​مساعٍ عربية لتجميد مشاركة إسرائيل في الجمعية العامة للأمم المتحدة

«الجامعة» تطالب مجلس الأمن بتدخل حاسم لوقف «الإبادة الجماعية» في غزة

جانب من اجتماع سابق لمجلس الجامعة العربية (الشرق الأوسط)
جانب من اجتماع سابق لمجلس الجامعة العربية (الشرق الأوسط)
TT

​مساعٍ عربية لتجميد مشاركة إسرائيل في الجمعية العامة للأمم المتحدة

جانب من اجتماع سابق لمجلس الجامعة العربية (الشرق الأوسط)
جانب من اجتماع سابق لمجلس الجامعة العربية (الشرق الأوسط)

طالب مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين، الخميس، المجتمع الدولي ومجلس الأمن بـ«تدخل حقيقي وحاسم وفوري» يستهدف وقف جريمة «الإبادة الجماعية» في قطاع غزة، داعياً إلى «ملاحقة إسرائيل بسبب ما ترتكبه من جرائم».

وعقد مجلس الجامعة العربية اجتماعاً طارئاً على مستوى المندوبين برئاسة اليمن، بصفته يمثل «الرئاسة المؤقتة للمجلس الوزاري»، بناءً على طلب من فلسطين، بهدف «بحث الخطوات التي يتوجب القيام بها على الصعيدين العربي والدولي لوقف جرائم الإبادة الجماعية والعدوان الإسرائيلي المتواصل منذ أشهر في قطاع غزة».

وكلّف مجلس الجامعة على مستوى المندوبين، المجموعة العربية في نيويورك، بـ«دراسة خطوات تجميد مشاركة إسرائيل في الجمعية العامة للأمم المتحدة، نتيجة عدم التزامها بمقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، وتهديدها الأمن والسلم الدوليين، وعدم الوفاء بالتزاماتها التي كانت شرطاً لقبول عضويتها في الأمم المتحدة».

وجدّد المندوبون الدائمون التأكيد على «دعم كل ما تتخذه مصر من إجراءات وسياسات لمواجهة تبعات العدوان الإسرائيلي على غزة، ومنع تصفية القضية الفلسطينية والدفاع عن أمنها القومي الذي هو جزء أساسي من الأمن القومي العربي».

إخلاء سكان مخيمي النصيرات والبريج للاجئين خلال العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة (إ.ب.أ)

وتلعب مصر إلى جانب قطر والولايات المتحدة دوراً في الوساطة من أجل اتفاق تهدئة في غزة، وسبق وأكّدت مصر أكثر من مرة رفضها تهجير الفلسطينيين إلى سيناء، وعدته «تصفية القضية الفلسطينية».

وحذر المندوبون الدائمون من «استمرار ارتكاب إسرائيل، جريمة الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني ورفضها الالتزام بقرارات مجلس الأمن ذات الصلة بوقف إطلاق النار، والأوامر الملزمة لمحكمة العدل الدولية بوقف قتل المدنيين وإيذائهم جسدياً وعقلياً». وأعربوا عن «أسفهم» إزاء ما عدوه «إخفاقاً» من جانب مجلس الأمن في تحمل مسؤولياته وتنفيذ الوقف الفوري والفعلي لإطلاق النار الصادر في 10 يونيو (حزيران) الماضي.

ودعا مجلس الجامعة على مستوى المندوبين، المجتمع الدولي، إلى «ممارسة ضغوط وإجراءات عقابية رادعة على إسرائيل، لحملها على وقف مخططات وممارسات الضم والاستيطان الاستعمارية غير القانونية التي تقضي على فرص تحقيق السلام وحل الدولتين».

أفراد عائلة نازحة يجلسون بجوار خيام في مخيم بالقرب من مستشفى ناصر بخان يونس (إ.ب.أ)

وأدان المندوبون الدائمون: «تقويض إسرائيل صلاحيات الحكومة الفلسطينية في نحو 80 في المائة من أراضي الضفة الغربية المحتلة». وطلبوا التنسيق مع الدول الأعضاء لتنفيذ قرار القمة العربية التي عقدت بالبحرين في مايو (أيار) الماضي بـ«إدراج قائمة المنظمات والمجموعات الإسرائيلية المتطرفة التي تقتحم المسجد الأقصى، والمرتبطة بالاستيطان الاستعماري الإسرائيلي، على قوائم الإرهاب الوطنية العربية والإعلان عن (قائمة العار)».

وأعاد المجلس التأكيد على «الرفض القاطع لمخططات الحكومة الإسرائيلية لليوم الثاني للحرب على غزة»، والتأكيد على أن «قطاع غزة جزء لا يتجزأ من دولة فلسطين».

وسبق أن أعلنت جامعة الدول العربية «رفضها تهجير الفلسطينيين داخل أو خارج أراضيهم». وحث مجلس الجامعة العربية، المحكمة الجنائية الدولية على «المضي في تحقيقاتها وملاحقاتها للمسؤولين الإسرائيليين، الذين يرتكبون جرائم الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب وجريمة العدوان ضد الشعب الفلسطيني»، محذراً من أن «ما يجري من ممارسات إسرائيلية من شأنه زيادة احتمالات الانزلاق إلى تصعيد إقليمي خطير».


مقالات ذات صلة

18 قتيلاً على الأقل في قصف إسرائيلي على دير البلح وسط غزة

المشرق العربي فلسطينيون بجوار جثث أقاربهم الذين قتلوا في غارة إسرائيلية في مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح (أرشيفية - رويترز)

18 قتيلاً على الأقل في قصف إسرائيلي على دير البلح وسط غزة

قالت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا)، إن 18 شخصاً على الأقل لقوا حتفهم وأصيب عشرات آخرون في غارة جوية إسرائيلية على مسجد في غزة صباح اليوم الأحد.

«الشرق الأوسط» (غزة)
شمال افريقيا فلسطينيون يتفقدون موقع الغارات الإسرائيلية على المنازل في خان يونس بجنوب قطاع غزة (رويترز)

«وساطة غزة» في عام... هدنة واحدة وجولات «متعثرة»

تحركات واتصالات واجتماعات على مدار عام، منذ 7 أكتوبر 2023، لإنهاء الحرب في غزة، لم تسفر إلا عن هدنة واحدة لمدة أسبوع.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
شؤون إقليمية البرلمان التركي (أرشيفية)

تركيا: جلسة برلمانية خاصة لحرب غزة وتطورات الشرق الأوسط

يعقد البرلمان التركي جلسة خاصة لمناقشات التطورات في منطقة الشرق الأوسط بعد عام من الحرب في غزة، وتصعيد إسرائيل عدوانها وتوسيعه إلى لبنان.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي عائلات إسرائيليين محتجزين في غزة ترفع صورهم خلال احتجاج قرب مقر إقامة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في القدس يوم 30 سبتمبر (إ.ب.أ)

عائلات إسرائيليين محتجزين في غزة تنفّذ إضراباً عن الطعام

بدأ أفراد في عائلات الإسرائيليين المحتجزين في أنفاق حركة «حماس» بقطاع غزة إضراباً عن الطعام، متهمين حكومة بنيامين نتنياهو بأنها أهملت قضيتهم في ظل حرب لبنان.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
رياضة عربية ستُكلّف لجنة الانضباط بالفيفا ببدء تحقيق في جرائم تمييز ضد إسرائيل (د.ب.أ)

«فيفا»: تكليف لجنة الانضباط بالتحقيق في مزاعم تمييز بسبب حرب غزة

أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم اليوم الخميس أنه سيطلب من لجنة الانضباط التابعة له النظر في مزاعم تمييز أثارها الاتحاد الفلسطيني للعبة على صلة بالحرب في غزة.

«الشرق الأوسط» (زيوريخ)

«التقييم الأسبوعي للطلاب»... هل يحدّ من الغياب بالمدارس المصرية؟

جانب من انتظام العملية التعليمية في المدارس المصرية (وزارة التعليم المصرية)
جانب من انتظام العملية التعليمية في المدارس المصرية (وزارة التعليم المصرية)
TT

«التقييم الأسبوعي للطلاب»... هل يحدّ من الغياب بالمدارس المصرية؟

جانب من انتظام العملية التعليمية في المدارس المصرية (وزارة التعليم المصرية)
جانب من انتظام العملية التعليمية في المدارس المصرية (وزارة التعليم المصرية)

أثار تطبيق «التقييم الأسبوعي للطلاب» في المدارس المصرية، تساؤلات حول جدوى هذا التقييم، وهل سيحد من «الغياب» في المدارس؟ وسط تأكيدات من وزارة التربية والتعليم المصرية على «استمرار تطبيق نظام التقييم والواجبات الأسبوعية»، عقب جدل «سوشيالي» تصاعد خلال الساعات الماضية بشأن إلغاء التقييم الأسبوعي للطلاب.

واعتمدت الوزارة تقييمات أسبوعية للطلاب تهدف إلى «التأكد من مدى تحقق نتائج العملية التعليمية»، في خطوة عدّها مراقبون أنها تأتي في إطار السعي للحد من «الغياب» في المدارس، بعدما «تم تخفيض الكثافة في الفصول الدراسية لما دون الـ50 طالباً في 99.5 في المائة من مدارس مصر»، بحسب بيانات رسمية للوزارة.

وعلى مدار السنوات الماضية، شهدت المدارس المصرية نسب حضور محدودة في غالبية المراحل الدراسية، مع تركيز الطلاب على الالتحاق بمراكز الدروس الخصوصية، واقتصار الوجود في المدرسة على أداء الامتحانات الشهرية والفصلية. وأقرت «التعليم» هذا العام تقييمات أسبوعية للطلاب تضاف مع التقييمات الشهرية، بجانب إعلان تفعيل نسبة حضور الطلاب في المدارس للسماح للطلاب بالدخول لامتحانات نهاية الفصل الدراسي.

خطوة جيدة

ووصف الخبير التربوي، أستاذ المناهج بجامعة عين شمس، حسن شحاتة، تطبيق التقييم الأسبوعي بـ«الخطوة الجيدة التي تزيد من ارتباط الطالب بالمدرسة، خصوصاً مع قصر الفترة الزمنية بين كل تقييم وآخر»، لافتاً إلى أن التقييمات على ما جرت دراسته «أمر سيجعل لدى الطلاب رغبة في الاستذكار باستمرار، وحضور جميع الاختبارات والتقييمات في المدرسة، لتحسين الدرجات التي يحصلون عليها في نهاية العام الدراسي».

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الهدف الرئيسي من التقييمات الدورية مرتبط بالتأكد من فهم وإدراك الطالب لما قام بدراسته، وهو أمر مطبق بالفعل في أنظمة تعليمية عديدة، لافتاً إلى أن «التقييم الأسبوعي» سوف «يزيد من دور المدرسة في حياة الطلاب، وسيجعل الطالب أكثر حرصاً على الحضور في مدرسته وعدم الغياب».

وزير التعليم المصري محمد عبد اللطيف خلال جولة تفقدية في إحدى المدارس (وزارة التعليم المصرية)

وترى عضو لجنة «التعليم» بمجلس النواب المصري (البرلمان)، النائبة أمل عصفور، أن جزءاً رئيسياً من المنظومة التعليمية مرتبط بحضور الطلاب إلى المدارس، مضيفة لـ«الشرق الأوسط» أن «انتظام الطالب بالمدرسة أمر مرتبط بتفاعله مع زملائه وانخراطه في العمل الجماعي وتكوين علاقات اجتماعية»، لافتة إلى أن «تطبيق التقييم مسألة إيجابية للغاية لا يجوز العدول عنها».

وأوضحت أن التقييمات الدورية تعزز الاهتمام بمذاكرة المنهج الدراسي بشكل مستمر، وتمكّن ولي الأمر من فهم أي مشكلات لدى أبنائه في وقت مبكر، لافتة إلى أنه حتى لو وجدت عيوب في تطبيق النظام الجديد «يجب معالجتها وليس إلغاء النظام، خصوصاً أن العام الدراسي لا يزال في بدايته».

تعديلات جوهرية

وأجرت وزارة التعليم تعديلات جوهرية عدة، طُبق غالبيتها مع بداية العام الدراسي الحالي، الذي انطلق الشهر الماضي، وتضمنت تقليص المواد الإجبارية في المرحلة الثانوية، وإدخال تعديلات على طريقة تدريس المواد الأساسية ونظام الامتحانات والتقييم في الصفوف الابتدائية والإعدادية، في وقت تتصدى فيه الوزارة بشكل كبير لمراكز «الدروس الخصوصية» وتطالب بإغلاقها، فضلاً عن إعادة تفعيل المجموعات الدراسية داخل المدارس.

وتشير عضو «التعليم» في البرلمان إلى أن حديث بعض أولياء الأمور عن الأعباء التي فرضتها التقييمات على الطلاب، وعدم التكافؤ في نماذج التقييم التي تقدمها الوزارة «أمور يمكن مناقشتها وتعديلها»، لافتة إلى تفهم مطالب بعض المدرسين لـ«إطالة فترة التقييم لتكون كل أسبوعين، وليس كل أسبوع، من أجل منح وقت أطول للتدريس».

وفي هذا الصدد، لفت الخبير التربوي إلى اختلاف طريقة التقييم من مرحلة عمرية إلى أخرى بجانب اختلافها حسب طبيعة المادة التي يتم تدريسها، مؤكداً «وجود أفكار عديدة يمكن مناقشتها، منها توظيف التقييمات لتكون بشكل مستمر بما يضمن انتظام الطلاب في المدارس ومنع الغياب بصورة تعيد للمدرسة مكانتها لدى الطلاب وأولياء الأمور».