قلق أوروبي من «تزايد الاعتقالات التعسفية» في ليبيا

وسط مطالب بالإفراج عن صحافي موقوف بطرابلس

وزيرة العدل بحكومة «الوحدة» في زيارة سابقة لمؤسسات الإصلاح والتأهيل الرئيسية بطرابلس (وزارة العدل)
وزيرة العدل بحكومة «الوحدة» في زيارة سابقة لمؤسسات الإصلاح والتأهيل الرئيسية بطرابلس (وزارة العدل)
TT

قلق أوروبي من «تزايد الاعتقالات التعسفية» في ليبيا

وزيرة العدل بحكومة «الوحدة» في زيارة سابقة لمؤسسات الإصلاح والتأهيل الرئيسية بطرابلس (وزارة العدل)
وزيرة العدل بحكومة «الوحدة» في زيارة سابقة لمؤسسات الإصلاح والتأهيل الرئيسية بطرابلس (وزارة العدل)

دخلت بعثة الاتحاد الأوروبي لدى ليبيا على خط أزمة توقيف الصحافي أحمد السنوسي، معبرة عن قلقها بسبب «تزايد الاعتقالات التعسفية» في البلاد، وسط تحذيرات محلية وأممية من «تصاعد وتيرة الانتهاكات الحقوقية».

الصحافي الليبي أحمد السنوسي الموقوف من قبل جهاز أمني بطرابلس (حسابه على «فيسبوك»)

وفتحت عملية توقيف السنوسي من قبل جهاز أمني بالعاصمة طرابلس، في 11 يوليو (تموز) الجاري، ملف الاعتقالات في عموم ليبيا، الأمر الذي دفع الأمم المتحدة، والبعثات الدبلوماسية للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي لدى ليبيا، للتعبير عن «قلقها».

وأبدى الاتحاد الأوروبي تمسكه بـ«الدفاع عن حرية التعبير في جميع أنحاء ليبيا، وحماية الصحافيين والعاملين في مجال الإعلام». وشدد على أن «حرية الإعلام أمر بالغ الأهمية للتحول الديمقراطي».

وقالت بعثة الاتحاد الأوروبي في بيان، الأحد، إنها تشارك بعثة الأمم المتحدة في ليبيا «قلقها إزاء التوجه المتزايد في جميع أنحاء البلاد نحو الاعتقال التعسفي للأفراد الذين يعبرون عن آرائهم السياسية بشكل سلمي، ويعززون الحق في حرية التعبير».

ورأت بعثة الاتحاد أن «مناخ الخوف المتزايد، وتدهور الحيز المدني الذي أبرزته تقارير بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، يتطلبان اهتماماً فورياً، وإجراءات من جميع أصحاب المصلحة لدعم سيادة القانون واحترام حقوق الإنسان بالبلاد».

وزيرة العدل بحكومة «الوحدة» في زيارة سابقة لمؤسسات الإصلاح والتأهيل الرئيسية بطرابلس (وزارة العدل)

وبدورها، قالت منظمة «رصد الجرائم في ليبيا»، إنها «في إطار متابعتها لأوضاع حقوق الإنسان والانتهاكات والجرائم المرتكبة بحق المدنيين، وثّقت 11 عملية اعتقال تعسفية في ليبيا خلال الشهر الجاري، موزعة بين مدينتي البيضاء (شرقاً) وطرابلس (غرباً)».

وأوضحت أن عملية اعتقال السنوسي، جاءت بعد يوم واحد من وصوله إلى ليبيا من تونس، عقب تعرّض موظفين بصحيفة «صدى الاقتصادية» التي يديرها لـ«التهديد والابتزاز» من قبل جهاز الأمن الداخلي.

وبينما أدانت المنظمة اعتقال السنوسي، والتضييق على الصحافيين، طالبت المجلس الرئاسي وحكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة، بالإفراج «الفوري وغير المشروط» عن السنوسي، و«وضع حد للانتهاكات ضد الصحافيين، ومحاسبة المسؤولين عنها، وضرورة توفير الحماية اللازمة لهم لتمكينهم من ممارسة عملهم بحرية».

وأعلن النقيب الأسبق للمحامين الليبيين محمد العلاقي، تطوّع ثلاثة من زملائه للدفاع عن السنوسي، في ظل توسّع المطالبات بضرورة الإفراج عن جميع الموقوفين من دون اتهام، أو عرضهم على المحكمة.

وقال الحقوقي الليبي طارق لملوم، موجهاً حديثه لجهات وأجهزة أمنية تمارس عملية الاعتقالات من دون تسميتها: «لن يستمر طغيانكم كثيراً، والسنوسي مثل غيره من آلاف المحتجزين تعسفاً»، وأضاف في تصريح صحافي: «سيأتي اليوم الذي تُهدم فيه سجونكم».

وزيرة العدل بحكومة «الوحدة» في زيارة سابقة لمؤسسة الإصلاح والتأهيل بالزاوية (وزارة العدل)

وكانت البعثة الأممية حذرت من أن «تضييق الخناق على الصحافيين، يعزز مناخ الخوف ويقوّض البيئة اللازمة للانتقال الديمقراطي في ليبيا».

وبينما دعت السلطات الليبية، في جميع أنحاء ليبيا، إلى حماية الصحافيين والعاملين في مجال الإعلام، شددت على أن «وجود فضاء مدني مزدهر، يمكّن الليبيين من المشاركة في نقاش وحوار مفتوح وآمن وممارسة حقهم في حرية التعبير».

وكان مسلحون مجهولون بمدينة مصراتة (غرباً) خطفوا الناشط السياسي معتصم عريبي، في الثامن من يوليو، لكنهم أطلقوا سراحه بعد يومين من إخفائه إثر حملة تنديد واسعة دفعتهم إلى إلقائه بأحد الطرق.

وسبق أن تحدثت منظمة «هيومن رايتس ووتش» عن المحلل السياسي الليبي سراج دغمان الذي قالت إنه «تُوفي في ظروف مريبة» في 19 أبريل (نيسان) الماضي، عندما كان «محتجزاً تعسفياً» في شرق البلاد لمدة سبعة أشهر تقريباً. ودعت حينها السلطات الليبية لإجراء تحقيق «فوري ومحايد» في وفاته لدى «الإدارة العامة للأمن الداخلي - فرع بنغازي».


مقالات ذات صلة

«الدولة» الليبي يصعّد خلافاته مع «النواب» ويرفض قانون الموازنة

شمال افريقيا صورة أرشيفية لاجتماع المجلس الأعلى للدولة فى طرابلس (المجلس)

«الدولة» الليبي يصعّد خلافاته مع «النواب» ويرفض قانون الموازنة

في تصعيد جديد للخلافات بين مجلسي «النواب» و«الأعلى للدولة» في ليبيا، صوّت الأخير، الاثنين، بالإجماع على رفض مشروع الموازنة العامة، الذي اعتمده مجلس النواب.

خالد محمود (القاهرة)
شمال افريقيا «غدامس» شركة طيران ليبية مملوكة للقطاع الخاص (صفحة الشركة على فيسبوك)

ما حقيقة تَورط مسؤول ليبي في تهريب مهاجرين إلى أميركا؟

قالت النيابة الليبية إن المدير التجاري بشركة «غدامس» للطيران متهم بـ«ارتكاب نشاط ضار بمصالح البلاد».

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا اجتماع خوري مع وزير الخارجية المصري بالقاهرة (الخارجية المصرية)

خوري تناقش مع مسؤولين مصريين تنشيط العملية السياسية الليبية

أعربت المبعوثة الأممية إلى ليبيا ستيفاني خوري عن اعتزامها التنسيق والعمل المشترك مع مصر لإقرار الاستقرار بشكل مستدام في الأراضي الليبية كافة.

خالد محمود (القاهرة)
شمال افريقيا الرئيسان المصري والصربي بحثا المستجدات الدولية والإقليمية (الرئاسة المصرية)

حرب غزة وأزمات ليبيا والسودان تتصدر المباحثات المصرية الصربية

تناولت مباحثات مصرية - صربية في القاهرة مستجدات الأوضاع في السودان وليبيا، وحرب غزة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا اجتماع عقيلة صالح بفريق العمل التطوعي لإعادة الإعمار (مجلس النواب)

مخاوف ليبية من تجدد المواجهات بين ميليشيات الزاوية

وسط مخاوف من اندلاع مواجهات عنيفة بين الميليشيات المسلحة المحسوبة على حكومة الوحدة «المؤقتة» برئاسة عبد الحميد الدبيبة، شهدت مدينة الزاوية تحشيدات عسكرية.

خالد محمود (القاهرة)

مصر... «السودان البديل» للهاربين من الحرب

مقهى شعبي بالجيزة يضم تجمعاً سودانياً (الشرق الأوسط)
مقهى شعبي بالجيزة يضم تجمعاً سودانياً (الشرق الأوسط)
TT

مصر... «السودان البديل» للهاربين من الحرب

مقهى شعبي بالجيزة يضم تجمعاً سودانياً (الشرق الأوسط)
مقهى شعبي بالجيزة يضم تجمعاً سودانياً (الشرق الأوسط)

مع تدفق مئات الآلاف من النازحين السودانيين إلى مصر خلال الأشهر الماضية بشكل نظامي وغير نظامي جراء الحرب الدائرة في بلادهم، تحولت مصر إلى ما يشبه «سودان بديل» يحتضن أكثر من خمسة ملايين ونصف مليون سوداني.

والحضور السوداني الكثيف في مصر، عكسته أرقام رسمية أشارت إلى وصول أكثر من نصف مليون نازح سوداني إلى الأراضي المصرية منذ اندلاع الحرب بين الجيش و«قوات الدعم السريع» العام الماضي، بينما أكد سودانيون تحدثوا إلى «الشرق الأوسط» أن «الأعداد الحقيقية تفوق هذا الرقم بكثير».

وفرضت الملامح السودانية نفسها على أحياء مصرية كاملة، من بينها مناطق: فيصل، وأرض اللواء، وعين شمس وحدائق المعادي، حيث تنتشر المطاعم، والمخابز، ومحال الجزارة، والملابس، والعطارة وصالونات الحلاقة بشكل أثار حساسيات وحملات تنتقد التكتلات السودانية.

وفي حين أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أمس، أن السودانيين «ضيوف على مصر»، رفض وزير الخارجية بدر عبد العاطي «التحريض» ضدهم.