تصريحات منسوبة لسيف القذافي تعيده للساحة السياسية الليبية

بعد انتقاد الدبيبة لنظام والده وتأكيده أنه «لن يحكم البلاد مرة ثانية»

صورة لسيف القذافي تداولها أنصاره على صفحاتهم الشخصية
صورة لسيف القذافي تداولها أنصاره على صفحاتهم الشخصية
TT

تصريحات منسوبة لسيف القذافي تعيده للساحة السياسية الليبية

صورة لسيف القذافي تداولها أنصاره على صفحاتهم الشخصية
صورة لسيف القذافي تداولها أنصاره على صفحاتهم الشخصية

احتفى مؤيدون لسيف الإسلام، نجل الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، على نطاق واسع بأحدث ظهوره المصور، بالإضافة إلى تصريحين منسوبين له، في إطار مناكفات سياسية مع رئيس حكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة، عبد الحميد الدبيبة.

وكان الدبيبة قد أتى، مطلع الأسبوع الحالي، على ذكر النظام السابق، وقال إنه «لن يحكم ليبيا مرة ثانية».

ويُبقي أنصار سيف الإسلام عليه حاضراً في المشهد السياسي الحالي، من خلال تصريحات غير موثقة؛ للتأكيد على قربه من الحياة العامة، رغم أنه لم يظهر في مكان عام، باستثناء حضوره مقر المفوضية العليا للانتخابات لتقديم أوراق ترشحه قبل قرابة ثلاثة أعوام.

التصريح الأول، الذي راج عبر صفحات مؤيدين للنظام السابق، والذي نُسب إلى سيف، تحدث فيه هذا الأخير دون تسمية أحد، وقال: «نعلن للشعب الليبي بشرى سارة؛ النفايات الموجودة على السكة سيتم نقلها قريباً إلى مكب النفايات».

ورأى بعض أنصار سيف في هذا التصريح إشارة إلى «العمل على إزاحة» حكومة «الوحدة» من السلطة، بالنظر إلى مقر ديوان مجلس الوزراء، الواقع في طريق السكة بطرابلس العاصمة، غير أن أحد قادة قبيلة القذاذفة نفى لـ«الشرق الأوسط» أن «يكون هذا مغزى حديث (الدكتور) سيف»، وقال موضحاً: «لم نعتد عنه بذيء الكلام».

وتطرق الدبيبة خلال كلمة له أمام فعاليات ختام «ملتقى شباب ليبيا الجامع» في مصراتة، بداية الأسبوع، إلى «الذين يريدون العودة إلى السلطة»، وذكر من بينهم النظام السابق، ومؤيدي «الملكية الدستورية»، وقال متحدياً: «لن يحكمونا».

سيف الإسلام القذافي (أ.ب)

وفي أعقاب الإعلان عن نتائج الانتخابات المحلية، التي جرت في 58 بلدية مؤخراً، حرص أنصار سيف الإسلام على إبراز حضوره بتصريح تحدث فيه عن «انتصار كبير في ذلك الاستحقاق»، عبر مؤيدين له، حيث قال: «لقد حققنا بفضل الله وعونه انتصاراً ساحقاً في الانتخابات، ونقول للذين يحاولون طمس هذه الحقيقة: لن تفلحوا... ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً».

لكن بخلاف التصريحات المنسوبة لسيف، والتي عادةً ما تكتب بخط اليد، جاء التصريح الأخير مصفوفاً ومشكلاً لغوياً.

ولا تزال المحكمة الجنائية الدولية تطالب السلطات الليبية بتسليم سيف القذافي؛ لاتهامه بـ«ارتكاب انتهاكات وجرائم حرب» خلال اندلاع «ثورة 17 فبراير (شباط)»، التي أطاحت بنظام والده عام 2011. لكن موالين للنظام ينفون ذلك.

وعلاوة على تصريح سيف الإسلام، تداول مؤيدوه صورة له بمعطف وغطاء رأس في مكان مجهول، عدّت الأحدث له. وقد حرص متداولو الصورة على طمس هوية مرافقيه لدواعٍ أمنية، بحسب أنصاره.

ويدفع عدم ظهور سيف إلى العلن، وعدم توفر متحدث رسمي باسمه، إلى تداول معلومات عديدة منسوبة له، من بينها تداول وسائل إعلام محلية اجتماعه مؤخراً ببعض أعضاء مجلسي النواب و«الأعلى للدولة»؛ بقصد التباحث معهم حول تشكيل «حكومة جديدة»، وهي المعلومات التي لم يؤكدها أو ينفها المجلسان.

وقال الأكاديمي الليبي، مصطفى الفيتوري، إن «كل مسارات التحقيق بخصوص سيف القذافي انتهت، ولم تعد هناك تهم جديدة تستدعي التحقيق بخصوصها، ولا تهم قديمة تستدعي استمرار التحقيق فيها».

ليبيون خلال مشاركتهم في الانتخابات البلدية بترهونة (أ.ب)

وتجاوزت نسبة المشاركة في الانتخابات البلدية للمجموعة الأولى 77.2 في المائة، بحسب عماد السايح، رئيس «المفوضية العليا للانتخابات»، التي عدّها «الأعلى في تاريخ المحليات».

ونسبت صحيفة «العنوان» الليبية إلى ما أسمتها مصادر من مدينة الزنتان، أن النائب بشير الأحمر، الذي ينتمي إلى مدينة ورشفانة، تحدث عن عقد صفقة مع سيف؛ لضمان تشكيل تلك الحكومة، ولفتت إلى أن اللقاء عقد في المدينة بحماية من العقيد العجمي العتيري، آمر كتيبة «أبو بكر الصديق»، والمسؤول السابق عن تأمينه في أثناء فترة احتجازه بالمدينة.

وتذكيراً بقضية سيف في «الجنائية الدولية»، يقول الفيتوري: «لم تتقدم أي منظمة مجتمع مدني ليبية بأي مذكرات إلى المحكمة للدفاع عن (الدكتور) سيف، باستثناء مجلس القبائل في جلسة نوفمبر (تشرين الثاني) 2019، والتي كان لي شرف المشاركة فيها رفقة الراحل عبد السلام عمارة»، متسائلاً عن ماهية «المنظمات والجمعيات المعنية بالأمر».


مقالات ذات صلة

«الرئاسي» الليبي يطلق آلية لتثبيت الهدنة في طرابلس

شمال افريقيا اجتماع «الرئاسي» الليبي مع البعثة الأممية وقيادات عسكرية بغرب البلاد (الرئاسي الليبي)

«الرئاسي» الليبي يطلق آلية لتثبيت الهدنة في طرابلس

أطلق المجلس الرئاسي في ليبيا، بحضور رئيس الأركان العامة، ورؤساء الأركان النوعية للجيش في غرب البلاد آلية لتثبيت الهدنة، لتعزيز الاستقرار في العاصمة طرابلس.

جمال جوهر (القاهرة)
تحليل إخباري الدبيبة مستقبلاً في مكتبه وفداً من الهيئة الطرابلسية السبت (مكتب الدبيبة)

تحليل إخباري تساؤلات حول مستقبل «الوحدة» الليبية

يعتقد سياسيون ومراقبون أن بقاء الدبيبة في السلطة لم يعد ممكناً بعد الحراك الشعبي الليبي ضد حكومته، متحدثين عن احتمالات عدة بشأن حكومته في الأيام المقبلة.

جاكلين زاهر (القاهرة)
شمال افريقيا رئيس حكومة «الوحدة» الليبية عبد الحميد الدبيبة مستقبلاً وفداً من أعيان ووجهاء مدينة صبراتة... الأحد (حكومة «الوحدة»)

الدبيبة يتهم صالح والمشري وحفتر بـ«إغراق طرابلس في الفوضى»

دعا عبد الحميد الدبيبة، رئيس الحكومة المؤقتة في العاصمة الليبية، الميليشيات إلى «الانضمام لمؤسسات الدولة»، موجهاً اتهامات للأطراف السياسية المعارضة له.

خالد محمود
شمال افريقيا واحدة من الجثث الـ9 التي كشف عثر عليها جهاز المباحث الجنائية بغرب ليبيا (وزارة الداخلية بحكومة الوحدة)

ما حقيقة العثور على 45 جثة لجنود تابعين لحفتر في طرابلس؟

كشف جهاز أمني تابع لحكومة طرابلس الليبية عن وجود 9 جثث داخل ثلاجة مهجورة بأحد المشافي، بينما سارعت ميليشيات للحديث عن أن عددها 45 جثة وتعود لـ«الجيش الوطني».

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا صورة متداولة لإغلاق طرق رئيسية في طرابلس

محتجّون يصعّدون ضد حكومة الدبيبة بإغلاق طرق وشوارع في طرابلس

أغلق محتجون طرقاً رئيسية بالعاصمة الليبية طرابلس في محاولة لإسقاط حكومة «الوحدة»، بينما تشير الأخيرة إلى انتهاء المظاهرات الشعبية ضدها.

خالد محمود (القاهرة)

«الرئاسي» الليبي يطلق آلية لتثبيت الهدنة في طرابلس

اجتماع «الرئاسي» الليبي مع البعثة الأممية وقيادات عسكرية بغرب البلاد (الرئاسي الليبي)
اجتماع «الرئاسي» الليبي مع البعثة الأممية وقيادات عسكرية بغرب البلاد (الرئاسي الليبي)
TT

«الرئاسي» الليبي يطلق آلية لتثبيت الهدنة في طرابلس

اجتماع «الرئاسي» الليبي مع البعثة الأممية وقيادات عسكرية بغرب البلاد (الرئاسي الليبي)
اجتماع «الرئاسي» الليبي مع البعثة الأممية وقيادات عسكرية بغرب البلاد (الرئاسي الليبي)

قال المجلس الرئاسي الليبي إنه بصفته القائد الأعلى للجيش الليبي، أطلق آلية لتثبيت الهدنة، وتعزيز الاستقرار في العاصمة طرابلس بحضور المبعوثة الأممية هانا تيتيه.

وكان المنفي قد عقد اجتماعاً مع تيتيه، الأحد، بحضور رئيس الأركان العامة محمد الحداد ومعاونه، ورؤساء الأركان النوعية للجيش وآمري المناطق العسكرية.

وأوضح المجلس في بيانه أن الاجتماع تناول التطورات الأخيرة التي شهدتها العاصمة طرابلس، وسُبل التعامل مع تداعياتها من خلال «إطلاق آلية لتثبيت الهدنة، ودعم ترتيبات أمنية تفضي لتهدئة دائمة، وتعزز الاستقرار»، وذلك ضمن إطار مسؤوليات المجلس الرئاسي بوصفه سلطة عليا للقيادة العسكرية في البلاد.

وشدد المنفي، خلال اللقاء، على ضرورة العمل المشترك بين الأطراف العسكرية والأمنية كافة «لضمان عدم تكرار مثل هذه الأحداث»، والحفاظ على الأمن العام، مؤكداً على دور المؤسسة العسكرية في حماية المواطنين، وضبط الأوضاع بما يخدم مسار الاستقرار السياسي والأمني.

ونقل المجلس الرئاسي أن الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة، شددت على «دعم البعثة الكامل لخطوات المجلس في هذا الاتجاه»، مؤكدةً أن المجتمع الدولي، بما في ذلك مجلس الأمن، يُساند هذه الجهود، ويعدها أساسية لتحقيق الأمن والاستقرار في ليبيا، لا سيما في ظل التطورات التي شهدتها العاصمة مؤخراً.

جانب من القوات التي تفصل بين المتقاتلين في طرابلس (شعبة الاحتياط بقوة مكافحة الإرهاب)

وسبق للبعثة الأممية القول إنها تراقب من كثب «الهدنة الهشة» في طرابلس، مكررة دعوتها العاجلة للتشكيلات المسلحة كافة بالعودة إلى ثكناتها «دون أي تأخير»، مشددة على «أهمية الامتثال الكامل لوقف إطلاق النار، وحثت جميع الأطراف على الامتناع عن «أي أعمال، أو تصريحات من شأنها تصعيد التوترات».

وتشارك قوة «شعبة الاحتياط بقوة مكافحة الإرهاب»، برئاسة مختار الجحاوي، ضمن القوات التي دخلت بوصفها قوة فض نزاع وسط العاصمة طرابلس، بالإضافة إلى 6 كتائب وألوية مسلحة أخرى. وقالت القوة إنها نشرت أفرادها وآلياتها وسط العاصمة وفي نقاط التماس، «وقابل ذلك استجابة الأطراف المتنازعة التي سحبت بدورها آلياتها من أماكن الاشتباك».

جانب من القوات التي تفصل بين المتقاتلين في طرابلس (شعبة الاحتياط بقوة مكافحة الإرهاب)

كما يشارك «شعبةَ الاحتياط» في فض النزاع «جهازُ مكافحة الإرهاب والتنظيمات المتطرفة»، و«جهازُ القوة المساندة»، بإمرة أحمد عيسى، و«الكتيبة 603» بإمرة محمد الحصان، و«اللواء «53» بإمرة صلاح القذافي، و«اللواء 222 مجحفل» بإمرة حسين شواط، بالإضافة إلى وجود فرق طب الطوارئ والدعم.