تبون و3 مرشحين يودِعون غداً ملفات ترشحهم للاستحقاق الرئاسي

«حزب العمال» لخوض حملة مضادة للاقتراع المرتقب بعد انسحاب زعيمته

الرئيس عبد المجيد تبون مرشح لولاية ثانية (الرئاسة)
الرئيس عبد المجيد تبون مرشح لولاية ثانية (الرئاسة)
TT

تبون و3 مرشحين يودِعون غداً ملفات ترشحهم للاستحقاق الرئاسي

الرئيس عبد المجيد تبون مرشح لولاية ثانية (الرئاسة)
الرئيس عبد المجيد تبون مرشح لولاية ثانية (الرئاسة)

بينما أكد محيط الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، أنه أخذ موعداً في مقر «سلطة مراقبة الانتخابات» الخميس لإيداع ملف ترشحه للاستحقاق الرئاسي المقرر في 7 سبتمبر (أيلول) المقبل، دعت «حركة مجتمع السلم» الإسلامية وسائل الإعلام إلى تغطية إيداع رئيسها، عبد العالي حساني، أوراق ترشحه لدى الهيئة نفسها في اليوم ذاته؛ الذي سيكون آخر أجل لإيداع الملفات الخاصة بالترشح.

محمد شرفي رئيس «سلطة مراقبة الانتخابات»... (الشرق الأوسط)

وقال مؤيدون لتبون، يحضّرون حالياً لحملة الدعاية له، إنه سينتقل بنفسه إلى مقر «سلطة الانتخابات»، كما يقتضيه القانون، برفقة مدير الديوان لدى الرئاسة بوعلام بوعلام، الذي له نفوذ كبير في الهيئات الحكومية، والذي يعتقد أنه سيكون مدير حملته الانتخابية بالنظر إلى الثقة الكبيرة التي يبدو أنها تجمع الرجلين.

كما يجري حديث عن احتمال تولي الوزير الأول، نذير عرباوي، هذه المهمة. لكن في الحالتين تجب على بوعلام وعرباوي الاستقالة من المنصب الحكومي، لتفادي شبهة «تضارب المصالح». علماً بأن الرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقة اختار عبد المالك سلال رئيساً لحملته الانتخابية في استحقاقي 2009 و 2014. ففي المرة الأولى؛ كان سلال وزيراً للموارد المائية. أما في الثانية فكان وزيراً أول، وقد استقال قبل الانتخابات، ثم عاد إلى منصبه بعد انتخاب بوتفليقة. ويقضي سلال حالياً عقوبة 12 سجناً مع التنفيذ لإدانته بتهمة «فساد».

وقال قيادي في «حزب الكرامة»، الداعم لتبون، رفض نشر اسمه، لـ«الشرق الأوسط»، إن نشاط توزيع الاستمارات «الخاصة باكتتاب التوقيعات على مناضلي الحزب، يجري بالتعاون مع السيد بوعلام بوعلام بشكل مباشر».

عبد العالي حساني مرشح الإسلاميين (إعلام الحزب)

في سياق ذلك، قالت مصادر من «مجتمع السلم» لـ«الشرق الأوسط» إن أعضاء «المكتب التنفيذي» للحزب سيكونون حاضرين مع حساني عندما يتقدم بملفه إلى «الهيئة»؛ التي يقودها وزير العدل سابقاً محمد شرفي.

كما أخذ يوسف أوشيش، السكرتير الأول لـ«جبهة القوى الاشتراكية»، وسيدة الأعمال رئيسة «الكونفدرالية الوطنية لأرباب العمل»، سعيدة نغزة، موعداً بمقر «السلطة» غداً الخميس للغرض ذاته، إيذاناً بأنهما تمكنا من توفير شروط الترشح، في انتظار التصديق النهائي من «المحكمة الدستورية» المكلفة دراسة الطعون في حال لم يقتنع المترشح بمبررات «سلطة الانتخابات» إذا رفضت ملفه.

يوسف أوشيش السكرتير الأول لـ«جبهة القوى الاشتراكية» ومرشحها للاستحقاق الرئاسي (إعلام الحزب)

ويظل مصير ترشح الوزير السابق، بلقاسم ساحلي، لغزاً؛ إذ لم يعلن حزبه «التحالف الوطني الجمهوري» متى يعتزم إيداع ملفه، فيما يقول مناضلون في الحزب إنه لم ينجح في جمع العدد المطلوب من التوقيعات، وهو 50 ألف توقيع فردي، أو 600 توقيع من منتخبين في 29 ولاية (من 58) على الأقل.

وكانت زعيمة «حزب العمال» اليساري، لويزة حنون، قد سحبت ترشحها الخميس الماضي، منددة بـ«عراقيل وعقبات» واجهتها خلال جمع التوقيعات، علماً بأنها سبق لها أن خاضت انتخابات الرئاسة 4 مرات. وعزت قيادة الحزب القرار إلى «وجود إٍرادة لإقصاء مرشحتنا، وبالتالي مصادرة حرية الترشح للانتخابات»، مبرزة أن لديها «معلومات خطرة ووقائع تؤكد ذلك»، من دون توضيح هذه «المعلومات».

لويزة حنون زعيمة «حزب العمال» سحبت ترشحها (إعلام الحزب)

وترك الحزب انطباعاً عن عزمه شن حملة مضادة للانتخابات، بدعوة الجزائريين إلى مقاطعتها. كما أوحى بأنها محسومة النتيجة لمصلحة تبون.

وتعدّ حنون من «الأوزان الثقيلة» في السياسة بالجزائر، وغيابها عن الاستحقاق، بعد أن كانت أعلنت دخول معتركه، يفقد الحدث نكهته، وفق مراقبين، خصوصاً أنها قوية في إثارة القضايا التي تشغل اهتمام الجزائريين في الحملات الانتخابية، خصوصاً ما تعلق بالقدرة الشرائية والبطالة، ومشكلات عالم الشغل، وتسيير المؤسسات الاقتصادية الحكومية.


مقالات ذات صلة

النيابة السويسرية تتهم جزائرياً يشتبه بأنه خطّط لهجوم في فرنسا

شمال افريقيا الشرطة السويسرية (أرشيفية - أ.ف.ب)

النيابة السويسرية تتهم جزائرياً يشتبه بأنه خطّط لهجوم في فرنسا

أعلنت النيابة العامة الفيدرالية السويسرية الخميس أن مواطناً جزائرياً يبلغ 51 عاماً محتجزاً في سويسرا، اتُهم بدعم «الجماعة الإرهابية المحظورة داعش»

«الشرق الأوسط» (جنيف )
شمال افريقيا الحمامات إحدى أكثر مدن الساحل التونسي استقطاباً للسياح الجزائريين (ناشطون سياحيون)

ارتفاع الأسعار يرغم الجزائريين على قضاء عطلة الصيف في تونس

يتوقع ناشطون في مجال السياحة والسفر في الجزائر توافد أكثر من 3 ملايين ونصف مليون جزائري على تونس بغرض السياحة، عبر المعابر الحدودية.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا حفل تقليدي بعاصمة الجزائر بلباس تقليدي (الشرق الأوسط)

عدد الجزائريين سيتجاوز 47 مليوناً عام 2025

«اتجاه نحو انخفاض عدد حالات الزواج منذ عام 2014، وبمعدل أكثر سرعة منذ عام 2020». وأحصى التقرير 285 ألف عقد زواج في 2023، بانخفاض 10 بالمائة مقارنة بـ2019.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا لويزة حنون الأمينة العامة لحزب العمال (حسابات الحزب بالإعلام الاجتماعي)

انسحاب الحزب اليساري المعارض من السباق الرئاسي في الجزائر

أعلنت الأمينة العامة لحزب العمال اليساري بالجزائر لويزة حنون، السبت، انسحابها من الانتخابات الرئاسية، المقرّرة في الـ7 من سبتمبر (أيلول) المقبل.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا الرئيس تبون مع الوزير الأول ومدير الديوان بالرئاسة (الرئاسة)

المرشحون لـ«رئاسية» الجزائر يواجهون «معضلة» جمع التوقيعات

صاحَب إعلان ترشح الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون لولاية ثانية، الخميس الماضي، تسارعاً في وتيرة جمع التوقيعات الخاصة بالترشح للاستحقاق الرئاسي لغالبية المترشحين.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)

استمرار توترات البحر الأحمر «يعمِّق» أزمة قناة السويس المصرية

حاويات شحن تمر عبر قناة السويس (رويترز)
حاويات شحن تمر عبر قناة السويس (رويترز)
TT

استمرار توترات البحر الأحمر «يعمِّق» أزمة قناة السويس المصرية

حاويات شحن تمر عبر قناة السويس (رويترز)
حاويات شحن تمر عبر قناة السويس (رويترز)

تحولت «المخاوف» من تأثير توترات البحر الأحمر على قناة السويس المصرية إلى «واقع» مع إعلان القاهرة، الخميس، عن تراجع كبير في الإيرادات «يعمِّق» أزمة خامس أكبر مصدر للدخل بالعملات الأجنبية في البلاد.

ووفق بيان رسمي للهيئة، الخميس، فإن إيرادات قناة السويس المصرية، خلال العام المالي 2023-2024 انخفضت بنسبة 23.4 بالمائة، مقارنة بالعام المالي السابق عليه، مع اتجاه بعض شركات الشحن إلى طرق بديلة لتجنب هجمات «الحوثيين» في البحر الأحمر.

ويبدأ العام المالي في مصر في الأول من يوليو (تموز) وينتهي في 30 يونيو (حزيران) من كل عام.

وتستهدف جماعة «الحوثي» في اليمن، منذ نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، سفناً بمنطقة البحر الأحمر وباب المندب، تقول إنها «مملوكة أو تشغلها شركات إسرائيلية»، وتأتي الهجمات رداً على الحرب المستمرة في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

ودفعت تلك الهجمات شركات شحن عالمية لتجنب المرور في البحر الأحمر وتغيير مسار سفنها إلى طريق رأس الرجاء الصالح، رغم ما يسببه هذا التغيير من ارتفاع في تكلفة الشحن المالية والزمنية.

وكانت إيرادات قناة السويس في المتوسط لا تتجاوز 7 مليارات دولار، قبل أن تحدث طفرات وتسجل نحو 10 مليارات، إثر زيادة رسوم العبور من جهة، وزيادة مرور ناقلات النفط عقب تداعيات الحرب الروسية - الأوكرانية في 2022، قبل أن تدفع هجمات الحوثيين إيرادات القناة لتراجع لافت.

وعقب شهرين من الحرب وتصاعد هجمات الحوثيين، أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد)، «انخفاض حجم التجارة عبر قناة السويس بنسبة 42 في المائة»، قبل أن تتحدث وزارة المالية المصرية في مايو (أيار) عن تراجعات بعائدات القناة بنسبة بلغت 60 في المائة.

أرقام رسمية

والخميس، كشف الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، في لقاء بالإسماعيلية (شرق) مع الفريق أول مايكل كوريلا قائد القيادة المركزية الأميركية، أن «حركة الملاحة العابرة بالقناة تأثرت بشدة من تداعيات أزمة البحر الأحمر»، وفق بيان للهيئة.

ووفق ربيع، «دفعت التحديات الأمنية العديد من ملاك ومشغلي السفن إلى اتخاذ طرق بديلة للقناة بما انعكس سلباً على معدلات عبور السفن بالقناة».

ويعكس ذلك التراجع، إحصاءات الملاحة بالقناة خلال العام المالي 2023/ 2024؛ إذ سجلت عبور 20148 سفينة بإجمالي حمولات صافية قدرها مليار طن محققة إيرادات قدرها 7.2 مليار دولار، مقابل عبور 25911 سفينة خلال العام المالي 2022/ 2023 بإجمالي حمولات صافية قدرها 1.5 مليار طن، محققة إيرادات قدرها 9.4 مليار دولار، وفق بيان لهيئة قناة السويس.

وباعتقاد المسؤول المصري، فإن تلك التوترات «أثبتت أنه لا يوجد بديل حقيقي لقناة السويس حيث أدى اتخاذ طرق بديلة للقناة إلى زيادة مدة الرحلة البحرية وارتفاع التكاليف التشغيلية، والتأثيرات البيئية الضارة مع ارتفاع نسبة الانبعاثات الكربونية، وتكدس الموانئ البحرية وتأخر وصول البضائع».

ولمحاولة تقليل تأثير الأوضاع الراهنة، تعمل قناة السويس بالتواصل المباشر مع العملاء واستحداث حزمة من الخدمات الملاحية الجديدة لم تكن متاحة من قبل، وفق الفريق أسامة ربيع، دون توضيح تفاصيل أكثر بشأنها.

خطط استراتيجية

الخبير الاقتصادي، وائل النحاس، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، قال إن تراجع الإيرادات رغم أنه يعمق أزمة الهيئة كمصدر مهم للعملة، فإن الحكومة عند وضع خطتها تعرف أن هناك حداً أدنى وحداً أعلى وفق الظروف الطارئة التي قد تحدث، وكذلك تضع خططاً استراتيجية للتعامل مع الأزمات، وهو ما بدأته القاهرة بالفعل عبر تطوير المنطقة الاقتصادية لقناة السويس كأحد المحاور التنموية الواعدة لتعظيم موارد البلاد وعدم الاكتفاء فقط بمرور السفن الذي بات مهدداً.

ويعتقد أن الحكومة المصرية جادة في مسألة تنويع مصادر إيرادات قناة السويس، وكذلك لدى الفريق أسامة ربيع رؤية مهمة في هذا الصدد شملت حزمة من الحوافز الاستثمارية الجديدة لمستثمري المنطقة لتعزيز تنافسيتها ضمن مثيلاتها الإقليمية.

حرب غزة

وعن الربط بين حرب غزة وأزمة قناة السويس، قال مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق محمد حجازي، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، إن القاهرة تبذل كل طاقتها للحفاظ على الممر الحيوي دون تأثر وبشكل لا يحول دون توقف تدفق الموارد النقدية الأجنبية، وذلك عبر تقديم حوافز وتعزيز الخدمات.

وتدرك مصر، وفق السفير محمد حجازي، أن استمرار التوترات في البحر الأحمر وتراجعات القناة نتيجة ما يحدث في غزة، وتعول على دور دولي في إنهاء الحرب وعودة الملاحة البحرية لطبيعتها، مؤكداً أن المواجهات المندلعة بين الولايات المتحدة والحوثيين في البحر الأحمر بمثابة «رد خاطئ لسؤال إجابته واضحة»، وتتمثل في دفع واشنطن لإسرائيل لوقف الحرب وليس فتح جبهات صراعات جديدة. إلا أن النحاس يتوقع أن الحوثيين بعد انتهاء أزمة الحرب «لن يخرجوا من البحر الأحمر بلا مقابل»؛ وبالتالي تعظيم إيرادات القناة عبر تنويع مصادرها أمر مهم في الفترة المقبلة، ضارباً المثل بإنشاء منطقة بالقناة لاستقبال السفن السياحية للمرور والاستفادة من الإنفاق المتوقع منه خلال الاستراحة بالممر المصري.

وتعوق هجمات الحوثيين حركة الملاحة في البحر الأحمر الذي يمر عبره 12 في المائة من التجارة العالمية، ما استدعى تدشين أميركا لـ«تحالف الازدهار» في ديسمبر (كانون الأول) لمواجهة التهديدات الأمنية في البحر الأحمر، والذي شن ضربات متكررة على مواقع للحوثيين في اليمن، قالت إنها «تستهدف تعطيل وإضعاف قدرة الجماعة على تهديد الملاحة وتقويض حركة التجارة العالمية»، تلاه إعلان أوروبا في فبراير (شباط) إطلاق مهمّة للمساعدة في حماية الملاحة الدولية تحت اسم «أسبيدس».

وحول ما يثار بشأن أهمية وجود دور إيراني لإيقاف هجمات الحوثيين بالبحر الأحمر والحديث عن تقارب القاهرة وطهران، قال السفير محمد حجازي، إنه «يجب النظر بشكل شامل للأزمة، فمساعي إعادة العلاقات المصرية - الإيرانية (الحالية) أكبر من أزمة الحوثيين، وتأتي ضمن رؤية شاملة لمحاور استقرار المنطقة».