«محاولة للخروج من العزلة»... «الداخلية المصرية» ترد على «مزاعم توبة الإخوان»

الوزارة نفت تلقي رسالة من أعضاء الجماعة بالسجون لإعلان انشقاقهم

مرشد الجماعة محمد بديع خلال إحدى جلسات محاكمته في وقت سابق بمصر (أرشيفية)
مرشد الجماعة محمد بديع خلال إحدى جلسات محاكمته في وقت سابق بمصر (أرشيفية)
TT

«محاولة للخروج من العزلة»... «الداخلية المصرية» ترد على «مزاعم توبة الإخوان»

مرشد الجماعة محمد بديع خلال إحدى جلسات محاكمته في وقت سابق بمصر (أرشيفية)
مرشد الجماعة محمد بديع خلال إحدى جلسات محاكمته في وقت سابق بمصر (أرشيفية)

نفت وزارة الداخلية المصرية تلقيها أي رسائل من أعضاء بجماعة الإخوان المسلمين داخل السجون، يعلنون خلالها «انشقاقهم» عن الجماعة المحظورة، واصفة الحديث عن «مبادرات للصلح»، بأنه «ادعاءات متكررة من جانب الجماعة الإرهابية لمحاولة الخروج من حالة العزلة التي تمر بها».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه.

وعلقت الداخلية المصرية، في منشور على حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي، الاثنين، على «مزاعم توبة عدد من أعضاء الجماعة»، مؤكدة أن «ذلك يأتي في إطار الادعاءات المتكررة من جانب جماعة الإخوان الإرهابية وترويجها لتلك المزاعم لمحاولة الخروج من حالة العزلة التي تمر بها، بعد أن فقدت مصداقيتها بأوساط الرأي العام».

وعاد الحديث عن «مبادرة الصلح» إلى المشهد من جديد بعد ما تردّد أخيراً عن طرح شباب الجماعة في السجون المصرية «مبادرة للتخلّي عن أفكارهم».

وظهرت مبادرة «الإخوان» إلى المشهد عبر رسالة منسوبة لنائب القائم بأعمال المرشد العام، حلمي الجزار (المقيم في لندن)، بثّها الإعلامي في قناة «الشرق»، ماجد عبد الله، على قناته الخاصة عبر «يوتيوب»، ونقلتها وسائل إعلام وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، طرح فيها الجزار الصلح مع الدولة المصرية، وإطلاق سراح سجناء الجماعة، مقابل اعتزال «الإخوان» العمل السياسي.

إلا أن الجماعة نفت الحديث عن «اعتزال العمل السياسي»، وقالت في بيان، مساء السبت، عبر حسابها على «إكس» إنه «بخصوص ما يتردّد بين الحين والآخر بشأن ممارسة (الإخوان) للعمل السياسي؛ تؤكد الجماعة أن عدم المنافسة على السلطة لا يعني أبداً الانسحاب من العمل السياسي الذي يظل من ثوابت مشروع الجماعة الإصلاحي».

وذكر بيان الجماعة، المُذيّل بتوقيع الجزار أيضاً، أن «مطلب ترك ممارسة السياسة الذي تحُوم حوله الشائعات والتطلعات يؤكد عدم قبول التعدّدية السياسية». وتحدّث البيان عن أن «الجماعة جزء أصيل من الشعب المصري، تدافع عن حقوقه السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية في كل ميدان، ولا تتخلى عنه كواجب شرعي ووطني».

الباحث المصري المتخصص في الإسلام السياسي، عماد عبد الحافظ، والمنشق عن جماعة الإخوان، قال لـ«الشرق الأوسط»، إن «بيان الداخلية المصرية هو إعلان قاطع وتأكيد على موقف قديم من 2013 بشأن التوجه من الإخوان، وهو موقف ثابت بعدم الاعتراف بالجماعة، وأنه لا نية لإجراء أي مصالحة معها».

واستبعد المتخصص في الإسلام السياسي، حدوث أي نوع من أنواع التصالح مع الجماعة، قائلاً إنه «توجه مرفوض، وأظن أنه سيظل كذلك، رغم ما يتردد بين الحين والآخر من وجود مبادرات للصلح». ويلفت إلى أن «هناك توجهاً شعبياً أيضاً يرفض الصلح، ويرى أن الجماعة من الصعب عودتها مجدداً».

وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، شدد في يناير (كانون الثاني) عام 2015 على أن «(المصالحة) مع من مارسوا العنف (في إشارة ضمنية لجماعة الإخوان)، قرار الشعب المصري، وليس قراره شخصياً».

واستبعد عبد الحافظ أن يكون ما أثير عن مبادرة «صلح الإخوان» مرتبط بتحركات الحكومة المصرية في ملف «الحبس الاحتياطي»، مشيراً إلى أن الحديث عن الملف هو استجابة لتوصيات الحوار الوطني، وليس له علاقة بالإخوان.


مقالات ذات صلة

لماذا استبقت «الإخوان» زيارة السيسي لتركيا بمبادرة جديدة لطلب العفو؟

شؤون إقليمية ترقب واسع في تركيا لزيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (أ.ف.ب)

لماذا استبقت «الإخوان» زيارة السيسي لتركيا بمبادرة جديدة لطلب العفو؟

استبقت جماعة «الإخوان المسلمين»، المحظورة، زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي المرتقبة لتركيا بمبادرة جديدة للتصالح وطلب العفو من الدولة المصرية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة:)
شمال افريقيا خالد عمر يوسف (مواقع التواصل)

وزير سابق: البرهان و«الإخوان» رهنوا السودان والسودانيين لغاياتهم السياسية

حمّل وزير سابق وقيادي في تنسيقية «تقدم» قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان، المسؤولية عن الحرب المستمرة في البلاد منذ أكثر من 15 شهراً

أحمد يونس (كمبالا)
العالم العربي أم مصرية تحتضن نجلها عقب الإفراج عنه من أحد مراكز الإصلاح (وزارة الداخلية المصرية)

«الداخلية المصرية» تتّهم «الإخوان» بنشر «شائعات» لإثارة الرأي العام

اتهمت وزارة الداخلية المصرية جماعة «الإخوان المسلمين»، المحظورة رسمياً، بنشر شائعات لإثارة الرأي العام المصري.

أحمد إمبابي (القاهرة)
شمال افريقيا الرئيس السيسي خلال تكريم محمد فريد التهامي (الرئاسة المصرية)

رحيل التهامي... مدير المخابرات المصرية الأسبق و«خصيم الإخوان»

توفي اللواء محمد فريد التهامي، مدير المخابرات العامة المصرية الأسبق، والذي عُرف بـ«خصومته» مع تنظيم «الإخوان المسلمين».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الخليج محكمة أبوظبي الاتحادية الاستئنافية (وام)

أحكام بالسجن وغرامات مالية في قضية «تنظيم العدالة والكرامة» الإرهابي

قضت محكمة أبوظبي الاتحادية الاستئنافية بإدانة 53 متهماً من قيادات وأعضاء «تنظيم الإخوان المسلمين» الإرهابي و6 شركات في قضية «تنظيم العدالة والكرامة».

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)

مئات المهاجرين يسبحون من المغرب إلى جيب سبتة الإسباني

صورة من الحدود المغربية مع سبتة - إسبانيا 20 مايو 2021 (رويترز)
صورة من الحدود المغربية مع سبتة - إسبانيا 20 مايو 2021 (رويترز)
TT

مئات المهاجرين يسبحون من المغرب إلى جيب سبتة الإسباني

صورة من الحدود المغربية مع سبتة - إسبانيا 20 مايو 2021 (رويترز)
صورة من الحدود المغربية مع سبتة - إسبانيا 20 مايو 2021 (رويترز)

قالت الشرطة المحلية في جيب سبتة الإسباني، إن مئات المهاجرين استغلوا كثافة الضباب وسبحوا من المغرب إلى الجيب، الأحد وفي وقت مبكر من صباح الاثنين.

ويقع جيبا سبتة ومليلية الإسبانيان على ساحل المغرب على البحر المتوسط، ويشتركان في الحدود البرية الوحيدة بين الاتحاد الأوروبي وأفريقيا. ويشهد الجيبان بشكل متقطع محاولات من المهاجرين للعبور إلى أوروبا.

وقال متحدث باسم شرطة الحرس المدني الإسباني لوكالة «رويترز» للأنباء، إنه تم اعتراض الكثير من المهاجرين خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية بالقرب من شاطئ تراجال أو عليه بجوار الحدود بين سبتة والمغرب.

وأردف قائلاً: «كانت هناك ضغوط وعالجناها مع المغرب»، لكنه أحجم عن تحديد عدد الأشخاص الذين حاولوا العبور أو أعيدوا إلى المغرب. وأضاف أن الضباب انقشع بحلول صباح الاثنين.

وقالت كريستينا بيريز، ممثلة الحكومة الإسبانية في سبتة، إن الشرطة اعترضت طريق نحو 700 مهاجر في المتوسط خلال محاولة دخول سبتة وذلك كل يوم منذ الخميس، وحاول ما يصل إلى 1500 شخص الدخول، الأحد.

وذكرت أن المواطنين المغاربة، الذين اعتُقلوا أثناء العبور، أعيدوا فوراً إلى بلادهم ما عدا القصّر أو طالبي اللجوء.

ويتم نقل الأشخاص من جنسيات أخرى إلى مراكز خاصة للإيواء، ثم يتم إخراجهم بعد بضعة أيام.

وقال متحدث باسم مكتب بيريز إن عدداً آخر غير محدد تمكن من التسلل بشكل غير قانوني إلى الجيب دون أن تلقي الشرطة القبض عليهم.

ولقي 23 شخصاً على الأقل حتفهم قبل عامين في تدافع عندما حاول نحو ألفي مهاجر شق طريقهم إلى مليلية باقتحام السياج الحدودي.