«التعليم المصرية» تُكثف الإجراءات ضد مُسربي الامتحانات في «الثانوية»

عقب تداول أسئلة «التفاضل والتكامل»

جانب من امتحانات «الثانوية» في مصر (وزارة التعليم المصرية)
جانب من امتحانات «الثانوية» في مصر (وزارة التعليم المصرية)
TT

«التعليم المصرية» تُكثف الإجراءات ضد مُسربي الامتحانات في «الثانوية»

جانب من امتحانات «الثانوية» في مصر (وزارة التعليم المصرية)
جانب من امتحانات «الثانوية» في مصر (وزارة التعليم المصرية)

تكثف وزارة التربية والتعليم في مصر من إجراءاتها لمواجهة وقائع تسريب أسئلة امتحانات «الثانوية العامة»، والتصدي لحالات «الغش الإلكترونية»، عقب واقعة جديدة بتداول أسئلة «التفاضل والتكامل»، السبت، عبر «غروبات الغش».

ورأى برلمانيون وخبراء تربويون أن الإجراءات المشددة من قبل «التعليم» لضبط منظومة الامتحانات «لن تمنع وقائع الغش بشكل نهائي». وأشاروا خلال حديثهم لـ«الشرق الأوسط» إلى «ضرورة تغليظ العقوبات تجاه القائمين على وقائع تسريب الامتحانات».

وأعلنت «التعليم المصرية» ضبط طالبين من محافظتي الدقهلية والشرقية (دلتا مصر)، خلال ارتكابهما وقائع غش بلجان امتحان مادة الرياضيات البحتة (التفاضل والتكامل). وقالت في إفادة، السبت، إن «الطالبين قاما بنشر أجزاء من أسئلة الامتحان عبر مواقع التواصل الاجتماعي».

وشددت «التعليم» على «ضرورة عدم استخدام الطلاب أياً من وسائل الغش»، مؤكدة «التصدي لمحاولات تسريب الأسئلة عبر فريق مكافحة الغش الإلكتروني بالوزارة، واتخاذ الإجراءات القانونية حيال أي مخالفات تحدث بالامتحانات». وقرر نائب وزير التعليم، رئيس امتحانات الثانوية العامة، أحمد ضاهر، السبت، اتخاذ إجراءات قانونية ضد الطالبين اللذين ثبت ارتكابهما وقائع تسريب للامتحان.

ونصت المادة الثانية من «قانون مكافحة أعمال الإخلال بالامتحانات» الصادر عام 2020، على «معاقبة كل من حاز بلجان الامتحانات هواتف محمولة أو أجهزة إلكترونية، بغرامة لا تقل عن 5 آلاف جنيه، ولا تزيد على 10 آلاف جنيه» (الدولار الأميركي يعادل 47.96 جنيه في البنوك المصرية). كما يقضي القانون «بحرمان الطالب الذي يرتكب غشاً أو شروعاً فيه من أداء الامتحان خلال العام ذاته، ويعدُّ راسباً في جميع المواد».

وترى عضو «لجنة التعليم» بمجلس النواب المصري (البرلمان)، النائبة جيهان البيومي، أن «امتحانات الثانوية هذا العام تشهد إجراءات مشددة للتصدي للغش الإلكتروني»، موضحة لـ«الشرق الأوسط» أن «الوقائع التي يتم ضبطها تُحال إلى الإدارات القانونية لاتخاذ الإجراءات والعقوبات المنصوص عليها في القانون ضد المخالفين».

وزير التعليم المصري محمد عبد اللطيف خلال تفقد إحدى لجان «الثانوية» (وزارة التعليم المصرية)

واتخذت «التعليم المصرية» مجموعةً من الإجراءات المشددة لضبط منظومة الامتحانات هذا العام، عبر تفتيش الطلاب داخل لجان الامتحانات بـ«العصا الإلكترونية»، ومراقبة اللجان بكاميرات مراقبة، ومنع اصطحاب الطلاب أجهزة إلكترونية.

و«العصا الإلكترونية» تستخدم في الكشف عن الهواتف الجوالة أو الأجهزة الإلكترونية مثل السماعات، واستخدمتها وزارة التعليم المصرية منذ عام 2014 على أبواب المدارس أثناء دخول الطلاب، لكنها قررت هذا العام استخدامها داخل لجان الامتحانات.

وأكدت الخبيرة التربوية المصرية، بثينة عبد الرؤوف، أن «إجراءات وزارة التعليم المشددة لن تمنع تسريب الامتحانات بشكل نهائي». وأرجعت استمرار وقائع التسريب والغش، رغم الإجراءات التي تتخذها الحكومة، إلى «وجود العنصر البشري في تنظيم عملية الامتحانات، ووسائل التواصل الاجتماعي».

وذكرت أن «أغلب وقائع التسريب تأتي قبل موعد بدء أعمال اللجان»، مطالبة بـ«ضرورة تغليظ عقوبات الغش في امتحانات الثانوية»، قائلة إن «تغليظ العقوبات يُساهم في ردع القائمين على تلك المخالفات».

ونص قانون «مكافحة أعمال الإخلال بالامتحانات» على عقوبات مشددة تجاه القائمين على وقائع تسريب الامتحانات، تضمنت «الحبس مدة لا تقل عن سنتين، ولا تزيد على 7 سنوات، وبغرامة لا تقل عن 100 ألف جنيه، ولا تزيد على 200 ألف جنيه لكل من طبع أو نشر أو أذاع أو روج بأي وسيلة أسئلة الامتحانات أو أجوبتها، أو أي نظم تقييم في مراحل التعليم المختلفة المصرية والأجنبية بقصد الغش أو الإخلال بالنظام العام للامتحانات».


مقالات ذات صلة

تراجع ظاهرة «الغياب» في المدارس المصرية بفضل «التقييمات» المتكررة

شمال افريقيا وزير التربية والتعليم خلال تفقد إحدى المدارس في وقت سابق (وزارة التربية والتعليم)

تراجع ظاهرة «الغياب» في المدارس المصرية بفضل «التقييمات» المتكررة

شهدت المدارس المصرية تحولاً ملحوظاً في معدلات حضور الطلاب، حيث تراجعت ظاهرة «الغياب» بفضل نظام «التقييمات» المتكررة الذي طبقته وزارة التربية والتعليم.

محمد عجم (القاهرة)
شمال افريقيا عززت الحكومة المصرية من برامج الحماية الاجتماعية للأسر الأكثر احتياجاً (رويترز)

الحكومة المصرية تُعزز برنامجها للحماية الاجتماعية بـ«دعم استثنائي» لـ10 ملايين أسرة

عزَّزت الحكومة المصرية من برامج الحماية الاجتماعية المقدمة للفئات «الأكثر احتياجاً»، ببدء صرف «دعم استثنائي» لعشرة ملايين أسرة، من المقيدين ضمن الدعم التمويني.

أحمد إمبابي (القاهرة)
شمال افريقيا الداعية أبو إسحاق الحويني (حاتم الحويني فيسبوك)

وفاة الداعية المصري أبو إسحاق الحويني تشعل معركة في مواقع التواصل حول أفكاره

أشعل رحيل الداعية المصري أبو إسحاق الحويني، الاثنين، معركة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، بين أنصاره ومنتقدي أفكاره وفتاويه.

رحاب عليوة (القاهرة)
شمال افريقيا وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي خلال مؤتمر صحافي في بيروت بلبنان في 16 أغسطس 2024 (رويترز)

وزيرا خارجية مصر وهولندا يبحثان التطورات في قطاع غزة

تلقى بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة المصري، الثلاثاء، اتصالاً هاتفياً من نظيره الهولندي كاسبر فيلدكامب؛ للوقوف على مستجدات الأوضاع في قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الخليج من مراسم تقليد سفيري فلسطين ومصر لدى السعودية وشاح الملك عبد العزيز من الطبقة الثانية (واس)

«وشاح الملك عبد العزيز» لسفيريْ فلسطين ومصر لدى السعودية

قلَّد نائب وزير الخارجية السعودي المهندس وليد الخريجي سفيري فلسطين ومصر لدى المملكة باسم الآغا وأحمد فاروق، وشاح الملك عبد العزيز من الطبقة الثانية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

تراجع ظاهرة «الغياب» في المدارس المصرية بفضل «التقييمات» المتكررة

وزير التربية والتعليم خلال تفقد إحدى المدارس في وقت سابق (وزارة التربية والتعليم)
وزير التربية والتعليم خلال تفقد إحدى المدارس في وقت سابق (وزارة التربية والتعليم)
TT

تراجع ظاهرة «الغياب» في المدارس المصرية بفضل «التقييمات» المتكررة

وزير التربية والتعليم خلال تفقد إحدى المدارس في وقت سابق (وزارة التربية والتعليم)
وزير التربية والتعليم خلال تفقد إحدى المدارس في وقت سابق (وزارة التربية والتعليم)

شهدت المدارس المصرية تحولاً ملحوظاً في معدلات حضور الطلاب، حيث تراجعت ظاهرة «الغياب» بفضل نظام «التقييمات» المتكررة الذي طبقته وزارة التربية والتعليم، والتي «حدتّ من الظاهرة التي كانت تؤثر سلباً على العملية التعليمية»، بحسب مراقبين.

وأكد وزير التربية والتعليم والتعليم الفني المصري، محمد عبد اللطيف، خلال لقائه مع رئيس الوزراء، مصطفى مدبولي، الثلاثاء، «انتظام العملية التعليمية بشكلٍ ملحوظ»، مشيراً إلى أن «نسب حضور الطلاب في المدارس مرتفعة بشكل عام، حيث تصل إلى نحو 85 في المائة».

وكان الوزير استبق انطلاق العام الدراسي الحالي (2024 - 2025)، في سبتمبر (أيلول) الماضي، بالتشديد على ضوابط الحدّ من «الغياب» بالمدارس، موجّهاً بالمتابعة المستمرة ومتابعة انتظام حضور الطلاب، وتنفيذ ضوابط وآليات لضبط وانتظام العملية التعليمية من خلال تنفيذ «لائحة الانضباط المدرسي» التي أصدرتها الوزارة؛ لضمان انتظام العملية التعليمية.

كما استبقت الوزارة حلول شهر رمضان بنفي «رفع تسجيل غياب الطلاب في المدارس»، حيث نقلت وسائل إعلام مصرية، عن مصدر بوزارة التربية والتعليم الفني نفيه ما أشيع على وسائل التواصل الاجتماعي بأنه سيتم رفع الغياب في المدارس خلال شهر رمضان، الذي يتزامن مع الفصل الدراسي الثاني للعام الدراسي الحالي، مؤكداً أنه «ستتم متابعة تسجيل الغياب والحضور، واستمرار التقييمات الأسبوعية والأداءات الصفية والمنزلية».

تأكيدات وزارية بانتظام العملية التعليمية بشكلٍ ملحوظ في المدارس المصرية (وزارة التربية والتعليم)

بالتزامن؛ أعلنت المديريات والإدارات التعليمية، أن الدراسة في رمضان مستمرة بشكل طبيعي، مؤكدة تسجيل الغياب حسب القرارات الوزارية، مع تقليل ساعات اليوم الدراسي سواء للمدارس التي تعمل بنظام الفترة الواحدة أو الفترتين. وحذرت الطلاب من «مخالفة هذه التعليمات».

وفي تطبيق فعلي على تلك التشديدات والتقييمات، قررت وزارة التربية التعليم المصرية، ممثلة في إدارة الخانكة التعليمية بمحافظة القليوبية (شمال القاهرة)، التحقيق واتخاذ الإجراءات اللازمة بشأن واقعة غياب «الطلاب والمعلمين» في إحدى المدارس الإعدادية المشتركة التابعة لها.

مؤسِّسة «ائتلاف أولياء أمور مصر»، الخبيرة التربوية والاجتماعية، داليا الحزاوي، أشارت إلى أن ظاهرة الغياب في المدارس المصرية شهدت تراجعاً ملحوظاً هذا العام بسبب تشديدات وزارة التربية والتعليم على الطلاب بالحضور في جميع المراحل الدراسية، من خلال تسجيل الغياب الإلكتروني للطلاب، ووجود الأداءات الصفية والمنزلية والتقييمات الأسبوعية والاختبارات الشهرية، كما أن أعمال السنة يوجد بها درجات للحضور في المدرسة.

جانب من اجتماع رئيس الوزراء المصري مع وزير التربية والتعليم (وزارة التربية والتعليم)

وأضافت الحزاوي لـ«الشرق الأوسط»: «من الأمور التي تجبر الطلاب على الحضور وعدم التغيب، هو أن التقييمات الأسبوعية والاختبارات الشهرية لا تتم إعادتها للطلاب؛ إلا في حالات الغياب بعذر، ويكون ذلك من خلال تقرير طبي بشكل رسمي؛ ما يمنع الطلاب من الغياب حتى لا يؤثر ذلك على درجات أعمال السنة».

وتلفت الخبيرة التربوية والاجتماعية، إلى هناك زيارات ميدانية تجري لمتابعة انتظام الدراسة بالمدارس، وهناك إجراءات صارمة في حالة وجود قصور في سير العملية التعليمية، وتدنٍ في أعداد الطلاب المنتظمين في الحضور؛ ما يجعل المدارس والمديريات التعليمية تشدد على ضرورة الالتزام بالحضور.

وعلى رغم النجاح الذي حققه نظام «التقييمات» المتكررة في عودة الطلاب للمدرسة، والحد من ظاهرة الغياب التي كانت تؤثر سلباً على العملية التعليمي، فإنه برأي الحزاوي «هناك بعض الإجراءات الأخرى المطلوبة لانتظام العملية التعليمية، مثل الحاجة إلى اهتمام الوزارة بتوفير الأنشطة المدرسية، مع اتباع المعلمين أساليب شرح حديثة جاذبة للطلاب، وإعداد المعلمين تربوياً؛ حتى يسهل عليهم التعامل مع الأنماط المختلفة للطلاب، وتوفير بيئة مدرسية نظيفة وآمنة، ومعامل مؤهلة للشرح العملي».