الحكومة المصرية تُخفض أسعار 14 سلعة لمواجهة الغلاء

تزامناً مع تشديد الرقابة على الأسواق

وزير التموين خلال تفقد إحدى الأسواق بالإسكندرية (وزارة التموين والتجارة الداخلية المصرية)
وزير التموين خلال تفقد إحدى الأسواق بالإسكندرية (وزارة التموين والتجارة الداخلية المصرية)
TT

الحكومة المصرية تُخفض أسعار 14 سلعة لمواجهة الغلاء

وزير التموين خلال تفقد إحدى الأسواق بالإسكندرية (وزارة التموين والتجارة الداخلية المصرية)
وزير التموين خلال تفقد إحدى الأسواق بالإسكندرية (وزارة التموين والتجارة الداخلية المصرية)

قررت الحكومة المصرية، الأربعاء، تخفيض أسعار 14 سلعة في إطار جهود مواجهة الغلاء؛ بعد تعهدات متكررة من رئيس الوزراء مصطفى مدبولي بتخفيض الأسعار والعمل على تشديد الرقابة على الأسواق وتوافر السلع، وخلق حالة تنافسية.

وأعلنت وزارة التموين والتجارة الداخلية، تخفيض أسعار منتجات زيت الطعام بمنافذ المجمعات الاستهلاكية والفروع التابعة للشركة القابضة للصناعات الغذائية من 80 جنيهاً إلى 61 جنيهاً (الدولار يساوي 48.65 في البنوك المصرية).

وشملت التخفيضات أسعار الأرز وأنواعاً من «السمن الصناعي»، وذلك بالتزامن مع العديد من المبادرات الحكومية التي أطلقت خلال الأسابيع الماضية لبيع السلع بأسعار مخفضة عبر منافذ حكومية، منها التابعة لوزارة التموين، بالإضافة إلى منافذ «كلنا واحد» التابعة لوزارة الداخلية.

وأعلنت وزارة الداخلية، الأربعاء، عن ضبط عدد من القضايا في مجال المخابز السياحية الحرة والمدعمة خلال 24 ساعة، بحسب إفادة رسمية تضمنت التأكيد على اتخاذ الإجراءات القانونية تجاه المتهمين في هذه القضايا.

وأطلقت مصر مبادرات عدة لتخفيض الأسعار، منذ تحريك سعر الصرف في مارس (آذار) الماضي، وسط تأكيدات حكومية باتجاه الأسعار نحو مزيد من الانخفاض في الأسابيع المقبلة عقب إتاحة المخصصات المالية للمستوردين وفق سعر الصرف الرسمي للدولار بالبنوك.

وخفّضت مصر سعر الصرف في مارس الماضي إلى نحو 48 جنيهاً للدولار، بعد أن كان مستقراً لما يقرب من عام عند مستوى 31 جنيهاً.

ولجأت الحكومة المصرية خلال الأشهر الأخيرة إلى تشديد إجراءاتها لـ«ضبط الأسواق» في البلاد، ومواجهة «عمليات تخزين السلع الغذائية»، فيما يعقد رئيس الوزراء اجتماعات دورية مع لجنة «ضبط الأسواق وأسعار السلع» بحضور ممثلي الغرف التجارية.

وتستهدف الحكومة المصرية السعي نحو استمرار خفض معدلات التضخم لتكون أقل من 20 في المائة بحلول نهاية العام الحالي، على أن تصل لما دون الـ10 في المائة قبل نهاية العام المقبل 2025؛ على الرغم من القرارات الحكومية المرتقبة برفع الدعم عبر تحريك أسعار العديد من الخدمات بشكل تدريجي وفق تأكيدات من رئيس الحكومة في أكثر من مناسبة أخيراً.


مقالات ذات صلة

عندما تتحرّك أميركا... يتغيّر العالم

تحليل إخباري البيت الأبيض

عندما تتحرّك أميركا... يتغيّر العالم

تتبدّل تسميات النظام العالمي، بتبدّل موازين القوى، وكيفيّة صناعة الثروة، وما الوسائل لصناعة هذه الثروة، وأين توجد.

المحلل العسكري
آسيا ضابطات شرطة يعتقلن عاملات في مقر حزب «إنصاف» بإسلام آباد بعد مداهمة أمنية الاثنين (أ.ف.ب)

مداهمة مقرّ حزب عمران خان في باكستان

داهمت الشرطة الباكستانية، الاثنين، المقر العام لحزب رئيس الوزراء السابق عمران خان، المسجون حالياً بعد أسبوع على تعهّد الحكومة المدعومة من الجيش حظرَ هذه الحركة.

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد)
تحليل إخباري دمار في أغدام التي استعادتها أذربيجان من أرمينيا (أرشيفية - رويترز)

تحليل إخباري جنوب القوقاز بين براغماتية بوتين والدور الأميركي المتعاظم

يربط ممر زنغزور بين آسيا وأوروبا ويشكل شرياناً حيوياً للتجارة ويعزز موقع جنوب القوقاز على خريطة المصالح العالمية.

أنطوان الحاج
أوروبا رئيس الوزراء الفرنسي غابرييل أتال 16 يوليو 2024 (أ.ف.ب)

ماكرون يقبل استقالة حكومة أتال... ماذا يعني ذلك؟

قبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون استقالة رئيس الوزراء غابرييل أتال وحكومته هذا اليوم الثلاثاء.

«الشرق الأوسط» (باريس)
أوروبا زعيم حزب العمال البريطاني كير ستارمر يتحدث في حفل إطلاق برنامج حزب العمال الانتخابي في مانشستر ببريطانيا في 13 يونيو 2024 (رويترز)

قصة حزب العمال منذ التأسيس حتى فوزه الجديد بالانتخابات البريطانية

بمناسبة مرور مائة عام على تسلّم حزب العمال السلطة في بريطانيا للمرة الأولى عام 1924، يعود الحزب المحسوب على يسار الوسط، ليترأس السلطة التنفيذية بعد غياب 15 سنة.

شادي عبد الساتر (بيروت)

بعد نجاته من الاغتيال... البرهان يضع شروطاً للتفاوض

TT

بعد نجاته من الاغتيال... البرهان يضع شروطاً للتفاوض

البرهان يحيي ضباط في الجيش خلال حفل تخرج عدد منهم بقاعدة جبيت العسكرية (شرق) (رويترز)
البرهان يحيي ضباط في الجيش خلال حفل تخرج عدد منهم بقاعدة جبيت العسكرية (شرق) (رويترز)

عقب نجاته من محاولة اغتيال كادت تودي بحياته، حدد قائد الجيش السوداني، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، شروطاً جديدة للتفاوض مع «قوات الدعم السريع»، وعلى رأسها الاعتراف بالحكومة والتفاوض معها، ومشاركة الحركات المسلحة الموالية للجيش في التفاوض.

وتعرّض موكب البرهان لهجوم شنّته طائرات من دون طيار «درون» مجهولة، استهدفت استعراضاً عسكرياً كان يشارك فيه بمنطقة جبيت العسكرية شرق البلاد، لقي جراءه خمسة أشخاص مصرعهم وأصيب آخرون، وذلك وفقاً لبيان رسمي صادر عن الجيش، في حين ذكرت مصادر أن ثلاثة آخرين توفوا لاحقاً في المستشفى متأثرين بجراحهم.

وقال مكتب الناطق الرسمي باسم الجيش في بيان مقتضب، إن المضادات الأرضية تصدت لمسيّرتين معاديتين، استهدفتا موقع الاحتفال بتخريج دفعات من الكليات الحربية والجوية والبحرية، وإن العملية تسببت في استشهاد خمسة أشخاص ووقوع إصابات طفيفة يجري حصرها، بينما تحدثت مصادر عن أربع مسيّرات، بينها اثنتان صدتهما المضادات الأرضية، بينما أصابت الاثنتان الأخريان المنطقة العسكرية، وقتلتا خمسة عسكريين في الحال، وتوفي ثلاثة آخرون لاحقاً متأثرين بجراحهم.

البرهان: التفاوض بشروطنا

وهجوم المسيرات على شرق البلاد هو الأول من نوعه منذ بدء الحرب منتصف أبريل (نيسان) 2023، في منطقة تبعد أكثر من 500 كيلومتر عن مناطق سيطرة «قوات الدعم السريع»؛ ما أثار أسئلة بشأن الجهة التي أطلقتها ومن أين أتت، وما إن كانت قادمة من جهة «الدعم السريع» أو من طرف ثالث ضالع في محاولة لتصفية قائد الجيش.

وبعد ساعات من موعد الخطاب التقليدي بالمناسبة، أكد البرهان استمرار القتال حتى القضاء على «المتمردين» (يقصد «قوات الدعم السريع») وأن الجيش لن يستسلم ولن يتراجع و«لن يفاوض».

لكنه أبدى موافقة مشروطة على التفاوض بقوله: «نحن ما عندنا مانع، ونقول لأي (زول) يريد السلام: حبابك، كلنا دايرين السلام، وأن تقف الحرب اليوم قبل الغد، لكن إلاّ ورأسنا مرفوع ومنتصرين، لكن مع وجود العدو في بيوت الناس ويقتل فيهم، ويحاصر الفاشر وبابنوسة وقرى الجزيرة، لن تقف الحرب، وعلى من يريد إنهاء الحرب إخراجهم من الجنينة والجزيرة وحول الفاشر وبيوت الناس».

وحدد البرهان شروط المشاركة في المفاوضات المزمعة بأن تكون مع «الحكومة السودانية» وبمشاركة الحركات المسلحة الموالية للجيش، بقوله: «سمعنا أن هناك مفاوضات، نرحب بها، لكن الجهة التي يجب أن تتم دعوتها هي الحكومة وليس الجيش وحده، فالمواطنون والحركات الموقعة على اتفاق جوبا تقاتل معه، مع أخذ رأي الجيش ومشاورته».

وجزم: «لن يجبرنا أحد للسماع له أو ليعطينا التعليمات والتوجيهات. طالما نحن أحياء، فإن التوجيهات عندنا نحن وليس عند أحد آخر».

تحذير إلى لعمامرة

في الوقت ذاته، وجّه البرهان رسالة تحذير لمبعوث الأمين العام للأمم المتحدة، رمطان لعمامرة، من تبني ما أطلق عليه «رؤية المتمردين»، وتابع: «نقول للعمامرة، إذا أردت المشي في الطريق الصحيحة، لا تتبنَ أي رؤية للمتمردين، وتعال عندنا لنتفاهم قبل تقديم أي مبادرة، وحتى الدول الراغبة في تقديم مبادرات عليهم المجيء إلينا».

البرهان مستقبلاً المبعوث الأممي إلى السودان رمطان لعمامرة في يناير الماضي (وكالة السودان للأنباء)

وتوعّد البرهان برد حاسم على «قوات الدعم السريع»، وقال: «سنرد عليهم، وقريباً جداً سترون ردنا»، وتابع: «هذا الجيش عظيم ومؤسسة عريقة، وسنبذل أرواحنا وحياتنا للحفاظ عليها».

وأثار الهجوم الذي استهدف البرهان موجة أسئلة، حول ما إذا كانت العملية محاولة «اغتيال» تستهدفه أم تطوراً جديداً في الحرب، أم أن طرفاً ثالثاً يسعى للتخلص منه والحيلولة دون ذهابه لمفاوضات جنيف استجابة للمبادرة الأميركية.

«الدعم السريع» ينفي

ونفت «قوات الدعم السريع» من جهتها، في سابقة تعدّ الأولى منذ بدء الحرب، ضلوعها في محاولة قتل البرهان، والتي وصفها المستشار السياسي لقائد «قوات الدعم السريع»، الباشا طبيق، في تعليق مقتضب لـ«الشرق الأوسط» بأنها «محاولة لاغتيال البرهان» في حال موافقته على إرسال وفد من الجيش إلى مفاوضات جنيف.

واعتبر الباشا «محاولة الاغتيال» التي تعرّض لها الرجل بالطيران المسيّر في جبيت «رسالة واضحة من تيار الحرب داخل المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية بقيادة علي كرتي»، وتوقع المزيد من عمليات التصفيات والاغتيالات داخل الجيش، تستهدف قادته.

خبير عسكري: هناك طرف ثالث

ووصف خبير عسكري طلب عدم الكشف عن اسمه ما حدث في جبيت بـ«الورطة»، سواء كان من يقف خلفها «الدعم السريع» أو جهة ثالثة. وقال: «إذا كانت (الدعم السريع) وراء العملية فهذا يعني أنها امتلكت مسيّرات حديثة تقطع مسافات طويلة وتصيب أهدافها بدقة، أو أن هناك خلايا نائمة تابعة لها ومدربة جيداً للوصول إلى قائد الجيش نفسه».

ورأى الخبير أن من يشنّون التهديدات على وسائط التواصل الاجتماعي الموجهة للرجل من أنصار استمرار الحرب من الإسلاميين وأعضاء «حزب المؤتمر الوطني» وحملات التخويف التي يتعرض لها، لمنعه من التفاوض مع «الدعم السريع»، ربما يكونون وراء المحاولة، بقوله: «أرجّح أن يكون ما يعرف بالطرف الثالث أرسل رسالة تهديد واضحة للبرهان».

جانب من حفل تخريج ضباط جدد بقاعدة جبيت العسكرية (شرق) قبيل استهدافه بمسيّرات الأربعاء (موقع مجلس السيادة بمنصة إكس)

ووافقه الرأي أستاذ علم الاجتماع السياسي بالجامعات السودانية، الدكتور عبد الناصر علي الفكي، الرأي بتساؤله: «من كان يجيّش العاطفة الشعبية ويحشدها تجاه الرجل طوال الأيام القليلة الفائتة؟».

وأرجع الفكي الحادثة إلى ما أسماها «المواقف المتباينة والصراع الداخلي حول الحرب والتفاوض» في معسكر البرهان، وقال: «داخل معسكر الحرب تحتدم الصراعات، وتتضارب المواقف بين وزارة الخارجية والجيش»، مشيراً إلى تهديدات مساعد البرهان، الفريق أول ياسر العطا، للدول والأطراف السياسية، وتزامنها مع الخطاب التحريضي الهادف لعودة نظام الرئيس المخلوع عمر البشير عبر كتائب الإسلاميين.

من جانبه، اعتبر الصحافي عثمان فضل على صفحته في منصة «فيسبوك» ما حدث، تقصيراً أمنياً أو تواطؤاً كبيراً في دوائر حماية القائد العام، تجسّد في عدم تأمين الحفل. وأضاف: «تحدث بيان الجيش عن التصدي للمسيّرات، لكن الفيديوهات تؤكد عكس ما قال البيان، ولم تسمع أصوات مضادات أرضية؛ ما يعضد فرضية الإهمال ونظرية المؤامرة»، وتساءل: «إذا افترضنا أن المسيّرة انطلقت من مكان قريب أو بعيد، فكيف عبرت حتى وصلت هدفها»؟.

وخلص فضل الله إلى أن استهداف البرهان يحتمل التأويلات كافة، ومنها أن يكون الحادث اختراقاً داخلياً ناتج من تصدعات معسكر الحرب. «سيما وأن من يملك مسيّرات هي القوات المسلحة وكتيبة (البراء بن مالك) التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين»، ولم يستبعد فرضية أن يكون قد قامت بها «الدعم السريع» من نقاط تواجدها أو عبر خلايا نائمة في منطقة قريبة.