خوري تناقش مع مسؤولين مصريين تنشيط العملية السياسية الليبية

وساطة محلية تنهي التوتر الأمني غرب العاصمة

اجتماع خوري مع وزير الخارجية المصري بالقاهرة (الخارجية المصرية)
اجتماع خوري مع وزير الخارجية المصري بالقاهرة (الخارجية المصرية)
TT

خوري تناقش مع مسؤولين مصريين تنشيط العملية السياسية الليبية

اجتماع خوري مع وزير الخارجية المصري بالقاهرة (الخارجية المصرية)
اجتماع خوري مع وزير الخارجية المصري بالقاهرة (الخارجية المصرية)

ناقشت ستيفاني خوري، المبعوثة الأممية إلى ليبيا، بالقاهرة مع وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، ومسؤولين آخرين، سبل إعادة تنشيط العملية السياسية في ليبيا، فيما عاد الهدوء مجدداً إلى الزاوية غرب العاصمة طرابلس، بعدما نجحت وساطة محلية في نزع فتيل صدام وشيك بين الميليشيات المسلحة، المحسوبة على حكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة برئاسة عبد الحميد الدبيبة.

وبينما لم تعلن حكومة الدبيبة وساطتها رسمياً، ولم تعلق على حالة التوتر الأمني التي عاشتها الزاوية على مدى اليومين الماضيين، تحدثت مصادر محلية في المقابل، عن إبرام اتفاق يقضي بتبادل المعتقلين بين المجموعات المسلحة، وفتح عدد من الطرق الرئيسية، التي أغلقت داخل المدينة.

وأظهرت صور بثّتها وسائل إعلام محلية، الشروع في ساعة مبكرة من صباح الأحد، في إزالة السواتر الترابية، وفتح الطريق الساحلية بمدينة الزاوية، بعد إطلاق سراح عدد من المحتجزين.

وأكد جمال بحر، عميد بلدية الزاوية، لـ«الشرق الأوسط» أن الوضع عاد لطبيعته، بعدما تم حل الأزمة مساء السبت، مشيراً إلى أن الأمور الأمنية والخدمية جيدة في المدينة، وتم فتح الطريق التي أقفلت، ونفى حدوث اشتباكات، ووصفها بأنها «مجرد احتجاجات»، واتهم «الإعلام السيئ، الذي يتحدث عن اشتباكات قديمة شهدتها المدينة».

وكان بحر قد أعلن في تصريحات تلفزيونية، مساء السبت، عن إجراءات، لم يحددها، لتسوية المشكلة، لكنه أكد الإفراج عن جميع المعتقلين من قبل الأجهزة الأمنية، وكرر قوله إن ما شهدته المدينة «كان احتجاجات فقط، وغضباً شعبياً كبيراً جداً».

وأكد إعادة فتح الطريق الساحلية، الرابطة بين الزاوية والعاصمة طرابلس، بعد توترات أمنية أدت إلى إغلاقها، لافتاً إلى أن المؤسسات التعليمية بالمدينة تباشر أعمالها أيضاً بشكل طبيعي.

في غضون ذلك، قالت ستيفاني خوري، القائمة بأعمال رئيس بعثة «الأمم المتحدة»، إنها ناقشت مساء السبت في القاهرة، مع وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، ومسؤولين مصريين آخرين معنيين بالملف الليبي، «سبل إعادة تنشيط العملية السياسية في ليبيا بهدف إنهاء الجمود الراهن، ووضع البلاد على طريق الانتخابات العامة».

ولفتت خوري إلى «توافق الآراء على ضرورة الحفاظ على وحدة ليبيا وسيادتها، وأهمية تنسيق المبادرات الدولية الرامية إلى دعم الليبيين في التغلب على الأزمة الراهنة، وتحقيق سلام واستقرار مستدامين في ليبيا».

بدوره، قال السفير أحمد أبو زيد، المتحدث باسم الخارجية، إن عبد العاطي أعرب عن «تطلع الجانب المصري لتعزيز التعاون مع خوري بما يسهم في نجاح مهمتها على نحو يخدم جهود التوصل لحل للأزمة في ليبيا بقيادة ليبية»، مشيراً إلى مواصلة مصر «جهودها في مساعدة الأطراف الليبية على التوافق، وتعزيز مسار الحل الليبي - الليبي، واحترام مؤسسات الدولة، للوصول إلى إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية بالتزامن».

كما أكد «ضرورة خروج جميع القوات الأجنبية والمقاتلين الأجانب والمرتزقة من ليبيا في مدى زمني محدد، بما يحفظ وحدة وسلامة واستقرار ليبيا».

وأوضح أن خوري أكدت عزمها «التنسيق الوثيق والعمل المشترك مع مصر، في إطار وحدة الهدف المعني بإقرار الاستقرار بشكل دائم في كل الأراضي الليبية، على ضوء الدور المصري الرئيسي والمحوري في المنطقة الرامي إلى حلّ الأزمة الليبية، وفق المحددات والقرارات الدولية ذات الصلة».

في شأن مختلف، أعلنت المفوضية العليا للانتخابات إغلاق منظومة سجل الناخبين في انتخابات المجالس البلدية الـ60 المستهدفة بالعملية الانتخابية، في المجموعة الأولى.

وقالت إنها ستصدر بياناً عقب الانتهاء من إحصاء طلبات التسجيل عن طريق «الحضور الشخصي»، يتضمن الإحصائية النهائية للناخبين، بالإضافة إلى الإعلان عن بدء المرحلة الثانية، وهي مرحلة الاعتراضات والشكاوى والطعون فور نشر القوائم الأولية للناخبين في مراكز الانتخاب المعتمدة من قبل المفوضية.

اجتماع السايح بطرابلس مع سفير اليابان (مفوضية الانتخابات)

وكان رئيس المفوضية عماد السايح قد بحث الأحد بالعاصمة طرابلس، مع السفير الياباني شيمورا إيزورو، آخر المستجدات والتطورات في المشهد السياسي الليبي، وسبل تدعيم المساعي الرامية لإنجاز الانتخابات البلدية الحالية.

وأكد إيزورو دعم بلاده «لخيارات الشعب الليبي وتطلعاته لعبور هذه المرحلة والانتقال نحو مستقبل السلم والاستقرار»، مشيداً «بجهود المفوضية وسعيها الحثيث للوصول لإنجاز انتخابات حرة ونزيهة تعكس إرادة الناخب الليبي».

وأعلن سفير ألمانيا مايكل أونماخت، من جهته، أنه سيغادر ليبيا بعد 3 سنوات، تولى خلالها منصبه، مشيراً في بيان عبر منصة «أكس»، مساء السبت، إلى أنه حاول خلال هذه المدة «المساهمة في بناء السلام والاستقرار في ليبيا»، ونقل صورة واقعية لبلاده.

صورة وزعتها حكومة «الاستقرار» لاجتماع رئيسها مع قيادات «الجيش الوطني» في بنغازي

في إطار مختلف، قالت حكومة «الاستقرار» إن اجتماعاً حضره رئيسها أسامة حماد، مساء السبت، مع قيادات من «الجيش الوطني»، الذي يقوده المشير خليفة حفتر، ناقش توجيهاته بشأن تفعيل قانون التقاعد العسكري، الذي يشمل جميع أفراد الجيش بمختلف مناطق البلاد. وأوضحت أن الاجتماع حضره اللواء صدام نجل حفتر، رئيس أركان القوات البرية، ونائب محافظ مصرف ليبيا المركزي، مرعي البرعصي.


مقالات ذات صلة

«النفوذ الروسي» في ليبيا يلاحق زيارة المبعوث الأميركي للجنوب

شمال افريقيا زيارة وفد السفارة الأميركية في ليبيا إلى سبها (السفارة الأميركية على إكس)

«النفوذ الروسي» في ليبيا يلاحق زيارة المبعوث الأميركي للجنوب

يعتقد ليبيون بأن «نفوذاً روسياً يتمدد في جنوب البلاد ليس بمنأى عن توجهات الاستراتيجية الأميركية للمناطق الهشة وزيارة نورلاند الأخيرة إلى سبها».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا وفد حكومة «الوحدة» الليبية المؤقتة في غينيا (محفظة ليبيا أفريقيا للاستثمار)

الدبيبة يسعى لاستعادة «أكبر مزرعة» ليبية في غينيا

المزرعة الليبية في غينيا تبلغ مساحتها 2150 هكتاراً ومخصصة لإنتاج المانجو والأناناس وملحق بها مصنع للعصائر وسبع بحيرات.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا اجتماع المنفي ولجنة الحدود (المجلس الرئاسي الليبي)

مقتل 3 مواطنين في اشتباكات بالزاوية الليبية

توقفت الاشتباكات التي جرت بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة، في جزيرة الركينة، بالقرب من مصفاة الزاوية الليبية مخلفة 3 قتلى و5 جرحى.

خالد محمود (القاهرة)
يوميات الشرق بوستر فيلم «عاصفة» الفرنسي المشارك في مهرجان الفيلم الأوروبي بطرابلس (السفارة الفرنسية)

مهرجان للفيلم الأوروبي في العاصمة طرابلس لكسر حاجز الانقسام

في خطوة عدّها الاتحاد الأوروبي «علامة فارقة في الشراكة الثقافية مع ليبيا»، يواصل مهرجان للأفلام الأوروبية عرض الأعمال المشاركة في العاصمة طرابلس حتى الخميس.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا يرى ليبيون أن «خطاب الكراهية يعد عاملاً من العوامل المساهمة في النزاع الاجتماعي» (البعثة الأممية)

ليبيون يتخوفون من تصاعد «خطاب الكراهية» على خلفية سياسية

قالت سميرة بوسلامة، عضو فريق حقوق الإنسان في بعثة الأمم المتحدة لدى ليبيا، إنه «يجب على أصحاب المناصب اختيار كلماتهم بعناية».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

أفورقي يبلغ البرهان بوقوف بلاده مع استقرار ووحدة السودان

أفورقي والبرهان لدى لقائهما الثلاثاء (موقع مجلس السيادة السوداني على إكس)
أفورقي والبرهان لدى لقائهما الثلاثاء (موقع مجلس السيادة السوداني على إكس)
TT

أفورقي يبلغ البرهان بوقوف بلاده مع استقرار ووحدة السودان

أفورقي والبرهان لدى لقائهما الثلاثاء (موقع مجلس السيادة السوداني على إكس)
أفورقي والبرهان لدى لقائهما الثلاثاء (موقع مجلس السيادة السوداني على إكس)

أعلن الرئيس الإريتري آسياس أفورقي وقوف حكومته مع السودان لتحقيق الأمن والاستقرار، في أعقاب جولة مباحثات أجراها في العاصمة أسمرة مع رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق عبد الفتاح البرهان، الذي وصل إلى بلاده في زيارة رسمية.

وتأتي زيارة البرهان إلى إريتريا، بعد وقت قصير من إعلان أفورقي دعمه المباشر للجيش السوداني في حربه ضد قوات «الدعم السريع»، وعدّ أفورقي الحرب الدائرة بأنها حرب إقليمية تهدد أمن بلاده، وهدد بالتدخل بجيشه وإمكانياته لنصرة الجيش السوداني، حال اقتراب الحرب من ولايات «البحر الأحمر، وكسلا، والقضارف، والنيل الأزرق»، كونها امتداداً للأمن القومي لبلاده.

وأجرى البرهان جولة مباحثات مع أفورقي، تناولت علاقات البلدين، وتطور الأوضاع في السودان، وجهود إحلال الأمن والاستقرار، واستمع خلالها المضيف لتنوير من البرهان بشأن مستجدات الأوضاع في السودان، والانتهاكات التي «ارتكبتها الميليشيا الإرهابية المتمردة ضد المواطنين، والتدمير الممنهج للدولة السودانية ومؤسساتها»، وعزمه على «القضاء على الميليشيا ودحرها وهزيمتها»، وذلك وفقاً لنص إعلام مجلس السيادة.

أفورقي لدى استقباله البرهان في مطار أسمرة الثلاثاء (موقع مجلس السيادة السوداني على إكس)

ونقل إعلام السيادة عن الرئيس أفورقي، أن بلاده تقف بثبات ورسوخ إلى جانب السودان من أجل تحقيق الأمن والاستقرار، وهو ما يعد امتداداً للعلاقات الأزلية بين شعبي البلدين: «سنعمل على تعزيز آفاق التعاون المشترك بما يخدم مصالح البلدين والشعبين».

إريتريا لن تقف على الحياد

وكان الرئيس آسياس أفورقي قد هدد قبل أيام، بأن بلاده ستتدخل لصالح الجيش السوداني إذا اقتربت الحرب من أربع ولايات حدودية، هي: القضارف وكسلا والبحر الأحمر والنيل الأزرق، وأضاف في تصريحات نقلتها صحيفة «التيار» السودانية: «إذا وصلت الحرب إلى هذه الولايات، فإن إريتريا لن تقف مكتوفة الأيدي، وستصبح طرفاً في الحرب بكل ما تملك من جيوش وإمكانيات، لأن أمنها القومي سيصبح في المحك».

ووفق عثمان ميرغني رئيس تحرير صحيفة «التيار» السودانية، الذي زار أسمرة، ضمن وفد صحافي سوداني، الشهر الماضي، فإن الرئيس الإريتري أبلغهم بأن بلاده «تنظر إلى الحرب الدائرة بوصفها حرباً إقليمية تستهدف السودان»، داعياً للتعامل معها بالجدية الكافية، وقال أيضاً: «ما كان يجب السماح بقيامها (الحرب) ابتداءً، سواء كان ذلك سلماً أو حرباً، وعدم السماح باستمرارها لأكثر من عام ونصف العام، وكان يجب توجيه ضربة استباقية لـ(الدعم السريع)».

وأوضح ميرغني على «فيسبوك»، أن أفورقي أبلغهم بأهمية بلوغ الدولة السودانية ما سماه «بر الأمان»، عادّاً ذلك «أولوية الأولويات»، وقال أفورقي أيضاً: «الدولة السودانية تواجه تحدي البقاء أو الفناء، وإنقاذها من هذا المصير يتطلب اتحاد كلمة الشعب السوداني مع الجيش».

دعوة بوتين لزيارة بورتسودان

من جهة أخرى، سير مئات السودانيين في العاصمة الإدارية «بورتسودان» موكباً إلى السفارة الروسية، تأييداً وشكراً على «الفيتو» الروسي في مجلس الأمن، وإسقاط مشروع القرار الذي تقدمت به بريطانيا وسيراليون، لوقف الحرب وإيصال المساعدات الإنسانية، وحملوا لافتات كتب عليها: «شكراً روسيا، روسيا تدعم السلام والاستقرار في السودان».

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان لدى لقائهما في منتجع سوتشي على البحر الأسود أكتوبر 2019 (أ.ب)

وقال السفير الروسي في بورتسودان، أندريه تشيرنوفول، لدى استقباله المسيرة، إن حكومته صديقة وستظل صديقة للشعب السوداني، وأضاف: «الكل يعرف الوضع الداخلي في السودان، وأن الشعب يقف مع الجيش ومع الحكومة الشرعية، وهذا واقع معروف في كل العالم».

وأوضح أن استخدام بلاده لحق النقض «فيتو» يأتي احتراماً لخيار الشعب السوداني، وأضاف: «نحترم خيار الشعب السوداني، ومن أجل ذلك رفعنا صوتنا في مجلس الأمن ضد الوجود الأجنبي على أراضي السودان». ووجهت «المبادرة السودانية الشعبية»، وهي الجهة التي نظمت الموكب الدعوة للرئيس الروسي «فلاديمير بوتين»، لزيارة السودان لتكريمه من قبل الشعب، وكرّمت سفير بلاده في بورتسودان.