«محور فيلادلفيا»... أزمة متصاعدة بين مصر وإسرائيل تبحث عن «حل وسط»

خبراء رجّحوا قبول القاهرة بانسحاب تل أبيب تدريجياً لإتمام الهدنة في غزة

محور فيلادلفيا (تايمز أوف إسرائيل)
محور فيلادلفيا (تايمز أوف إسرائيل)
TT

«محور فيلادلفيا»... أزمة متصاعدة بين مصر وإسرائيل تبحث عن «حل وسط»

محور فيلادلفيا (تايمز أوف إسرائيل)
محور فيلادلفيا (تايمز أوف إسرائيل)

تصاعدت حدة أزمة «محور فيلادلفيا» بين مصر وإسرائيل، حتى باتت عقبة رئيسية أمام اتفاق هدنة في قطاع غزة، وسط محاولات للبحث عن «حل وسط» يوازن بين رفض القاهرة وجود قوات إسرائيلية في الشريط الحدودي، وتمسك تل أبيب بالبقاء بداعي «منع تهريب السلاح لحركة (حماس)».

ودخلت الولايات المتحدة على خط الأزمة محاولة تقديم «حل وسط»، عدّه خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» بمثابة «بادرة انفراجة»، مرجحين «قبول القاهرة بانسحاب إسرائيلي تدريجي من (محور فيلادلفيا) لإتمام اتفاق هدنة غزة، شريطة أن يؤدي ذلك إلى انسحاب كامل في المراحل التالية من صفقة الأسرى».

و«محور فيلادلفيا» هو شريط حدودي أنشأه الجيش الإسرائيلي خلال احتلاله قطاع غزة بين العامين 1967 و2005، يبلغ عرضه في بعض الأجزاء 100 متر، ويمتد لمسافة 14 كيلومتراً على طول الحدود المصرية مع قطاع غزة. ويعدّ منطقة عازلة بموجب «اتفاقية كامب ديفيد» الموّقعة بين القاهرة وتل أبيب عام 1979.

ومنذ نهاية ديسمبر (كانون الأول) الماضي، أصبح «محور فيلادلفيا» مثار تجاذبات بين مصر وإسرائيل، عقب تصريحات لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ألمح فيها إلى رغبته «السيطرة على الشريط الحدودي»، ما عدته القاهرة «خطاً أحمر يهدد العلاقات بين البلدين»، حسب إفادة رسمية سابقة لرئيس هيئة الاستعلامات في مصر، ضياء رشوان.

وتصاعد الخلاف بشأن المحور الحدودي، في مايو (أيار) الماضي، مع سيطرة إسرائيل على معبر رفح؛ حيث أكدت مصر مراراً رفضها الوجود الإسرائيلي بـ«محور فيلادلفيا»، في وقت تمسكت فيه إسرائيل بالبقاء.

فلسطينيون يلعبون بالقرب من الحدود مع مصر في رفح على طول «محور فيلادلفيا» جنوب غزة (أ.ب)

معضلة رئيسية

وفي محاولة لحل الأزمة المتصاعدة، طلب الرئيس الأميركي، جو بايدن، من نتنياهو سحب قواته من المنطقة الحدودية بين مصر وغزة، حسبما نقله موقع «أكسيوس» الأميركي، الجمعة، عن 3 مسؤولين إسرائيليين، لم يسمهم، قالوا إن «نتنياهو قبل جزئياً طلب بايدن».

من جانبه، أكد نائب المدير العام لـ«المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية»، اللواء محمد إبراهيم الدويري، أن «(محور فيلادلفيا) يعد إحدى المعضلات الرئيسية والنقاط الخلافية في مفاوضات هدنة غزة»، واصفاً إياه بأنه «مفتاح التوصل لاتفاق الهدنة». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن تكثيف الرئيس الأميركي اتصالاته، أخيراً، مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ورئيس الوزراء الإسرائيلي؛ «يستهدف الدفع باتجاه حل هذه المعضلة».

وتحدث بايدن هاتفياً مع قادة قطر ومصر، مساء الجمعة، «ليضغط من أجل التوصل إلى اتفاق صعب المنال لوقف إطلاق النار في غزة»، حسبما نقلته «رويترز» عن البيت الأبيض. تزامنت الاتصالات مع جولة جديدة من المفاوضات في القاهرة. وأكد السيسي وبايدن «أهمية التزام الأطراف المعنية بتذليل العقبات وإبداء المرونة لإتمام اتفاق هدنة غزة»، بحسب إفادة رسمية للمتحدث باسم الرئاسة المصرية.

دخان تصاعد بعد قصف جوي إسرائيلي بالقرب من الجدار الفاصل بين مصر ورفح في 6 مايو الماضي (أ.ب)

حل وسط

مقترحات حل أزمة «محور فيلادلفيا» لم تقتصر على الجانب الأميركي؛ حيث تداولت وسائل إعلام إسرائيلية حلولاً عدة، من بينها ما نشرته صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، السبت، بشأن «تقديم تل أبيب مقترحاً أمنياً يتضمن إنشاء حاجز تحت الأرض على الحدود بين قطاع غزة ومصر، مشابه للحاجز بين غزة والأراضي التي تسيطر عليها إسرائيل». ولفتت الصحيفة إلى أن «النقاش بشأن هذا المقترح بدأ قبل سيطرة الجيش الإسرائيلي على (محور فيلادلفيا) في مايو (أيار) الماضي»، مرجحة أن «يستغرق هذا الحل أمداً طويلاً للتنفيذ، ناهيك عن عقبة التمويل».

وأكد مصدر مصري مطلع على سير المفاوضات «عدم صحة المقترحات التي تتداولها وسائل الإعلام الإسرائيلية بشأن إنشاء أبراج أو جدار تحت الأرض». لكنه قال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك انفراجاً عاماً في المشهد. هناك تقبّل من القاهرة لبعض الأفكار التي طرحت من الجانب الإسرائيلي والأميركي». وأوضح أن «هناك مفاوضات تقنية تجري بشأن الخرائط التي تحدد أماكن انتشار الجيش الإسرائيلي»، مشيراً إلى أن «تل أبيب وافقت من حيث المبدأ على الانسحاب من محور فيلادلفيا ومعبر رفح».

وقال المصدر المصري إن «الولايات المتحدة تتحدث مع مصر عن انسحابات تدريجية للقوات الإسرائيلية من المحور وضمانات وتعهدات في هذا الصدد، وهي أفكار تقبّلت القاهرة بعضها كحل وسط، ويمكن البناء عليها في مفاوضات الهدنة التي ستبدأ، الأحد، في القاهرة». ولفت إلى أن «هناك مسارين للتفاوض، الأول متعلق بمحور فيلادلفيا، والثاني بشأن الترتيبات الأمنية في معبر رفح».

وغادر وفد إسرائيلي القاهرة، الجمعة، بعد تسليم مصر خرائط للمواقع المقترحة بوجود القوات الإسرائيلية فيها داخل قطاع غزة و«محور فيلادلفيا» خلال المرحلة الأولى من الهدنة، من المفترض أن تعرضها القاهرة على «وفد حركة (حماس) خلال لقائه في مصر».

فلسطينيون يشقون طريقهم أثناء فرارهم من البريج بعد أوامر إسرائيلية بإخلاء المنطقة (رويترز)

إنجاز هدنة

من جهته أكد الدويري أن «مصر ترفض بشكل مطلق استمرار الوجود العسكري الإسرائيلي غير المبرر سواء في (محور فيلادلفيا) أو معبر رفح»، و«هذا يُعد أهم الشروط المصرية إذا كانت هناك رغبة إسرائيلية أو أميركية في إنجاز اتفاق الهدنة»، على حد قوله، مؤكداً أن «هذا موقف مصري واضح وصريح لا يقبل تنازلات وغير مرتبط بموقف أو رأي حركة (حماس)».

لكن في الوقت نفسه، أوضح الدويري أن «الهدف الأسمى، وهو التوصل إلى الهدنة، قد يتيح المجال أمام إمكانية مناقشة مقترحات عملية في هذا المجال، شريطة أن تؤدي في النهاية وفي توقيت محدد إلى انسحاب إسرائيلي نهائي من محور فيلادلفيا».

في سياق ذلك، قال الخبير الاستراتيجي رئيس «المؤسسة العربية للتنمية والدراسات الاستراتيجية»، العميد سمير راغب، إن «بايدن اقترح انسحاب إسرائيل بعمق كيلومترين، لكن إسرائيل وافقت على كيلومتر واحد»، مشيراً إلى أن «مصر يمكن أن تقبل بانسحاب تدريجي في المرحلة الانتقالية في إطار التسويات النهائية، لكنها بأي حال من الأحوال لن تقبل بوجود إسرائيلي دائم في المحور الحدودي». ولفت إلى أن «القاهرة رفضت وضع أبراج في (محور فيلادلفيا)، كما رفضت وضع أجهزة الاستشعار حتى قبل حرب غزة، وهي ترفض أي اتهامات إسرائيلية تتعلق بتأمين الحدود أو الاعتداء على سيادتها على أراضيها».

ومن بين المقترحات الإسرائيلية لحل الأزمة «تركيب أجهزة استشعار وكاميرات على الحدود المصرية - الفلسطينية، أو إقامة أبراج مراقبة على الحدود»، حسب صحيفة «يديعوت أحرونوت»، التي أكدت «رفض مصر الاقتراحين، بدعوى أن أي عدد من أبراج المراقبة في المحور من شأنه أن يمنح إسرائيل سيطرة عسكرية هناك».

جنود إسرائيليون داخل قطاع غزة (رويترز)

تفاؤل حذر

وبين الحين والآخر تتكرر المزاعم الإسرائيلية بشأن عمليات تهريب السلاح عبر الحدود مع قطاع غزة، مستهدفة «تبرير بقائها في (محور فيلادلفيا)»، وهي مزاعم سبق أن نفتها مصر مراراً. وقال الدويري إن «القاهرة اتخذت إجراءات متكاملة أدت إلى إغلاق الأنفاق كافة في هذه المنطقة، ما يعني وقف أي عمليات تهريب ممكنة».

وسبق أن نفت مصر أكثر من مرة مزاعم إسرائيلية عن استخدام الأنفاق الحدودية في التهريب. وذكر رئيس الهيئة العامة للاستعلامات المصرية في بيان صحافي، يناير (كانون الثاني) الماضي، أنه في إطار جهود مصر لمكافحة «الإرهاب» في سيناء، «عملت على تقوية الجدار الحدودي مع قطاع غزة الممتد لـ14 كيلومتراً، عبر تعزيزه بجدار خرساني طوله 6 أمتار فوق الأرض و6 أمتار تحت الأرض، فأصبح هناك 3 حواجز بين سيناء ورفح الفلسطينية، يستحيل معها أي عملية تهريب لا فوق الأرض ولا تحت الأرض».

ووفق المصدر المصري المطلع فإن «القاهرة تقبلت بعض الأفكار والرؤى، وحركة (حماس) أحيطت علماً بالتفاصيل وقدمت لها خريطة كاملة بأماكن الانسحابات الإسرائيلية، وسيبدأ العمل في الفترة المقبلة على مراجعة هذه المسائل».

ونفى المصدر المصري ما يتردد في وسائل الإعلام الإسرائيلي عن «اتجاه القاهرة وتل أبيب لتعديل معاهدة السلام بينهما أو البروتوكول الأمني». وقال إنه «لا صحة لهذا الكلام، والعمل حالياً يتم على خرائط تفصيلية واضحة لأماكن انتشار الجيش الإسرائيلي والترتيبات الأمنية المتعلقة بالانسحاب من ممرات نتساريم وديفيد ومعبر رفح ومناطق التماس الاستراتيجية المجاورة لمصر». وأضاف: «بينما تبدو الأمور جيدة بالنسبة لمصر وإسرائيل يظل التفاؤل حذراً بشأن التوصل لاتفاق نهائي لهدنة في غزة».


مقالات ذات صلة

«الاتحاد الأوروبي» يعتزم إبلاغ إسرائيل بضرورة عودة سكان غزة لمنازلهم

أوروبا أطفال فلسطينيون في مخيم جباليا شمال قطاع غزة (أ.ف.ب) play-circle

«الاتحاد الأوروبي» يعتزم إبلاغ إسرائيل بضرورة عودة سكان غزة لمنازلهم

أظهرت وثيقة أن الاتحاد الأوروبي يعتزم إبلاغ إسرائيل، الأسبوع المقبل، بأنه يجب ضمان عودة لائقة للفلسطينيين الذين نزحوا من منازلهم في قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (بروكسل )
شمال افريقيا جانب من القافلة المصرية إلى قطاع غزة (صندوق تحيا مصر)

مصر تدعم غزة بـ«قافلة مساعدات شاملة» وسط تعقّد أزمة «الكرفانات»

دشنت الحكومة المصرية، الأحد، «قافلة مساعدات شاملة» إلى الفلسطينيين، في وقت تتعقّد فيه أزمة إدخال المعدات الثقيلة، والمنازل المتنقلة (كرفانات) لغزة.

أحمد إمبابي (القاهرة )
المشرق العربي قافلة من الشاحنات المحملة بإمدادات المساعدات الإنسانية لقطاع غزة تنتظر في العاصمة الإدارية الجديدة في مصر (أ.ف.ب)

«حماس»: إسرائيل غير جادة في الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار

عدَّت حركة «حماس» أن تلكؤ إسرائيل في البدء بمفاوضات المرحلة الثانية وعدم الموافقة على إدخال المنازل المتنقلة يؤكد عدم جديتها في الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي جنود إسرائيليون في قرية حوارة قرب نابلس (أرشيفية - إ.ب.أ)

قوات إسرائيلية تقتحم البلدة القديمة في نابلس وسط دوي انفجارات

اقتحمت قوات إسرائيلية خاصة من وحدة «المستعربين»، اليوم الأحد، البلدة القديمة في نابلس بالضفة الغربية.

«الشرق الأوسط» (رام الله)
المشرق العربي شاحنات تصطفُّ تحمل منازل متنقلة على الجانب المصري من معبر رفح الحدودي مع قطاع غزة (أ.ف.ب) play-circle

نتنياهو يريد تمديد المرحلة الأولى من اتفاق وقف النار لإطلاق مزيد من الرهائن

رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي الموافقة على إدخال منازل متنقلة ومعدات إزالة الأنقاض إلى غزة خلال مشاورات أمنية الليلة الماضية.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)

البعثة الأممية تدعو ساسة ليبيا للتوصل إلى «حلول توافقية»

الدبيبة متفقداً وسط طرابلس (حكومة الوحدة)
الدبيبة متفقداً وسط طرابلس (حكومة الوحدة)
TT

البعثة الأممية تدعو ساسة ليبيا للتوصل إلى «حلول توافقية»

الدبيبة متفقداً وسط طرابلس (حكومة الوحدة)
الدبيبة متفقداً وسط طرابلس (حكومة الوحدة)

دعت البعثة الأممية لدى ليبيا قادة البلاد للتوصل إلى «حلول توافقية»، محذرةً من التحديات الحالية، والخطر الذي يشكله الوضع الراهن على وحدة البلاد واستقرارها، وسط احتفالها بالذكرى الـ14 للإطاحة بنظام الرئيس الراحل معمر القذافي، فيما دعا حنفي جبالي رئيس مجلس النواب المصري، أعضاء مجلسي النواب و«الدولة»، لعقد اجتماع تشاوري في القاهرة، قبل نهاية هذا الشهر.

ووجه جبالى دعوة رسمية إلى نظيره الليبي عقيلة صالح، لاستكمال سلسلة الاجتماعات التشاورية لمجلسي النواب و«الدولة» بالقاهرة، في الفترة من 22 إلى 25 من الشهر الحالي.

وقال موسى فرج، النائب الثاني لرئيس «مجلس الدولة»، إنه ستتم مناقشة الدعوة رسمياً في اجتماع مجلسه الثلاثاء، وإعلان الموقف الرسمي منها، مؤكداً استمرار التواصل بين أعضاء المجلسين.

بدوره، اتهم خالد المشري، المتنازع على رئاسة «مجلس الدولة»، حكومة «الوحدة»، بدعم استخدام القوة لفرض الأمر الواقع، ودعم الرافضين لنتائج الانتخابات الأخيرة، في إشارة إلى غريمه محمد تكالة.

وقال خلال كلمة مرئية، مساء الأحد، بمناسبة ذكرى «ثورة 17 فبراير»، إن «هذه الفئة الرافضة تحظى بدعم حكومة الدبيبة رغم الأحكام القضائية الصادرة بشأن صحة الجلسة»، موضحاً «أن المحكمة العليا ما زالت تمثل حصناً قانونياً منيعاً يمنع حالة الفوضى السائدة».

في المقابل، اعترف تكالة بأن ليبيا «ما زالت تعاني غياب دولة القانون والمؤسسات»، وأكد في كلمة له، الاثنين، التزامه «بدعم كل الجهود لتحقيق الاستقرار السياسي والأمني في البلاد، وتهيئة الظروف لإنجاز الانتخابات الوطنية بكامل الشفافية والنزاهة».

كما لفت إلى الحاجة «للذهاب إلى تسوية شاملة تضمن العيش الكريم لكل الليبيين»، وشدد على أنه «لا مجال لبناء دولة القانون والمؤسسات وتحقيق الاستقرار المنشود إلا بالتكاتف ونبذ الخلافات».

إلى ذلك، جدد مجلس النواب، الاثنين، تأكيده على مواصلة العمل «من أجل تحقيق تطلعات الشعب في الاستقرار والتنمية»، ودعا الجميع إلى «التكاتف والتآزر من أجل ترسيخ قيم المصالحة والوحدة الوطنية».

واستذكر المجلس، بمناسبة الذكرى الـ14 لثورة السابع عشر من فبراير، تضحيات الذين قدموا أرواحهم في سبيل الحرية وبناء دولة القانون والمؤسسات.

واعتبر رئيس «المجلس الرئاسي» محمد المنفي أنه «آن الأوان لأن يسمو الوطن فوق الخلافات، وأن تلتئم صفوف أبنائه على كلمة سواء، تجمعهم مصلحة البلاد ووحدة المصير».

وطالب في بيان عبر منصة «إكس»، الاثنين، «بجعل التكاتف والتسامح نهجاً، والوفاق قاعدة راسخة»، مشيراً إلى أنه «لا مكان للمزايدات ولا للتخوين، فالوطن لا يُبنى إلا بسواعد متحدة وقلوب مخلصة»، على حد تعبيره.

بدوره، هنأ السفير والمبعوث الأميركي ريتشارد نورلاند، والقائم بأعمال السفارة الأميركية جيريمي برنت، الشعب الليبي بالمناسبة، «تكريماً لأولئك الذين ناضلوا من أجل الحرية وحق اختيار قادة بلادهم».

وأعربا عن وقوفهما إلى «جانب تطلعاته لحكومة موحدة، وقيادة واحدة، وجيش واحد قادر على الحفاظ على سيادة البلاد وتأمين حدودها»، وتعهدا «بمواصلة العمل مع شركائنا الليبيين والدوليين لدعم العملية السياسية التي تيسرها البعثة الأممية، بهدف تجاوز العقبات التي تعترض إجراء الانتخابات الوطنية الناجحة».

وجدد الاتحاد الأوروبي التزامه بدعم جهود السلام والوحدة، واعتبر في بيان له بالمناسبة «أن الشعب الليبي أظهر على مدار السنوات الصمود والعزيمة في سعيه لتحقيق الاستقرار ومستقبل أفضل».

بدورها، أكدت السفارة الفرنسية دعمها للشعب الليبي «في تطلعاته إلى السلام والاستقرار والسيادة، وحقه في اختيار قادته بحرية، كما عبّر عن ذلك في 17 فبراير 2011».

وقالت سفارة بريطانيا «إن تضحيات الذين ضحوا بأرواحهم من أجل الحرية تُذكر بأهمية إيجاد حل سياسي يمثل آمال وأحلام جميع الليبيين»، ودعت «للعمل من أجل مستقبل سلمي ومزدهر».

كما أكدت ألمانيا، في بيان لسفيرها رالف طرف، وقوفها إلى جانب ليبيا و«دعم بناء دولة ديمقراطية قائمة على سيادة القانون واحترام حقوق الإنسان».

وهنأت بعثة الأمم المتحدة، الشعب الليبي، وأشادت «بتطلعاته إلى دولة ديمقراطية مستقرة ومزدهرة»، وحضّت، في بيان مساء الأحد، «جميع القادة الليبيين، على الانخراط بحسن نية والتوصّل إلى حلول توافقية من أجل رسم مسار نحو مستقبل أفضل»، مشيرة إلى «التحديات الحالية والخطر الذي يشكله الوضع الراهن على وحدة واستقرار البلاد».

وأكدت البعثة «التزامها بتيسير عملية سياسية شاملة بقيادة وملكية ليبية، تفضي إلى انتخابات وطنية حرة وذات مصداقية، ومؤسسات موحدة وخاضعة للمساءلة، واحترام حقوق الإنسان».

انتشار أمني فى طرابلس لتأمين احتفالات الثورة (وزارة الداخلية بحكومة الوحدة)

إلى ذلك، أعلنت «حكومة الوحدة» انطلاق فعاليات «ليلة الحمد، احتفاء بالذكرى الـ14 لثورة فبراير بميدان الشهداء في العاصمة طرابلس»، بينما نشرت وزارة الداخلية الدوريات الأمنية في مختلف الشوارع والساحات العامة، مع تكثيف إجراءات التفتيش والتأمين لضمان سير الاحتفالات في أجواء آمنة ومنظمة.