة القوات البرية بـ«الجيش الوطني» الليبي (رئاسة القوات)
TT

«الوطني الليبي» يعلن «نجاح» مهمة قواته في تأمين الجنوب

عناصر تابعة لرئاسة القوات البرية بـ«الجيش الوطني» الليبي (رئاسة القوات)
عناصر تابعة لرئاسة القوات البرية بـ«الجيش الوطني» الليبي (رئاسة القوات)

بينما أعلن «الجيش الوطني» الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، إنهاء مهمة لقواته لتأمين الحدود الجنوبية بـ«نجاح»، واصلت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية وبناء السلام، روزماري دي كارلو، محادثتها مع مختلف أفرقاء الأزمة بالبلاد.

آليات تابعة لرئاسة القوات البرية بـ«الجيش الوطني» الليبي (رئاسة القوات)

وأعلنت رئاسة أركان القوات البرية بـ«الجيش الوطني»، عودة قواتها إلى ثكناتها، بعدما «أنهت بنجاح» مهمتها في تأمين الجنوب الليبي، إثر ما وصفته بـ«معارك شرسة مع العصابات الإجرامية»، أسفرت عن «القضاء على العديد من العناصر الإجرامية، وتطهير المنطقة من الأسلحة والمخدرات»، مقابل سقوط عدد، لم تحدده، من عناصر الجيش، ما بين قتيل وجريح.

وأوضحت: «إن القوات، التي أدت واجبها على أكمل وجه، حققت انتصارات كبيرة وحافظت على أمن واستقرار الجنوب»، مشيرة إلى أن الدوريات الصحراوية «حظيت بدعم كبير من سكان الجنوب الليبي الذين عبروا عن شكرهم وتقديرهم للجهود المبذولة لتأمين مناطقهم»، ولفتت إلى أنها أجرت عمليات تفتيش على الوحدات العائدة إلى ثكناتها، للتأكد من بقائها على أهبة الاستعداد لتنفيذ أي أوامر.

في شأن مختلف، قال رئيس المفوضية العليا للانتخابات، عماد السايح، إنه بحث، الثلاثاء، بطرابلس مع ديكارلو، بحضور القائمة بأعمال رئيس البعثة الأممية ستيفاني خوري، آخر مستجدات مسار العملية الانتخابية، وسبل دعم المجتمع الدولي للمفوضية من خلال الخبرات المساندة في مجال إدارة وتنفيذ الانتخابات.

ونقل عن ديكارلو إشادتها بجهود المفوضية في مراحل العملية الانتخابية، التي تم إنجازها لانتخابات المجالس البلدية، مؤكدة التزام الدول المانحة بتعزيز المسار الديمقراطي في ليبيا، وصولاً لاستكمال الاستحقاقات الانتخابية المرتقبة.

لقاء ديكارلو مع لجنة «5+5» العسكرية في بنغازي (البعثة الأممية)

وكانت ديكارلو، قد التقت، مساء الاثنين، مع أعضاء اللجنة العسكرية المشتركة «5+5» في مدينة بنغازي، بمناسبة اجتماعهم الأول في المدينة هذا العام، كما أكدت في اجتماعها بممثلين عن المجتمع المدني والشباب في المنطقة الشرقية، «أهمية وجود فضاء مدني حر»، مشيرة إلى أن لقاءاتها «ركزت على المصالحة الوطنية وضرورة التغلب على الانقسامات السياسية والأمنية من خلال الحوار التوافقي».

لقاء الدبيبة مع خوري (حكومة الوحدة)

من جهته، استغل رئيس حكومة «الوحدة» المؤقتة عبد الحميد الدبيبة، اجتماعه، مساء الاثنين، بطرابلس، مع خوري، للتأكيد على «أهمية التعاون مع البعثة الأممية في دورها لدعم الحوار الوطني وتحقيق الاستقرار الدائم، بما يحفظ استقلالية القرار الليبي وسيادته على المؤسسات الوطنية»، مشدداً على «أهمية مواصلة العمل المشترك لضمان تهيئة الظروف المناسبة لإجراء الانتخابات، وإنهاء المرحلة الانتقالية، بما يحقق تطلعات الشعب في بناء دولة مستقرة».

كما ناقش الدبيبة، مع سفيرة كندا إيزابيل سافارد، سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، والتعاون في مجالات مختلفة، منها تسهيل منح التأشيرات للمواطنين الليبيين الراغبين في السفر إلى كندا، إضافة إلى توسيع فرص المنح الدراسية المُقدمة للطلبة الليبيين للدراسة في الجامعات الكندية، وتفعيل الاتفاقيات المتعلقة بالتعليم وتسهيل إجراءاتها.

يأتي ذلك فيما تستأنف بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، الأربعاء، تيسير المشاورات بشأن حل أزمة «مصرف ليبيا المركزي»، وذلك بالاتفاق مع ممثلي مجلس النواب و«المجلس الأعلى» للدولة من جهة، وممثل «المجلس الرئاسي» من جهة أخرى.

وقالت البعثة، الثلاثاء، إنها «تواصل مساعيها المكثفة مع الأطراف المعنية»، مؤكدة أن «الوقت عامل حاسم في التوصل إلى حل توافقي للأزمة والحد من آثارها السلبية».

وفى العاصمة طرابلس، نجحت «قوة التدخل السريع» التابعة لحكومة «الوحدة»، في إعادة فتح الطريق الساحلي القره بوللي، بعد إغلاقه من قبل محتجين على انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة، وتدهور الأوضاع الخدمية والمعيشية.

وأغلق المحتجون الطريق بإشعال الإطارات، قبل أن تتدخل قوات الأمن لفض الاحتجاج وفتح الطريق.

من جانبها، أرجعت مديرية أمن «معبر رأس جدير» الازدحام الشديد الذي شهده المعبر، مساء الاثنين، إلى توقف ممر الخروج عن العمل، بسبب عطل فني بإحدى الحافلات المارة، مشيرة إلى أن الحركة مستمرة، بعد تخصيص ممر خاص بالحالات الطارئة وسيارات الإسعاف.

وفى شأن آخر، قالت وسائل إعلام محلية، إن «المجلس الرئاسي»، أصدر بوصفه «القائد الأعلى للجيش الليبي»، قراراً بالعفو العام عن جميع ضباط الصف والجنود وكل العسكريين الذين دخلوا مرحلة الهروب والغياب، بشرط التحاقهم بأقرب وحدة عسكرية، في غضون شهر.

وكان اللواء (444 قتال)، التابع للرئاسي وحكومة «الوحدة»، أصدر قراراً مماثلاً، وطالب الهاربين والمتغيبين من عناصره، بالالتحاق بمعسكراته في طرابلس وترهونة وبني وليد والشقيقة والعربان، وتعهد بتسوية أوضاعهم وعدم بمعاقبتهم، بناءً على قرار «الرئاسي».

ولم ينشر «المجلس الرئاسي»، قراره بالعفو الذي، تم تسريبه، علماً بأن مجلس النواب، كان قد سحب من «الرئاسي»، صفة «القائد الأعلى للجيش»، على ضوء الخلافات المستمرة بين المجلسين، حول إدارة «المصرف المركزي».


مقالات ذات صلة

منظمة العفو الدولية تدين «قمع المعارضين» في ليبيا

شمال افريقيا قوات من «الجيش الوطني الليبي» قرب مرفأ السدرة النفطي في راس لانوف شرق ليبيا (أرشيفية - رويترز)

منظمة العفو الدولية تدين «قمع المعارضين» في ليبيا

المنظمة الدولية تستند إلى شهادات معتقلين سابقين، وعائلات سجناء، ومحامين، ومدافعين عن حقوق الإنسان.

«الشرق الأوسط» (تونس)
شمال افريقيا صورة وزعها «المصرف المركزي» للقاء قيادته مع قيادات «مؤسسة النفط» في طرابلس

ليبيا: تأجيل مفاجئ لاجتماع حسم أزمة «المركزي» رغم الضغط الخارجي

بشكل مفاجئ أُجل الاجتماع، الذي كان مقرراً عقده الاثنين في العاصمة طرابلس، بين ممثلي مجالس «الرئاسي» و«النواب» و«الدولة» مع البعثة الأممية، لحل أزمة «المركزي».

خالد محمود (القاهرة)
شمال افريقيا مواطنون من سكان الزاوية بغرب ليبيا يحذّرون من التصعيد الأمني في مدينتهم (من مقطع فيديو متداول على مواقع التواصل)

هل تنجح سلطات العاصمة الليبية في تجاوز «فتنة» اغتيال «البيدجا»؟

تُسارع السلطات المختلفة بالعاصمة الليبية لاحتواء تداعيات عملية اغتيال قائد «معسكر الأكاديمية البحرية»، وسط تساؤلات حول قدرتها على تجاوز تداعيات مقتله.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا عملاء ينتظرون دورهم في أحد البنوك بمدينة مصراتة غرب ليبيا (أ.ف.ب)

​ترقب ليبي لإنهاء أزمة «المركزي» وتشغيل النفط لمواجهة «تردٍّ معيشي»

تترقب الأوساط الليبية اجتماعاً لممثلي «المجالس الثلاثة» برعاية أممية علّه ينهي الصراع على المصرف ويُعيد تشغيل النفط وذلك للحد من الأزمات المعيشية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السايح يستقبل الممثلة المقيمة الجديدة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في ليبيا (المفوضية)

​ليبيا: نجاة قائد ميليشيا من محاولة اغتيال... وحبس آخر احتياطياً

تشهد مدينة الزاوية غرب ليبيا حالة من التوتر الأمني بعد تعرض الميليشياوي معمر الضاوي آمر «الكتيبة 55 مشاة» لمحاولة اغتيال وحبس «الفار» احتياطياً

خالد محمود (القاهرة)

الأمم المتحدة تطالب ليبيا بأولوية إعادة إعمار درنة

صورة أرشيفية لمدينة درنة بعد الإعصار(الجيش الوطني الليبي)
صورة أرشيفية لمدينة درنة بعد الإعصار(الجيش الوطني الليبي)
TT

الأمم المتحدة تطالب ليبيا بأولوية إعادة إعمار درنة

صورة أرشيفية لمدينة درنة بعد الإعصار(الجيش الوطني الليبي)
صورة أرشيفية لمدينة درنة بعد الإعصار(الجيش الوطني الليبي)

عدّت بعثة الأمم المتحدة لدى ليبيا، أن تأثير كارثة عاصفة «دانيال» والفيضانات المدمرة التي ضربت مدينة درنة والمناطق المحيطة بها في شرق البلاد «لا يزال عميقاً»، بينما اتهمت منظمة «هيومن رايتس ووتش» الأميركية السلطات الليبية بـ«التقاعس» عن تقديم التعويض والدعم الكافيَيْن لإعادة الإعمار ومحاسبة المجموعات المسلحة.

جانب من الدمار الذي لحق بدرنة من جراء الإعصار (رويترز)

ولفتت البعثة الأممية، في بيان بمناسبة مرور عام على هذه الذكرى، الثلاثاء، إلى «أن تحديد الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) بصفته يوم حداد وطنياً على درنة والمناطق المتضررة من الفيضانات، يعبر عن الحزن العميق الذي يوحد الناس في ليبيا، ويسلط الضوء على الحاجة المستمرة إلى الدعم المستدام للمتضررين».

وحثت البعثة السلطات الليبية، على مواصلة «إعطاء الأولوية لإعادة بناء البنية التحتية الحيوية والمساكن، واستعادة سبل العيش، وتعزيز قدرة المجتمع على الصمود في جميع المناطق المتضررة، وإيلاء اهتمام خاص أكبر بالأسر التي لا تزال نازحة، والأشخاص الأكثر ضعفاً من بين المتضررين من الكارثة، وخاصة النساء والأرامل والأطفال والأيتام والأشخاص ذوي الإعاقة».

وأكدت القائمة بأعمال رئيس بعثة الأمم المتحدة، ستيفاني خوري، أن «الحاجة لا تزال ماسة لإعادة الإعمار والتنمية على المدى الطويل بشكل منسق وفعال وكفء»، مجددة الدعوة «إلى العمل معاً لصالح المتضررين وضمان احترام الشفافية والرقابة والمساءلة في جهود إعادة الإعمار».

وتعرضت مدينة درنة والمناطق المحيطة لأضرار فادحة وواسعة النطاق، حيث جرفت الفيضانات أحياء بأكملها ودمرت مدارس وأسواقاً وبنيات تحتية عامة، مؤدية في طريقها إلى مقتل واختفاء الآلاف من الأشخاص ونزوح آلاف آخرين من منازلهم.

من جهتها، أعربت بعثة الاتحاد الأوروبي، في بيان مشترك مع البعثات الدبلوماسية لدوله الأعضاء، بمناسبة ذكرى «الإعصار» عن أملها في «أن تسود روح الوحدة البلاد»، وعدّت ليبيا «تواجه تحديات جديدة، تتطلب حلولاً سلمية ومبنية على التوافق».

وجددت البعثة الأوروبية «تعاطفها العميق مع الأسر والمجتمعات المحلية، التي تضررت في درنة»، مشيرة إلى أن الاتحاد ودوله، «دعموا تكاتف الليبيين لتقديم الإغاثة».

بدورها، اتهمت منظمة «هيومن رايتس ووتش» الأميركية، السلطات الليبية بـ«التقاعس» عن تقديم التعويض والدعم الكافيَيْن لإعادة الإعمار، مشيرة إلى «أن المجموعات المسلحة لم تحاسَب بعد على التقصير في الاستجابة الطارئة الذي منع الناس من التماس الأمان».

ونقلت المنظمة عن ناجين من الفيضانات، أنهم يواجهون عوائق في الحصول على التعويض المنصف، ودعم إعادة الإعمار وسط ركود سياسي يقيّد بشدة قدرة النازحين على العودة إلى ديارهم.

وتشير إلى أن الدمار والأضرار التي أصابت البنية التحتية في درنة منتشرة بما يشمل المنازل، وشبكات المياه والصرف الصحي، وشبكات الكهرباء، والمستشفيات، والمدارس. أما الاستفادة من الخدمات الحكومية والمالية فمحدودة، بينما ما يزال آلاف الضحايا مجهولي الهوية أو مفقودين.

وأوضحت المنظمة، التي تحدثت مع ناجين من الفيضان نزحوا من مدينتَيْ درنة وأجدابيا الشرقيتين ومدينة مصراتة الغربية، أن الدعم الوحيد الذي حصلوا عليه في أعقاب الكارثة مباشرة، كان من مبادرات ليبية خاصة أو جمعيات إغاثية أجنبية أو محلية.

ورأت أنه من «واجب السلطات الليبية إعمال الحق في الصحة، والسكن، والتعليم، والكهرباء، والمياه، والصرف الصحي للأشخاص، بمن فيهم المتضررون من الفيضانات».

ووفقاً لما أعلنه كمال السيوي، رئيس «هيئة البحث والتعرف على المفقودين»، فقد بلغ عدد الجثث المنتشلة لضحايا درنة 3734 جثة من بينها أشلاء، بينما بلغ عدد البلاغات الواردة للهيئة من أهالي الضحايا 3028 بلاغاً، مشيراً في تصريحات لوسائل إعلام محلية، إلى أنه تم تحليل أكثر من 1100 عينة حمض نووي بعد سحبها من أهالي الضحايا، وعقب استكمال قاعدة البيانات الوراثية، سيتم العمل على العينات المسحوبة من الجثث.

صالح وبالقاسم حفتر يفتتحان مشروعات في درنة (صندوق إعمار درنة)

بدوره، أشاد رئيس مجلس النواب، المستشار عقيلة صالح، خلال افتتاحه مساء الاثنين، بعض المشاريع الخدمية التي نفذها «صندوق إعمار» في مدينة درنة، بإنجازها في زمن قياسي بجودة عالمية، وبدور الشركات المصرية.

عاجل بدء المناظرة الرئاسية بين الديمقراطية كامالا هاريس والجمهوري دونالد ترمب