«الوحدة» الليبية تشكّل لجنة طوارئ لمواجهة مخاطر سيول «متوقعة»

ضربت مدينة غات وسبّبت مخاوف للسكان

جانب من جريان السيول في غات جنوب ليبيا (من مقطع فيديو)
جانب من جريان السيول في غات جنوب ليبيا (من مقطع فيديو)
TT

«الوحدة» الليبية تشكّل لجنة طوارئ لمواجهة مخاطر سيول «متوقعة»

جانب من جريان السيول في غات جنوب ليبيا (من مقطع فيديو)
جانب من جريان السيول في غات جنوب ليبيا (من مقطع فيديو)

قالت حكومة «الوحدة الوطنية» الليبية المؤقتة، برئاسة عبد الحميد الدبيبة، إنها «وضعت خطة طوارئ» لمجابهة التحديات، التي قد تنجم عن جريان الأودية والسيول، جراء تقلبات الأحوال الجوية وتساقط الأمطار الغزيرة في بعض المناطق بالبلاد.

وتشهد ليبيا تقلّبات جوية أدت إلى سقوط أمطار غزيرة، تحولت إلى سيول في مناطق متفرقة من البلاد، وتسبّبت في أضرار جسيمة بالممتلكات والمزارع. في حين تعاني مدينة غات الكبرى (جنوب)، منذ يومين من جريان للسيول والأودية، ولا سيما في المناطق الصحراوية، وسط مخاوف من استمرار الطقس السيئ، ووصول المياه إلى داخل المدينة.

لجنة الطوارئ التابعة لوزارة الحكم المحلي بحكومة «الوحدة» (الوزارة)

وقالت وزارة الحكم المحلي بحكومة «الوحدة»، اليوم (الجمعة)، إنه تنفيذاً لقرارات رئيس الحكومة عقدت «اللجنة الوطنية للطوارئ» اجتماعها الأول لوضع الترتيبات الخاصة بتنظيم جهود الاستجابة للتعامل مع التحديات التي قد تنجم عن جريان الأودية والسيول، جراء تقلبات الأحوال الجوية وتساقط الأمطار الغزيرة.

وتتولى اللجنة الوطنية للطوارئ التواصل والتنسيق مع البلديات المحتمل تضرّرها في تحديد الاحتياجات العاجلة، والعمل على توفيرها بالتنسيق مع مؤسسات الدولة المعنية، بهدف مواجهة أي طارئ قد ينتج عن تقلبات الأحوال الجوية المتوقعة في كامل مناطق ليبيا، والحفاظ على أمن وسلامة المواطنين والممتلكات العامة والخاصة.

وقالت الوزارة إنه قد جرى الاتفاق خلال الاجتماع على أن يكون مركز الاتصال المحلي «1415» هو الغرفة الرئيسية لإدارة عمليات الطوارئ والاستجابة السريعة، لافتة إلى أنه ستتم داخله عمليات التنسيق مع الجهات المختلفة، المعنية بالاستجابة لأحداث التقلبات الجوية المحتملة، وتوزيع الأدوار والمسؤوليات المختلفة للأفراد، والجهات المعنية لضمان استجابة فعّالة ومنسقة.

يُشار إلى أن اللجنة الوطنية للطوارئ شُكّلت بقرار رئيس الحكومة، برئاسة الأمين العام للمجلس الأعلى للإدارة المحلية، نصر المحتوت، وعضوية عدد من رؤساء الشركات الخدمية وجهاز الإسعاف والطوارئ.

وأظهرت مقاطع فيديو بثتها صفحات المواطنين في غات جريان السيول والأودية، كما نشر «المركز الوطني للأرصاد الجوية» مقاطع أخرى للسيول الجارفة، التي تهبط من علٍ، في حين المواطنون يترقبون وسط تخوفات.

وسبق أن ضربت أمطار غزيرة، وصلت حد تكوين سيول جارفة، مناطق عدة في شمال غربي ليبيا، نهاية أغسطس (آب) الماضي. وأعلن جهاز الإسعاف والطوارئ، حينها، رفع درجة الاستعدادات، وإنقاذ عائلات علقت جراء السيول، التي غمرت وادي وشتاتة، الواقع ما بين بني وليد وترهونة.

كما تكررت هذه الأجواء المتقلبة في 11 أغسطس (آب) الماضي، عندما ضربت سيول مدينة الكفرة (شرق)، ما دفع الحكومتين المتصارعتين على السلطة إلى التحرك لاحتواء الآثار الناتجة عن ذلك، في حين سارعت الأجهزة المحلية لمساعدة المواطنين، وإجلاء الأسر العالقة.


مقالات ذات صلة

سلطات شرق ليبيا تتوسع جنوباً على حساب جبهة طرابلس

شمال افريقيا حماد يوقع على اتفاق «هدنة المصالحة» (القيادة العامة)

سلطات شرق ليبيا تتوسع جنوباً على حساب جبهة طرابلس

بتدشين مشروعات، وتوقيع «هدنة المصالحة» بمدينة مرزق، تكرس سلطات شرق ليبيا من تمديد نفوذها باتجاه مدن الجنوب «المنسية» بمواجهة غريمتها في طرابلس العاصمة

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا إبراهيم كالين مدير المخابرات في تركيا (رويترز)

رئيس المخابرات التركية يزور ليبيا وسط أزمة سياسية

زار رئيس المخابرات التركية ليبيا في وقت يبحث فيه مؤيدو حكومة طرابلس عن مخرج من مأزق سياسي أدى إلى وقف صادرات النفط وتعرّض أربع سنوات من الاستقرار النسبي للخطر.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
شمال افريقيا حفتر وصالح والناظوري وحمّاد وبالقاسم خلال أعمال مؤتمر إعادة إعمار الجنوب الليبي (صندوق الإعمار)

صالح يتهم المجموعات المسلحة بـ«تعطيل الانتقال السياسي» في ليبيا

اتهم عقيلة صالح، رئيس مجلس النواب الليبي، التشكيلات المسلحة بتعطيل عملية «الانتقال السياسي السلس» في ليبيا، مشدداً على ضرورة إخلاء العاصمة طرابلس من الميليشيات.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا أحد منتسبي الشرطة في شوارع الخمس شمال غربي ليبيا (مديرية أمن الخمس)

ليبيا: قتلى وجرحى بعد «تغوّل» ميليشيا مصراتة في الخُمس

تسبب «تغوّل» ميليشيا تابعة لمصراتة الليبية في مدينة الخُمس المجاورة، بقصد اعتقال مواطن، في وقوع قتيلين و3 جرحى، كما وضع المدينتين على أبواب «توتر محتمل».

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا المشري وتكالة في لقاء سابق قبل اندلاع الخلاف بينهما (المجلس الأعلى للدولة)

رئاسة «الأعلى للدولة» في ليبيا... للمشري أم لتكالة؟

كان النزاع على رئاسة المجلس الأعلى للدولة نشب في السادس من أغسطس الماضي، عندما أُعلن فوز المشري على تكالة بفارق صوت واحد.

جاكلين زاهر (القاهرة )

سلطات شرق ليبيا تتوسع جنوباً على حساب جبهة طرابلس

حماد يوقع على اتفاق «هدنة المصالحة» (القيادة العامة)
حماد يوقع على اتفاق «هدنة المصالحة» (القيادة العامة)
TT

سلطات شرق ليبيا تتوسع جنوباً على حساب جبهة طرابلس

حماد يوقع على اتفاق «هدنة المصالحة» (القيادة العامة)
حماد يوقع على اتفاق «هدنة المصالحة» (القيادة العامة)

كرّست سلطات شرق ليبيا من تمديد نفوذها باتجاه مدن الجنوب «المنسية»، على حساب نظيرتها بغرب البلاد، وذلك بتدشين مشروعات، وتوقيع «هدنة المصالحة» بين الأهالي و«التبو» بمدينة مرزق، بعد صراع دامٍ.

وفي مطار سبها الدولي، هبطت طائرات القيادات العسكرية والمدنية المقبلة من شرق البلاد للاجتماع في سبها بهذا العدد الكبير من المسؤولين، يتقدمهم المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني»، ورئيس مجلس النواب عقيلة صالح، وأسامة حماد رئيس الحكومة المكلفة من البرلمان، ليعلنوا من هناك دخول الجنوب خريطة التنمية «بعد سنوات من التهميش».

حفتر وصالح يتوسطان الناظوري وحماد (القيادة العامة)

وينظر متابعون لتحركات سلطات شرق ليبيا باتجاه الجنوب، وتدشين المشروعات هناك، إليها على أنها تعزز من سيطرتها على شريط الحدود بالجنوب الغربي للبلاد، مما قد يزيد من حصار نظيرتها في العاصمة طرابلس.

وغداة توقيع اتفاق «هدنة المصالحة» على هامش المؤتمر، الذي أطلقته الحكومة الخميس، تحت شعار «من التهميش إلى الإعمار»، عبّر حماد عن «فخره كثيراً بما تحقق في تاريخ بلادنا الحديث من تجسيد لروح الأخوة والوطنية بين شركاء الوطن الواحد، من مكونات الأمة الليبية بمرزق».

بلقاسم حفتر رئيس «صندوق التنمية والإعمار» وسالم الزادمة النائب بالحكومة الليبية (القيادة العامة)

وقال حماد عبر حسابه على منصة «إكس»: «مع نجاح اتفاق المصالحة الشاملة بين الأهالي ومكون التبو في مدينة سبها؛ فإننا نبارك عودة الحياة الطبيعية للمدينة، وإبعاد شبح الاقتتال عنها، وبدء التعايش بشكل سلمي بين سكانها القاطنين بها اليوم».

كما تحدث عن «ضمان عودة المواطنين النازحين خارج المدينة إليها من جديد؛ والذين عانوا ويلات الحروب والصراعات والنزوح خلال السنوات الماضية».

وكان سكان مُرزق قد تعرّضوا للتهجير القسري عام 2019 إثر اشتباكات قبلية دامية، قالوا إنها مع جماعة من «تبو أوزو التشادية» تقيم في المدينة، وأدت إلى مقتل 90 شخصاً، وجرح أكثر من 200 آخرين، وتدمير أعداد كبيرة من ديارهم، وإضرام النيران في مزارعهم.

احتفالات وأهازيج على هامش مؤتمر الإعمار بالجنوب الليبي (القيادة العامة)

ويتضمن الاتفاق التزام الطرفين بوقف الأعمال العدائية، وتفعيل الحوار لحل النزاعات بشكل سلمي. كما يتضمن تحديد شروط واضحة لوقف النزاع، وضمانات للامتثال، بالإضافة إلى آليات لمتابعة تنفيذ الهدنة، وحصر الأضرار والخسائر الناجمة وتعويض المتضررين، وجبر الضرر تحقيقاً للسلام والاستقرار بالمدينة بعد سنوات من الصراع.

وسبق أن أمرت حكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة، برئاسة عبد الحميد الدبيبة، في أغسطس (آب) 2021، بصرف تعويضات لمواطني مرزق، الذين نزحوا عن ديارهم، لكنهم اشتكوا وقالوا حينها إنهم «لم يتلقوا أي تعويضات مالية لجبر ضررهم».

وفي مقابل إبقاء سلطات العاصمة على تمترسها في طرابلس، تسعى نظيرتها بشرق ليبيا إلى التوسع الدائم ناحية الجنوب.

قيادات من الجنوب خلال توقيع اتفاق «هدنة المصالحة» (القيادة العامة)

ويأتي اجتماع «الإعمار» عقب تشكيل حكومة حماد في فبراير (شباط) الماضي، «قوة أمنية مشتركة تضم الأجهزة الأمنية والمديريات بالمنطقة الجنوبية؛ بهدف تعزيز الاستقرار».

في السياق ذاته، قال مكتب حفتر، الذي شارك في توقيع «هدنة المصالحة» الخاصة بمرزق، إن «مؤتمر الإعمار» يهدف إلى «وضع خطوات عملية لإعادة إعمار الجنوب»، مشيراً إلى أن مدنه «تعيش حالياً فترة من الأمن والاستقرار في ظل جهود القوات المسلحة العربية، مما يمهد الطريق لتحقيق تنمية شاملة وتحسين مستوى الخدمات والبنية التحتية».

ولم يحظَ الجنوب بتجمع عدد من قيادات ومسؤولي ليبيا، مثل الذي شهدته سبها مساء الخميس، حيث حضر بجانب حفتر وصالح وحماد، رئيس الأركان العامة الفريق أول عبد الرزق الناظوري، ورئيس أركان الوحدات الأمنية الفريق خالد حفتر ونائب رئيس الحكومة سالم الزادمة. كما شارك في الاحتفال وزراء ووكلاء وزارات الحكومة وعمداء بلديات الجنوب، ولفيف من القيادات العسكرية والأمنية، وعدد كبير من مكونات الجنوب الثقافية والاجتماعية والسياسية.

وأمام حضور جموع من قيادات الجنوب، قال صالح: «جئنا اليوم لندشن انطلاقة تنمية وإعماراً حقيقياً سيتيح الفرص لأبناء الجنوب لإظهار قدراتهم وكفاءاتهم، وحرصهم على تطوير مناطقهم، والمشاركة في نهضة تغطي مختلف المجالات».

وغمز صالح من قناة الميليشيات، وأضاف متسائلاً: «كيف يكون الانتقال السياسي سلساً وتدريجياً إذا كانت المجموعات المسلحة تحتل الشارع، وتصادر وظائف الدولة والسيطرة على مقراتها وإرهاب الموظفين، وابتزازهم مع وجود سجون خارج القانون؟».

واستنكر صالح «عمليات الاغتيال والشروع فيه لأسباب سياسية»، داعياً «إلى الوقوف صفاً واحداً؛ مهما كانت طبيعة الخلافات وحدّة الصراعات؛ ففي ظل هذه الظروف ليس لنا خيار إلا التفاهم واللقاء، ولن يستفيد من تشتتنا إلا الأعداء الذين ينهبون أموالنا ويدمرون دولتنا».

آمر «فرقة الإسناد الأولى» محمد بحرون الملقب بـ«الفار» (حسابات موثوقة على مواقع التواصل)

في سياق منفصل، واتصالاً بعملية اغتيال آمر «معسكر الأكاديمية البحرية»، الرائد عبد الرحمن ميلاد الملقب بـ«البيدجا»، أعلن مكتب النائب العام أن آمر «فرقة الإسناد الأولى»، محمد بحرون، الملقب بـ«الفار»، امتثل طوعاً لإجراءات التحقيق في القضية، وجرى سماع أقواله.

و«الفار» من القيادات الميليشياوية البارزة في مدينة الزاوية غرب ليبيا، وهذه الفرقة هي إحدى أذرعه. وسبق أن قالت النيابة العامة، الأربعاء، إنها أمرت بضبط 3 مشتبهين، أسفر البحث عن إثبات ضلوعهم في جريمة قتل «البيدجا»؛ ووجّهت مكونات وزارة الداخلية بإنفاذ هذا التدبير.

وأفاد مكتب النائب العام مساء الخميس، بأن وحدة شؤون الضبط القضائي بالمكتب تَسلمت آمر «فرقة الإسناد الأولى»، الذي امتثل طوعاً، حيث جرى سماع أقواله، وعرض نتائج الاستدلال على سلطة التحقيق.

وتعيش الزاوية هذه الأيام على ما يشبه فوهة بركان، بعد مقتل «البيدجا»، الذي سبق وحذرت قبيلته من التصعيد إذا لم تستجِب السلطات في طرابلس لمطالبها.

ونقلت صفحات بالزاوية اليوم (الجمعة)، أن سكان موالين لـ«البيدجا» أغلقوا طريق «مثلث اسبان» لمطالبة حكومة الدبيبة بحل «جهاز مكافحة التهديدات الأمنية»، الذي أسندت رئاسته لـ«الفار»، بزعم وقوفه وراء اغتيال «البيدجا».