حفتر يطمئن الليبيين في ذكرى تأسيس الجيش ويعدهم بـ«الأفضل»

إدانة أميركية وأممية لاشتباكات طرابلس

حفتر خلال إحياء ذكرى توحيد الجيش الليبي (الجيش الوطني)
حفتر خلال إحياء ذكرى توحيد الجيش الليبي (الجيش الوطني)
TT

حفتر يطمئن الليبيين في ذكرى تأسيس الجيش ويعدهم بـ«الأفضل»

حفتر خلال إحياء ذكرى توحيد الجيش الليبي (الجيش الوطني)
حفتر خلال إحياء ذكرى توحيد الجيش الليبي (الجيش الوطني)

طمأن المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني»، المتمركز في الشرق، الليبيين، بأن «القادم أفضل»، بينما سعى المجلس الرئاسي، الذي يُعَدُّ القائد الأعلى للجيش، لمناقشة سبل الحفاظ على وقف إطلاق النار في البلاد وتوحيد المؤسسة العسكرية.

وقال المشير حفتر، في كلمة ألقاها بمدينة بنغازي بشرق البلاد، مساء السبت، بمناسبة الاحتفال بالذكرى الـ84 لتأسيس الجيش الليبي، «أبشروا، فإن جيشكم لن يخذلكم أبداً، وستكون له الكلمة الفصل عندما يعجز غيره عن معالجة الأمور العالقة التي تعيق بناء الدولة، وأن القادم أفضل».

وأضاف أن «الإرهاب لم يكن يدرك أن طلائع من هذا الجيش تساندها قوة من الشباب الغيور على وطنه، حتى حان موعد المواجهة الكبرى في يوم الكرامة المجيد؛ اليوم الذي بدأ معه تاريخ ليبيا الجديدة»، على حد تعبيره.

اجتماع المنفي ونائبه الكوني مع أعضاء لجنة «5+5» عن المنطقة الغربية (المجلس الرئاسي)

في غضون ذلك، قال «المجلس الرئاسي» إنه ناقش في اجتماع عقده الأحد في طرابلس، مع أعضاء اللجنة العسكرية المشتركة «5+5» عن المنطقة الغربية، سُبل المحافظة على اتفاق وقف إطلاق النار، وتوحيد المؤسسة العسكرية، وتنسيق عمل لجنة «5+5».

بدوره، أشاد «المجلس الأعلى للدولة» بجهود وقف إطلاق النار بعد الاشتباكات التي شهدتها ضاحية تاجوراء شرق العاصمة طرابلس، وحضّ جميع الأطراف على الالتزام التام بذلك.

كما طالب في بيان له الأحد، «المجلس الرئاسي بالاضطلاع بمسؤولياته، وضمان إنهاء الاشتباكات المسلحة، وإعادة الهدوء للمنطقة ومحاسبة المتورطين في الخروقات الأمنية».

وعلى الرغم من حدوث مشادة كلامية في لقاء المصالحة، الذي عقد مساء السبت بين ممثلي تاجوراء وأعيان مصراتة والقرة بوللي، نفى أعضاء في مجلس أعيان مدينة تاجوراء انسحاب وفدها من الاجتماع.

وقالت بلدية تاجوراء، تعليقاً على الحدث، إنها حاولت من خلال عضو مجلسها ومسؤول الملف الأمني خالد بريدان، «التواصل والسعي من عين المكان، لإخماد هذه الفتنة بالتنسيق مع كل أطرافها»، ودعت إلى «تحكيم العقل ودرء الفتن».

وأعلن أهالي وأعيان المنطقة الغربية بمدينة القره بوللي، الاتفاق على مواصلة الحوار يوم الثلاثاء المقبل، مع الأطراف المعنية، لحل المشاكل، التي حدثت بعد الاشتباكات المسلحة الأخيرة بتاجوراء.

وانضمت السفارة الأميركية إلى بعثة الأمم المتحدة في إدانة العنف في تاجوراء، وقالت إنها ترحب بالجهود المبذولة لخفض التصعيد، وعدّت أن هناك حاجة ماسة للقوات الأمنية في جميع أنحاء ليبيا لمناقشة كيفية توحيد الجهود بما يخدم مصلحة الشعب الليبي وسيادة ليبيا.

كانت البعثة الأممية قد أدانت اشتباكات تاجوراء وما تلاها من تحشيدات عسكرية داخل العاصمة طرابلس وحولها، وأعربت عن «انزعاجها الشديد إزاء التقارير التي تشير إلى وقوع خسائر في الأرواح، وإصابات في صفوف المدنيين، وتشريد العديد من العائلات».

كما أدانت البعثة استخدام التشكيلات المتقاتلة للذخائر والأسلحة الثقيلة في المناطق الآهلة بالسكان، وذكرت جميع الأطراف بالتزاماتها بحماية المدنيين في جميع الأوقات.

وبعدما رحبت «بجهود خفض التصعيد وبالاتفاق على وقف الأعمال العدائية»، ودعت جميع الأطراف إلى الالتزام التام به، قالت البعثة إنها تواصل اتصالاتها مع السلطات «وتحضّها على الاضطلاع بمسؤولياتها من خلال ضمان إنهاء الاشتباكات المسلحة، وإعادة الهدوء والسكينة للمناطق المأهولة ومحاسبة المتورطين».

وعدّت البعثة هذه الاشتباكات بمثابة «تذكير بالحاجة الملحة إلى توحيد الأجهزة العسكرية والأمنية، وإقامة مؤسسات تحظى بالشرعية وتخضع للمساءلة»، كما رأت فيها «مدعاة للتعجيل بإطلاق عملية سياسية شاملة تفضي إلى انتخابات ذات مصداقية، وتمهد الطريق لتحقيق الاستقرار الدائم والازدهار للشعب الليبي».

كما أدانت سفارة اليابان الاشتباكات المسلحة التي وقعت في منطقة تاجوراء، والتي خلفت ضحايا وجرحى وأسراً نازحةً، وأكدت رغم ترحيبها بما وصفته بـ«الجهود الجبارة التي تبذلها الأطراف الليبية المعنية لتهدئة الأوضاع»، على أهمية «السلام والاستقرار الذي يستحقه كل الليبيين».

وأظهرت لقطات مصورة، بثتها وسائل إعلام محلية، دخول المواطنين إلى تاجوراء، وإزالة السواتر الترابية، بينما أكد مدير مديرية أمن تاجوراء اللواء محمد الدخيل أنه تم فتح الطريق الساحلية القره بوللي - تاجوراء بعد التوصل إلى اتفاق لإيقاف العمليات العسكرية.

قافلة الوقود المهرب التي أعلن «اللواء 444 قتال» بطرابلس ضبطها (اللواء)

وقال «اللواء 444 قتال» إنه تمكن «بعد كمين محكم ومطاردة شاقّة للمهربين وسط الصحراء والاشتباك معهم من ضبط قافلة تامة للمهربين تتكون من 5 شاحنات وقود، كانت ستُهرَّب خارج البلاد من قوت الشعب الليبي».


مقالات ذات صلة

حكومة الدبيبة «ترفض» استقبال مصر رئيس حكومة شرق ليبيا

شمال افريقيا الطاهر الباعور المكلّف بتسيير وزارة الخارجية بحكومة الدبيبة (الحكومة)

حكومة الدبيبة «ترفض» استقبال مصر رئيس حكومة شرق ليبيا

أعربت حكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة عن رفضها واستيائها لاستقبال الحكومة المصرية بشكل رسمي «أجساماً موازية لا تحظى بأي اعتراف دولي».

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا المسماري خلال لقاء سابق في مدينة سبها بجنوب ليبيا (صفحة المتحدث باسم الجيش الوطني)

المسماري: غدامس ليست هدفاً استراتيجياً لـ«الجيش الوطني» الليبي

عدّ اللواء أحمد المسماري، الناطق الرسمي باسم المشير خليفة حفتر القائد العام لـ«الجيش الوطني» الليبي، أن قواته تتعرّض لما وصفها بـ«حملة شرسة».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مباحثات مصرية - ليبية حول «تأمين الحدود والإعمار»

مباحثات مصرية - ليبية حول «تأمين الحدود والإعمار»

فرضت ملفات «تأمين الحدود، والإعمار، والتنمية»، نفسها على اجتماع رئيس الحكومة المصرية مصطفى مدبولي، ونظيره الليبي أسامة حمّاد، الذي استقبله في مدينة العلمين.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا صورة أرشيفية للمشري وهو يسلم رئاسة المجلس الأعلى للدولة لتكالة في انتخابات أغسطس 2023 (المكتب الإعلامي للمجلس)

خوري تناشد تكالة والمشري «وضع مصلحة ليبيا في المقام الأول»

طوت اللجنة القانونية بالمجلس الأعلى للدولة في ليبيا، الخلاف على رئاسته، معلنة فوز المرشح خالد المشري على منافسه محمد تكالة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا جانب من تحرك قوات بـ«الجيش الوطني» الليبي باتجاه الجنوب الغربي (من مقطع فيديو لرئاسة أركان القوات البرية)

تحشيد عسكري غرب ليبيا لـ«مواجهة محتملة» مع حفتر

رغم تطمينات أطلقها «الجيش الوطني» الليبي بأنه «لا يستهدف أحداً» بتحريك قواته إلى غرب البلاد، فإن جميع القوى الأمنية والعسكرية هناك تشهد حالة استنفار راهناً.

جمال جوهر (القاهرة)

مباحثات مصرية - ليبية حول «تأمين الحدود والإعمار»

مباحثات مصرية - ليبية حول «تأمين الحدود والإعمار»
TT

مباحثات مصرية - ليبية حول «تأمين الحدود والإعمار»

مباحثات مصرية - ليبية حول «تأمين الحدود والإعمار»

فرضت ملفات «تأمين الحدود، والإعمار والتنمية»، نفسها على اجتماع رئيس الحكومة المصرية مصطفى مدبولي، ونظيره الليبي أسامة حمّاد، الذي استقبله في مدينة العلمين بالساحل الشمالي الغربي، الأحد، بالإضافة إلى مناقشة قضايا مختلفة عديدة.

وفي أول زيارة له خارج بلده بصفته رئيساً لحكومة ليبية، وصل حمّاد إلى مصر، بمرافقة مدير عام «صندوق التنمية وإعادة إعمار ليبيا» بلقاسم حفتر، ومدير عام جهاز الإمداد الطبي والخدمات الطبية والعلاجية، حاتم العريبي.

ورأى متابعون ليبيون تحدثوا إلى «الشرق الأوسط» أن زيارة حمّاد بمثابة اعتراف مصري بحكومته، التي لا تحظى بذلك دولياً منذ تشكيلها في مارس (آذار) 2022.

اجتماع مدبولي وحماد بالعلمين المصرية (الحكومة الليبية)

وتتنافس حكومتان على السلطة في ليبيا؛ الأولى هي حكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة، برئاسة عبد الحميد الدبيبة، وتتخذ من العاصمة طرابلس مقراً لها، والثانية حكومة حمّاد المدعومة من مجلس النواب، وتتمركز في شرق ليبيا.

وفي مستهلّ اللقاء أكّد مدبولي «الدعم الكامل» للشعب الليبي، وحِرص مصر على دعم وتعزيز سبل التعاون الثنائي مع ليبيا في المجالات كافةً، منوِّهاً بـ«الدور الكبير» الذي تقوم به الشركات المصرية في أعمال «إعادة إعمار ليبيا».

وقال مكتب الإعلام للحكومة الليبية التي تتخذ من شرق البلاد مقراً لها، إن حماد ومدبولي بحثا في التعاون في عدد من الملفات، من بينها «تأمين الحدود، والإعمار والتنمية»، كما تطرّقت المحادثات إلى القضايا المشتركة بين البلدين، مشيراً إلى أنه «سيتم تفعيل عدد من الاتفاقيات، وتشكيل لجان وزارية من الدولتين للإشراف عليها».

مدبولي يتوسط حماد وبلقاسم حفتر خلال استقبالهما في العلمين المصرية (الحكومة الليبية)

ونقلت الحكومة الليبية أن رئيسها، ومدير عام صندوق التنمية وإعادة إعمار ليبيا، ثمّنا «جهود دولة مصر الشقيقة في عملية الإعمار عبر الشركات التابعة لها». وأكّد الأخير «رغبة الدولة الليبية بالمزيد من الشركات المختصة في إعادة الإعمار، والتوسع في المشاريع الخدمية والتنموية في أنحاء البلاد كافة».

وبينما أكّد بلقاسم على «أهمية تسهيل حركة دخول البضائع عبر المنفَذ البري بين الدوليتين»، ثمّن وقوف مصر مع الشعب الليبي خلال كارثة إعصار دانيال، التي أضرّت بمدن الجبل الأخضر العام الماضي.

من جانبه تحدث مدير عام جهاز الإمداد الطبي والخدمات الطبية والعلاجية في بنغازي، عن ضرورة «الاستفادة من الخبرات المصرية في مجال الطب والأدوية، والاستفادة من استجلاب العناصر الطبية والطبية المساعدة للعمل في ليبيا، وتدريب الكوادر الطبية الليبية، وتفعيل الاتفاقيات في هذا المجال».

مدبولي مستقبلاً حماد بالعلمين في أول زيارة له خارج بلاده (الحكومة الليبية)

وعدّ محمد امطيريد، الباحث والمحلّل السياسي الليبي، زيارة حمّاد إلى مصر واجتماعه مع مدبولي، «دليلاً على قوة العلاقات التي تربط الجانبين، والتعاون في ملفات عديدة، من بينها الإعمار والتنمية».

وأضاف امطيريد لـ«الشرق الأوسط» أن الزيارة تأتي أيضاً في إطار تطوير التعاون بين الجانبين، في ظل ما تقوم به شركات المقاولات المصرية من عمليات تشييد واسعة في مدن عدة بشرق ليبيا.

ولمصر علاقات أيضاً مع حكومة طرابلس برئاسة الدبيبة، وسبق أن وقّعا 13 اتفاقية مشتركة في سبتمبر (أيلول) 2021، وتضمّنت مجالات المواصلات، والكهرباء، والبترول، بالإضافة إلى البنية التحتية، والشباب والرياضة، والتأمينات الاجتماعية.

واستقبل مدبولي، في 14 يوليو (تموز) الماضي للمرة الثانية، الدبيبة، الذي كان يزور القاهرة؛ للمشاركة في «المؤتمر الاستعراضي الإقليمي الثاني للاتفاق العالمي للهجرة» بجامعة الدول العربية.

وإلى جانب شركات المقاولات المصرية العاملة في شرق ليبيا، يتولّى الائتلاف المكوّن من «أوراسكوم» و«حسن علام» و«روّاد الهندسة الحديثة»، تنفيذ مشاريع كبيرة في العاصمة طرابلس، من بينها مشروع الطريق الدائري الثالث، الذي تبلغ تكلفة تنفيذه 4.263 مليار دينار (الدولار يساوي 4.84 دينار في السوق الرسمية)، بالإضافة إلى تنفيذ مشروع طريق غات - أوباري جنوب غربي ليبيا.