مصر لتعزيز شراكتها الاستراتيجية مع الاتحاد الأوروبي

بنايات على نيل القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)
بنايات على نيل القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)
TT

مصر لتعزيز شراكتها الاستراتيجية مع الاتحاد الأوروبي

بنايات على نيل القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)
بنايات على نيل القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

تُعزز مصر شراكتها الاستراتيجية مع الاتحاد الأوروبي. وأكد وزير الخارجية والهجرة المصري بدر عبد العاطي أن «مصر تهدف من الشراكة مع الاتحاد الأوروبي إلى تعميق جميع أوجه التعاون بين الجانبين على أساس من الاحترام المتبادل والشراكة الحقيقية». وأضاف أن «ذلك انعكس خلال انعقاد مؤتمر الاستثمار المصري - الأوروبي في يونيو (حزيران) الماضي، فضلاً عن النجاحات القائمة في التعاون في مجالي مكافحة (الهجرة غير المشروعة) والإرهاب وغيرهما من مجالات التعاون».

جاء حديث عبد العاطي خلال اتصال هاتفي مع رئيسة البرلمان الأوروبي روبرتا ميتسولا. ووفق إفادة للمتحدث الرسمي لوزارة الخارجية والهجرة المصرية أحمد أبو زيد، الجمعة، فإن الوزير عبد العاطي هنّأ ميتسولا على إعادة انتخابها رئيساً للبرلمان الأوروبي، مقدماً الشكر لدعمها لبلاده وتفهمها لما تشهده من تحديات مرتبطة بالصراعات والنزاعات المتزايدة في المنطقة وآثارها الاقتصادية والأمنية.

والاتحاد الأوروبي أحد أهم الشركاء التجاريين لمصر، إذ بلغت صادرات مصر لدول الاتحاد نحو 11.8 مليار دولار عام 2023، بينما بلغت الواردات نحو 19.4 مليار دولار في العام نفسه، وفقاً لبيانات «الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء». (الدولار الأميركي يساوي 48.70 جنيه في البنوك المصرية). كما بلغ حجم استثمارات الاتحاد الأوروبي في مصر نحو 38 مليار يورو، وتستحوذ دول الاتحاد على نحو 30 في المائة من حجم الاستثمارات الأجنبية في السوق المصرية.

ونقل عبد العاطي، خلال الاتصال الهاتفي مع ميتسولا، دعوة رئيس مجلس النواب المصري (البرلمان) حنفي جبالي لرئيسة البرلمان الأوروبي لزيارة مصر، وذلك للحفاظ على «الزخم في العلاقات الثنائية، والتنسيق الوثيق حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، لا سيما أن التحديات المشتركة تتطلب التنسيق والعمل المشترك بين مصر والاتحاد الأوروبي».

السيسي ورئيسة المفوضية الأوروبية ورؤساء دول وحكومات قبرص وإيطاليا والنمسا واليونان خلال قمة بالقاهرة مارس الماضي (الرئاسة المصرية)

واستعرض الوزير المصري، الجمعة، ما تشهده العلاقات مع الاتحاد الأوروبي من تطور غير مسبوق «بعد ترفيعها إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة»، معرباً عن تطلع بلاده إلى «استمرار رئيسة البرلمان الأوروبي في القيام بدورها القيادي والرائد في دعم الشراكة المصرية - الأوروبية داخل أروقة البرلمان، لا سيما خلال فترة المناقشات على حزمة التمويل الأوروبية لمصر».

وتشمل حزمة التمويل التي يقدمها الاتحاد الأوروبي إلى مصر 5 مليارات يورو في شكل مساعدات مالية كلية، و1.8 مليار يورو استثمارات، و600 مليون يورو منحاً. ومن المقرر أن تتسلم مصر هذا العام مليار يورو من المساعدات المالية الكلية، على أن تخضع المليارات الأربعة المتبقية لموافقة البرلمان الأوروبي.

وفي مارس (آذار) الماضي، توافقت مصر والاتحاد الأوروبي على ترفيع العلاقات إلى مستوى «الشراكة الاستراتيجية الشاملة». ووقّع الجانبان في ختام قمة مصرية عُقدت بالقاهرة شارك فيها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيسة المفوضية الأوروبية، ورؤساء دول وحكومات قبرص وإيطاليا والنمسا واليونان، «إعلاناً مشتركاً» بشأن شراكة استراتيجية شاملة.

وعدّ السيسي حينها زيارة القادة الأوروبيين للقاهرة «انعكاساً لعُمق العلاقات المصرية - الأوروبية الممتدة عبر التاريخ، وحالة الزخم التي تشهدها العلاقات خلال الفترة الأخيرة، على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والثقافية». بينما أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، حينها، عن «تقديم حزمة دعم مالي لمصر في مجالات التجارة والاستثمار بقيمة 7.4 مليار يورو تتوزع على مدى السنوات المقبلة».

فعاليات «الجولة الرابعة رفيعة المستوى حول الهجرة بين مصر والاتحاد الأوروبي» بالقاهرة منتصف يوليو الماضي (الخارجية المصرية)

وتنسق مصر والاتحاد الأوروبي لمجابهة «الهجرة غير المشروعة». وفي أكتوبر (تشرين الأول) عام 2018، وقّعت مصر اتفاقية مع الاتحاد الأوروبي لمكافحة «الهجرة غير المشروعة» وتهريب الأشخاص والاتجار بالبشر، تضمنت 7 مشروعات في 15 محافظة مصرية لمعالجة الأسباب الرئيسية المسببة للظاهرة. وأكدت مصر في يونيو الماضي «نجاحها في مواجهة ظاهرة (الهجرة غير المشروعة)، إذ لم يبحر أي مركب غير شرعي من سواحلها منذ 8 سنوات».

كما عُقدت فعاليات «الجولة الرابعة للحوار رفيع المستوى حول الهجرة بين مصر والاتحاد الأوروبي»، منتصف يوليو (تموز) الماضي، في القاهرة. وناقشت «فرص تعزيز القنوات القانونية للهجرة والتنقل، وضرورة اتباع نهج شامل ومتوازن حيالها»، وفق بيان لوزارة الخارجية والهجرة المصرية.


مقالات ذات صلة

«الحركة المدنية» في مصر تبحث تجميد نشاط أحزابها

شمال افريقيا الحركة المدنية خلال اجتماعها الشهر الماضي لبحث المشاركة في الانتخابات البرلمانية (صفحة الحركة المدنية على «فيسبوك»)

«الحركة المدنية» في مصر تبحث تجميد نشاط أحزابها

تبحث «الحركة المدنية الديمقراطية» في مصر «تجميد نشاط أحزابها»، على خلفية حبس مؤسسها المعارض المصري يحيى حسين عبد الهادي.

فتحية الدخاخني (القاهرة)
شمال افريقيا ثلاجات كهربائية متنوعة في صالة عرض أحد المحال التجارية بالقاهرة (أرشيفية - موقع إكس)

مصريون يشتكون «نقص سلع» وسط مخاوف من تصاعد الغلاء

تزامنت عودة نقص الأجهزة الكهربائية مع تطبيق الحكومة المصرية زيادة في أسعار الوقود (بنزين وسولار) الأسبوع الماضي.

أحمد عدلي (القاهرة)
شمال افريقيا القمة العربية - الإسلامية بالرياض في نوفمبر 2023 (واس)

تنسيق سعودي - مصري لمواجهة التصعيد الإقليمي وتحقيق استقرار المنطقة

تطرقت المباحثات بين وزيري خارجية السعودية ومصر إلى «الجهود الجادة والحثيثة التي تبذلها الرياض والقاهرة لحلحلة الأزمة السودانية».

فتحية الدخاخني (القاهرة )
يوميات الشرق وجه «مومياء المرأة الصارخة» التي اكتشفت عام 1935 في الدير البحري بالقرب من الأقصر ويرجع تاريخها لنحو 1500 قبل الميلاد خلال فترة المملكة الحديثة في مصر القديمة تظهر بالمتحف المصري في القاهرة - 18 يناير 2023 (رويترز)

تفاصيل جديدة عن حياة وموت «المومياء الصارخة» في مصر

رجّح علماء آثار أن مومياء امرأة مصرية دُفنت منذ نحو 3500 عام، وتبدو على وجهها علامات صراخ، «ماتت وهي تتألّم».

شادي عبد الساتر (بيروت)
يوميات الشرق وزير الثقافة المصري يلتقي أسرة رئيس الوزراء الأسبق (وزارة الثقافة المصرية)

مجلدات ومخطوطات نادرة تدخل خزائن «الثقافة» المصرية

أهدت حفيدة رئيس وزراء مصر الأسبق يحيى إبراهيم باشا وزارةَ الثقافة المصرية مكتبتها التي تضمنت عدداً من المجموعات النادرة والمخطوطات.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

سجن 4 تونسيات جمعن تواقيع لمرشح للرئاسة مقابل المال

هيئة الانتخابات خلال اجتماع تحضيري للانتخابات المقبلة (موقع الهيئة)
هيئة الانتخابات خلال اجتماع تحضيري للانتخابات المقبلة (موقع الهيئة)
TT

سجن 4 تونسيات جمعن تواقيع لمرشح للرئاسة مقابل المال

هيئة الانتخابات خلال اجتماع تحضيري للانتخابات المقبلة (موقع الهيئة)
هيئة الانتخابات خلال اجتماع تحضيري للانتخابات المقبلة (موقع الهيئة)

قضت محكمة تونسية بالسجن لمدد تتراوح بين سنتين وأربع سنوات في حق 4 نساء، مع حرمانهن من حق التصويت بتهمة جمع تواقيع بمقابل مالي لصالح مغني راب يطمح للترشح للانتخابات الرئاسية، وفق متحدث قضائي. وقال علاء الدين العوادي، المتحدث باسم محكمة جندوبة (غرب)، في تصريحات صحافية، نقلتها «وكالة الصحافة الفرنسية»، الجمعة، إن المحكمة «قضت بسجن 3 نساء موقوفات سنتين، وفي حق أخرى في حالة فرار 4 سنوات، مع حرمانهن من حق الانتخاب طوال 10 سنوات». وأوضح العوادي أن النساء كن يجمعن تواقيع للمرشح فنان الراب ورجل الأعمال، كريم الغربي المعروف باسم «كادوريم»، في محافظة جندوبة، ووُجهت لهن تهمة «القيام بتقديم عطايا نقدية أو عينية، قصد التأثير على الناخب، طبقاً للفصل 161 من قانون الانتخابات والاستفتاء». وبدأ، الاثنين الماضي، تقديم ملفات الترشح للانتخابات الرئاسية، المقررة في السادس من أكتوبر (تشرين الأول) المقبل. وانطلق السباق نحو الرئاسة التي ترشح لها الرئيس قيس سعيّد، وسط انتقادات واسعة، بعد أن شددت هيئة الانتخابات شروط الترشح، التي صارت تتطلب التزكية من خلال جمع تواقيع 10 نواب في البرلمان، أو 40 رئيساً للسلطات المحلية، أو 10 آلاف ناخب (500 توقيع على الأقل في كل دائرة انتخابية). وتحدث العديد من الطامحين للترشح عن تعرض أعضاء حملاتهم لتضييقات خلال عملية جمع التواقيع. بينما انتقدت منظمات حقوقية تونسية ودولية عدة «تراجع الحريات» في تونس. كما نددت، الخميس، نحو 30 منظمة حقوقية تونسية في بيان مشترك «بتحول هيئة الانتخابات لأداة ردع وتخويف وتهديد بالتتبعات العدلية، لكل منتقد لأدائها ولانحيازها، ما أفقدها الاستقلالية، وجعلها أداة السلطة القائمة، بهدف إقصاء خصومها، وإسكات المعارضين لها». وأوقف القضاء التونسي 3 أشخاص ينشطون في حملات جمع تواقيع تزكية لطامحين بالترشح بتهمة «التدليس»، على ما أفاد به متحدث قضائي، أول من الأربعاء. وأعلن سعيّد ترشحه لولاية ثانية «لمواصلة مسيرة النضال في معركة التحرير الوطنية»، وقال إنه بذلك يلبي «الواجب الوطني المقدس»، علماً أن سعيّد يحتكر السلطات منذ صيف عام 2021، وقام بتغيير الدستور في عام 2022 ليحظى من خلاله بصلاحيات واسعة، ويخوله اتخاذ القرارات منفرداً.