المنفي لمنع تفاقم خلافات «النواب» و«الدولة» بشأن الميزانية

«الوحدة» الليبية تبحث مع سفير اليابان تطورات الوضع السياسي

صورة أرشيفية لجلسة سابقة لمجلس النواب الليبي (المجلس)
صورة أرشيفية لجلسة سابقة لمجلس النواب الليبي (المجلس)
TT

المنفي لمنع تفاقم خلافات «النواب» و«الدولة» بشأن الميزانية

صورة أرشيفية لجلسة سابقة لمجلس النواب الليبي (المجلس)
صورة أرشيفية لجلسة سابقة لمجلس النواب الليبي (المجلس)

سعى رئيس المجلس الرئاسي الليبي، محمد المنفي، لمنع تفاقم الخلافات بين مجلسي النواب و«الأعلى للدولة»، حول مشروع الميزانية العامة، بينما وسعت ستيفاني خوري، القائمة بأعمال البعثة الأممية في ليبيا، مشاوراتها إقليمياً، بزيارة المغرب.

واستبق المنفي جلسة بدأها، (الثلاثاء)، مجلس النواب بمقره في مدينة بنغازي (شرق)، برئاسة رئيس المجلس عقيلة صالح، بالتأكيد على أهمية التوافق بين ممثلي المؤسسات الوطنية المعنية بتحديد أولويات الإنفاق العام، ودعا في بيان، مساء (الاثنين)، إلى مزيد من الحوار بهذا الشأن.

وقال المنفي إن إقرار قانون للميزانية العامة يتطلب ثلاثة اشتراطات دستورية متلازمة، مقترحاً مشروعاً للقانون مقدماً للاختصاص من السلطة التنفيذية، بعد تشاور ملزم مع المجلس الأعلى للدولة، وموافقة 120 من النواب.

لقاء سابق للمنفي وتكالة والدبيبة (المجلس الرئاسي)

وكان محمد تكالة، رئيس المجلس الأعلى للدولة، قد طالب صالح، في رسالة نشرها، (الثلاثاء)، بـ«عدم البت في أي مقترحات أو مشروعات لقانون الميزانية العامة قبل إحالتها إلى مجلس الدولة»، مهدداً بأن «عدم التجاوب مع هذا الطلب من النواب سيضطرنا إلى رفض أي نتائج تترتب بشأن قانون الميزانية، ناهيك عن تعرضه للطعن عليه بالطرق القانونية».

ولم يرد مجلس النواب على ملاحظات المنفي، أو خطاب تكالة، لكن عبد الله بليحق، الناطق باسم المجلس، اكتفى بإعلان إطلاق أعمال جلسته الرسمية المغلقة، (الثلاثاء)، في بنغازي برئاسة صالح.

ومن المقرر أن يلتقي المنفي وتكالة وصالح، في القاهرة مجدداً، منتصف الشهر الحالي بمقر الجامعة العربية وتحت رعايتها، في ثاني اجتماع رسمي من نوعه بينهم لحل الخلافات العالقة بين مجلسي النواب و«الأعلى للدولة»، بشأن الميزانية العامة، والمناصب السيادية والقوانين المنظمة للانتخابات الرئاسية والبرلمانية المؤجلة.

صورة وزعتها خوري لاجتماعها مع وزير خارجية المغرب

في غضون ذلك، وسعت ستيفاني خوري القائمة بأعمال البعثة الأممية في ليبيا مشاوراتها إقليمياً بزيارة المغرب، مشيرة إلى أنها ناقشت مساء الاثنين في الرباط مع وزير الخارجية ناصر بوريطة، سبل دفع العملية السياسية في ليبيا نحو الانتخابات، مشيرة إلى أنهما شددا على الدور المهم، الذي تلعبه الأطراف الإقليمية الفاعلة في دعم جهود البعثة الأممية، كما أشادت خوري بجهود المغرب في تسهيل الاتفاقيات الليبية السابقة.

بدوره، عدّ بوريطة أن «المغرب ظل دائماً مقتنعاً بأن حل الأزمة الليبية هو بيد الليبيين، وأن إضفاء الشرعية على أي حل لهذه الأزمة لا يمكن أن يمر إلا عبر الانتخابات وتحت المظلة الأممية»، لافتاً إلى أنه «بالنظر إلى التحديات الاقتصادية، والمطالب الاجتماعية للشعب الليبي، فإنه من الضروري أن تجد الأزمة الليبية حلاً، لما لها من تأثير كبير على أمن واستقرار شمال أفريقيا ومنطقة الساحل».

من جانبها، قالت حكومة «الوحدة» إن وليد اللافي، وزير الدولة للاتصال والشؤون السياسية، ناقش مساء الاثنين في طرابلس مع السفير الياباني، شينمورا إيزورو، تطورات الوضع السياسي، وسبل دعم جهود البعثة الأممية في ليبيا، في ظل عضوية اليابان في مجلس الأمن خلال هذه المدة، إضافة إلى سبل التعاون في مجال الاتصال الحكومي.

ومن جهته، قال محمد الحداد، رئيس أركان القوات التابعة لحكومة «الوحدة»، إنه بحث مع السفير التركي الجديد، ووفد من الملحقية العسكرية للدفاع التركي، آليات التعاون بين البلدين.

سيارات على معبر الحدود بين ليبيا وتونس (إدارة إنفاذ القانون)

في غضون ذلك، التزمت حكومة «الوحدة» الصمت حيال تداول وسائل إعلام محلية مقطع فيديو، يظهر شن مجموعة من المسلحين من زوارة هجوماً على قواتها المكلفة بتأمين معبر «رأس جدير»، على الحدود المشتركة مع تونس.

وكانت وزارة الداخلية بالحكومة قد أكدت في بيان معزز بالصور أن حركة انسياب المسافرين (الدخول - الخروج) تسير بشكل طبيعي جداً بالمعبر، بينما أعلنت إدارة إنفاذ القانون التابعة للداخلية أنها ضبطت، الثلاثاء، مجدداً كميات من الوقود داخل مركبات المسافرين، بالإضافة إلى بعض السلع الأخرى.

وتزامنت هذه التطورات، مع إعلان نيكولا أورلاندو سفير الاتحاد الأوروبي، أنه بحث مع سفير تونس لدى ليبيا، الأسعد العجيلي، كثيراً من الملفات ذات الاهتمام المشترك، عادّاً أن الاتحاد الأوروبي وتونس شريكان وثيقان لليبيا، ولهما مصلحة كبيرة في وحدتها واستقرارها.


مقالات ذات صلة

مطالب أممية بمحاسبة منتهكي حقوق الإنسان في ترهونة الليبية

شمال افريقيا عناصر من هيئة البحث عن المفقودين يتفقدون موقعاً لمقابر جماعية تم العثور عليها في ترهونة (الهيئة)

مطالب أممية بمحاسبة منتهكي حقوق الإنسان في ترهونة الليبية

حذّر تقرير للأمم المتحدة من أن غياب المساءلة، والسنوات الطويلة من إفلات المتسببين في انتهاكات حقوق الإنسان، والتجاوزات المرتكبة في مدينة ترهونة الليبية

خالد محمود (القاهرة)
شمال افريقيا محافظ المصرف المركزي الجديد خلال اجتماع بمساعديه (المصرف المركزي)

«النواب» الليبي يُصر على رفض محافظ «المركزي»... ويدعو للتهدئة

دخلت أزمة المصرف المركزي الليبي، مرحلة جديدة، السبت، وسط محاولة من حكومة الوحدة المؤقتة في العاصمة طرابلس، لاحتواء لانتقادات أميركية.

خالد محمود (القاهرة)
شمال افريقيا لقاء سابق يجمع صالح والمشري وستيفان ويليامز المبعوثة الأممية بالإنابة (المكتب الإعلامي لرئيس مجلس النواب الليبي)

ليبيون يعلّقون آمالهم على تقارُب صالح والمشري لإحياء المسار الانتخابي

تدفع أزمة المصرف المركزي الليبي بإمكانية العودة إلى بحث العملية السياسية، في ظل عقد البعض آمالاً على عودة التقارب بين مجلسَي النواب و«الأعلى للدولة».

جاكلين زاهر (القاهرة)
شمال افريقيا لقاء سابق يجمع صالح وسفير الاتحاد الأوروبي إلى ليبيا (حساب السفير على «إكس»)

«الأوروبي» يدعو قادة ليبيا إلى «خفض التوترات»... وتشغيل النفط

أطلقت بعثة الاتحاد الأوروبي إلى ليبيا عدداً من التحذيرات لقادة البلاد ودعتهم للتحاور والاستجابة لمبادرة الأمم المتحدة، كما شددت على ضرورة إعادة إنتاج وضخ النفط.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا طالبت لجنة الأزمات والطوارئ ببلدية زليتن المواطنين بالابتعاد عن مجرى الوادي (مديرية أمن طرابلس)

سيول جارفة تضرب مناطق متفرقة في ليبيا... وتنشر المخاوف

ضربت أمطار غزيرة وصلت إلى حد السيول مناطق عدة في شمال غربي ليبيا، وأعلن جهاز الإسعاف والطوارئ رفع درجة الاستعدادات وسط إنقاذ عائلات عالقة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

«النواب» الليبي يُصر على رفض محافظ «المركزي»... ويدعو للتهدئة

محافظ المصرف المركزي الجديد خلال اجتماع بمساعديه (المصرف المركزي)
محافظ المصرف المركزي الجديد خلال اجتماع بمساعديه (المصرف المركزي)
TT

«النواب» الليبي يُصر على رفض محافظ «المركزي»... ويدعو للتهدئة

محافظ المصرف المركزي الجديد خلال اجتماع بمساعديه (المصرف المركزي)
محافظ المصرف المركزي الجديد خلال اجتماع بمساعديه (المصرف المركزي)

دخلت أزمة المصرف المركزي الليبي مرحلة جديدة، اليوم (السبت)، وسط محاولة حكومة الوحدة المؤقتة في العاصمة طرابلس، احتواء انتقادات أميركية رسمية بشأن الإدارة الجديدة للمصرف، التي نصبها المجلس الرئاسي، بينما تمسك عقيلة صالح، رئيس مجلس النواب، بموقفه الرافض للاعتراف بها.

وعدّت وزارة الخارجية بحكومة الوحدة أن بيان إدارة شؤون الشرق الأدنى بوزارة الخارجية الأميركية، بشأن تطورات الوضع المتعلق بالمصرف، يعكس «التزام الولايات المتحدة بدعم الاستقرار المالي، وتعزيز الشفافية في مؤسساتنا المالية»، وعدّته خطوة إيجابية نحو توحيد وإصلاح المصرف المركزي.

واجهة مصرف ليبيا المركزي في طرابلس (رويترز)

وقالت «خارجية الوحدة»، اليوم (السبت): «نتفهم القلق حيال حملات التشويه والأكاذيب التي تستهدف مؤسسات الدولة الليبية، ونتفق على أن هذه المخاوف ستنتهي بمجرد زوال تلك الحملات، وتوحيد الصفوف خلف مؤسساتنا الوطنية». وأشارت إلى الحاجة المزدادة للتدقيق في المعاملات المالية خلال المراحل الانتقالية للمؤسسات النقدية، لافتة إلى أنها تعدّ هذه الإجراءات البروتوكولية «ضرورية لضمان الشفافية والمساءلة».

لقاء سابق بين رئيس مجلس النواب والسفير والمبعوث الأميركي الخاص (أرشيفية)

وأكدت الوزارة إعلان الإدارة الجديدة للمصرف «تسلم مهامها بسلاسة، ومباشرة تفعيل المنظومات المختلفة، والتجاوب الذي لاقته الإدارة الجديدة مع المنظومة المصرفية الدولية، بعد 9 سنوات من غياب الحوكمة والعمل الفردي، الأمر الذي كان مطلباً أساسياً لكل المنظمات الدولية المعنية. وهذه الخطوة تمثل تطوراً مهماً في مسيرة الإصلاح المالي والإداري في ليبيا».

وبعدما أكدت التزامها باحترام سيادة ليبيا، واستمرار ثقتها بالدولار الأميركي والمؤسسات الأميركية، خصوصاً في ظل التحديات الحالية والتجاذبات والصراع على النفوذ في أفريقيا، أعربت «خارجية الوحدة» عن التطلع لتعزيز التعاون الثنائي مع الولايات المتحدة، لتحقيق الاستقرار والنمو المستدام في ليبيا. وأوضحت أن المجلس الرئاسي، وفي خطوة لإضفاء مزيد من التوافق، أعلن التزامه بالانفتاح على الحوار برعاية بعثة الأمم المتحدة، مع منح فرصة أخيرة للمجلسين لتحقيق توافق بعد 10 سنوات من التخاذل، ما أدى لتعزيز الحكم الفردي وغياب الشفافية، وزيادة المخاطر المرتبطة بتنفيذ سياسات لا تعكس إرادة الدولة الليبية.

الصديق الكبير (رويترز)

وكانت «الخارجية» الأميركية قد أعلنت عبر مكتبها لشؤون الشرق الأدنى، أن البنوك الأميركية والدولية قامت بإعادة تقييم علاقاتها مع المصرف المركزي الليبي، وفي بعض الحالات وقف المعاملات المالية، حتى يكون هناك مزيد من الوضوح بشأن القيادة الشرعية لـ«المركزي».

وطالبت الجهات الفاعلة الليبية باتخاذ خطوات للحفاظ على مصداقية المصرف، وإيجاد حل لا يضر بسمعته، ومشاركته مع النظام المالي الدولي، معبرة عن شعورها بالقلق من أن مزيداً من الاضطرابات مع البنوك الدولية، يمكن أن يضر بالاقتصاد الليبي ورفاهية الأسر الليبية.

وشددت على دعوة مجلس الأمن للجهات الفاعلة الليبية للعمل بشكل عاجل معاً، ومع البعثة الأممية لإيجاد حل سياسي، يعيد القيادة المختصة وذات المصداقية للبنك المركزي الليبي.

بدوره، حذر رالف تاراف، سفير ألمانيا لدى ليبيا، من أن تؤدي ما وصفه بـ«الإجراءات أحادية الجانب» إلى الانحراف عن طريق الاستقرار والانتخابات الديمقراطية.

وأعرب في بيان مقتضب، اليوم (السبت)، عن دعم بلاده بقوة لدعوة البعثة الأممية لإجراء اجتماع عاجل لإيجاد حل للوضع الراهن.

في المقابل، دعا عقيلة صالح، رئيس مجلس النواب، إلى ضرورة الالتزام ببنود الإعلان الدستوري، والاتفاق السياسي، الذي ينص على صلاحيات واختصاصات مجلس النواب في التكليف بالمناصب السيادية بالتشاور مع مجلس الدولة، وعدّ القرار الصادر بتكليف محافظ ومجلس إدارة للمصرف معدوماً، لافتقاده للأسباب ومخالفاً للإعلان الدستوري والاتفاق السياسي، ولأنه جاء بعد جهود مضنية لتوحيد المصرف.

ورحب صالح، في بيان وزعه مركزه الإعلامي، مساء الجمعة، ببيان مجلس الأمن الدولي. وأكد «دعوة مختلف الأطراف للتهدئة، والتوقف عن إصدار قرارات والقيام بتصرفات من شأنها زعزعة الاستقرار، وتعميق الانقسام المؤسسي وتقويض الثقة بين الليبيين».

من جهته، نفى مصدر بالمجلس الرئاسي، لوسائل إعلام محلية، صحة بيان منسوب للمجلس، يعيد تكليف الصديق الكبير، المحافظ السابق للمصرف، في منصبه مجدداً، علماً بأن الكبير فر إلى خارج البلاد، مدعياً تلقيه تهديدات من مجموعات مسلحة، لم يحددها.

اجتماع نجل حفتر مع رئيس المجلس الحاكم في النيجر (القوات البرية بالجيش الوطني)

في غضون ذلك، أعلنت الإدارة الجديدة للمصرف استعادة العمل بجميع الأنظمة المستخدمة، بينما شدد محافظه المكلف، عبد الفتاح عبد الغفار، خلال اجتماعه مع مسؤولي المصرف، على ضرورة رفع وتيرة العمل في كل الإدارات بكفاءة عالية، لإنجاز الملفات في أسرع وقت ممكن، وتعهد بأن تعمل إدارة المصرف على حلحلة كل العراقيل التي تواجه العمل المصرفي.

إلى ذلك، قال الفريق صدام، نجل المشير خليفة حفتر، القائد العام للجيش الوطني، إنه اجتمع، اليوم (السبت)، باعتباره مبعوثاً لوالده، ورئيس القوات البرية بالجيش، مع عبد الرحمن تشياني، رئيس المـجلس الحاكم في النيجر لتنسيق التعاون الثنائي بين الجانبين، ضمن جولة تشمل عدداً من الدول الأفريقية لتعزيز التعاون وأمن الحدود.

لقاء حماد مع الرئيس التشادي في إنجامينا (حكومة الاستقرار)

وكان أسامة حماد، رئيس حكومة الاستقرار، قد أوضح أن رئيس تشاد محمد إدريس ديبي، الذي التقاه مساء الجمعة بالعاصمة إنجامينا، أشاد بالمشير خليفة حفتر، ودعمه اللوجيستي لبلاده في تأمين الحدود المشتركة، ومكافحة ظاهرة «الهجرة غير المشروعة» والجريمة المنظمة بما يحمي السلم والاستقرار في البلدين الجارين.