الصومال ينال موافقة أممية لاستعادة الصلاحيات الأمنية

مجلس الأمن يقر استبدال البعثة الأفريقية بحلول نهاية العام

المندوب الصومالي أبو بكر عثمان متحدثاً في الجلسة (مجلس الأمن)
المندوب الصومالي أبو بكر عثمان متحدثاً في الجلسة (مجلس الأمن)
TT

الصومال ينال موافقة أممية لاستعادة الصلاحيات الأمنية

المندوب الصومالي أبو بكر عثمان متحدثاً في الجلسة (مجلس الأمن)
المندوب الصومالي أبو بكر عثمان متحدثاً في الجلسة (مجلس الأمن)

قرر مجلس الأمن، في تصويت بإجماع أعضائه الـ15، التمديد حتى نهاية العام الحالي لبعثة الاتحاد الأفريقي الانتقالية في الصومال «أتميص» لحفظ السلام، داعياً في الوقت ذاته إلى وضع خطط لمهمة أفريقية جديدة، في خطوة رئيسية لإعادة المهمات الأمنية للحكومة الصومالية.

اجتماع مجلس الأمن حول الصومال (مجلس الأمن)

ويسمح القرار، الذي أعدته بريطانيا، وأعطي الرقم 2748، للاتحاد الأفريقي بمواصلة نشر 12626 عنصراً رسمياً، بينهم 1040 شرطياً، حتى 31 ديسمبر (كانون الأول) المقبل. ويطلب من البعثة السياسية للأمم المتحدة في الصومال مواصلة تقديم الدعم اللوجستي لقوات حفظ السلام الأفريقية.

وكان مجلس الأمن قد وافق عام 2022 على استبدال بعثة «أتميص»، التي حصلت على تفويض معزز لمحاربة مقاتلي «حركة الشباب» حتى نهاية عام 2024، ببعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال «أميصوم» التي أنشئت عام 2007. ومن الآن حتى ذلك الحين، سيكون بمقدور «أتميص» خفض عدد أفرادها تدريجياً.

وأبلغ نائب المندوبة البريطانية الدائمة لدى الأمم المتحدة، جيمس كاريوكي، المجلس بعد التصويت أن «القرار يأتي في لحظة حرجة لانتقال الأمن في الصومال»، مضيفاً أن «(أتميص) ستنسحب بحلول نهاية العام، وأيد مجلس السلام والأمن التابع للاتحاد الأفريقي تشكيل بعثة خليفة».

وكان المجلس قد رحّب باقتراح الاتحاد الأفريقي إنشاء عملية جديدة لدعم السلام، لتحل مكان «أتميص».

ويطلب القرار الجديد من الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، موسى فقي محمد، التشاور مع الحكومة الصومالية والأطراف الدولية الرئيسية، لتقديم تقرير إلى مجلس الأمن بشأن تصميم البعثة الخليفة بحلول 15 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

ويعد تمويل البعثة الجديدة قضية رئيسية، ويطلب القرار تحديثاً في شأن التكاليف والموارد المقدرة اللازمة بحلول 11 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.

وللحفاظ على الزخم في عملية انتقال الأمن، يشجع القرار الصومال على مواصلة تطوير وتنفيذ خطة تطوير قطاع الأمن حتى تتمكن البلاد «في نهاية المطاف من تحمل المسؤولية الكاملة عن أمنها».

وانزلق الصومال إلى حرب أهلية عام 1991. ولكنه أنشأ حكومة انتقالية عام 2012 لإعادة الاستقرار في مواجهة الهجمات المتطرفة والقرصنة المتزايدة. وكثفت «حركة الشباب» المرتبطة بتنظيم «القاعدة» هجماتها العام الماضي بعد أن فقدت السيطرة على بعض الأراضي في المناطق الريفية.

ويعبر القرار الذي جرى تبنّيه، الخميس، عن «قلق بالغ» حيال التهديد الذي تشكله الحركة. ويدين الهجمات الإرهابية في الصومال والدول المجاورة.

وأشاد المستشار لدى البعثة الأميركية لدى الأمم المتحدة، جون كيلي، بالتزام الصومال بمحاربة الإرهاب، قائلاً إن «(أتميص) ستستمر في الحد من التهديد الذي تُشكله (حركة الشباب)».

وأضاف أن الولايات المتحدة تدعم «هدف الصومال المتمثل في تحمل مسؤولية أكبر عن أمنه في أقرب وقت ممكن»، مؤكداً أن عملية «أتميص» وعملية دعم السلام المتوقعة التي وافقت عليها الأمم المتحدة «تلعبان دوراً حيوياً في دعم هذا الهدف».

«تحقيق سلام مستدام»

ورحب المندوب الصومالي، أبو بكر عثمان، بتبني المجلس القرار، شاكراً الأعضاء التزامهم المستمر بالمساعدة في هزيمة «حركة الشباب» و«تحقيق سلام مستدام».

وقال إن «الصومال منخرط في عمليات هجومية عالية الوتيرة ضد الشباب، في حين يعمل على بناء ... قوى أمنية قادرة وشاملة وخاضعة للمساءلة».

وأكد أن الحكومة أدركت ضرورة تمديد عملية «أتميص» حتى نهاية العام لضمان «انتقال سلس، في حين نستعد لترتيبات الأمن بعد (أتميص) عام 2025».

وشدد على أن «محاربة الشباب تتطلب مساعدة فنية كبيرة ودعماً لوجستياً لتعزيز قدرة القوات الصومالية حتى تتمكن من تحمل المسؤولية عن أمن البلاد وتمهيد الطريق أمام بعثة الاتحاد الأفريقي للانسحاب ومغادرة البلاد في النهاية».


مقالات ذات صلة

قتلى وجرحى بتفجير انتحاري جنوب اليمن

العالم العربي جنود من الجيش اليمني خلال حملتهم العسكرية لمطاردة عناصر القاعدة في محافظة أبين (أرشيفية - رويترز)

قتلى وجرحى بتفجير انتحاري جنوب اليمن

سقط عشرات الجنود قتلى وجرحى في تفجير انتحاري بسيارة مفخخة استهدف معسكراً في محافظة أبين بجنوب اليمن، الجمعة، وتشير أصابع الاتهام إلى تنظيم «القاعدة».

علي ربيع (عدن)
أوروبا مقاتلو «طالبان» يحتفلون بالذكرى الثالثة لانسحاب القوات التي تقودها الولايات المتحدة من أفغانستان في لشكركاه - مقاطعة هلمند جنوب غربي البلاد - الأربعاء 14 أغسطس 2024 (أ.ب)

سياسي ألماني يطالب بتحسين الاتصالات مع أفغانستان

يرى السياسي الألماني المنتمي للحزب الاشتراكي الديمقراطي رالف شتيغنر أنه يتعين على بلاده تحسين اتصالاتها مع أفغانستان

«الشرق الأوسط» (برلين)
آسيا شرطي مصاب يتلقى العلاج في مستشفى عقب انفجار استهدف سيارة للشرطة في باكستان 16 أغسطس 2024 (إ.ب.أ)

إصابة 5 أشخاص بينهم شرطيان جراء انفجار في شمال باكستان

أصيب 5 أشخاص على الأقل، بينهم اثنان من أفراد الشرطة، جراء انفجار وقع على طريق وارساك في منطقة بير بالا بمدينة بيشاور شمال غربي باكستان.

«الشرق الأوسط» (بيشاور (باكستان))
شؤون إقليمية وزيرا الدفاع العراقي والتركي يوقّعان مذكرة تفاهم لإنهاء خطر «العمال الكردستاني» (إكس)

العراق وتركيا يوقعان مذكرة «بالأحرف الأولى» لمحاربة «العمال»

أكدت تركيا والعراق رغبتهما في تعزيز علاقاتهما بمختلف المجالات، وفي مقدمتها التنسيق الأمني ومكافحة التنظيمات الإرهابية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة:)
العالم العربي واشنطن تضاعف ضغوطها على إيران وميليشياتها

واشنطن تضاعف ضغوطها على إيران وميليشياتها

فرضت الولايات المتحدة عقوبات جديدة على شبكات متورطة في تحصيل إيرادات غير مشروعة لدعم نشاطات يقوم بها الحوثيون و«حزب الله» لزعزعة الاستقرار بدعم من «فيلق القدس».

علي بردى (واشنطن)

الإبلاغ عن أكثر من 300 حالة وفاة بالكوليرا في السودان والعدد مرشّح للازدياد

مرضى بمستشفى مؤقت تابع لمنظمة «أطباء بلا حدود» في أدري بتشاد على الحدود مع السودان 6 سبتمبر 2023 (رويترز)
مرضى بمستشفى مؤقت تابع لمنظمة «أطباء بلا حدود» في أدري بتشاد على الحدود مع السودان 6 سبتمبر 2023 (رويترز)
TT

الإبلاغ عن أكثر من 300 حالة وفاة بالكوليرا في السودان والعدد مرشّح للازدياد

مرضى بمستشفى مؤقت تابع لمنظمة «أطباء بلا حدود» في أدري بتشاد على الحدود مع السودان 6 سبتمبر 2023 (رويترز)
مرضى بمستشفى مؤقت تابع لمنظمة «أطباء بلا حدود» في أدري بتشاد على الحدود مع السودان 6 سبتمبر 2023 (رويترز)

قالت المسؤولة في منظمة الصحة العالمية مارغريت هاريس، الجمعة، إن الأزمة الإنسانية الناجمة عن الحرب الأهلية في السودان تؤدي أيضاً إلى تفاقم انتشار أمراض منها الكوليرا؛ إذ تسبب المرض البكتيري في وفاة أكثر من 300 شخص. وأضافت هاريس في اتصال مع صحافيين إنه تم الإبلاغ عن 11327 حالة إصابة بالكوليرا و316 حالة وفاة، وأن حالات حمى الضنك والتهاب السحايا في ارتفاع أيضاً. وأوضحت: «نتوقع أن تكون الأعداد أكثر مما يتم الإبلاغ عنه».