السجن لمرشح رئاسي ومنعه من الترشح مدى الحياة في تونس

لاتهامه في قضية فساد مالي

المرشح الرئاسي المعارض لطفي المرايحي (موقع حزب الاتحاد الشعبي الجمهوري)
المرشح الرئاسي المعارض لطفي المرايحي (موقع حزب الاتحاد الشعبي الجمهوري)
TT

السجن لمرشح رئاسي ومنعه من الترشح مدى الحياة في تونس

المرشح الرئاسي المعارض لطفي المرايحي (موقع حزب الاتحاد الشعبي الجمهوري)
المرشح الرئاسي المعارض لطفي المرايحي (موقع حزب الاتحاد الشعبي الجمهوري)

أصدرت محكمة تونسية، الجمعة، حكماً بسجن المرشح الرئاسي المعارض، لطفي المرايحي، 8 أشهر ومنعه من الترشح في الانتخابات الرئاسية مدى الحياة، لاتهامه في قضية فساد مالي.

وقال محامي المرايحي، عمر بن إسماعيل، لوكالة الأنباء الألمانية، إن الحكم يتضمن أيضاً غرامة مالية بقيمة ألفي دينار.

ووفق المحامي ذاته، فقد وجهت إلى رئيس حزب «الاتحاد الشعبي الجمهوري»، الموقوف منذ الثالث من يوليو (تموز) الحالي، تهمة «تقديم عطايا نقدية من أجل التأثير على الناخب».

وأضاف بن إسماعيل مؤكداً أنه سيقدم طعناً ضد الحكم يوم 22 يوليو الحالي.

واتهم المرايحي إبان إيقافه السلطة بتحريك القضاء ضده، رداً على انتقاداته لأداء الرئيس قيس سعيد، الذي يتولى الرئاسة منذ 2019 قبل أن يطيح بالبرلمان في 2021 بدعوى تصحيح الثورة ومكافحة الفساد، كما أصدر دستوراً جديداً بعد عام، عزز من خلاله من صلاحياته بشكل كبير.

كما يحقق القضاء أيضاً مع رئيسة «الحزب الدستوري الحر»، عبير موسي، الموقوفة منذ أكتوبر (تشرين أول) الماضي، ورئيس حزب «العمل والإنجاز» عبد اللطيف المكي، الذي فرضت عليه السلطات القضائية عدم الظهور في وسائل الإعلام والأماكن العامة، وعدم مغادرة المدينة التي تضم مقر سكنه.

وتجري الانتخابات في السادس من أكتوبر المقبل. ولم يعلن الرئيس سعيد بعد ترشحه رسمياً لولاية ثانية.

على صعيد متصل بالانتخابات المقبلة، أعلن الناشط السياسي، عماد الدايمي، مساء أمس، قراره الترشح للانتخابات الرئاسية، من أجل «إعادة بناء الأمل»، وفق تعبيره في فيديو نشره للغرض على «فيسبوك».

وقال الدايمي إنه قرر رسمياً الترشح، والمشاركة في سباق الرئاسية «حتى تدخل تونس مرحلة مصالحة واستقرار وازدهار»، وفق قوله.

يشار إلى أن الدايمي يشعل حالياً منصب رئيس مرصد «رقابة»، وهو عضو مجلس نواب الشعب السابق، وعضو المجلس التأسيسي. كما كان أحد قياديي «حزب المؤتمر» الذي أطلقه رئيس الجمهورية الأسبق المنصف المرزوقي.


مقالات ذات صلة

تونس تعترض 74 ألف مهاجر سري حتى يوليو الحالي

شمال افريقيا مهاجرون سريون تم اعتراض قاربهم من طرف خفر السواحل التونسية (أ.ف.ب)

تونس تعترض 74 ألف مهاجر سري حتى يوليو الحالي

الحرس البحري التونسي اعترض أكثر من 74 ألف مهاجر سري في البحر، كانوا في طريقهم إلى السواحل الأوروبية هذا العام وحتى منتصف يوليو (تموز) الحالي.

«الشرق الأوسط» (تونس)
شمال افريقيا تزايد شكاوى التونسيين من تزايد أعداد المهاجرين السريين في شوارع جبنيانة والعامرة بولاية صفاقس (أ.ف.ب)

تونسيون يحذرون من تدهور الوضع الأمني بسبب تدفق المهاجرين

حذر المجتمع المدني في مدينتي جبنيانة والعامرة التونسيتين من تدهور خطير للوضع الأمني بسبب تدفق مهاجري دول أفريقيا جنوب الصحراء، وتفشي أعمال العنف.

«الشرق الأوسط» (تونس)
شمال افريقيا المحامي التونسي مهدي زقروبة (الشرق الأوسط)

القضاء التونسي يفرج عن المحامي زقروبة الموقوف منذ شهرين

القضاء التونسي يفرج عن المحامي زقروبة الموقوف منذ شهرين لاتهامه بتعنيف عنصرين من رجال الأمن.

«الشرق الأوسط» (تونس)
أفريقيا الرئيس التونسي قيس سعيد في اجتماع جديد قبل يومين حول الملف الأمني مع وزير الداخلية خالد النوري وكاتب الدولة للأمن سفيان بالصادق (صفحة رئاسة الجمهورية التونسية)

​تونس: قرارات أمنية وعسكرية استثنائية

كشفت مصادر رسمية بتونس عن إجراءات بالتزامن مع انطلاق العملية الانتخابية وإعلان أكثر من عشرين شخصية سياسية ومالية اعتزامها المشاركة في الانتخابات الرئاسية.

كمال بن يونس (تونس)
شمال افريقيا المحامية سنية الدهماني (مواقع التواصل)

محكمة تونسية تقضي بالسجن عاماً على محامية معارضة

الرئيس سعيد يؤكد أن خطواته «قانونية وضرورية لإنهاء الفساد المستشري بين النخبة السياسية منذ سنوات».

«الشرق الأوسط» (تونس)

معبر رفح: مقترح لإحياء اتفاق 2005 يُعزز جهود الوسطاء نحو «الهدنة»

خلال تأمين معبر رفح من الجانب المصري (أ.ف.ب)
خلال تأمين معبر رفح من الجانب المصري (أ.ف.ب)
TT

معبر رفح: مقترح لإحياء اتفاق 2005 يُعزز جهود الوسطاء نحو «الهدنة»

خلال تأمين معبر رفح من الجانب المصري (أ.ف.ب)
خلال تأمين معبر رفح من الجانب المصري (أ.ف.ب)

تحركات أميركية جديدة لإعادة فتح معبر رفح الحدودي بين مصر وقطاع غزة بعد أكثر من شهرين على إغلاقه عقب سيطرة إسرائيل على الجانب الفلسطيني من المعبر، وسط أزمة إنسانية بقطاع غزة جراء استمرار إغلاق المعبر.

ونقلت وكالة «بلومبرغ» الأميركية عن مصادر مطلعة قولها، مساء الخميس، إن مسؤولين إسرائيليين «يدرسون نقل السيطرة» على معبر رفح الحدودي في غزة إلى الاتحاد الأوروبي وفلسطينيين خلال محادثات برعاية الولايات المتحدة عبر إحياء اتفاق 2005.

ووفق المصادر المطلعة، فإنه حال التواصل لموافقة بشأنه «سيساعد ذلك في دفع جهود الوسطاء بمفاوضات الهدنة» وإيصال مزيد من المساعدات إلى غزة.

ورأى نواب في البرلمان المصري وخبراء أن المساعي الأميركية «قد تدفع نحو حلحلة لأزمتي المعبر والهدنة». وأشاروا إلى أن هذه المساعي تسهم في «خفض التوتر بين القاهرة وتل أبيب» كون المقترح (أي اتفاق 2005) تؤيده مصر التي رفضت التنسيق مع إسرائيل إلا بوجود فلسطينيين على الجانب الآخر من المعبر.

ومعبر رفح الذي يعد شرياناً اقتصادياً وأمنياً على الحدود بين مصر وقطاع غزة خضع الجانب الفلسطيني منه عام 2005 عقب انسحاب إسرائيلي من قطاع غزة إلى «اتفاقية تسمح بوجود فلسطيني ورقابة أوروبية»، قبل أن تسيطر «حماس» على القطاع في 2007 وينسحب الأوروبيون.

عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب المصري (البرلمان)، النائب مجدي عاشور، قال إن «مصر ترفض أي وجود لإسرائيل في معبر رفح، وهذا الرفض المصري يتفق مع القانون الدولي والأمن القومي المصري».

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن رفض نتنياهو الانسحاب من معبر رفح كما تطالب مصر «مجرد مناورات بحثاً عن مكاسب أكبر وإرضاء معسكره لإبقاء حكومته»، لكن مصر قادرة على «فرض خياراتها وإرادتها» وهي دولة ذات ثقل في المنطقة و«لن تقبل بالمساس بأمنها القومي». وعوّل عاشور على الدور الأميركي في «استجابة إسرائيل لمطلب مصر بالعودة لاتفاق 2005 بوجود إدارة فلسطينية ورقابة أوروبية للمعبر».

دبابات إسرائيلية في الجانب الفلسطيني من معبر رفح بين غزة ومصر (أ.ف.ب)

محادثات الولايات المتحدة بشأن معبر رفح اعتبرها مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق السفير رخا أحمد حسن، عودة لما ذكرته مصر منذ بداية أزمة المعبر. ورأى أن التسريبات بشأن المحادثات «قد تسهم» في إمكانية الوصول لاتفاق «شريطة تقديم تل أبيب تنازلات».

وكان موقع «أكسيوس» قد أشار، مساء الخميس، إلى استضافة تل أبيب اجتماعاً إسرائيلياً - فلسطينياً لأول مرة منذ حرب غزة بمشاركة المبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط بريت ماكغورك، ومدير «الشاباك» رونين بار، وأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ، ومدير المخابرات الفلسطينية ماجد فرج؛ لمناقشة إعادة فتح المعبر كجزء من اتفاق وقف إطلاق النار.

ويشار إلى أن مصر التي لم تشارك بهذا الاجتماع الثلاثي في تل أبيب، سبق أن استضافت، في يونيو (حزيران) الماضي، اجتماعاً بمشاركة أميركية وإسرائيلية بشأن المعبر، أكدت خلاله على مطلبها بانسحاب تل أبيب من الجانب الفلسطيني من المعبر الذي سيطرت عليه في 7 مايو (أيار) الماضي، وفق إفادات سابقة لـ«الخارجية المصرية».

الموقف المصري بشأن المعبر، يراه المحلل السياسي الفلسطيني عبد المهدي مطاوع أنه يستهدف تعزيز الموقف الفلسطيني و«عدم شرعنة أي احتلال».

فلسطينيون ينظرون إلى الدمار بعد غارة إسرائيلية على رفح بقطاع غزة (أ.ب)

في سياق ذلك، يُصر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وفق حديثه بعد زيارة لرفح الخميس، على أن السيطرة على «ممر فيلادلفيا» الذي يمتد لمسافة إجمالية تبلغ 14 كيلومتراً (8.7 ميل) على طول الحدود مع مصر ومعبر رفح «أمر حيوي للمستقبل». وذلك رغم إبداء وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت تجاوباً عبر اعتقاده بأنه «يجب الانسحاب» من المناطق المبنية من «محور فيلادلفيا»، في إطار صفقة التبادل، بحسب ما ذكر موقع «واللا» الإسرائيلي.

حديث نتنياهو «مهم» كونه أعلى سلطة تنفيذية في إسرائيل، وأي مقترحات بخلاف ما يعلنه، لن تعني إلا مزيداً من المناورات الإسرائيلية، وفق تقدير حسن، الذي أكد لـ«الشرق الأوسط» أن الوسطاء سيواصلون الجهود «من أجل إنقاذ الفلسطينيين من عملية الإبادة التي تمارسها إسرائيل» وهو ما تؤكده الجولات والمحاولات المتواصلة خلال الفترة الأخيرة.

وهو ما يؤيده مطاوع بأن «إسرائيل سوف تضطر إلى الذهاب لاتفاق بشأن معبر رفح والخروج من تلك المنطقة، ما يعزز مسار المفاوضات». وأرجع ذلك إلى أن بقاء إسرائيل يعني أنها صارت محتلة للقطاع وعليها تبعات والتزامات اقتصادية وغيرها، وهي لا تريد أن تتحمل أعباء إضافية في ظل خسائرها من الحرب. غير أن مطاوع رأى أن أي رؤية مستقبلية أو تنازلات إسرائيلية بخصوص معبر رفح أو المفاوضات لن تتضح إلا بعد زيارة نتنياهو لواشنطن خلال الأيام المقبلة.