جبريل إبراهيم: مسار وقف الحرب في السودان لا يزال طويلاًhttps://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/%D8%B4%D9%85%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D9%81%D8%B1%D9%8A%D9%82%D9%8A%D8%A7/5038285-%D8%AC%D8%A8%D8%B1%D9%8A%D9%84-%D8%A5%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D9%87%D9%8A%D9%85-%D9%85%D8%B3%D8%A7%D8%B1-%D9%88%D9%82%D9%81-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D8%A8-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%AF%D8%A7%D9%86-%D9%84%D8%A7-%D9%8A%D8%B2%D8%A7%D9%84-%D8%B7%D9%88%D9%8A%D9%84%D8%A7%D9%8B
جبريل إبراهيم: مسار وقف الحرب في السودان لا يزال طويلاً
زعيم حركة «العدل والمساواة» بالسودان جبريل إبراهيم (الصفحة الرسمية - فيسبوك)
قال وزير المالية السوداني، وزعيم حركة «العدل والمساواة» جبريل إبراهيم، إن «مؤتمر القوى السياسية والمدنية السودانية»، الذي شهدته العاصمة المصرية القاهرة، يومي السبت والأحد، «مَعنيٌّ بحوار سياسي سوداني، وليس إنهاء الحرب»، مؤكداً أن مسار وقف إطلاق النار في بلاده «لا يزال طويلاً».
ويشهد السودان منذ أبريل (نيسان) 2023 حرباً دامية، بين قوات الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان و«قوات الدعم السريع» بقيادة محمد حمدان دقلو «حميدتي»، راح ضحيتها الآلاف.
وأوضح إبراهيم في حوار لـ«الشرق الأوسط»، أن وقف الحرب في السودان، يحتاج لجلوس طرفي الصراع معاً، للوصول لاتفاق»، مشيراً إلى أن «مؤتمر القاهرة منصة مناسبة لبدء حوار سياسي سوداني، ووضع ترتيبات الحوار الوطني».
ورغم دعوة البيان الختامي لـ«مؤتمر القاهرة» بـ«ضرورة الوقف الفوري للحرب»، و«المحافظة على السودان وطناً موحداً، وفق أسس المواطنة والحقوق المتساوية والدولة المدنية الديمقراطية»، رفض إبراهيم، ضمن ممثلي بعض القوى السودانية، التوقيع على بيان المؤتمر.
وأوضح إبراهيم في إفادة عبر صفحته الرسمية على «فيسبوك»، أن «البيان الختامي لم يراعِ مشاعر الشعب السوداني، ولم يقل مَن أفقر الشعب وجوَّعه بعرقلة وصول الطعام إليه؛ لذلك آثرنا ألا نكون طرفاً فيه»، في إشارة إلى «قوات الدعم السريع».
لكنه وجَّه في الوقت نفسه الشكر لمصر على «سعيها لإيجاد حل للأزمة السودانية، وتنظيم مؤتمر جامع للقوى السياسية والمدنية بحثاً عن السلام».
ورأى إبراهيم في حواره لـ«الشرق الأوسط»، أن «مؤتمر القاهرة نجح في جمع الأطراف السياسية السودانية لأول مرة»، وأن «دعوة مصر لاقت استجابة واسعة من الكتل السياسية بحثاً عن السلام»، خصوصاً أن «السودانيين يحتاجون لبدء الحوار بين الأطراف السياسية».
وأوضح الوزير السوداني أن «انطلاق حوار وطني سوداني يحتاج لتحديد الأطراف المشاركة فيه، وأجندته، والمنبر الذي سينطلق منه»، مشيراً إلى أن «مؤتمر القاهرة يشكل بداية تعمل على وضع فهم مشترك، لكيف يمكن أن يدار حوار سوداني - سوداني».
وحول أوجه اختلاف مؤتمر القاهرة عن غيره من المبادرات، قال إبراهيم إن «المبادرات السابقة كانت تستهدف طرفي الصراع، لكن دعوة مصر للقوى السياسية تستهدف التأسيس لحوار سياسي يجمع كل الأطراف السودانية».
اتفاق جدة
ورأى وزير المالية السوداني أن «(اتفاق جدة)، هو المدخل الصحيح لوقف الحرب في السودان»، مشيراً إلى أن ما ينقصه هو «التطبيق»، وقال إن «الحرب لن تتوقف في السودان من دون تنفيذ اتفاق (جدة)، واتفاق السلام في غوبا، الذي جرى توقيعه بين الحكومة السودانية والحركات المسلحة السودانية في أكتوبر (تشرين الأول) 2020». واتهم جبريل «الدعم السريع» بتعطيل تنفيذ اتفاق جدة، وقال: «لا يرغب في تنفيذ الاتفاق».
وعقب اندلاع الحرب السودانية، استضافت جدة محادثات بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع»، أفضت إلى توقيع ما عُرف بـ«إعلان جدة الإنساني»، الذي نص على حماية المدنيين والمرافق الخاصة والعامة والامتناع عن استخدامها لأغراض عسكرية.
واستبعد وزير المالية السوداني إمكانية تشكيل حكومة جديدة في السودان في الفترة الحالية، وقال إن «الأمر سابق لأوانه»، نافياً تقارير إعلامية تحدثت عن اتجاه مجلس السيادة السوداني لتشكيل حكومة جديدة برئاسته.
أطلقت الأمم المتحدة خطة لمواجهة الاحتياجات الإنسانية الأكثر إلحاحاً في السودان، خلال العام الجديد، تتطلب توفير 4.2 مليار دولار، لتلبية طلبات 21 مليون سوداني.
تصاعدت النبرة الحادة في خطابات قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان وخصمه قائد «الدعم السريع» محمد حمدان دقلو «حميدتي» في مناسبة ذكرى استقلال السودان.
رفض وزير الخارجية السوداني علي يوسف الشريف، تكرار ما وصفه بـ«النموذج الليبي» في بلاده، مؤكداً في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «لا يمكن القبول بأي تحركات.
صدرت مواقف سودانية متناقضة من المبادرة التركية لإزالة التوتر مع الإمارات، في ظل حديث عن تيار إسلامي متنفذ يرفض الحوار مع «الدعم السريع».
محمد أمين ياسين (نيروبي)
«التوك توك» ما زال «يشاغب» في شوارع مصر... رغم منع استيرادهhttps://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/%D8%B4%D9%85%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D9%81%D8%B1%D9%8A%D9%82%D9%8A%D8%A7/5097468-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%88%D9%83-%D8%AA%D9%88%D9%83-%D9%85%D8%A7-%D8%B2%D8%A7%D9%84-%D9%8A%D8%B4%D8%A7%D8%BA%D8%A8-%D9%81%D9%8A-%D8%B4%D9%88%D8%A7%D8%B1%D8%B9-%D9%85%D8%B5%D8%B1-%D8%B1%D8%BA%D9%85-%D9%85%D9%86%D8%B9-%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D8%AF%D9%87
«التوك توك» ما زال «يشاغب» في شوارع مصر... رغم منع استيراده
راكب يتفاوض مع سائق «توك توك» على الأجرة في منطقة الهرم (الشرق الأوسط)
يفرض «التوك توك» نفسه في شوارع مصر، بعدما شق طريقه في ضواحٍ شعبية وأخرى متوسطة، وداخل قرى ونجوع، مثبتاً قدرته على تلبية حاجة تنقلية تتلاءم مع طبيعة الشوارع غير الممهدة والأزقة الضيقة، رغم قرارات الحكومة المتتالية لمنع استيراده، وكان آخرها قرار الجمارك، الأحد الماضي، الذي حظر دخوله البلاد للأغراض التجارية.
ويعود أول قرار رسمي لوقف استيراد «التوك توك» إلى عام 2014، ثم في عام 2021 أصدرت الحكومة قراراً آخر بحظر استيراد «المكونات الأساسية» له لمنع تجميعه في الداخل. ورغم ذلك لا يزال «التوك توك» في تزايد، ويُعرض للبيع والشراء عبر الأسواق الإلكترونية، بموديلات عامي 2018 و2022، وبأسعار تتراوح بين 90 إلى 130 ألف جنيه للمستعمل (الدولار نحو 51 جنيهاً)، على موقع «دوبيزل».
لا تحب دعاء محمد، وهي أم لرضيعين تسكن في منطقة كرداسة (شمال غربي الجيزة)، ركوب «التوك توك»، خصوصاً إذا كان من يقوده صغيراً في السن؛ تجنباً لتجربة سواقة متهورة، لكنها لا تستطيع الاستغناء عنه في مشاويرها اليومية القريبة، أو حتى للخروج من المنطقة التي تشتهر بتعرج طرقها وتكسيرها، إلى شارع رئيسي لاستقلال وسيلة مواصلات أخرى.
تتذكر خلال حديثها لـ«الشرق الأوسط»، تجربة «التوك توك» في المحافظة التي تتحدر منها في القليوبية، على اعتبارها جيدة ويجب تعميمها، حيث يمتاز تحديداً في قرية كفر شكر (أحد مراكز المحافظة) بأن له أجرة موحدة، وأنه مرخص بأرقام تستطيع بها الإبلاغ عن سائق المركبة إذا تعرض لها، كما أن له خط سير محدداً.
وتؤكد ورقة بحثية نشرها «مرصد العمران» في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، للباحثة هناء جاد محمود، الحاجة لضبط منظومة «التوك توك»، والتي فرضت نفسها في الشارع منذ ظهورها، وذلك عبر «إنشاء تطبيق رقمي له؛ أسوة بالوسائل الأخرى؛ لضبط نطاق الرحلات والسعر، والعمل على ترخيص مركباته، وتشجيع وجود كيانات تعبر عنه، بعدما بات وسيلة لا يمكن الاستغناء عنها، رغم مشكلاته».
ولا توجد إحصائية رسمية بعدد مركبات «التوك توك» في مصر، بينما يقدرها المتحدث باسم مجلس الوزراء السفير نادر سعد، حتى منتصف عام 2021 بـ2.5 مليون مركبة. وأوضح الجهاز المركزي للإحصاء أن 192 ألفاً و675 «توك توك» فقط مرخصة على مستوى الجمهورية حتى عام 2023، ما نسبته 6.8 في المائة من مجمل وسائل المواصلات الأخرى المرخصة.
سائقون مع ضبط المنظومة
لا ينكر سائقا «توك توك» في منطقة الهرم، الحاجة إلى ضبط منظومة «التوك توك»، بعدما باتت سمعته مرتبطة بكثرة الحوادث أو استغلاله من قبل الخارجين عن القانون.
يقول أولهما، وهو سائق ستيني يدعى العم محمد: «بدلاً من حديث المسؤولين كل فترة عن رغبتهم في التخلص منه بدعوى أنه يثير أزمات أو أن مظهره غير حضاري، يجب أن تضبط الدولة المنظومة، وتمنع قيادته من قبل الأطفال، وتُجري تحليل مخدرات لسائقيه».
ويتفق معه سائق آخر يدعى العم نادي، قائلاً لـ«الشرق الأوسط»، إن «قرارات منع استيراده لن تؤثر، منعوه من قبل ولا يزال موجوداً، يجب أن يهتموا بترخيصه». يقول ذلك فيما يشير إلى ماكينته المرخصة بأرقام من قسم بولاق الدكرور.
وأعلن وزير الإنتاج الحربي المهندس محمد صلاح الدين، في أغسطس (آب) الماضي، وصول 200 سيارة «كيوت» من الهند بديلاً لـ«التوك توك»، على أن توزع على المدن للتجربة.
ويرفض السائق الأول استبدال السيارة الجديدة بماكينته: «لا توجد لها قطع غيار، كما أنها غريبة على الشارع الذي اعتاد (التوك توك)».
ويرى المحلل المالي هشام حمدي، قرار الجمارك الأخير مؤشراً على أن الحكومة ستعلن قريباً بدء منظومة الإحلال، عبر استبدال المركبات الـ«كيوت» ذات الأربع عجلات بـ«التوك توك». قائلاً لـ«الشرق الأوسط»: «هذه السيارات تمتاز بشكلها الحضاري، وتعمل بالغاز أو البنزين، وليس البنزين فقط مثل (التوك توك)».
لكن في المقابل، تُعدد دراسة «مرصد العمران»، مزايا «التوك توك»؛ فمن الناحية المكانية، يعدّ وسيلة متوفرة معظم الأوقات، ويمكنها الوصول إلى نطاقات جغرافية نائية لا تتوفر فيها شبكة نقل عام، أو مناطق وعرة يصعب دخول وسائل النقل الأخرى إليها؛ كالشوارع الضيقة أو غير الممهدة.
سمعة تسوء
يدعم توجه الحكومة في الإحلال بعض الزبائن الذين فقدوا الثقة بـ«التوك توك» لحوادثهم معه، ومن بينهم الشابة الثلاثينية سلمى بدر، وهي تسكن منطقة حدائق القبة (شمال القاهرة)، وتتعجب كيف وصل «التوك توك» إليها، ليجري حول قصر القبة الرئاسي، مشيرة إلى تعرض أفراد في أسرتها لحوادث من خلال هذه المركبة.
ويتمنى سائق الميكروباص في منطقة العمرانية بمحافظة الجيزة، وائل السقا، التخلص من «التوك توك»، مرجعاً ذلك إلى أن حوادث كثيرة تقع بسببه، حسب حديثه لـ«الشرق الأوسط».
وكانت محكمة جنايات الإسكندرية قررت في سبتمبر (أيلول) 2024، إحالة أوراق سائق «توك توك» إلى المفتي؛ لإبداء الرأي الشرعي في إعدامه؛ لاتهامه باختطاف طفل داخل مركبته، واغتصابه داخل منزله.
وفي 27 ديسمبر (كانون الأول) 2024، تداولت وسائل إعلام محلية نبأ مقتل شخص وإصابة 3 آخرين في حادث انقلاب «توك توك» في ترعة توشكا بمحافظة أسوان جنوب مصر، وفي اليوم التالي نُشر خبر عن إصابة 7 مواطنين إثر تصادم سيارة سوزوكي مع «توك توك» على طريق الإسماعيلية بورسعيد (شرق القاهرة)، واليوم نفسه أصيبت 3 طالبات في حادث تصادم بين سيارة ميكروباص و«توك توك» في البحيرة (شمال مصر).
ويتجاوز أثر «التوك توك» ذلك إلى «السلب من قوة المجتمع الإنتاجية»، حيث يترك بعض العاملين في حرف مثل النجارة والسباكة أعمالهم لامتهان سواقته؛ طمعاً في مكسب سريع، ما أفقد المجتمع جزءاً من قوته العاملة، حسب أستاذة علم الاجتماع في جامعة بنها الدكتورة هالة منصور.
تنطبق الحالة التي تطرحها منصور مع «الشرق الأوسط»، على محمد نور، وهو سائق (27 عاماً) في منطقة شبرا الخيمة بمحافظة القليوبية (شمال القاهرة)؛ إذ كان يعمل في صناعة النسيج ثم تركها واشترى «توك توك».
قد يتحصل نور في يوم العمل «الجيد»، ومدته تتراوح بين 8 إلى 10 ساعات، على 500 جنيه، حسب قوله، أي أن متوسط دخله الشهري قد يتراوح بين 12 و15 ألف جنيه، إذا ما داوم يومياً دون انقطاع. وهو ضعف الحد الأدنى للأجور في مصر والبالغ 6 آلاف جنيه.
وبين رافضي «التوك توك» ومستخدميه، تقطع تلك المركبة «المشاغبة» طريقها الذي بدأته في مصر عام 2005، قادمة من الهند، ومتوسعة كل يوم في خطوط سيرها، لتصل إلى مدن مثل الجونة بمحافظة الغردقة، حيث تظهر هناك بألوان زاهية، ومظهر يناسب طبيعة المدينة الساحلية السياحية، وكأنها ليست هي نفسها التي تثير القلق في الحواري الشعبية.