البرهان بعد محاولة اغتياله: لن نتفاوض مع «الدعم السريع»

TT

البرهان بعد محاولة اغتياله: لن نتفاوض مع «الدعم السريع»

الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان (أ.ف.ب)
الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان (أ.ف.ب)

قال قائد الجيش السوداني ورئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، اليوم (الأربعاء)، إن الجيش لن يتفاوض مع قوات «الدعم السريع» ولا يخشى الطائرات المسيّرة، وفق ما أوردته وكالة «رويترز».

وجاء تصريح البرهان بعد إعلان القيادة العامة للقوات المسلحة السودانية، تصدي مضاداتها الأرضية، اليوم، لمُسيَّرتين معاديتين استهدفتا موقع الاحتفال بتخريج دفعات من الكليات الحربية والجوية والبحرية، بولاية البحر الأحمر بشمال شرقي السودان. وقال مكتب الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة، في بيان نشره موقع «فيسبوك» اليوم: «تسبب الحادث في استشهاد 5 أشخاص، ووقوع إصابات طفيفة جارٍِ حصرها».

ونفت قوات «الدعم السريع» تورطها بالهجوم وقال المستشار القانوني لقائد «الدعم السريع» محمد مختار إنه «لا علاقة للقوات شبه العسكرية بهجوم المسيّرتين». وأضاف: «ليس للدعم السريع أي صلة بالمسيّرات التي استهدفت مدينة جبيت بشرق السودان اليوم».

والهجوم هو الأحدث في سلسلة من الهجمات المماثلة على مواقع للجيش في الأشهر القليلة الماضية وهو أقرب هجوم من بورتسودان. وتأتي الضربة بعد يوم من قبول وزارة الخارجية بشروط دعوة أميركية لإجراء محادثات في سويسرا في أغسطس (آب).


مقالات ذات صلة

الأمم المتحدة تحض مجدداً طرفي الحرب السودانية على وقف القتال

شمال افريقيا سوق مدمرة بمدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور جراء المعارك السابقة (أرشيفية - أ.ف.ب)

الأمم المتحدة تحض مجدداً طرفي الحرب السودانية على وقف القتال

حضّت نكويتا سلامي الدول المانحة على «تكثيف الجهود بشكل عاجل لصرف التزاماتها وتحديد تمويل جديد لمنع حدوث مجاعة واسعة النطاق».

محمد أمين ياسين (ود مدني (السودان))
شمال افريقيا قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان (يسار) ومساعده ياسر العطا في أم درمان (الجيش السوداني)

الجيش السوداني يرفض التفاوض «ولو حارب مائة عام»

جدّد الجيش السوداني تأكيد رفضه لأي تفاوض مع «قوات الدعم السريع»، واستعداده للقتال ولو لـ«مائة عام».

أحمد يونس (كامبالا)
شمال افريقيا البرهان ملوحاً لآبي أحمد قبيل مغادرته (مجلس السيادة السوداني)

مباحثات البرهان وآبي أحمد: مشكلات الدول يجب أن تحل داخلياً

جاءت زيارته قبل يوم من استضافة الاتحاد الأفريقي اجتماعاً في مقره بأديس أبابا للتشاور حول «رؤية موحدة لوقف الحرب» السودانية.

شمال افريقيا «قوات الدعم السريع» السودانية (أ.ف.ب)

«الدعم السريع» تسيطر على حامية للجيش السوداني بغرب كردفان

أفادت مصادر في «قوات الدعم السريع» السودانية بأنها سيطرت على الحامية العسكرية التابعة للجيش السوداني «اللواء 90» في منطقة كيلك بولاية غرب كردفان.

محمد أمين ياسين (ودمدني (السودان))
شمال افريقيا زعيم حركة «العدل والمساواة» بالسودان جبريل إبراهيم (الصفحة الرسمية - فيسبوك)

جبريل إبراهيم: مسار وقف الحرب في السودان لا يزال طويلاً

قال زعيم حركة «العدل والمساواة» بالسودان جبريل إبراهيم، إن مؤتمر القوى السياسية والمدنية السودانية بالقاهرة، «مَعنيّ بحوار سياسي سوداني، وليس إنهاء الحرب».

أحمد إمبابي (القاهرة)

مشاورات مصرية - أميركية لحلحلة الأزمة في السودان

وزير الخارجية والهجرة المصري خلال مؤتمر القوى السياسية السودانية في القاهرة يوليو 2024 (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية والهجرة المصري خلال مؤتمر القوى السياسية السودانية في القاهرة يوليو 2024 (الخارجية المصرية)
TT

مشاورات مصرية - أميركية لحلحلة الأزمة في السودان

وزير الخارجية والهجرة المصري خلال مؤتمر القوى السياسية السودانية في القاهرة يوليو 2024 (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية والهجرة المصري خلال مؤتمر القوى السياسية السودانية في القاهرة يوليو 2024 (الخارجية المصرية)

التقى وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، مع المبعوث الأميركي الخاص للسودان، توم بيريللو، في القاهرة، مساء الأربعاء، وبحث معه في تطورات الأزمة السودانية، والجهود الدولية والإقليمية لوقف الحرب الداخلية.

وقال دبلوماسيون وسياسيون إن «المشاورات المصرية - الأميركية تستهدف حلحلة الأزمة السودانية، ودعم مبادرة الخارجية الأميركية لإجراء محادثات في جنيف بين طرفي الحرب؛ لوقف إطلاق النار». وأكّدوا أهمية «التنسيق بين القاهرة وواشنطن في مسار الحل السياسي الشامل لتلك الأزمة».

وتأتي مباحثات بيريللو، بعد أن بحث وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، مع نظيره المصري، تطورات الوضع في السودان، في اتصال هاتفي، الثلاثاء. وأعرب الجانبان عن تطلعهما لأن تُسفر الجهود الدولية عن «حلحلة الأزمة، ووقف إطلاق النار بشكل فوري وشامل، وإتاحة الفرصة لنفاذ المساعدات الإغاثية والإنسانية إلى السودانيين».

ودعت الخارجية الأميركية مؤخراً لمبادرة جديدة تجمع طرفي القتال: الجيش، و«قوات الدعم السريع»، في محادثات بسويسرا، منتصف أغسطس (آب)، بهدف العمل على إنهاء الحرب.

وأعلن قائد «الدعم» محمد حمدان دقلو (حميدتي) قبوله المشاركة، في حين وافقت الحكومة السودانية على الدعوة (بشروط). وقالت وزارة الخارجية في بورتسودان، الثلاثاء، إن «أي مفاوضات قبل تنفيذ إعلان جدة، الذي ينص على الانسحاب الشامل ووقف التوسع، لن تكون مقبولة للشعب السوداني».

جانب من مؤتمر القوى السياسية والمدنية السودانية بالقاهرة في يوليو 2024 (الخارجية المصرية)

وربط نائب رئيس «المجلس المصري للشؤون الخارجية»، صلاح حليمة، بين زيارة المبعوث الأميركي للقاهرة، ومفاوضات جنيف المرتقبة. وقال إن «واشنطن تسعى لإحداث حلحلة للأزمة السودانية، من خلال التنسيق مع دول الجوار والقوى الإقليمية قبل إجراء المشاورات بين طرفي الحرب». وأوضح حليمة لـ«الشرق الأوسط» أن «الولايات المتحدة الأميركية تستهدف العمل لتنفيذ مخرجات مسار جدة لحل الأزمة السودانية».

واستضافت مدينة جدة بمبادرة سعودية - أميركية محادثات بين الجيش و«قوات الدعم السريع»، أفضت إلى توقيع ما عُرف بـ«إعلان جدة الإنساني»، ونص على «حماية المدنيين والمرافق الخاصة والعامة، والامتناع عن استخدامها لأغراض عسكرية».

وسبق أن شارك الطرفان في محادثات غير مباشرة، احتضنتها مدينة جنيف السويسرية، بوساطة من الأمم المتحدة لبحث الأوضاع الإنسانية، لكنها «لم تتوصل إلى تقارب في الرؤى حول اتفاق مشترك بشأن إيصال المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين».

وقال حليمة إن «الجانب الأميركي بات يتحدث عن إشراك المجتمع السوداني في مسار الحل السياسي»، وأرجع ذلك «إلى مخرجات مبادرة مؤتمر القوى السياسية والمدنية الذي دعت له مصر، بحضور ممثلي الكتل السياسية الرئيسية في السودان».

واستضافت القاهرة مؤخراً فعاليات مؤتمر القوى السياسية والمدنية السودانية. وأكّد البيان الختامي للمؤتمر «ضرورة الوقف الفوري للحرب، والالتزام بإعلان جدة، والنظر في آليات تنفيذه».

قوى سياسية سودانية في مؤتمر بالعاصمة المصرية القاهرة مايو الماضي (الشرق الأوسط)

وقلّل الباحث السياسي في «مركز الأهرام للدراسات السياسية»، صلاح خليل، من تأثير التدخل الأميركي في الأزمة السودانية. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «الدور الأميركي في وقف الحرب السودانية لا يحظى بثقة الجيش السوداني». وأرجع ذلك إلى «رفض قادة الجيش مساواة واشنطن للمؤسسة العسكرية بـ(الدعم السريع)، في مسارات التفاوض الخاصة بالحرب».

ورأى خليل أنه «لا يوجد أمل في إحداث تقدّم بمفاوضات وقف الحرب خلال اجتماعات جنيف المرتقبة»، بسبب «الشروط التعجيزية التي قدمتها الحكومة السودانية قبل الجلوس إلى مائدة التفاوض، وخصوصاً أن تُخلي عناصر (الدعم السريع) المنازل والمناطق التي تستولي عليها، إلى مناطق خارج الأحياء السكنية».